مهرجان بونجال للحصاد إرث ثقافي هنديالباب: ثقافة شعوب
حسن محمد النعمي |
لكل شعوب الدنيا تراثها وإرثها الثقافي الخاص بـها، وهي فقط من تتميز به خلاف غيرها من الشعوب الأخرى ولهذا الإرث الثقافي ارتباط بثقافة كل عيد الحصاد بونجال في جنوب الهند هو ثقافة رائعة من ثقافات الشعب الهندي يقام الاحتفال بـهذه المناسبة في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير من كل عام إلى منتصف شهر شباط/فبراير وهو عادة هندية حيث لا يخلو تاريخ الهند ذلك البلد العريق الموغل في الأساطير والغموض، من ميل فطرى للبهجة والمرح يتلخص في العديد من الاحتفالات والمهرجانات التي تتوزع على مدار العام، والتي تعد أحد أهم عوامل الجذب السياحي في هذا البلد الجميل، ومن أهمها مهرجان البونجال. ويعد مهرجان احتفالات البونجال من أهم وأشهر مهرجانات طائفة التأميل في ولاية تاميل نادو الهندية، وهى من أهم وأعرق الطوائف العرقية الهندية التي تقوم على الاختلاف في اللغة والدين، ويتواجدون بصفة أساسية في جنوب الهند. ويختص المهرجان باحتفالات الحصاد في الهند، وهو عيد للشكر وإبداء الرضا للطبيعة عن المحصول الوفير ولكن على طريقة طائفة التأميل الهندية، وذلك لأهمية الحصاد في تلك الحضارة التي تقوم على الزراعة، حيث يعتمد فلاحو الهند في الزراعة على الماشية والمطر الموسمي والشمس، ولا بد لهم على الأقل مرة كل عام من إبداء الشكر لتلك العوامل الطبيعية التي تعينهم وتضمن لهم في النهاية محصولاً وفيرًا وذلك من خلال فعاليات مهرجان البونجال. ويتم الاحتفال بالبونجال في المدة من منتصف كانون الثاني/يناير وحتى منتصف شباط/فبراير أي في موسم حصاد الأرز وقصب السكر وغيرها من المحاصيل المهمة داخل الهند.
ويستمر الاحتفال بالبونجال أربعة أيام، ترمز للوفرة والسلام والسعادة، ويعقد المهرجان أيضًا لتكريم الشمس وشكرها على المحصول الوفير، وفيه تتجمع العائلات للاحتفال ومشاركة المحاصيل المختلفة بعضهم مع بعض، وتقدم للشمس أطباق من اللبن والأرز. وللاحتفال بالمهرجان يشترى الهنود الملابس الجديدة والمزركشة، بينما تعد سيدات البيوت الكثير من أصناف الحلوى لاستقبال الزائرين بكل ما هو طريف ونادر لاستقبال البونجال، حيث ينتشر الاعتقاد أن الاحتفال بالبونجال يجلب الثروة والسعادة للمنزل، وبينما يعد البونجال عمومًا احتفالاً بالشمس والحصاد، إلا أن كل يوم من أيامه الأربعة يخصص لعبادة أحد المعبودات المحلية، التي تقدر بالمئات في الهند. كما تتنشر على هامش المهرجان بعض الأنشطة الرياضة، وليس أطرف ولا أمتع من رياضة ترويض الثيران، التي يبدو أن لها في الهند مفهومًا آخر. وتعد مصارعة الثيران الهندية التي يطلق عليها (جليكاتو) أو (مانيا فيراتو) من أغرب الرياضات الهندية، وتقوم في الأساس على ترويض الثيران لا تعذيبها أو التخلص منها في النهاية كما في إسبانيا، وهى من أقدم وأعرق الرياضات التاريخية الباقية في العصر الحديث، وعلى الرغم من تشابـهها مع رياضة الجري خوفًا من الثيران الإسبانية الشهيرة إلا إنـها مختلفة تمامًا. ففي جاليكاتو لا يفترض بالماتادور أو المصارعين استخدام أي أسلحة، بل تقتصر كل واجبات المصارعين في الانقضاض على الثور الثائر محاولين الإمساك بسنم صغير على ظهره، يشبه سنم الجمل لكنه أصغر، وتتميز به فصائل الثيران الهندية، ويتبع ذلك محاولة التحرك مع الثور الهائج بدون السقوط أو الإصابة بأي أذى، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الدهسات بالأقدام من الثور للمصارعين الساقطين أو توجيه ضربات قوية لهم بقرونه الغليظة والحادة، وهو ما يمثل الجزء السلبى في اللعبة، التي ينظر لها معتنقوها وممارسوها على أنـها نوع من إثبات الذات، وإحياء التاريخ. ويتبع منظمو الرياضة وممارسوها بعض الإجراءات والممارسات المقبولة وغير المقبولة، وذلك لدفع الثور المصارع للجنون والخروج عن المألوف، قد يكون أبسطها ذر الفلفل الأحمر الهندي في عيونه قبل بدء المسابقة إثارة لحفيظته وضمانًا لتوحشه وهياجه، وذلك إثارة لحمية المباراة، التي ما أن تبدأ حتى يلقى المشاركون بأنفسهم على الثور الهائج محاولين ترويضه والحصول على الجائزة التي تعد أحد أهم السمات المميزة لمهرجان البونجال. وتعد هذه الرياضة لعبة جماعية، ويرجع تاريخها إلى حضارة وادى السند قبل 5000 آلاف سنة مضت ما يجعلها من أقدم العادات والرياضات التاريخية الباقية على وجه الأرض، حيث عثر على بقايا أثرية ترجع لحضارة وادى السند، عليها تصوير قديم لرياضة مصارعة الثيران الهندية ما يدل على شيوعها في أثناء تلك المدة الحضارية، هذا فضلاً عن أدلة أثرية كثيرة تدل على شيوع رياضة الجاليكاتو بين المحاربين القدماء في أثناء العصر الكلاسيكى لحضارة التأميل.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- مهرجان بونجال للحصاد إرث ثقافي هندي
- التبوريدة.. تراث مغربي أصيل
- مهرجان رمال الدولي في الكويت .. رؤية إبداعية
- مهرجان العشبات السبع في اليابان
- فرسان .. والحريد .. حكاية من الزمن الغابر
- صيد اللؤلؤ في البحرين إرث ثقافي عريق
- عقد الفل الجازاني إبداع وجمال
- التنورة الأسكتلندية ثقافة شعب في قماش
- عيد القمر عند الصينيين
- مهرجان النحت على الجليد في الصين
- صيد طيور الجراجيح في جزيرة فرسان
- مهرجان «البوكيرك» الدولي للبالون
اكتب تعليقك