نظرية الميمات المدخل العلمي التشريحي لنقد الخطاب الديني والسياسيالباب: مقالات الكتاب
محمد شلبي مصر |
الميمات
ميم أو "ميمي" (meme) بالإنجليزية مثل العربية، لفظ أحدثه عام 1976 البيولوجي ريتشارد دوكينز، ويشير هذا المصطلح إلى "وحدة المعلومات الثقافية" التي يمكن نقلها من عقل لآخر بطريقة مشابهة لانتقال الجينات من فرد لآخر ومن جيل لآخر خلال عملية التكاثر حيث تعد الجينات وحدة المعلومات الوراثية، وسرعان ما ظهر لاحقًا علم خاص يدعى علم الميميات Memetics يعنى بدراسة هذه الفكرة وتطبيقاتها.
يناقش دوكينز في كتابه "الجينة الأنانية" أن الميمي هي وحدة المعلومات المتوارثة، وهى المنسوخ الطافر خلال عملية التطور الثقافي. فهي النمط الأساسي القادر على التأثير على محيطه، والقادر على الانتشار من فرد لآخر. وسرعان ما أطلقت هذه الأفكار جدالاً ونقاشًا عميقًا بين أوساط علماء الاجتماع.
أعطى دوكينز أمثلة عن الميمات: "المعتقدات الدينية، الموضة وأنماط اللباس، الطقوس، العبارات الملتقطة من الشارع، طرق البناء وصناعة الأقواس في البناء".
الحركة الميماتية الجديدة انطلقت من جديد في منتصف الثمانيات على يد دوغلاس هوفشتادر الذي كان يكتب حينها في مجلة ساينتفيك أمريكان، كان من أهم مميزات هذه الحركة الجديدة إنها مختلفة عن النظرية التطورية الاجتماعية التقليدية، وأن معظم ناشطيها كانوا من خارج إطار علم الاجتماع وعلم الإنسان من المهتمين بهذه المواضيع لهذه الساحة الإبداعية الجدية وغير المستكشفة، في عام 1992 ظهر كتاب جديد حقق رواجًا "الوعي مفسرًا" لفيلسوف جامعة تينت دانيال دينيت الذي استخدم الميمي ضمن إطار نظرية مستفيضة حول الوعي والدماغ والعقل. في عام 1993 عاد ريتشارد دوكينز ليستخدم مصطلح "الميميات" Memetics في مقالته "فيروسات العقل" ليشرح ظاهرة المعتقدات الدينية وخواص الديانات المنظمة.
تطبيقات نظرية الميمات
تتكون الثقافة من وحدات، هذه الوحدات هى التي تنتقل من عقل إلى آخر وتتحكم في السلوك، قد تكون تلك الوحدة الثقافية عبارة عن فكرة أو معلومة أو أسطورة أو حكاية أو طقس أو قيمة. وقد استسهل البعض استخدام لفظة "ميمة" تسهيلاً بدلاً من استخدام مصطلح "وحدة ثقافية" فكل فكرة هي ميمة، وكل معلومة ميمة، وكل طقس ميمة وهكذا.
علم التطور الثقافي أو علم الميميات Memetics هو العلم الذى يرصد ويدرس بقاء الميمات وانتشارها من شخص لآخر من نفس الجيل أو بين الأجيال، وطرق النمذجة التطورية لانتقال المعلومات الثقافية بين أفراد المجتمع.
يمكن لفكرة أن تنقرض في حين أن أفكارًا أخرى يمكن لها أن تنجو وتحيا وتنتشر، وبهذه الصورة نلاحظ نظرة للتطور الثقافي على أنه يتبع سلوكًا دارونيًا، وقد استخدم البعض مصطلح "الانتخاب الثقافي" ليدلل على انتخاب طبيعي للوحدات الثقافية أو الميمات بطريقة مشابهة لأفكار تشارلز داروين فيما يخص التطور البيولوجي، باعتماد أفكار مثل التنوع، الطفرة، التنافس وأخيرًا الوراثة، ويمكن تفسير وتوقع نجاح تكرارية هذه الأفكار وانتشارها وتطورها.
ما هي المعلومات التي ستبقى لمدة 1000 عام؟ وأيها ستنقرض؟ لنعيد صياغة السؤال مرة أخرى: هل تمتلك بعض المعلومات خصائص معينة تجعلها تستمر لأكثر من ألف عام؟ وكيف نحدد في أي الجماعات نشأت قيمة أو معلومة ثقافية معينة؟ وكيف انتقلت من مجموعة إلى أخرى؟
تختلف الميمات في قدرتها على البقاء أي تكيفها مع البيئة الثقافية الاجتماعية التي تنتشر فيها، والتغير الذي يحدث في الميمات واندماجها مع ميمات أخرى يؤدى إلى ظهور عدد من الميمات، كما يؤدي لظهور عدد من الميمات التي تتنافس فيما بينها لتجذب عقول الناس.
يرى دوكينز أن الميمات تتناسخ وتنتقل من شخص إلى آخر ومن جيل إلى آخر ومن زمن أو فضاء إلى آخر، بطريقة مشابهة لانتقال الجينات من فرد إلى آخر.
تسمى الجينات مكررات لأن لها القدرة على عمل أكثر من نسخة منها أى تتناسخ وتنتقل من الأبوين إلى الأبناء، مثال الجين المسبب لمرض فقر الدم المنجلي، ومرض الملاريا. إن لهذه القاعدة البسيطة قوة مذهلة، وتتيح للبيولوجيين فهم ظواهر متباينة.
إذن الجينات هي مكررات لها ثلاث خاصيات أساسية: التكرار (القدرة على النسخ) والتغاير والانتقاء، فالجينات لا تبقى دائمًا على صورتها، فالانتقال أو النسخ ينتج عملية للانتقاء (الانتخاب) الطبيعي أن يفعل فعله. وعليه يمكن تفسير التكيف أو التلاؤم للجينات التي تتناسخ بأعلى معدل ممكن.
لقد كان دوكينز أول من أطلق على المعلومات المستنسخة تعبير المكرر، فالميمات هي أيضًا مكررات وأنها تنسخ من عقل إلى آخر. والكثير من تلك الميمات يعزز حياتنا، مثل النظم القانونية والنظريات العلمية والرياضيات والفنون. لكن هناك ميمات أخرى أشبه بأشكال العدوى التي تنتقل من عائل إلى آخر عن طريق التقليد، فالتركيب الأساسي لتلك الميمات عبارة عن أمر بالنسخ، يكون مدعمًا ببعض التهديدات والوعود. وتستخدم المجموعات الدينية هذا الشكل، وهذا ما جعل دوكينز يطلق عليها "فيروسات العقل" فهى تقفز من الدماغ وتنتقل إلى دماغ آخر إلى أجهزة الكمبيوتر والفضاء المعلوماتي أو الكتب أو الأعمال الفنية، مشكلة منظور أبنائنا لعالمهم، وللآخرين.
ميمات المجموعات الدينية
الروم الكاثوليك مثلاً يدعون لنقل ميمات عقائد مذهبهم الديني إلى الآخرين، وخاصة إلى أولادهم؛ فالدعاء وصلاة الشكر عند الأكل وإنشاد الترانيم والذهاب إلى الكنيسة والتبرع بالمال للمؤسسات أو للمجموعات الدينية، كلها من مظاهر تلك الميمات التي يحث على أدائها بالتهديد بدخول الجحيم للأبد أو الوعد بدخول الجنة.
وعلى نحو مماثل، فإن الشريعة الإسلامية تحمي الميمات الخاصة بها عن طريق فرض عقوبات مشددة على من يخرج عن تعاليم الدين، فالاعتقاد دون دليل أمر مرغوب فيه، والشك أمر غير مرغوب فيه. وفي الحالات المتطرفة نجد ميمات تقتل من يحملها، كما هو الحال بالنسبة إلى الشهداء الذين يموتون من أجل عقيدتهم.
ومن ثم يمكن أن تنسخ ميمات أى دين على نحو ناجح، سواء أكانت معتقداته الأساسية صحيحة أو ذات قيمة على أي نحو أم لا. لقد بقيت الأديان التقليدية إلى حد كبير بسبب الانتقال الرأسي (من الوالد إلى الإبن). ويجب أن تتيح لنا نظرية الميمات التنبؤ بكيفية تكيف تلك الأديان مع الانتقال الأفقي السريع على نحو متزايد، والتنبؤ يالأديان والمذاهب التي من المحتمل أن تستمر.
أنظمة الوقاية والحماية
إن الذات من الممكن أن تكون مجمعًا للميمات؛ أي مجموعة من الميمات التي تزدهر معًا وتقوى في كل مرة تستخدم فيها كلمات وألفاظ مثل: "أنا أعتقد..." و"أنا أعرف..." في واقع الأمر، إن الكلمات فقط هى التي يتم نسخها وتتصارع الميمات لتجعلنا ما نحن عليه؛ أي آلات ميمات مضللة...
وتعمل أنظمة الوقاية والحماية على إضعاف التبعية لآراء الآخرين، وزيادة قدرة المرء على التوقف والتفكير الناقد بطريقة أكثر مرحًا وتسامحًا تجاه ما نقرأه أو نسمعه أو نشاهده على الشاشة الثانية (الجوال).
وتكمن الصعوبة في أن حياتنا كلها تمضي وفق اعتماد النقل والتلقين، وكراهية التفكير الناقد الذي قد يجترئ على الثوابت... في البيت والمدرسة والجامعة والجامع وفي الدوائر الحكومية، ولأننا بتمسكنا بالتعليم القائم على النقل والتلقين نعد أجيالنا لكى تنضوي تحت الرايات السوداء لداعش وأخواتها.
إن إشاعة التفكير العلمي الناقد بين الأجيال الجديدة، وانتقاله كممارسة طبيعية في حياتنا بعد ذلك، هو االوقاية لهم والرافعة الاستراتيجية لبلادنا.
بإيجاز ووضوح، أطرح هنا أبعاد التفكير الناقد كممارسة حياتية. فالتفكير الناقد ينصب أساسًا على امتحان الفرضيات التي تقوم عليها أفكارنا وعقائدنا... ثم التعرف على السياق الذي خرجت منه تلك الأفكار والعقائد.
من مقومات التفكير الناقد:
(1) التعرف على الافتراضات:
من أهم أسس التفكير الناقد، محاولة التعرف على الافتراضات الخلفية التي يقوم عليها تفكيرنا، وتتأسس عليها ضروب سلوكنا... وذلك تمهيدًا لامتحانها، والتحقق من مدى سلامتها، واتفاقها مع الواقع المعاصر.
نحن هنا نتساءل بالنسبة لكل ما نأخذه مأخذ التسليم من فرضيات، ونعتبره من الأمور البديهية، سواء في تنظيم العمل، أو في علاقتنا مع الآخرين، أو في الأساس الذي يقوم عليه التزامنا السياسي والعقائدي.
(2) الانتباه إلى السياق الذي تخرج منه الافتراضات:
مع اكتشاف الافتراضات التي تحكم عاداتنا ومداركنا وتفسيرنا للعالم من حولنا، نصبح أكثر إدراكًا لتأثير السياق أي الزمان والمكان الذي خرجت منه تلك الافتراضات. وممارس التفكير الناقد يعلم أن الممارسات والتصرفات الاجتماعية لا تكون بلا سياق يحكمها.
(3) مراجعة فرضياتنا:
تحديد الافتراضات التي يقوم عليها تفكيرنا ثم التعرف على السياق الذي خرجت منه، يمهد ذلك لامتحانها والتحقق من مدى سلامتها واتفاقها مع الواقع المعاصر.
(4) تصور وتخيل البدائل:
من الأمور الأساسية في التفكير الناقد، القدرة على تخيل الاحتمالات واستكشاف البدائل للافتراضات الحالية التي يلتزم بها الفرد في تفكيره وحياته. عندما يتحقق الفرد من أن العديد من أفكاره وتصرفاته تنبع من افتراضات لا تناسب الحياة الراهنة، ينشغل باكتشاف وامتحان طرق جديدة، واعيًا بأهمية أثر السياق في تشكيل كل ما يعتبره عاديًا وطبيعيًّا.
التشكك التأملي
عندما تكتشف بدائل جديدة لما رسخ في تفكيرنا وسلوكنا، تصبح أكثر تشككًا فيما اعتدنا أن نطلق عليه تعبير "الحقيقة النهائية" أو "التفسير الكامل" وهو تشكك العلماء، ولا يعنى التشكك من أجل الرفض، ولكن من أجل التأمل والتثبت من المصداقية.
ممارس التشكك التأملي، يدرك أن التمسك بممارسة ما لزمن طويل، لا يعنى أنها الأنسب لجميع الأزمان، وبالتحديد للحظة الراهنة. كما أن مجرد قبول الفكرة من أعداد كبيرة بالملايين لا يعفينا من امتحانها على أرض الواقع الراهن، ثم قبولها أو رفضها واستبدالها، وفقًا لما يتمخض عنه ذلك الامتحان.
أنظمة المكافحة
تتردد إدانتنا للإرهاب مرارًا وتكرارًا، لكن أين الفكر الذى ندين به؟
لا يوجد تيار فكري لمكافحة التطرف في العالم وفي الوطن العربي، وعلينا أن نصنع تيارًا فكريًّا نقديَّا كوكبيًّا ضد تيار كوكبي للجريمة المنظمة التي يرتكبها البعض بالتزام ديني.
ولا نستطيع أن نتجاهل ثقل العامل الديني (الأيدولوجي) في جرائم الإرهابيين، فهؤلاء ليسوا ضحايا ولا مجانين بل أصحاب معتقد. ومقولة أنهم (مجانين) نستطيع أن نضعها في خانة (التكاسل الفكري) كذلك مقولة (الإرهاب لا دين له) لنعفى أنفسنا من المسؤولية ومواجهة المعتقد الديني لهؤلاء.
إن النقد العلمي التشريحي لميمات الفكر المتطرف هو ألف باء إدانة ومكافحة للإرهاب. وتساعد نظرية الميمات وتطبيقاتها على تفكيك البنية التحتية لأنظمة الاعتقاد الدينية والسياسية أيضًا.
وتتوافر لنظرية الميمات المنهجية العلمية النقدية لمكافحة فيروسات التطرف، وذلك على النحو التالي:
• تحليل وتفكيك ميمات الفكر المتطرف..
• تقدير الوزن النسبي للمعتقدات أو الميمات، وتحديد الميمة المؤسسة للتعامل معها.
• فهم لتركيب الميمة المؤسسة، وعناصر القوة والضعف ليها، وتستمد ميمات المجموعات الدينية قوتها من خصائص خمس، هي:
1. جزئيًّا كونها مجردة غيبية.
2. وغير قابلة للنقد.
3. وبسيطة كتقسيم العالم إلى نحن وهم.
4. وجزئيًّا لأنها تتوافق مع موروثات موجودة سابقًا.
5. وجزئيًّا لأنها ترتبط بعواطف قوية.
وتجري السيطرة على التفكير عندما تقترن الأفكار المجردة غير القابلة للطعن، بالعواطف القوية جدًّا. وتجدر الإشارة إلى أن الأفكار المجردة الغامضة والعواطف القوية تميز أنظمة الاعتقاد الدينية والسياسية، كما ترتبط غالبًا بطوائف خطرة؛ تلك التي يكون أعضاؤها مستعدين لمهاجمة أعضاء المجموعات الخارجية أو قتلهم.
كما تجدر الإشارة إلى نقطة ضعف بنيوية لدى ميمات المجموعات الدينية، وهى الفرضية الخلفية لأفكارهم ومعتقدهم، هذه الفرضية لم يسبق مراجعتها، كما أنها غير مدركة لدى الكثير من أعضاء هذه المجموعات!
ويمكن لأنظمة المكافحة هنا مهاجمة الفرضية الخلفية للميمة المؤسسة من خلال ممارسة للتفكير الناقد، وإنتاج شفرة أو صيغة للمكافحة لها ذات السمات وخصائص القوة لميمات الفكر المتطرف، لكن بمحتوى مغاير.
تطبيق 1: ميمات "الإخوان المسلمون"
إن أصل العنف يكمن في الفكر قبل الممارسات، ونبتة العنف تنمو في حقول الميمات الموجهة لعملية التفكير مهما كانت.
تقوم المرجعية الإخوانية على مجموعة من الميمات المركزية أهمها ميم "الحاكمية لله" وميم "جاهلية القرن العشرين" وميم "الإسلام الشمولي".
ميم الحاكمية يفصح عنه خطاب سيد قطب أحد الرموز المؤسسة لجماعة الإخوان المسلمين. ويعني مبدأ الحاكمية لله في كتابات حسن البنا الخضوع للتصور الشمولي لمنهج الإخوان في فهم الإسلام. وضع البنا في إحدى رسائله المعنونة بـ«رسالة التعاليم» بروتوكول فهم الإسلام من خلال ما يُعرف بالأصول العشرين التي تُحدد أركان البيعة، ونجد على رأس قائمة الأصول العشرين المبدأ الذي يرى في الإسلام إلى جانب المظاهر المعروفة يراه أيضًا جهادًا ودعوة وجيشًا.
وإلى جانب مبدأ الشمولية وإطلاقية مبدأ الحاكمية، فإن فكرة الجاهلية، تُعد مقولة رئيسية في تحديد معالم تصوّر الإخوان للعلاقة مع الواقع الحاضر ومشكلات العصر، وأيضًا كيفية التفاعل مع الآخر مرجعيات وأفكارًا. يُوضح محمد قطب في كتابه «جاهلية القرن العشرين» المقصود بـ«الجاهلية»: فهي «ليست حقبة تاريخية مضت إلى غير رجعة، إنما الجاهلية حالة نفسيّة ترفض الاهتداء بهدي الله ووضع تنظيمي يرفض الحكم بما أنزل الله».
إن أهم ما نلاحظه هو أن هذه الأفكار ونقصد بذلك توصيف الجاهلية الجديدة مثلاً هى أنها تؤسس فكريًّا للجهادية وللتكفير. فلقد تربت أجيال على هذه الأفكار. هكذا نفهم المسؤولية الفكرية لتنظيم الإخوان في ظهور الجماعات التكفيرية وانتشارها على نحو جعلها آفة هذا القرن، ومصدر معاناة حقيقي للشعوب الإسلامية (آمال موسى، 26 نوفمبر 2017)
تطبيق 2: ميمة خطاب سياسي
نستطيع رصد ميمة مؤسسة لخطاب سياسي شائع في الوطن العربي، مثال: مصر والجزائر.
يكرر الرئيس تحيا مصر ثلاثًا، وحساب بنكي تحت اسم "تحيا مصر"، وهذا الحديث المنسوخ والمكرر دومًا عن أم الدنيا، وحضارة 7000 سنة، وعبقرية المكان في زمن تكنولوجيا الاتصالات وكسر حاجز الزمان والمكان!
وفي الجزائر تشيع لغة الأفضل والأعظم عن الوطن، كل هذا مع واقع بئيس في البلدين، وتناقض سافر مع حقائق الجغرافيا! أين يذهب بنا هذا الخطاب؟ ألا يقودنا إلى مزيد من العقد المركبة؟
وماذا لو تحولنا من تقديس وتعظيم الوطن إلى تعظيم المواطن، وتقديس قيم كونية عن حقوق وحريات أساسية للفرد؟
وتجدر الإشارة هنا أن الميمة المؤسسة لذاك الخطاب تلعب باللغة جيدًا، حيث ينسحب تعظيم الوطن إلى تعظيم رموز هذا الوطن وسدنته من نظم مؤقتة تخضع لقانون التداول السلمي للسلطة.
تغريد
اكتب تعليقك