حَــرْفَـانالباب: نصوص
إبراهيم عمر صعابي |
حَــرْفَـان
شعر: إبراهيم عمر صعابي
حرفانِ سـيّدتي جـاشـا بأحـزاني
وأنسـياني من المأســاةِ إنساني
الحـــاءُ حَـاصَرني من كلّ زاويَــةٍ
والبـــاءُ بيّنَ أنّ الحـبَّ أشــقاني
الحاءُ حـاسبني عن كل جارحةٍ
والبَــاءُ بَـدّدَ في الآفاقِ ألحـاني
وأجهشَ القلبُ بعدَ الحاءِ من حُرَقٍ
فجـاءهُ الباءُ يطوي صفحةَ الجاني
حرفانِ حاءٌ وباءٌ من أسى افترقا
إلى وبــاءٍ وحـــربٍ بينَ أخــدانِ
حاءٌ وبـاءٌ فكم مـالا بسحرهمـا
عنِ القلوبِ فصارا حيلةَ العاني
عشنا زمـانًا ونارُ الحبّ تُحـرقنا
ونحنُ نصمتُ عن تقـوى وإيمانِ
ولا نبوحُ بمـا في النفسِ من ألمٍ
ما أجملَ الحُبَّ إنْ يشقى بهِ اثنانِ
وأصدقُ الحبّ في الأضلاعِ مسكنُهُ
وليسَ حرفينِ في مـرآةِ عُمْيـــانِ
وليسَ حـرفينِ أخفى العطرُ لونهما
ولـيسَ أغنيـــــةً صيغـتْ لفنّــــانِ
لكنّــهُ البَـوْحُ في همـسٍ وفي ثقــةٍ
لمـنْ نُـحبّ ونبني حلمَنـــا الثّــاني
أعــذتُ حرفينِ من مـسٍّ أصابهمـا
ومن عقـوقٍ سَـرى في ليلِ أحزانِ
أثـار في مهجتي من قولِـهِ عجبًـا
حتّى حسبتُ بـأنّ البحـرَ أغراني
إنّي لأعـجبُ من حرفينِ ضمّهمـا
لفظٌ وشتّت شملَ الصَّـحبِ حرفانِ
تغريد
اكتب تعليقك