رُقْيَةُ مدينةٍ مَسْكُونةالباب: نصوص
إبراهيم عمر صعابي |
صديقي
سلامٌ عليكَ
سلامٌ على صَحْبكَ الطَّيِّبينْ
سلامٌ على قبلة الحبِّ والشِّعرِ والياسمينْ
سلامٌ
يطلُّ ضحىً من بياضِ الشَّواطئِ من ساحلِ المتعبينْ
صديقي
قُمِ اقْرأْ
قُمِ اقْرأْ
قُمِ اقْرأْ بفاتحةِ الحُسْنِ
واسلكْ طريقَ التَّبَاريحِ
حتى تعودَ الجراحُ إلى نهـــرها
والرياحُ إلى نحرها
والحمامُ إلى ثغرها
قف بقارعةِ الشَّهدِ حينًا من الدَّهْرِ
رَدِّدْ على سَمْعها : "قُلْ هُوَ اللهُ"
ثُمَّ أَعذْها بربِّ السَّمَاواتِ مِنْ كُلِّ داءٍ دَفينْ
وَمنْ كُلِّ لصٍّ أمينْ
ورتِّلْ على نارها آيةً محرقةْ
لنا في المدينةِ ..
بابٌ يقومُ على فكرةٍ مُغْلَقةْ
لنا في المدينةِ ..
وجهٌ غريبٌ ينامُ على لغةِ المشْنَقَةْ
ويصحو على لغةِ المشنقةْ
فقطْ تحتوينا السَّماءُ بزينتها
في المدينةِ بحرٌ بخيلٌ
وحزنٌ يَمُرُّ على خَجَلٍ
ربَّما
يسرق الضوءَ والأغنياتِ
هنا ..
من جنوبِ الجمالِ المعتقِ بالصبرِ والنازفينْ
فَمي مغلقٌ كالطريق إلى العابثينْ
هو الخوفُ
من نَزَقِ الظلمِ في غربةِ الكلماتْ
أكُلُّ السَّـــــواحِلِ يَغْشَى ثراهــا المَمَــاتْ ؟
أكُلُّ السَّــــواحلِ تُهْدي بنيها فُتاتَ الفُتَاتْ ؟
أكُلُّ السَّواحِلِ تحمي الغريب بكل اللـغاتْ ؟
صَديقي
قُمِ اقرأْ ولو آيةً
رُبَّما يَخْرُجُ الماردُ النَّذلُ
تصحو المدينةُ من موتها
رُبَّما في المسَـاءِ تعودُ الحياةْ
قُمِ اقرأْ
ولو آيةً .. آيتينِ .. ثلاثًا
ورُشَّ على صَدْرها ماءَ زمزمَ أكثرَ منْ قُلَّتَيْنْ
فكلُّ الشَّـــــرايينِ مسكونةٌ بالظلامْ
وكل المواعيدِ مســـــــكونةٌ بالظلامْ
وكل الأمـاكـنِ مـسـكـونـةٌ بالـظـلامْ
وكل الموائدِ مســــــــكونـةٌ بالعظامْ
قُمِ اقْرأْ صديقي
ألستَ تُجيدُ التِّلاوةَ ..
رتِّلْ فَسَيِّدُ نخوتنا هُمَــامْ
لنا سَيّدٌ
بَابُهُ موغلٌ في الغيابْ
له ألفُ صمتٍ وصمتٍ يُجيدُ السِّبابْ
لهُ رُفْقَةٌ نصفُ قامتهمْ في انْحناءْ
يصوغُ بهمْ نَكْهةً للصَّباحِ
وأخرى يُخَبِّئُها للمَسَاءْ
وقفنا هنا يا صديقي
وقفنا ببابِ المدينةِ
ننعي المواني وقدْ أبحرتْ في الرجاءْ
ونزجي سلامًا
على ساحراتِ السَّواحلِ
إذ يحْترفْنَ
غناءَ المواويلِ للعائديـــنْ .
تغريد
التعليقات 1
لله درك ابا احمد...قصيدة جزلة تحمل معاني جميلة وصور خيالية بديعة.
اكتب تعليقك