في ضيافة خير جليس في الزمان .. الكتاب.. حكاياته، تاريخه، محنه، وطرائفهالباب: مقالات الكتاب
د. محمّد محمّد خطّابي مدريد - (إسبانيا) |
الكتابة والكتاب
على هامش معارض "الكِتاب" الكبرى التي تنظّم بين الفينة والأخرى في مختلف العواصم العربية والعالميّة على امتداد الحَوْل، ندعو القارئ الكريم إلى جولة في عالم الكِتَابة، والكَتبَة، والكُتّاب، والكِتاب...هذا الجليس، الأنيس، المعلّم، الوفيّ، الصّامت، الناطق، الصّادق الذي رافق الإنسانَ منذ أقدم العهود، وما زال يلازمه، ويصاحبه، ويرافقه، ويؤنسه إلى يومنا هذا، حتّى في زخم عصر التطوّر التقني (التكنولوجي) الهائل، والمُذهل، وفي دنيا الإعلاميات، والاتصالات، وما تطلع به علينا كل يوم من اختراعات، واستنباطات متطوّرة في عالم الحواسيب، والعقول الإلكترونية، والشّابكة (الإنترنيت) وشبكاته العنكبوتية المتشعّبة، واستعمالاته المتعدّدة والمحيّرة من ذاكرة الحاسوب، وكتبه الإلكترونية، والفيسبوك، والرّائي أو المشواف (التلفاز) وسواه من الجديد المتواتر المُبتكَر الذي ما انفكّ يفاجئنا به هذا العصر العجيب، مع ذلك ما زال الكتاب موجودًا، ومحبوبًا، ومطلوبًا، وحاضرًا بقوّة بيننا، بل إنه ما فتئ يحتلّ مكانَ الصّدارة بين ظهرانينا وَرَقيًّا وإلكترونيًّا على حدٍّ سواء.
الكتاب...أيّ سرّ أو سحر يكمن بين دفّتي هذا الخِلّ الوفيّ، والصّديق الأمين، والجليس الأنيس، والسّاهر السّامر..؟ ما أصله..؟ ما قصّته وتاريخه وتطوّره..؟ ما هي معاناته..؟ ما هي المخاطر التي تحدّق به والتهديدات التي تلازمه وتلاحقه..؟ وما نوعيّة الجرائم والفظائع التي ارتكبت وما زالت تُرتكب في حقّه..؟ ما هي مآسيه ومحنه، واغترابه واستلابه؟ ماهي أخباره وحكاياته وطرائفه ومكانته عند الناس والخلفاء والأدباء والشّعراء ..؟
كان أمير الشعراء أحمد شوقي يقول:
أنا من بدّل بالكتب الصّحابَا
لم أجد لي وفيّا إلاّ الكتابَا
ويقول أحمد أبو الطيّب المتنبّي في بيته المشهور:
أعزُّ مكانٍ في الدّنى سرجُ سابحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزّمان كتاب
القرطاسُ والقلمُ
بدأت الكتابة في العهود الغابرة من الأزمان في شكل صُورٍ تدلّ على معاني ومدلولات ملموسة في الحياة اليومية للإنسان القديم، وقد تمّ العثور علي الكثير من النقوش والصّور والرموز التي تدلّ على معاني ومفاهيم معيّنة في منطقة الهلال الخصيب، خاصّة في الحضارة السومرية قبل حوالي ستّة آلاف سنة، وقد عرفت الكتابة عندهم بالمسمارية أو الإسفينية، كما تمّ العثور في مناطق أخرى من العالم على بعض الرسوم والصّور مثل تلك التي عثر عليها في كهوف "ألتاميرا "في إسبانيا، و"لاسكو" في فرنسا، أو رسوم "ناسكا" في البيرو عند شعوب الأنكا والموشيك وسواها من المناطق الأخرى من العالم. وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وابتكروا الكتابة مستعينين بالسومرية والمصرية القديمة، ثم جاء الإغريق وطوّروا أبجديتهم نقلاً عن الفينيقيين، ثم أصبحت عندهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت فيما بعد الأبجدية الخاصّة بالغرب، ثم جاء الرّومان وأخذوا الأبجدية الإغريقية، وقد سادت اللغة الرومانية واللاّتينية في مختلف الأصقاع الأوروبية بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب. وجاءت الكتابة العربية متأخرة، "إذ يعود تاريخ ظهورها إلى حوالى 600 ق م، من التاريخ، والأبجدية العربية مشتقة من الكتابة السّامية، جاءت من رحم اللغة الآرامية السّريانية بنت الكنعانية وربيبتها"، وبدأت الكتابة العربية تنتشر في الأصقاع بعد أن قرّر الخلفاء الراشدون تدوين القرآن الكريم على عهد الخليفة عثمان بن عفّان، ثم انتشرت الكتابة العربية انتشارًا واسعًا مع انتشار الدين الإسلامي الحنيف. والأبجدية العربية مشتقة من الكتابة السامية التي اشتقت بدورها من الأبجدية الفينيقية والتي وصلت العرب عن طريق الأنباط الذين تأثّروا بحضارة الآراميين وطريقة الكتابة عندهم. وفي القرن الثامن للميلاد شرع العرب في استخدام الورق الذي ابتكره الصينيّون بدلاً من الرقّ أو الجلود، بعد ذلك أسّس العرب مصانعَ للورق، وعنهم أخذته البلدان الأوروبية في القرن الثاني عشر. وقد أنشئ أوّل مصنع للورق في إنجلترّا في القرن الخامس عشر. وفي عام 1436 اخترع "غوتينبرغ" الطباعة فكان ذلك الاختراع قفزة عظيمة، وفتحًا مبينًا في تاريخ الكتابة ثمّ الكتاب الذي تمّ نقله من طور القرطاس والقلم، والمخطوط الغميس، إلى المكتوب أو المطبوع الصقيل.
يؤكد الباحث في التاريخ القديم "إلياس غندور أيوب عطا الله" في كتابه (الكون والإنسان بين التطوّر والعلم والتاريخ): «أنّ الكتابة الأبجدية الكنعانية (الكنعانيون وهم من زمن 4000 ق م) ابتكرها تاووتس الكنعاني ابن ميسور، أو ميزور، ابن اميتس ابن كنعان ابن حام، بحوالي 500 سنة قبل ان يولد الفينيقيون في التاريخ، علمًا أن الفينيقيين هم أحفاد الكنعانيين، وأنّ قدموس الكنعاني شقيق فينيقس وكيليكس وأوروبا، جميعهم أولاد أجينور أو أشنار ملك صور اللبنانية في القرن 13 ق م هو الذي حمل الأبجدية الكنعانية، وليس الفينيقية، إلى بلاد الإغريق حوالى 1250 ق م. وحديثًا عثر علماء اليونان/الإغريق على عملات معدنية من العصر الكنعاني عليها صورة قدموس يعلّم الناسَ هناك الكتابة الكنعانية». ويرى الأستاذ غندور: «أنّ اللغة اللّاتينية التي اشتقت منها معظم اللغات الأوروبية هي بنت اللغة الكنعانية، منها اشتقت، وتحمل ملامحها في جميع صورها ومعانيها. وبعد الكنعانيين طوّر الفينيقيّون الكتابة ببراعتهم مستعينين بالإرث الكنعاني ثم بالسّومرية، والمصرية القديمة».
ويؤكد الباحث في اللغة الأمازيغية الأستاذ محمد حمزة من جهة أخرى: «أنّ الدراسات الحديثة أثبتت أن التيفيناغ هو سابق للأبجدية الفينيقية بقرون. وهو من الكتابات القديمة التي يُقال أنها كانت موجودة في وقت الكتابة الأولى التي عرفت في منطقة سومر ببلاد الرافدين»، ويوجد مِن المختصّين مَنْ يؤكد أنّها عاصرت الكتابات المسمارية القديمة، كما تشير عدّة نظريات إلى أنّ كتابة التيفيناغ هي إنتاج محلي للأمازيغ في شمال إفريقيا. وترجع بعض الدراسات التيفيناغ إلى الكتابة الليبية القديمة التي تعود إلى آلاف السنين والمدوّنة في الرّسومات الحجرية، حيث جرى تحوّل من الرّسومات التي تجسّد كلَّ شيء إلى ما يُسمى التجريد إلى أشكال هندسية، وهذا ما يؤكد أن الإنسان في شمال إفريقيا انتقل من الرّسم إلى الكتابة وعلى سبيل المثال انتقل من رسم المرأة إلى الترميز لها من خلال شكل المثلث الموجود في الكتابات والرسوم، وهو نفسه الحرف (ت) أو (T ).
بَابُ الرّمْلَة وجرائم الحرائق
تعرّضت الكتب والمخطوطات منذ أقدم العصور إلى المتابعة، والمصادرة، والرقابة، والحرق، والدمار، والإتلاف... فقد كان الكتاب منذ القدم هو الوسيلة التي تنقل بواسطته العلوم والمعارف وأسرار الحروب وخطط الدفاع والهجوم، وفيها كانت تُسجّل الاختراعات وأسرار الدّول والصنائع، والمُخترعات، بل كان الكتاب هو السّلاح الأفتك، والوسيلة المثلى والأنجع للتنوير والتعليم وتثقيف العقول وتهذيب النفوس وتغذية القلوب وملئها بنور الإيمان والهداية. كان أوّل ما نزل من القرآن الكريم( اقرأ)، وفي سورة البقرة يرد اسم الكتاب، كتاب الله فيقول جلّ جلاله: (الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) .
وكانت كتب المسلمين في الأندلس تثير الرعبَ والهلعَ في قلوب الإسبان المتزمّتين منهم، في حين كان يحتفي ويُعنىَ بها آخرون، فهذا الكاردينال سيسنيروس أمر عام 1501م بحرق مكتبة "مدينة الزّهراء" التي كان بها ما ينيف على 600000 مخطوط في مكان يسمّى "باب الرملة" بغرناطة وهي ساحة كبرى معروفة ما زالت موجودة بها بنفس هذا الاسم العربي القديم حتى اليوم، يؤمّها السيّاح من مختلف أنحاء العالم، ويشرئبّون بأعناقهم لمشاهدة اللوحة الرّخامية التي كتب عليها هذا الاسم الذي أصبح لصيقًا ومقرونًا باسم هذا الكاردينال ولكنهم لا يعرفون شيئًا عن فعلته الشنعاء، وجريمته النكراء التي دمّرت واختفت على إثرها العديد من المخطوطات وأمّهات الكتب النفيسة التي أبدعها علماء أجلاء في مختلف حقول العلم، وفروع المعارف بالأندلس، ويقال إنّ الجنود الذين كلّفوا بالقيام بهذه المهمّة كانوا يخفون بعضَ هذه الكتب أثناء إضرامهم النارَ فيها في أرديتهم لفرط جمالها وروعتها إذ كان معظمها مكتوبًا بماء الذهب والفضّة، ولقد ظلّت هذه الحماقة الهوجاء وصمة عار، ونقطة قاتمة في التاريخ الأسود لإسبانيا المتزمّتة إبّان محاكم التفتيش .
التاريخُ يُعيد نفسَه
وقد وصف لنا العديد من شعراء الأندلس بحسرة ما بعدها حسرة في هذا السياق كيف أنّ الإسبان بعد حروب الاسترداد كانوا يحرقون الكتب والمخطوطات والمصاحف ويلطّخونها على مرأى من المسلمين، وفي ذلك أشعار كثيرة مؤلمة منها هذه الأبيات التي يخبرنا فيها شاعر أندلسي متحسّرًا أنّ "سلطان الإسبان وكبيرهم" قد فعل بهم من الفظائع والأهوال، إلى أن يقول:
وأحرق ما كانت لنا من مصاحف
وخلّطها بالزّبلِ أو النجاســةِ
وكلّ كـتـابٍ كان في أمـــرِ ديـنـنا
ففي النّار ألقوْه بهزءةٍ وحقرةِ
ولـم يتركــوا فـيـهـا كتابًا لمـسـلـمٍ
ولا مُصحفًا يُخلىَ به للقراءةِ
وقد أعاد التاريخُ نفسه في بلدان أمريكا اللاتينية حيث قام الاسبان عند اكتشافهم لها بحرق العديد من المخطوطات والكتب القديمة التي تعود لشعوب المايا، والأزتيك في المكسيك، ولشعوب الإنكا، والموشيك في البيرو، وقد تمّ ذلك أمام أعين أربابها السكّان الأصلييّن في هاذين البلدين وفي سواهما من بلدان أمريكا اللاتينية.
وحرقُ الكتب أيّ إتلافها وتدميرها بالنار يجري في بعض الأحيان لأسبابٍ أخلاقية، أو سياسية ،أو دينية، أو انتقامية. وقد يتمّ التخلّص من الكتب سريّاً كما حدث لملايين الكتب التي تمّ إحراقها في الكتلة الشيوعية الشرقية قبل سقوط حائط برلين .ويذكر لنا التاريخ العديد من الأمثلة لهذه الجرائم التي لا تغتفر. فبالإضافة الى حرق كتب المسلمين في الأندلس، وكتب المايا والإنكا في المكسيك والبيرو نذكر حرق الكتب على عهد أسرة " تشين "الصينية ، وحرق النازيّين لكتب خصومهم في أوربا. وتعتبر عمليات حرق الكتب جرائم في حقّ العلم، والفكر، والإنسانية، والتاريخ .
مخطوطات عربية بالإسكوريال
ويظنّ الكثيرون أنّ مكتبة الإسكوريال الشهيرة القريبة من العاصمة الإسبانية مدريد المليئة بالمخطوطات العربية الثمينة هي من مخلفات العرب في إسبانيا، والحقيقة أنّ محاكم التفتيش الكاثوليكية كانت أحرقت كلّ الكتب العربية أينما وجدت، ولم يبق بعد خروج المسلمين من شبه الجزيرة الإيبيرية كتب عربية تستحقّ الذكر. وفي أيّام السعديين بالمغرب كان المنصور الذهبي مولعًا باقتناء الكتب وجمَع منها خزانة عظيمة، وسار خلفه ابنه زيدان على سنته في الاهتمام بالكتب، فنمّى الخزانة التي كانت عند والده. ولمّا قام عليه أحد أقاربه واضطرّ للفرار كان أوّل ما فكر فيه خزانة كتبه فوضعها في صناديق ووجّهها إلى مدينة آسفي لتشحن في سفينة كانت هناك لأحد الفرنسيين لينقلها إلى أحد مراسي سوس. فلمّا وصلت السفينة انتظر رئيسها مدّة أن يدفع له أجرة عمله، ولما طال عليه الأمر هرب بمركبه وشحنته الثمينة، فتعرّض له في عرض البحر قرصان إسباني وطارده حتّى استولى على المركب الفرنسي وأخذ الصناديق، فلمّا فتحوها ولم يجدوا بها إلاّ الكتب، فكروا، من حسن الحظ أن يقدّموها هدية لملكهم. ولما وصلت هذه الكتب الى الملك فيليبي الثاني، الذي كان منهمكًا في بناء الدير الفخم للقدّيس "لورينثو" بالمحلّ المُسمّى بالإسكوريال أوقفها على هذا الدّير، وهي التي لا تزال إلى اليوم موجودة به، ويقصدها العلماءُ من كلّ الأقطار للاستفادة من ذخائرها ونفائسها الثمينة.
الكتاب وطرائفه
كان الكتاب يحظى بعناية خاصّة عند العرب، وكان الكتاب وما يزال يحظى عندهم باهتمام بالغ، وقد جمع الخلفاء في المشرق والمغرب الآلاف من أمّهات الكتب والمخطوطات، فمدينة قرطبة كانت تحفل بالمكتبات وأروقة العلم وبيوت الحكمة، كانت تزيّن خزانة "الحكم المستنصر" بها (861-976 م) أزيد من أربعمائة ألف مخطوط، هذا الرجل الذي قال عنه "بول لين" إنّه دودة كتب، والذي عنه يقول ابن خلدون : «إنه جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله». كما اعتنى هارون الرشيد في المشرق بجلب العديد من الكتب والمخطوطات من الديّار التي فتحها. وقد بلغ نشاط بيت الحكمة ببغداد ذروته على عهد الخليفة المأمون الذي أولاه عناية خاصّة ووهبه كثيرًا من ماله ووقته. وأهمّ ما ميّز بيت الحكمة الخزانة العظمى التي كانت بها، وقد تمّ تدمير العديد من نفائسها على يد المغول عام 1258م.
كان علماء المسلمين يحبّون الكتبَ حبًّا جمًّا، وقد شُغفوا بها شغفًا كبيرًا، الجاحظ مات تحت أكوام كتبه، وكانوا يتحمّلون المشاق وعناء السفر لطبع كتبهم أو إقتنائها أو بيعها، وفى الأندلس كان يقال: إذا أفلس عالم في غرناطة باع كتبه في قرطبة، وإذا أفلس موسيقيّ في قرطبة باع أدواته في غرناطة. وكانت إعارة الكتب شيئًا ممقوتًا عندهم، وكان شاعرهم يقول في ذلك :
ألا يَـا مُـسْـتَـعـيـرَ الــكُـتْـبِ دعْــنِــي
فَـــإنَّ إعَـــارتــي لـلـــكُــــتْـــبِ عَـــارُ
ومَــحْـــبُـوبـي مــنَ الـدنْــيَــا كِـتـابٌ
وهَـلْ أبْـصَــرتَ مـحـبـُـوبــًا يُــعَـــارُ..؟
وكانوا يقولون إنّ الكتاب الذي يعار قد لا يردّ إلى صاحبه، وهم محقّون في ذلك، إذ يحكى أنّ الكاتب الفرنسي "إميل زولا" زاره ذات مرّة أحدُ أصدقائه في بيته، وعندما بدأ الصديق يطّلع ويتفقّد مكتبة "زولا" الكبيرة، فيأخذ كتابًا يتمعّنه ثم يردّه إلى مكانه في رفوف المكتبة، وفجأة وقع نظره على كتابٍ كان يبحث عنه منذ مدّة، فقال لصديقه زولا: هل لك أن تعيرني هذا الكتاب..؟ فقال زولا له على الفور: لا، لا أستطيع أن أعيرك إيّاه، فالكتاب الذي يعُار لا يُردّ إلى صاحبه أبدًا، والدّليل على ذلك أنّ مُعظم الكتب التي ترى في هذه المكتبة مُعارة. !.
وقال أحد الكتّاب الكولومبيين: إنّ الذي يُعير كتابًا اقطع له يدًا واحدةً، أمّا الذي يردّه إلى صاحبه فاقطع له الاثنتين!. وكان الكاتب الأيرلندي السّاخر جورج برنارد شوّ يتجوّل ذات مرّة بسوق الكتب القديمة بلندن، وفجأةً وقع نظره على كتابٍ له كان قد صدر مؤخرًا، وكان قد أهداه لأحد زملائه الأدباء، فباعه هذا الأخير دون أن يفتح أوراقه التي كانت لا تزال لصيقةً ببعضها كما كانت تصدر الكتب في ذلك الوقت، فاشترىَ شوّ الكتابَ، وكتب تحت الإهداء القديم: برنارد شو يُجدّد تحيّاته، ثمّ بحث عن صديقه وسلّمه الكتابَ من جديد ..!.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- هل تحدّث خُوسِّيه سَارَامَاغُو في كتاباته عن الرّبِيع العَرَبي..؟!
- العقول الإلكترونية هل داعبت خيال الشعراء منذ العشرينيات من القرن المنصرم..؟
- في ضيافة خير جليس في الزمان .. الكتاب.. حكاياته، تاريخه، محنه، وطرائفه
- اكتشاف كريستوفر كُولُومبوس للقارّة الأمريكية لقاء بين ثقافات أم تصادم بين حضارات..؟!
- لغة الضَّاد ومَدىَ تأثيرِهَا في اللّغة الإسبانيّة
- كنوز عربية في اسبانيا.. قصّة المخطوطات العربيّة في مكتبة الإسكوريال الاسبانيّة
- إضاءات على مظاهر التأثير العربيّ في كُتّاب أمريكا اللاتينية
- في ذكرى رحيل صاحب مئة سنة من العزلة
- الرّوائي والشّاعر الإسبانيّ الكبير أنطونيُو غَالاَ: "الثقافة العربية في الأندلس كانت وما تزال الهواء الذي أتنفسه"
- الكاتب الأوروغوائيّ إدواردُو غاليانُو صاحب "أوردة أمريكا اللاّتينية المفتوحة" في ذكرىَ رحيله السّادسة
- الكـاتـب الـتـشـيكيّ البوهيميّ فرانزكافكا.. خَاضَ برواياته الغرائبيّة غِمَارَ الواقعيّة والخيَال
اكتب تعليقك