العدد الحاليالعدد رقم 44كتب

العمى والبصيرة دراسة في أدب الضرير

الكتاب: «العمى والبصيرة دراسة في أدب الضرير»

المؤلف: أ.د إبراهيم بن محمد الشتوي

الناشر: دار كيان في جدة

تاريخ النشر: 2025

عدد الصفحات: 400 صفحة

يتناول كتاب «العمى والبصيرة دراسة في أدب الضرير من وجهة النظر النفسية» شخصية طه حسين كما هي في كتابه «الأيام»، وتنداح بعد ذلك إلى أجزاء آخرمن أعماله للكشف عما يمكن أن يكون انعكاسًا لبعص أحواله النفسية التي أشار إليها في الأيام. فقد سعى الكاتب إلى طرح أسئلة المنهج النفسي وتقديم خطاطة يمكن من خلالها الكشف عن جوانب شخصية طه حسين والعوامل المؤثرة فيها.

هذه الخطاطة تقوم على تقسيم «الأيام» بحسب الأجزاء المقسومة أصلاً بحسب مراحل حياة طه حسين، فالجزء الأول الذي يقص طفولته اتخذ وسيلة لدراسة طفولة طه حسين، وهي المرحلة التي تمثل لدى فرويد المنجم المهم لتكوين الشخصية، إذ فيها يمر الطفل بالمراحل الجنسية الثلاثة، وينشأ الجهاز النفسي: الهو، والأنا والأنا الأعلى، وجاءت دراسته في الفصل الأول بعنوان «الطفولة».

ولأن التحليل النفسي يقوم على الحوافز الجنسية التي تظهر من خلال بعض السلوكيات لدى الشخصية، فقد اعتبرت الدراسة أن الفضول الذي يحمله طه حسين، ويدفعه إلى الرغبة في معرفة الأشياء هو الحافز الأول المساعد في تحليل أدبه تحليلاً نفسيًا، وذلك كما نص هو نفسه.

إلا أن هذا السلوك الذي يظهر في شخصيته ويعتمد على حافز جنسي ليس السلوك الوحيد، فهناك سلوك آخر لا يقل عنه ظهورًا وهو اللعب، واللهو والتمرد، الذي جعله لا يلبث على درس أو معلم  إبان كان في الكتاب ثم في الأزهر فيما بعد، وهو ما جعلته الدراسة أمارة على سمة سلوكية أخرى كان موضعها الفصل الثاني، وظهر أكثر ما ظهر في الجزء الثاني من «الأيام» تحت اسم «القيادة». هذه السمة التي تعززت بصورة كبيرة في مرحلة الشباب حين كان في الأزهر يتعاطى الدروس، ويحضر الحلق، ويتنازع القول مع الشيوخ والعبث مع التلاميذ، وقد جعلته محل إقبال بين لداته، وجعلت صحبته ممتعة إضافة إلى أنها زادته ثقة وقدرة على التمرد على شيوخه والخروج على تعاليمهم، وهما الصفتان اللتان جعلته يتمكن من القيادة: الأولى هي المكانة الأثيرة في نفوس لداته تجعله محل تقدير وثقة، الثاني القدرة على التمرد وعصيان الأوامر واتخاذ القرارات والمواقف الجديدة المستقلة عن المواقف السابقة له من قبل الأساتذة أو الشيوخ التي تجعل صحبه يتبعونه، ويتقلدون مآثره وآراءه وهو ما يعزز هذه السمة في شخصيته.

وفي الفصل الثالث تناول الكاتب الجزء الثالث من «الأيام»، وهو الجزء الذي يبدأ من خروجه إلى المجتمع العلمي والإعلامي واتصاله بالأوساط السياسية المحيطة به ليعني أنه يمارس الحياة الواقعية، وبهذا الفصل تتحدد ملامح نوع القيادة التي تظهر في شخصيته، وقد رأت الدراسة أنها تتحدد بشخصية «المصلح» الذي يقف أمام الظلم والتخلف، ويريد أن يصلح ما أفسده الناس. وهذا يظهر من خلال مواقفه السياسية والعلمية والفكرية، والتي بسطها الدارسون والكتاب حول مؤلفاته، وبينوا فيها الطريقة التي يسير فيها، والمنهج الذي يسلكه ومدى مطابقته الصواب أو مجانبته إياه.

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

المحرر الثقافي

مجلة فكر الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى