لأني لا أستطع الوقوف للموتالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2022-09-30 23:08:34

سوران محمد

لندن

إميلي ديكنسون

ترجمة: سوران محمد

 

لأني لا أستطيع الوقوف للموت

هو يتوقف لي بلطفه

تحملنا العربة ولكننا فقط نحن

والخلود.

* * *

نسافر ببطء - دون التسرع

بينما كنت وضعت

عملي وراحتي بعيدًا،

لملاطفته

* * *

لقد مررنا بالمدرسة، حيث يكافح الأطفال

في العطلة - عند الحلقة

مررنا بحقول تحديق الحبوب

ومررنا بغروب الشمس

* * *

أو بالأحرى - هو مر علينا -

ووجه الندى ارتعشت وتجمدت -

لرقة ثوبي -

ووشاحي الطويل – حرير رقيق -.

توقفنا عند منزل كان يبدو

كورم علی سطح الأرض -

كان السقف بالكاد مرئيًا -

والكورنيش – داخل الأرض -

* * *

منذ ذلك الحين ولايزال

تشعر أن- القرون - أقصر من اليوم

في البدء تكهنت أن رؤوس الخيول

كان باتجاه الخلود –

تحليل نقدي للنص:

* هي واحدة من أطول وأفضل قصائد إميلي ديكنسون.

* لقد أختير العنوان من السطر الأول من قبل الناشر، لكن الشاعر في حياتها لم تضع أي عنوانًا لهذا الشعر - ورقمت (479) فقط، وتم نشرها بعد وفاتها في عام 1886.

* هذه القصيدة مليئة بالعلامات الشارحة بين الخطوط وفي نهايتها. لأيقاف مؤقت وأخذ القاريء نفسًا سريعًا ولقد استخدمتها إميلي ديكنسون بشكل متكرر في معظم قصائدها.

* في هذا الشعر تأخذ الشاعرة القارئ في رحلة غامضة عبر الزمن إلى عالم يتجاوز الزمن.

لذلك فإن الموضوع واضح للقصيدة وهو الموت، وبالتحديد، لقاء شخصي مع شخصية الموت، الذي هو رجل يقود عربة. وهذه وسيلة نقل خاصة من عالم إلى آخر، وهي تجربة خارقة للطبيعة التي تم التقاطها من قبل الشاعرة في 24 سطرًا.

جدير بالذكر كتبت إميلي ديكنسون عدة قصائد عن الموت، وهو موضوع كانت لديها موهبة خاصة لاستكشافه. أما في هذه القصيدة يصبح الموت عربة وسائقًا وهذه استعارة مجازية، تصل كسيارة أجرة لأخذ المتكلمة في رحلة خارقة للطبيعة وتتجاوز القبر.

* في هذه القصيدة (نظريًا) نشعر بأن المتألمة ليست لديها خوف من الموت. إذ إنها توصفه باللطيف.

* خطاب وبعض حيثيات الثيمة للنص:

- ما بدأ في الماضي البسيط ينتهي بالخلود، حياة لا تنتهي بعد الموت حيث ان الوقت ليس له أي مدی وقياس. كما يشعر القاريء أثناء قراءته بأنه‌ قد يكون هذا آخر يوم للمتحدثة على الأرض وقد تبدأ أو بدأت سفرها للتو..

بحيث تأخذها الرحلة إلی مدرسة تجتمع فيها الأطفال للعمل على مستقبلهم – ثم تأتي بعدها الحبوب، الخاضعة للفصول الموسمية، وكأنها في حقول الحبوب، الذي يصنع منه لاحقًا الخبز اليومي كرمز لاستمرارية الحياة.

ثم نترك الكرة الأرضية مع الشاعر حيث تبدو أن الشمس كنجمة ثابتة، وتعبرها العربة وفجأة تصبح الراكبة جسدًا باردًا حيث يتلاشى الضوء والدفء.

وفي المقطع الخامس، تتوقف العربة قبل أن تصبح تلًا كبيرًا علی الأرض، بل وحتی جزء كامل من المنزل مدفون تحت الأرض. وأن السقف فقط مرئي بشكل جزئي، وهذه ربما إشارة إلی تحويل المنزل إلى قبر، أو الحرة علی وشك السكون هنا.

ترمز رؤوس الخيل إلى مصير المتحدثة، الذي يتم توجيهه بشكل لا ينفصم للأبد. تثير هذه الإشارة هنا إلی رمز توراتي لـ "فرسان الأربعة "، حيث تمثل الخيول فيها الحالة المادية الأخيرة للوجود: الوعي النهائي للحياة قبل هاوية الموت (غياب الوعي).

وفي الأخير تشير المتحدثة إلى اللحظة الأخيرة لوعيها في هذه الحياة، عندما تدرك أن أيامها على الأرض على وشك الانتهاء وأن وجودها الجديد في "الخلود" قد بدأ.

من هي الشاعرة ايميلي ديكنسون؟

وُلدت في ولايـــة ماساشوسيتس في الولايات المتحدة 10 ديسمبر 1830 وتُوفيت فيها 15 مايو 1886 متأثرة بمرض في الكلى.

تُعد مع والت وايتمان أهم الشعراء الأمريكيين في القرن التاسع عشر. بت ما يزيد عن 1700 قصيدة لم ينشر منها خلال فترة حياتها إلا 11 قصيدة في بعض الصحف المحلية بأسماء مستعارة.

قصائدها تعكس الوحدة، والمتحدث في قصائدها يعيش حالة من العوز، لكن لا تكاد تفارقه لحظات حميمية ملهمة تنبعث منها الحياة وتلوح فيها السعادة. تأثرت الشاعرة بالشعر الميتافيزيقي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بالإضافة إلى تأثرها بالضرورة بالبيئة المسيحية المحافظة لنيوإنغلند في تلك المرحلة.

المصادر:

 

Norton Anthology, Norton, 2005

100Essential Modern Poems, Ivan Dee, Joseph Parisi, 2005

www.poetryfoundation.org


عدد القراء: 2351

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-