تأملات في رواية «على هامش السيرة» لطه حسينالباب: مقالات الكتاب
أ. د. علي بن محمد العطيف أستاذ الحديث والدراسات العليا المشارك بجامعة جازان |
يُعد طه حسين(1) من أوائل من سلك مسلك القصة والرواية إبان مطلع النهضة الحديثة في كتابه على "هامش السيرة" بأجزائه الثلاثة في النصف الأول من القرن العشرين، مبتغيًا توضيح بعض الجوانب في التراث الإسلامي، وإثراء الذوق الفني لدى المتلقي العربي.
مصادره:
اعتمد طه حسين فيما قدمه على قراءاته في سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ ابن جرير الطبري، وغيرها من المصادر التي يمكن أن تعينه على ذلك.
وربما كان اختياره على "هامش السيرة" عنوانًا لهذا العمل دالاً على كيفية تأليفه له، فهو لا يريد أن يتعمق في السيرة وأحداثها، كما لا يريد أن يفصل فيها، لأنه كما يقول لا يريد أن يقدم علمًا ولا تاريخًا(2)، وإنما هي صورة انطبعت في نفسه فأراد أن يقدمها للقارئ ( 3).
جاءت هذه الرواية في ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول منها: استغرق معظمه في الحديث عن زمن الجاهلية، وانتهى بالحديث عن اليتم والحاضنة والمراضع، وقد جاء في ذلك ما يمكن أن يكون موضع نقاش ورد، وسببه:
جهله الكبير بطرق إثبات الأخبار، والنظر في المرويات، وكأن عنده: صح ما اشتهر، ولذا نجد كتابه مشحونًا بالمرويات والأخبار الباطلة والمكذوبة.
ومنها: خياله الواسع، وشغفه لربط الأحداث بعضها ببعض بأي وجه كان.
ومنها: وهو يعتبر نتيجة للسابق، أنه انتحل شخصيات وهمية، وغير موجودة في الروايات التي اعتمد عليها.
أما الجزء الثاني: من الرواية فجاء حافلاً بالحديث عن الأدب اليوناني، ويبدو أن انبهار طه حسين بالأدب اليوناني انعكس في هذا الجزء من روايته، فعرض لآلهة اليونان، وتحدث عن (أبولو) و(المريخ) و(أرتيمس) وغيرها، فقد كان الكاتب يعتقد أن الأدب العربي مدين للأدب اليوناني، فضلاً عن أنه قد ترجم بعض نصوصه إلى العربية (أوديب ملكًا).
وبداية ستجد طه حسين يكتب أحداث السيرة ومواقفها في شكل قصة يختار لها عنوانًا من عنده لافتًا للنظر، مثل: حفر زمزم، والفداء، والإغراء، والبر، وذو الجناحين، والوفاء المر... وغيرها.
ثم يصوغ المواقف والأحداث صياغة قصصية في تصاعد ونمو، حتى آخر موقف وآخر كلمة في هذه القصة.
وقد ضربت صفحًا عن هذين الجزأين من كتابه والتي تعد مثار جدل ونقد عقدي كبير ليس هذا مجاله، ولكن رأيت أن الجزء الثالث الأجدر بالبحث والدراسة، ووجدت أنه الأقرب إلى الحديث عن السيرة النبوية، وأنه يمهد لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبزوغ نور الرسالة.
ومن هنا ركزت على الجزء الثالث من هذه الرواية فجعلته مدار الدراسة...
بدأ الكاتب الجزء الثالث من روايته بحوار مطول بين الوليد بن المغيرة وبين ابن أخيه الفتى عمرو بن هشام ليظهر ما كانت عليه حال قريش من الاضطراب والفوضى والفساد، وليمهد لبزوغ نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليخلص القوم مما عصف بهم.
الاهتمام البالغ بالشخصيات والأحداث:
الشخصية الأولى:
ويمكن أن نضرب مثالاً يوضح ذلك: وهي قصته "صريع الحسد" التي يتناول فيها شخصية عمرو بن هشام بن المغيرة المسمى بأبي الحكم، والمشهور بأبي جهل، وقد كان مشركًا وذا بأس في الجاهلية، وكان راغبًا في المعرفة، متطلعًا إلى مكانة بين قومه، ولذلك فقد حسد محمدًا صلى الله عليه وسلم وحقد عليه حقدًا شديدًا، لما كان يتمتع به في قومه من مكانة وحب وتقدير حتى لقبوه بالأمين.
إن حالة (عمرو) النفسية مزيج من المتناقضات؛ خيلاء وغرور مع قومه، وتواضع وإنصات مع الغرباء والحلفاء، يغشى دار نسطاس الرومي(4 )للسكر والمجون حتى آخر الليل، ثم يذهب إلى دار ورقة بن نوفل في الصباح يستمد منه مايجده من السمت وحكمة الكبار، وعلوم الأديان السابقة، وسمر العرب.
ولما سأله الوليد: "ما الذي يعجبك من نسطاس ومن ورقة؟"(5 ).
قال: "إني أجد عندهما الراحة من اللذة والألم جميعًا!!"(6).
قال الوليد: "لقد شب عمرو على الطوق إني لأعرف فيك أنفة مخزوم وكبريائها"(7 ).
بداية فيها من التشويق ما فيها، وقد أجاد الكاتب إذ جعلها مقدمة هذا الجزء.
التمهيد لنور محمد:
عمرو بن هشام يظهر حسده وكرهه لمحمد صلى الله عليه وسلم لحادثة وقعت بينهما (مزاحمة النبي صلى الله عليه وسلم له عند ابن جدعان)، وورقة بن نوفل ونسطاس يتهيآن لمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم، وورقة باق في مكة ليهيئ أهلها، ونسطاس يرحل عن مكة ليهيئ قومه الرومان. وفي الطريق إلى حانته في قريش عرض له شيخ أعرابي سمى نفسه (أبا مرة)(8)، لفت نظر الفتى عمرو، ويبدو أن (أبا مرة) هذا، جاء به في وقت اضطربت الحالة النفسية للفتى عمرو، فكانت مهيأة لاستقبال مزيد من التحريض على شخص محمد صلى الله عليه وسلم، وكان (أبو مرة) هو أداة التحريض، واستغلال اضطراب عمرو ابن هشام، حيث قال له: "وأما الأمر الذي أحببته منك أشد الحب، فبغضك لابن عبد المطلب، هذا الذي يسميه قومك (الأمين) ضعفًا منهم وخرقًا، وإنه لهم لمصدر البلاء كل البلاء، والشر كل الشر، والمحنة كل المحنة"( 9).
وكأني بالكاتب يشعل نار الغيرة المقيتة، ويؤجج فيه حالة نفسية عارمة، تبدى ذلك في هذا الحوار المحتدم بين الشيخ والفتى، وحتى وصل الأمر بالفتى أن يقول للشيخ: "أبينك وبينه دم"؟! (10).
حتى وصل الأمر بالفتى إلى أن يقول: "فأما الآن فلا والله ما أبغض أحدًا كما أبغض بني هاشم، ولا أجد من الضغن على أحد كما أجد على فتاهم هذا الذي يسمونه (الأمين)!"(11).
ويستمر مشهد قذائف النار: "هون عليك أبا الحكم! فإنك لم تبلغ من بغض هؤلاء الناس إلا أهونه وأيسره، ولتبلغن العداوة بينك وبينهم أقصاها، فإذا بلغت ذلك فاذكر أن صديقك أبا مرة ليس منك ببعيد"!! ( 12).
مشهد الحوار هذا، أبدع فيه الكاتب، فقد أجج حالة من البغض والحقد لا مثيل لها على لسان أبي مرة، إذ لم يترك للفتى فرصة لالتقاط أنفاسه، من وقع الضربات النارية التي ألقيت على رأسه، كلمات نارية تتلوها كلمات، في مشهد لا يهدأ.
هذا الذي بدر من الفتى، ذهب أدراج الرياح بفعل ذلك الشيخ (أبو مرة)!! وكأني بالمؤلف يريد أن يقول: إن هذا الشيخ هو الشيطان عينه، نفث سمومه في هذا الفتى.
إن مما يلفت النظر في هذا الحوار، هذا السبك الفني الجميل، واللغة القوية في وصف الحالة النفسية لكلا الطرفين: الفتى والشيخ؛ فبعد كل جملة نارية يمليها الشيخ على الفتى، يقول له: اشرب!! يسقيه للذة جسده، ليشبع نهمه، كما يسقي عقله بكلماته المحرضة.. فماذا سيكون ـ يا ترى ـ حال الفتى؟!
وهو بهذا يخط طريقة فنية خاصة به، يخرج فيها من أسلوب سرد بعض أحداث السيرة النبوية إلى جو آخر، ويوحي للقارئ بما أفرزته هذه الأحداث من شخصيات أثرت في هذه المسيرة المباركة، بل وصنعتها هذه السيرة العطرة.
وهي طريقة فيها انتقال مفاجئ، انفرد فيها عن باقي الروايات، فكانت نمطًا مختلفًا، خرج فيه عن الأسلوب التقليدي في التعريف بهذه السيرة النبوية.
الشخصية الثانية:
شخصية نسطاس الرومي يضاف إلى ذلك من الشخصيات الوهمية التي أوجدها طه حسين، ليساعد بها في إبراز جانب الشر في عمرو بن هشام، وفي الوقت نفسه يربط بين نسطاس وورقة بن نوفل كاشفًا عن تجاوبهما في معرفة أخبار الرسول المنتظر، تلك الأخبار التي كان يتصل عمرو بن هشام ببعضها فيتضاعف الحسد والحقد في نفسه ضد محمد.
ويدخل عليه شيخ رومي، يلقي عليه تحية الإسلام، مما يستثير خالدًا. ويطلب منه أين وكيف تعلم العربية؟
فيخبره الشيخ أنه يعرف أقربائه، والده وابن عمه عمرو بن هشام.
فيقول له خالد: لقد صرعه الحسد والبغي وغرور الشيطان.
وفي الوقت ذاته يحمل إليه عكرمة بن أبي جهل شهيدًا، وبذلك يجتمع انتصار الحق، وانهزام الباطل، ويشهد الشيخ الرومي هذا الانتصار العظيم للإسلام، وهو يتلو قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ( 13)، كما يرتبط ذلك بترديد الملائكة تحية لمن استشهدوا في سبيل الله قائلين لهم.
(سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) ( 14).
وهكذا يوظف طه حسين آيات من القرآن الكريم في دعم بنائه القصصي للسيرة، وكذلك يتصل نسطاس الرومي مؤمنًا مسلمًا متذكرًا صديقه عمرو بن هشام الذي صرعه البغي والحسد والشيطان، كما تكون تلك نهاية منطقية فنية لقصة" صريع الحسد".
وقد حاول طه حسين فيها أن يتتبع نمو الحدث، وتصاعد خط الصراع الدرامي خلال عمله كاشفًا عن انتصار الحق، وانتصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفاع راية الإسلام، ونكوس راية الحسد والبغي والظلم والشرك.
الشخصية الثالثة في الرواية:
أما من الشخصيات التي احتفى بها الكاتب: حمزة (سيد الشهداء) رضي الله عنه، وحوار عن حمزة جعله الكاتب بين (الأمير) و(صاحب الأمير)، وبين (الشيخ) الذي أحسن في الوصف حين تحدث عن استشهاد حمزة رضي الله عنه، حيث قال: "كان إسلامه عنيفًا، وكان بلاؤه في الإسلام عنيفًا، وكان مصرعه في الله عنيفًا، وكان ما ترك من حزن عليه ووجد به وحب له عنيفًا أيضًا"(15).
على أن أهم ما يمكن أن نستنتجه من قصة حمزة رضي الله عنه، التي ذكرها الكاتب على لسان الشيخ، ما قاله الأمير للشيخ في نهاية الحوار "بدأ أمر حمزة بالعنف، وانتهى إلى الرحمة واللين.. رحم الله حمزة! فما ينبغي أن يثير ذكره شرًا، وما ينبغي أن يثير ذكره إلا المودة والرحمة والنصح للمسلمين ولأمير المؤمنين" ( 16).
وهذا استنتاج جيد من الكاتب، تعليمًا لأمة الإسلام أحكام الله في هذا الموضع.
الشخصية الرابعة في الرواية:
ساق الكاتب في حديثه عن جعفر الطيار (ذي الجناحين) رضي الله عنه، مقدمة أدبية راقية، تنضح بالشوق والحنين، كأنها قطعة من شعر:
"أقبلت تسعى رويدًا رويدًا مثل ما يسعى النسيم العليل، لا يمس الأرض وقع خطاها، فهي كالروح سرى في الفضاء.
نشر الليل عليها جناحًا فهي سر في ضمير الظلام.
وهبت للروض بعض شذاها، فجازاها بثناء جميل.."( 17).
إلى أن قال: "ونفوس العاشقين كرات يعبث اليأس بها والرجاء، كحياة الدهر تأتي عليها ظلمة الليل وضوء النهار"( 18).
ويبدو أن هذه المقدمة تناسب المقام.. فها هو جعفر رضي الله عنه، صاحب النفس الحلوة الهادئة، - كما وصفه -، شارك أصحاب الدين الجديد المحنة والعناء... تجشم الأهوال، وأبى إلا أن تكون له أسهم في حسن البلاء واحتمال أثقال الجهاد.
إنها مؤتة.. المعركة الفاصلة.. فإذا جعفر رضي الله عنه يستلم الراية فيقاتل حتى تقطع يداه، وينبئه النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد عوضه عن يديه جناحين مخضوبين بالدماء يطير بهما في الجنة..
جناحان طائران محلقان يناسبان ما بدأ به الكاتب مقدمته... في الجنة كأن نفسه تتغنى: أقبلت تسعى رويدًا رويدًا مثل ما يسعى النسيم العليل...
وهذا من جماليات الربط التي تناسب مقام هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه.
وعلى الرغم من إجادة الكاتب في هاتين القصتين، إلا أنهما لا تخلوان من إسهاب، وإن كان إسهاب جميل، ظهرت فيه قدرة الكاتب اللغوية على أن يكسو معانيه بألفاظ بديعة وجمل متناسقة السبك والربط.
الشخصية الخامسة في الرواية:
عداس النصراني، حيث أورد الكاتب بشأن حديث عــداس( 19) مع النبي صلى الله عليه وسلم، وما دار بينهما من الكلام بعد عودته صلى الله عليه وسلم من الطّائف( 20).
وكما تقدم معنا في أكثر من موضع قلة بضاعة طه حسين في تصحيح الأخبار والآثار وتضعيفها، يجعله يورد مثل هذا، بل وأكثر، حيث يوجد في إسناد القصة ابن إسحاق، وابن إسحاق مدلس – كما هو مقرر عند علماء الحديث ونقاده - وقد عنعنه (21 )، وبالتالي القصة بهذا الإسناد ضعيفة.
الشخصية السادسة في الرواية:
وحشي الحبشي رضي الله عنه (22) ـ قاتل حمزة -: وقد أورد بشأن نهاية وحشي الحبشي رضي الله عنه استقراره أخيرًا في حمص الشام، وأنه ختم حياته في شرب الخمر، على الرغم من أنه كان مسلمًا ( 23).
وقد بين العلماء ضعف قصة وحشي وتعاطيه شرب الخمر في آخر حياته بحمص، مع تصحيحهم لباقي القصة.
الشخصية السابعة في الرواية (24):
حنظلة بن عمير الخزاعي، وفي مقام الحديث عنه، وفي معرض حديثه عن موت إبراهيم ابن محمد صلى الله عليه وسلم، يورد هذا القول منسوبًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على لسان الأمير الذي كان يتحاور معه حنظلة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي) (25).
الأدوات اللغوية والفنية التي استخدمها طه حسين في روايته:
أما لغة طه حسين القصصية: فهي السهل الفصيح، وهي الكلمة الشعرية كما يراها باختين.
كما يضاعف من أثر هذه اللغة في المتلقي استثمار أجزاء من ألفاظ القرآن الكريم فيها استثمارًا فاعلاً، ومثاله:
عندما يصف عمرو بن هشام وقد هدأت نفسه مع صاحبيه: شيبة بن ربيعة وعلي بن أمية فيقول: "حتى ثابت إليه نفسه، وسكت عنه الغضب" (26).
وكذلك وهو يصف حال عمرو بن هشام في أحد لقاءاته بورقة بن نوفل، وقد أخذ يخفي عنه بعض ما يعلم من أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول طه حسين: "فلما رأى الفتى منه ذلك سيء به وضاق به ذرعًا، وقال في شيء من الحدة: ويحك أيها الشيخ! إنك لشديد الكآبة منذ اليوم..."(27).
كما يجعل أبا مرة "يساقيه البغض والحسد والحقد لمحمد صلى الله عليه وسلم"(28).
ويتميز أسلوبه:
بالتصوير الفني، الذي يقرب السيرة للمتلقين، وييسر استيعابهم لها، ويستقر أثرها في نفوسهم، وقد تتضمن من العبارات ما يعد مصدر إثارة في رسمه للشخصية القصصية.
ويقدم طه حسين السيرة للمتلقين ميسرة جامعًا بين التأريخ والفن، ومحققًا للمتلقين بعض القيم الأخلاقية الإسلامية في بناء قصصي جذاب ومشوق.
وما ذكرته من هذه الروايات وأسلوبه الماتع في سوقها، لا يمنع من بيان وقوع الكاتب في مصيدة (الإسرائيليات)، فإنه لم يدقق فيما يورده من نصوص حديثية، وهو ما يعد من سلبيات هذه الرواية، إذ أن مثل هذه النصوص يمكن أن ينبني عليها أعمال فنية، أو درامية، أو سينمائية، لذا كان أجدى بالكاتب أن يتحرى الدقة والصحة في ذلك.
فضلاً عما أثير من انتقادات لهذا العمل الأدبي من احتفال بغيبيات، ذكر أن العرب قد آمنت بها قبل الرسالة النبوية، ومن هنا فقد غمز الباحثون مثل هذا العمل لهذا السبب.
المراجع:
(1) ولد طه حسين يوم الجمعة 15 نوفمبر سنة 1889م، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري وما مر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد.
وفي سنة 1902م دخل طه الأزهر للدراسة الدينية، والاستزادة من العلوم العربية، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة.
ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة 1908م كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية. ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914م، وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة هو: "ذكرى أبي العلاء" تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية. وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس. وعيّن سنة 1925م بوزارة المعارف أستاذًا فيها للأدب العربي، فعميدًا لكلية الآداب في الجامعة نفسها، وذلك سنة 1928م.
وفي عام 1934م أعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذًا للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من سنة 1936.
منح لقب الباشوية سنة 1951م، وبعد أن وجه كل عنايته لجامعة الإسكندرية، وعمل رئيسًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضوًا في العديد من المجامع الدولية، وعضوًا في المجلس العالي للفنون والآداب. وفي سنة 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ، كما عاد إلى الصحافة، فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية. توفي يوم الأحد 28 أكتوبر سنة 1973م.
(2) ينظر: على هامش السيرة، المقدمة.
(3) ينظر: المرجع السابق ص ل .
(4) ونسطاس هذا شخصية خيالية استحدثها الكاتب، ضربًا من الإِثارة والتشويق.
(5) ينظر: المصدر السابق، ج3، ص 18.
(6) ينظر: المصدر السابق.
(7) ينظر: المصدر السابق.
(8) والمراد به نسطاس الرومي الشخصية الخيالية المتقدمة.
(9) ينظر: المصدر السابق، ج3، ص65.
(10) ينظر: المصدر السابق.
(11) ينظر: المصدر السابق، ص 71.
(12) ينظر: المصدر السابق.
(13 ) سورة آل عمران، الآية 169.
( 14) سورة الزمر، آية 73، وينظر المرجع السابق، ص 110.
(15) المصدر السابق، ج3، ص 114.
(16) المصدر السابق، ج3، ص121.
(17) المصدر السابق، ص125.
(18) المصدر السابق.
(19) عَدَّاس بفتح العين وتشديد الدال المهملة وفتحها فهو عداس النينوي كان نصرانيًّا من أهل نينوى: قرية من قرى الموصل، ولقي النبيّ صلى الله عليه وسلم بالطائف في قصّة ذكرها ابن إسحاق في السيرة، وفيها أنّ شيبة وعتبة كانا بالطائف، فشاهدا ما ردّ أهل الطائف على النبيّ صلى الله عليه وسلم لما دعاهم إلى الإسلام، فقالا لعدّاس: خذ هذا القطف العنب فضعه بين يدي ذلك الرجل، ففعل، فلما وضع يده فيه قال: «باسم اللَّه» فتعجّب عدّاس، وقال له: هذا الكلام ما يقوله أحد من أهل هذه البلاد! فذكر له أنه رسول اللَّه، فعرف صفته فانكب عليه يقبّله. فلما رجع عداس قالا له: ويحك يا عداس، لا يصرفك عن دينك.
وذكر سليمان التّيميّ في السيرة له أنه قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أشهد أنك عبد اللَّه ورسوله، روى حديثه موسى بن عقبة عن ابن شهاب.
ينظر: الإصابة لا بن حجر (4/485)، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (4/1447).
(20) رواه عروة في المغازي 117- 119، وابن هشام السيرة (1/ 419)، وابن سعد1/ 236-237-238، والبلاذري في أنساب الأشراف1/ 227. وغيرهم
قال الألباني رَحِمَهُ اللهُ في الحديث رقم 2933 من السلسلة الضعيفة: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، وعلته عنعنة ابن إسحاق عند الجميع؛ وهو مدلس، ولم يسق إسناده في "السيرة" وإنما قال (2/61):" فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فيما ذكر لي - : اللهم إليك أشكو". سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، (6/486، 487).
(21) أي لم يصرح بالتحديث أو السماع.
(22) هو وحشي بن حرب الحبشي، أبو سلمة، ويقال: أبو حرب، مولى بني نوفل، له صحبة، كان عبدًا أسودًا من سودان مكة، وهو قاتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، قتله يوم أحد، وكان ممن خرج مع خالد بن الوليد إلى اليمامة، وقدم معه الشام، وعاش إلى خلافة عثمان، وروى أنه شارك في قتل مسيلمة الكذاب. شهد اليرموك، وسكن حمص، ومات بها. الإصابة 6/601، تهذيب الكمال 30/429.
(23 ) رواه أبو داود الطيالسي (2/649، برقم1410) قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن سليمان بن يسار، عن عبيدالله بن عدي بن الخيار، قال: أقبلنا من الروم فلما قربنا من حمص...
ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني(484)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/97.
قلت: وهذا حديث صحيح. وفي هذا الإسناد شذوذ، فكل الروايات الأخرى لم تذكر قصة الخمر وإدمان وحشيّ الْخَمْرَ، ولهذا: فالإسناد المحفوظ:
رواه أحمد في مسنده، برقم (16121)، والبخاري في صحيحه، برقم (4072) من طريق حُجَيْن بن المثنى، عن عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبدالله بن الفضل، عن سليمان ابن يسار، عن جعفر بن عمرو الضمري، قال: خرجت مع عبيدالله بن عدي بن الخيار..
(24) ينظر: على هامش السيرة، د. طه حسين، (3/243).
(25) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/144) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْداللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَمِّي. يَعْنِي الزُّهْرِيَّ. قَالَ: قَالَ رسول الله ... الحديث مرسلاً.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/205) حرف الألف، بدءً بمن اسمه إبراهيم إجلالاً للخليل صلى الله عليه وسلم ـ عقيبًا لذكر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم (674)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ... مرسلاً. ورمز له السُّيوطي بالضَّعف. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/321.
وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: حديث موضوع (5/318) (2293).
(26) المرجع السابق، ص 41، وينظر سورة الأعراف، آية 154.
(27) المرجع السابق ص 21، وينظر سورة هود، آية 77.
(28) المرجع السابق
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- الدولة السعودية ثبات وأمان
- أثر الفتن في كسر البيضة
- ندوب في أدب الخلاف
- الكتابة قديمًا وحديثًا
- من خصائص العـقيدة الإسلاميـة وأتباعـها(1)
- تأملات في رواية «على هامش السيرة» لطه حسين
- محمد بن سلمان في عيون الصحافة العالمية
- المستشرقون والسُّنة النبوية
- من أعلام المحققين والمصححين المعاصرين شيخ المحققين عبدالسلام محمد هارون (1326 - 1408هـ)
- شمس الأئمة أحمد محمد شاكر إمام أهل الحديث في عصره (1309هـ/1892م-1377هـ/1958م)
- من أعلام المحققين المعاصرين العلامة المحقق شيخ العربية: محمد محيي الدين عبدالحميد -رحمه الله- (1318 هـ / 1900 م - 1392هـ /1972م)
- المحقق الكبير الأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي
- المحقق الكبير: د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين (رحمه الله)
- صناعةُ النّكد
- مهارات فن الاتصال
اكتب تعليقك