من أعلام المحققين المعاصرين العلامة المحقق شيخ العربية: محمد محيي الدين عبدالحميد -رحمه الله- (1318 هـ / 1900 م - 1392هـ /1972م)الباب: مقالات الكتاب
أ. د. علي بن محمد العطيف أستاذ الحديث والدراسات العليا المشارك بجامعة جازان |
تَزْخرُ المكتبة العربية بإشراقات من حياة هؤلاء الأعلام الكرام وآثارهم الساطعة وسِيَرِهم الناصعة، فهم الذين جَلَوا بكلامهم الأبصارَ الكَليلةَ، وشَحَذوا بمنطقهم الأذهانَ العَليلة، فنبَّهوا القلوبَ مِنْ رَقْدتها، ونقلوها مِن سوء عادتها، فداوَوها من العيِّ الفاضح، ونهجوا لها الطريق الواضح.
وإن التعريف بسيرة هذا الإمام الجليل المجدد تشرق بنور العلم، وتتدفق ينابيعها بأثمن ما في تراث أمتنا من كنوز، لقد قدم للمكتبة الإسلامية والعربية ثلاثمائة كتاب في سائر العلوم الإسلامية والعربية ولا يتمكن من إنجاز هذا الكم الهائل من الأعمال العلمية إلا من كان منقطعـًا للعلم متبتلاً في محراب التأليف والتحقيق، يؤثر خدمة العلم على كل عزيز وغال. ولا يوجد عالم ولا طالب علم على ظهر الأرض إلا ويعرف قدره، لأنه إن فاته أن يتتلمذ عليه، فقد تتلمذ على كتبه، وتحقيقاته، وشروحه، وهوامشه التي تجل على النظير.
نشأته ومسيرته العملية:
ولد الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في قرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية سنة 1318 هـ/1900م، ونشأ في كنف والده العالم الأزهري الشيخ عبدالحميد إبراهيم الذي كان من رجال القضاء والفتيا، فدفع به إلى من يحفظه القرآن ويعلمه مبادئ القراءة والكتابة، حتى إذا انتهى من ذلك.
ثم التحق بمعهد دمياط الديني حين كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط، ثم انتقل إلى معهد القاهرة حيث انتقل والده لتقلد منصب المفتي لوزارة الأوقاف، وظل بالأزهر حتى حصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة دراسية تنال هذه الدرجة وفق طريقة دراسية منتظمة، وذلك في سنة 1344هـ = 1925.
وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثر في ذلك، فقد شبّ وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دؤوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب، وكان من ثمرة ذلك قيامه بشرح مقامات بديع الزمان الهمذاني شرحًا مسهبًا مستفيضًا مشحونًا بدرر الفوائد العلمية وتفسير الإشارات الأدبية والتاريخية التي تمتلئ بها مقامات الحريري، ونشر ذلك العمل وهو لا يزال طالبًا قبل أن يظفر بدرجة العالمية، وصدّر هذا الشرح بإهداء إلى والده عرفانًا بفضله عليه.
تتلمذ على جيل الرواد من العلماء الكبار، وقد كان أول دفعته، فاختير مدرسًا بالجامع الأزهر، فظهر من دلائل علمه ونبوغه أن تم اختياره بعد خمس سنوات من تخرجه ليشغل وظيفة مدرس بكلية اللغة العربية عام المجتمع، وكان أصغر أعضاء هيئة التدريس بالكلية سنًا اختير سنة المجتمع لتدريس تخصص المادة لطلبة الدراسات العليا، وقد سمعه الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر في ذلك الوقت فعهد إليه بإلقاء محاضرات عامة بالجامع الأزهر في المناسبات الدينية، كما مثل الأزهر في كثير من المؤتمرات الثقافية واللغوية والأدبية.
حياته العملية:
بعد التخرج التحق بمعهد القاهرة مدرسًا فيه، حتى إذ أنشئت كليات الجامع الأزهر لأول مرة اختير للتدريس بكلية اللغة العربية سنة 1350هـ / 1931م، وكان أصغر أعضاء هيئة التدريس بالكلية سنًا، وكان هذا امتيازًا لم يحصل عليه بعض شيوخه وأساتذته، لكنه ناله بجده واجتهاده، ولم تمضِ عليه أربع سنوات بالكلية الجديدة حتى اختير سنة 1354هـ = 1935 للتدريس بتخصص المادة لطلبة الدراسات العليا، وزامل الكبار من أساتذته وشيوخه مزاملة خصبة مثمرة، فاعترفوا بفضله وعلمه، وتجاوزت شهرته جدران الكلية واسترعى انتباه الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر؛ فاختاره محاضرًا في المناسبات الدينية العامة بالجامع الأزهر، كما مثل الأزهر في كثير من المؤتمرات الثقافية واللغوية والأدبية. ولنبوغه الفائق في مضمار علوم اللغة العربية كان عميدًا لكلية اللغة العربية، واختير عضوًا بجمع اللغة العربية.
رحلاته العلمية:
السودان:
عندما فكرت حكومة السودان في إنشاء دراسة في الحقوق بكلية جوردون استعانت بالشيخ محمد محيي الدين ليشترك في وضع مناهج للعلوم الشرعية سنة (1359هـ= 1940م)، وعمل هناك أستاذًا للشريعة الإسلامية، وانتقل من تدريس النحو والصرف إلى تدريس علم المواريث وأحكام الأسرة، ولم يكتف ذلك، بل وضع كتابين في الأحوال الشخصية وأحكام المواريث، ولا يزالان يعدان من المراجع الوافية في بابهما، وظل في السودان أربع سنوات مليئة بالعمل والعطاء حتى عاد إلى مصر في سنة 1352هـ / 1943م.
العودة إلى مصر:
بعد عودته من السودان عين وكيلاً لكلية اللغة العربية وأسهم في تطوير وإعلاء شأنها، ثم عين في سنة 1367هـ / 1946م مفتشًا بالمعاهدة الدينية، وبعد عامين نقل أستاذًا بكلية أصول الدين، فمكث بها نحو أربع سنوات حتى اختير مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية بالجامع الأزهر، ثم تقلد في سنة 1374هـ / 1954م عمادة كلية اللغة العربية، وظل بها خمس سنوات عاد بعدها أستاذًا إلى كلية أصول الدين، ومكث بها خمس سنوات أخرى رجع بعدها عميدًا لكلية اللغة العربية مرة أخرى سنة 1384هـ / 1964م حتى بلغ سن التقاعد بعدها بعام واحد.
في أثناء ذلك اختير في لجنة الفتوى بالأزهر عضوًا، ثم تولى رئاستها، واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1384 هـ= 1964م)، وتولى رئاسة لجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، وكان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف.
آثاره العلمية:
ظهرت شهرة الشيخ محمد محيي الدين على جهوده في إخراج كتب النحو وشرحها، وإخراجها في أنقى صورة؛ فحقق وشرح الآجرومية، وأخرجها في كتاب سماه التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية، وقطر الندى، وشذور الذهب، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وشرح ابن عقيل على الألفية، ومغني اللبيب، وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك، والإنصاف في مسائل الخلاف، وشرح مفصل الزمخشري، وهذه الكتب كانت تدرس في الأزهر الشريف في سنوات دراسية متدرجة من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة تخصص المادة في كلية اللغة العربية.
وهو في هذه الكتب يضبط الأمثلة والشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر العربي، ثم يشرح الأبيات شرحًا متوسطًا، مع إعرابها كاملةً مستعملاً عبارة سهلة وأسلوبًا قريبًا، وقد يتوسع أحيانًا في الشرح، ويتعرض للمسائل الخلافية معقبًا أو مرجحًا أو مفسرًا.
ويعلق أحد العلماء الكبار على شروح الشيخ بقوله: "ولا يزال كثير منّا أعضاء المجمع يرجع إلى كتاباته وتعليقاته، وإلى هذا المدد الزاخر من المكتبة النحوية التي نقلها من ظلام القدم إلى نور الجدة والشباب".
ولم يكن الشيخ محمد محيي الدين نحويًا فحسب، بل كتب وحقق في أكثر الفنون الذائعة بين الدارسين، فهو في الفقه مع ما أشرنا إليه من كتب في كلية جوردون كتب شرحًا على متن نور الإيضاح في الفقه الحنفي بعنوان "سبيل الفلاح في شرح نور الإيضاح"، ولم يكتف بذلك فيتجاوز الفقه الحنفي إلى الفقه الشافعي، ويؤلف كتابًا بعنوان "الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية"، ويحقق كتاب "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" في الفقه الشافعي.
وفي أصول الفقه حقق كتاب الموافقات للشاطبي، ومنهاج الوصول في معرفة علم الأصول، والمسودة في أصول الفقه التي تتابع على تأليفها ثلاثة من أئمة آل تيمية.
وفي الحديث حقق سنن أبي داود، والترغيب والترهيب للمنذري، وشرح ألفية الحديث للسيوطي، وفي كتب التوحيد شرح الجوهرة، وحقق موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول بالاشتراك مع محمد حامد الفقي، ويحقق في علم الكلام مقالات الإسلاميين للأشعري، والفرق بين الفرق للبغدادي، وفي الوقت نفسه يؤلف مختصرًا في أدب البحث والمناظرة.
وأما كتبه في اللغة والأدب التي نشرها فكثيرة، منها: أدب الكاتب لابن قتيبة، والمثل السائر لابن الأثير، ويتيمة الدهر للثعالبي، ومعاهد التنصيص، والعمدة لابن رشيق، وزهر الآداب للحصري، والموازنة بين الطائيين.
وفي الشعر شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة، وديوان نهج البلاغة للشريف الرضي، ديوان الحماسة لأبي تمام وعلّق على شرح المعلقات السبع للزوزني، وشرح القصائد العشر للتبريزي، الموازنة بين أبي تمام والمتنبي، الموازنة بين أبي تمام والبحتري تأليف أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي، أبو الطيب المتنبي ماله وما عليه، روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي.
وحقق في مجال التاريخ الإسلامي: سيرة ابن هشام، ومروج الذهب للمسعودي، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وفوات الوفيات لابن شاكر، ونفح الطيب للمقري، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، ووفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي.
وفي تفسير القرآن الكريم التفسير الكبير لفخرالدين الرازى المشهور باسم مفاتيح الغيب، لم يكن الشيخ يستعين بأحد في إخراج هذه الكتب الكثيرة، وبعضها من ذوات المجلدات، وكان يتولى بنفسه تصحيح تجارب الطبع إمعانًا في الدقة.. وهذه الخصوبة في إخراج كتب التراث التي تجاوزت ثمانين كتابًا أثارت حقد بعض المشتغلين بالعلم، فاتهموا الشيخ بأنه لا يلتزم بالمناهج الجديدة في التحقيق، وأنه لا يتابع التعليق، مكتفيًا بالنص الصحيح، وإغفال النسخ الخطية التي اعتمد عليها في تحقيقه، وهذا النقد وإن كان بعضه صحيحًا يحتاج إلى مناقشة؛ فالعبرة بإخراج نص سليم من الأخطاء قريب من الصورة التي وضعها عليه المؤلف، وما قيمة التعليقات على نص مليء بالأخطاء، وقد عرف الناس قدر الشيخ فأقبلوا على قراءة ما كتب، ومطالعة مؤلفاته وتحقيقاته، ونالت كتبه الحظوة وبُعد الصيت فانتشرت انتشارًا واسعًا.
أوصافه الشخصية وثناء العلماء عليه:
يذكر تقرير جامعة الأزهر أنه شارك في عام المجتمع في تأسيس مدرسة الحقوق بالسودان، فقام بمهمته خير قيام، حيث كان مضرب المثل في علو المنزلة، وسمو المكانة بين السودانيين والمصريين على السواء.
قال عنه العلامة محمد علي النجار عضو مجمع اللغة العربية «إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام، ودلالة ذلك ما ألفه وأخرجه من الكتب في هذا المجال».
قُلْتُ وتصديقًا لهذا أنه كان يكتب في مجلة الهدي النبوي التي كان يصدرها الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية، وقد كان يكتب بها باب «شرح أحاديث الأحكام«.
وقد تعددت مواهب الشيخ ومناصبه، ولكنه كان أبي النفس، عزوفًا، فقد ذكر الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا في حفل مجمع اللغة العربية؛ أنه قد طلب من الشيخ محمد محيي الدين أن يقابل مسئولاً معينًا من أجل أن يتولى منصبًا، فقال «إن المنصب إذا كانت الدولة تعترف أني أهل له فلتسنده إليَّ، وإن لم تكن معترفة بي فلا حاجة لي إلى مقابلة أي مسئول».
رشح أكثر من مرة لتولي مشيخة الأزهر، وكان هناك إجماع على أحقيته للمنصب. كما رشح لتولي رئاسة جامعات عربية وإسلامية، ولكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك يقول الدكتور البيومي في كتابه «النهضة الإسلامية في سير أعلامها» بعد أن عدد كتب الشيخ محيي الدين «فماذا عسى أن يقول المنصف في مجمع كامل قام به فرد واحد فأي زمن اتسع؟ وأي نوم سلب؟ وأي راحة قضى عليها حتى وقع الرجل على صرحه العلمي الشامخ ليقول للناس هاؤم اقرؤا كتابيه، وقد قرأ الناس فوجدوا الخير الهاطل، والنفع الجزيل».
قُلْتُ: ومصداق ذلك أن الشيخ محمد محيي الدين شيخ المحققين قام بتحقيق كتب لابن تيمية وابن القيم، رحمهما الله، في وقت كان الاقتراب من كتبهم يحتاج إلى شجاعة نادرة، وعلم غزير، ويجر وراءه من الأذى الشيء الكثير الذي لا يشعر به ولا يقدره إلا من كابده في الزمن الماضي، حيث كان القول السائد بين أهل الضلال «ابن تيمية الضال المضل، وحامد الفقي الجاحد الشقي».
ومع ذلك فلم يمنعه شيء من صداقة الشيخ حامد الفقي رحمه الله، بل والسير في جنازته يوم وفاته من عابدين إلى حيث دُفن في صحبة جمع كبير من رجال الأزهر وأهل العلم والفضل آنذاك .
لقد سارت مؤلفات الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد وتحقيقاته الخالدة في العالم مسير الضوء في الآفاق.
ولقد أتى على الأزهر حين من الدهر وجل ما يُدرس في معاهده من تأليف الشيخ الجليل أو من إخراجه وتحقيقه.
ورأينا الجامعات والمعاهد والمدارس ودور العلم تتخذ كتبه نبراسـًا وهاديـًا، وتقرر بعضها على طلاب الجامعات والدراسات العليا والمعاهد؛ لأنه نفض عن تراثنا، - وهو أشرف تراث في الوجود -، غبار السنين، وقدمه بشروح ضافية، وهوامش دقيقة سامية، ارتوت منها العقلية الإسلامية والعربية، ونهل من معينها الذي لا ينضب القاصي والداني.
ويكفي الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد فخرًا أنه عالج معظم كتب النحو المتداولة بين طلبة العلم وذوي الاختصاص اللغوي العميق، لتيسير دراستها وتذليل قراءتها بالشروح والتعليقات، بدءًا بالآجرومية وهو متن للنحو للمبتدئين، وانتهاءً بشرح الأشموني للألفية وشرح ابن يعيش للمفصل، ويندر أن تجد أحدًا من دارسي العربية في العالم لم يتتلمذ على كتب الشيخ محيي الدين في اللغة والنحو أو يستفد منها.
وبعد: فهذه السطور ما هي إلا إيماءة موجزة لحياة إمام جليل، وعالم موسوعي، ومحقق قدير، عل أبناء هذه الأمة من طلاب الدراسات العليا، وعشاق الثقافة الإسلامية والعربية، ومهارات التحقيق ينحون نحوه، ويقتفون آثار أئمتهم الأعلام.
فلم يكن العلامة الإمام "محمد محي الدين عبدالحميد" عالمـًا موسوعيـًا فحسب، أو إمامـًا مجددًا مجتهدًا فقط، بل كان إلى جانب هذا وذاك كريم العطاء، له أياد بيضاء ، يبذل عن سخاء؛ فهو ابن محافظة الشرقية، التي عرفت بالجود والأريحية، فزاده العلم جودًا على جود، وعطاءً على عطاء.
وكان من العلماء العاملين، الذين طبقوا ما علموه وعملوا به فكان قدوة العلماء، ونموذجـًا مثاليـًا في التقوى والعطاء.
ومع هذا كله فكان يجمع بين عزة النفس والحفاظ على كرامته والاعتزاز بدينه، إلى جانب تواضعه الجم وحبه الكبير لشيوخه، وأدبه الرفيع مع أساتذته ووفائه لدينه وعقيدته، وولائه لربه وأمته.. فسلام عليه في الخالدين، وحيـا الله الأزهر الذي أنجبه، والإسلام الذي ربَّاه، ورفع الله ذكره في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
وفاته:
ظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسئوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في 25 ذي القعدة 1392هـ الموافق 30 ديسمبر 1972، تاركًا هذا الإنتاج الخصب الذي لا تزال تنتفع بما فيه الأجيال، ويتعجب الإنسان كيف اتسع عمره لإخراج هذا العدد من الكتب المتنوعة في التخصص، الكثيرة في العدد، المختلفة في الأحجام، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
مصادر الترجمة:
1/ الموسوعة الحرة ويكيبيديا:
2/ ملتقى أهل الحديث: ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد.
3/ موقع قصة الإسلام: سلسلة الأعلام: ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- الدولة السعودية ثبات وأمان
- أثر الفتن في كسر البيضة
- ندوب في أدب الخلاف
- الكتابة قديمًا وحديثًا
- من خصائص العـقيدة الإسلاميـة وأتباعـها(1)
- تأملات في رواية «على هامش السيرة» لطه حسين
- محمد بن سلمان في عيون الصحافة العالمية
- المستشرقون والسُّنة النبوية
- من أعلام المحققين والمصححين المعاصرين شيخ المحققين عبدالسلام محمد هارون (1326 - 1408هـ)
- شمس الأئمة أحمد محمد شاكر إمام أهل الحديث في عصره (1309هـ/1892م-1377هـ/1958م)
- من أعلام المحققين المعاصرين العلامة المحقق شيخ العربية: محمد محيي الدين عبدالحميد -رحمه الله- (1318 هـ / 1900 م - 1392هـ /1972م)
- المحقق الكبير الأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي
- المحقق الكبير: د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين (رحمه الله)
- صناعةُ النّكد
- مهارات فن الاتصال
التعليقات 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله صراحة استفدت من موقعكم وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
اكتب تعليقك