الـفـن المـعـمـاري في أدب «جمال الغيطاني»الباب: مقالات الكتاب
د. ناصر أحمد سنه مصر |
"الفن المعماري" صندوق التاريخ ومرآته العاكسة، وترجمان الأفكار المُجسدة، وسطور الإنسانية الشاعرة، ولمسات الجمال الباهرة، وديمومة الحضارة الآسرة. "فن" يكتشف المكان وإمكاناته، ويُعمّره، ويزيل وحشة الفراغ، ويُجسّده. و"لغة" تُغذي الأبصار، وتُبهج الأنظار، وتمتع الوجدان. وهذا ما وقع في عشقه "جمال الغيطانى".
القاهرة القديمة.. ذات البيوت العتيقة، بأبوابها، وقناطرها، ومشربياتها الرائعة، وحواريها وأزقتها الناعسة، وقبابها ومآذنها التي تعانق سماء صافية، وأشعة شمسها المُرسلة، ونيلها بمياهه الجارية، وأسبلتها، وأسواقها، وحرفييها، وزواياها، وربطها، وتكاياها، وأوقافها، وبيمارستاناتها، وحوانيتها، وقصورها، ومدارسها، ومقاهيها العامرة. لم يرها أحد ـ بمعالمها، وخفاياهاـ إلا وقع في هواها، فحاول الفنانون (عربًا وعجمًا) تجسيدها فى لوحاتهم، وتغزل بها الأدباء في كتاباتهم، ومنهم الأديب والروائي "جمال الغيطاني" (9 مايو 1945- 18 أكتوبر 2015) الذي يعتبر أن "العمارة أقرب الفنون إلى الرواية". ففن العمارة يحمل في أحشائه "نثرية اجتماعية، وتشكيلة بصرية". والوظيفة المعمارية فن جامع يمزج بين فنون عدة، تؤلف سياقًا معرفيًا ثريًا. سواء أكان بيتًا صغيرًا، أم جامعًا، أم جامعة، أم سوقًا، أم مدينة. والعمارة لا تعُرف إلا من خلال الغوص داخلها، حيث يتوافر السلام والدعة، والانفراد بالذات، والارتقاء بالنفس، والتعبير عنها الخ.
ولد "الغيطاني" في قرية "جهينة" محافظة جرجا (سوهاج حاليًا) بصعيد مصر. نشأ في القاهرة القديمة، حيث عاشت أسرته في "درب الطبلاوي" بمنطقة "الجمالية"، وأمضى فيها ثلاثين عامًا. تلقى تعليمه في مدرسة "عبدالرحمن كتخدا" الإبتدائية، ومدرسة "الجمالية" الإبتدائية، وتعليمه الإعدادي في مدرسة "محمد علي" الإعدادية. وتخرج في مدرسة "العباسية الثانوية الفنية" (عام 1962) التي درس بها تصميم السجاد الشرقي، وصباغة الألوان. ثم عمل في "المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي"، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة. واستبدل "الغيطاني" عمله عام 1969 ليصبح مراسلاً حربيًا لحساب مؤسسة "أخبار اليوم". ثم في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد أحد عشر عامًا في ممارسة الصحافة أصبح رئيسًا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، إلى أن قام بتأسيس وترأس تحرير جريدة "أخبار الأدب" عام 1993. و"الغيطاني" صاحب مشروع روائي متميز استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا خاصًا. وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب "نجيب محفوظ" دورًا أساسًا في هذا المجال.
عمارة، وعمران الغيطاني
يبدأ "الغيطاني" بالعمارة والعمران وينتهي بالإنسان، يبدأ سرده المعماري بالحجر والشجر فيصل للبشر. فخلف كل حجر قصة ينبش عنها، ويكشفها ويسردها. فكم من بشر مروا من هنا، وتاركين بصمات لا تُمحى، قصص فردية أو ملاحم تاريخية، وشواهد تمجد ذواتهم أو علامات معمارية خالصة مجردة. وما على العاشق لهذا الفن سوى السباحة في بحوره الممتدة، ليستخرج ـ بأدوات بيئته ـ جواهره الأصيلة والعريقة. وهدف "الغيطاني" لكشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا ونعيش فيه: "المعمار". ولقد تعود "الغيطاني" التجوال في أرجاء وأجواء القاهرة (المُعزية) العتيقة، وسرد حكاياتها. ويكتشف عالم "درب الطبلاوي" المتفرع من شارع "أم الغلام"، و"سكة قصر الشوق"، وسبيل "الست زكية"، وشارع المعز، وخان الخليلي، وبين القصرين، و"السكرية"، و"مقهى الفيشاوي"، والغورية ألخ بحكاياتها، وفتواتها، وأهلها، وأزقتها الضيقة، وبيوتها العتيقة، ومشربياتها المتناسقة. فيبدأ الكتابة مسكونًا بتقلبات التاريخ والعمران، وتصاريف البشر عبر الزمان، فيخط عمله الروائي "أوراق شاب عاش ألف عام" (1969)، والذي استدعى فيه مقولات المؤرخ الكبير "ابن اياس" ليؤرخ للحال الراهن، ويصف حركة الفن المعماري "ساحة منازلات التاريخ، بل وإنعكاس لتدافع الأيديولوجيات الساعية لترك شواهدها وأثارها الدالة عليها".
وفي رواية "الزيني بركات" (1974) يسرد ـ ضمن ما يسردـ معالم القاهرة العمرانية في نهاية عصر المماليك، ويستمر بمزج الروائي بالتاريخي وبخاصة كتابات "ابن إياس". ويستكمل "الغيطاني" حكاية عما بداخله نحو حي "الجمالية"، و"سيدنا الحسين" في مجموعته "خطط الغيطاني" (1978). ويروي تأريخ عمران القاهرة، وهندستها ـ لكن هذه المرة متقمصًا دور "تقي الدين المقريزي" مؤرخ القاهرة الشهير في عصر المماليك. وفي خطوة متميزة.. يتماهي "الغيطاني" مع عمارة القاهرة عندما يتقمص في "رسالة في الصبابة والوجد"(1987) دور معماري مفتون بعشق القاهرة العتيقة (قبة قلاوون، ومسجد السلطان حسن، وخانقاه برقوق ألخ)، ومأخوذ بكل ما فيها، من مدارس وجوامع، وسكك ودروب ألخ. ويسافر ليحضر مؤتمرًا في العمارة، بمدينة "بخارى" في آسيا قادمًا من مصر. فيلتقي بالفتاة الروسية "فاليريا" اختصاصية ترميم المباني القديمة، فيكتب عن "صبابته" على نمط "أدب الرسائل" إلى صديقه وأخيه الحميم، طالبًا منه، أن يصغي بصبر إلى شكواه، ووجده. كما لا يفوته تسجيل نشوته بالعمارة التيمورية في "سمرقند"، و"بخاري" ومقارنة مساجدها ومعالمها بمساجد "قاهرته" ومعالمها. وتبدو "الرسالة" في ظاهرها، قصة حب من طرف واحد، لكنها "دعوة" إلى إيجاد صلة روحية "بترميم" العلاقات الإنسانية. فكما أن تلك المباني المعمارية القديمة باقية، دالة على تاريخ من العطاء الإنساني والتواصل الحضاري، فبالإمكان التواصل بـ"ترميم" الصلات الروحية والوجدانية البشرية أيضًا.
ويتلمس "الغيطاني" في "ملامح القاهرة في ألف عام" (1997) التي عايشها، ويفيض بما يعرفه من تاريخها، وتاريخ بُـناتها، وسيرة ناسها، وحكامها. فيكتب كثيرًا عن مساجدها، وبناتها، وتاريخهم، ويغوص في التاريخ الفاطمي، والمملوكي، والعثماني حتى أوائل القرن العشرين. كما يذكر مقاهيها وأصلها وما تعبر عنه، ويتحدث عنها كركن أساس في أدب "نجيب محفوظ" العاشق، أيضًا، للقاهرة القديمة. ولا يقدم "الغيطاني" هذا العمل كدراسة تاريخية جامدة، وإنما حلق فيه بجناحي الفن المعماري، والأدب الإبداعي. وكثيرًا ما يؤكد "الغيطاني" أنه "يحفظ القاهرة بالشبر". ويستذكر مراحل تطور عمرانها: من بنى هذا، ومتى، ولماذا، وأين، وكيف؟. "جيء بالحجارة من بعيد، بعضها من الصعيد وبعضها الآخر من الجيزة. أما الأخشاب فقد استقدمت من مناطق مختلفة في أنحاء الوادي. وكان البناؤون والنقاشون شركاء "القرار المعماري" مع المهندسين في حضور أصحاب الشأن. ومن ثم يندفعون للعمل وكأنهم في مباراة حتى أبدعوا هذه القصور، والتكايا، والبيوت، والأسبلة، والمدارس التي تحمل تاريخ الفن المعماري، في زمانهم". ويقول مستهجنًا: "كيف يكتب الروائي عن مدينة لا يعرفها؟، وكيف يحكي تاريخها دون معرفته بمعمارها الدال على ذلك، والعاكس لروح شعبها، وقيمه، وتقاليده، ومراحل تطور إنسانها، ومرآة أمزجة حكامها الذين تعاقبوا عليها فحاولوا ترك بصماتهم، وبخاصة في العاصمة. فكان لمسجد الخليفة/ السلطان مشفى ملحق به، ومدرسة، وإيوان واسع لاستضافة كبار الزوار، والوافدين.
سفر البنيان
في "سفر البنيان" (1997،2008) حكايات روائية أبطالها أبنية، وبناؤون، ولحظات حاسمة في تاريخ مصر العمراني أو تاريخ "الغيطانى" الذاتي. ويشرح فيها مصطلحات معمارية بتعبير رمزي، ونفس صوفي، فيرى الشيء وانعكاسه، ويفتش عن المعنى ونقيضه. ويفضي "حواره" بين ثنائيات متباينة إلى الاندماج، وتشكيل كيانات جديدة، ومثلما يشكل البناء المعماري. وفي كل مرة يقف "الغيطاني" أمام مصطلح معماري: (باب، حامل ومحمول، فناء، أساس، قبو، درج، موقد، كتابة ألخ)، ينطلق ليؤلف منه حكاية، وكل حكاية هي بناء لحياة، لحركة، لدفعة، لومضة ضوء في ممر إنساني مهجور؛ حكايات يختار لها عناوين معمارية دالة: (خبيئة، رياح، عاقبة، بستان الخضر، غمامة، هودج، جهات، ممرات، قصر، نزل ألخ). ويستمر بنفس وجداني صوفي يتأرجح بين البوح والكتمان، ليحكي ويعد بالحكي ثم الحكي.. دون أن إغلاق باب العمارة في نهاية النص.
فالعمارة والمعمار، وأشكاله وأنواعه.. إرث عريق أسسه معماريون يُظهر قدراتهم المعرفية الكامنة.. شكلاً ومضمونًا، وظيفة وجماليات، فريدة ورائدة قل نظيرها في نظريات العمارة الحديثة. مبادئ تتجسد في مآذن وأسبلة، وأسواق وحدائق، وديوان وأعمدة، وقباب وزخرفة. وتولد الثقافة من الخطوط والتقاطعات والمقرنصات وزوايا البناء وسمكه والسقوف والإيوان والأعمدة والفراغات. كما إن العمارة لا ترى الكتلة والمكان/الفراغ فقط بل تتجاوزهما إلي شمولية المدنية، وتنظيمها، وحاجاتها، وسماتها، وأخلاقها، وعاداتها، وتقاليدها المميزة.
تجليات مصرية
في عام (2008) أطلّ "الغيطاني" بثلاثين مقالاً مطولاً (طيلة شهر رمضان المبارك)، بعنوان: "تجليات مصرية" عبر صفحات جريدة "المصري اليوم". فطرَق باب المساجد، وقرأ تفاصيل عمارتها، ومنهج العمارة في التواصل مع روادها. حيث ممارسة الشعائر داخل روائع معمارية، لها طرز فنية باهرة، ومدارس زخرفية مُدهشة.. تنضح بالحياة والجمال. تألق "الغيطاني"، فخلق حالة صوفية تاريخية رائعة، وتمكن من استنطاق الحجر والخشب بالمسجد، لتُحلّق معه في سماء من الصفاءٍ والنقاء. "بنيان الرضا، وعمارة السكينة" إنها عمارة جامع "السلطان حسن" وهو الجامع المملوكي الأعظم الذي يعود للقرن 8هـ/ 14م بميدان القلعة. إنه "هرم" العمارة الإسلامية التاريخية في بر المحروسة.
وفي هذه المساجد التاريخية، ذات الأسس المعمارية والأصول الفلسفية، لا تدخل مباشرة للمسجد عبر بابه الخارجي، بل تلِجُ إياه عبر ممر منكسر، فالمدخل المظلم "الدِركاة"، يقودك إلى دهليز منخفض الضوء، ممر طولي ذي قبو برميلى حانٍ يظلل رأسك. ويطول الممر، حتى تخشى ألا ينتهي، وفجأة ينكسر بك فتلاحظ بقعة الضوء، ثم يباغتك الضوء الساطع حينما تصل لصحن المسجد، المكشوف بلا سقف يحد الضوء. إنه "الولوج من الظلام إلى النور"، فتصل إلى ما تريد مستبشرًا، متلقيًا بصيرة الإيمان من بعد رحلة المجاز المظلمة نسبيًا من الدنيا. وبينما تقف أمام مدخل "السلطان حسن" الشاهق العملاق، تتأمل بنيانه، تجد "قلعة الجبل"، مقر حكم مصر المملوكية على بعد أمتار قليلة. ويراقب "الغيطاني" ميدان القلعة وتطوره من ميدان "الرُميلة" إلى "قره ميدان" أي الميدان الأسود، ثم "صلاح الدين"، وحالياً ميدان "القلعة". وبين جامعي السلطان "حسن" و"الرفاعي" (بـُني بأمر من "خوشيار هانم" والدة الخديو إسماعيل)، يمر شارع "محمد علي"، وقصة أول ترام "بلجيكي الصنع" دخل مصر ومرّ به عام 1890. وفى بدايات القرن العشرين.. كانت طريقة الوصول لميدان القلعة عن طريق عربات "السوارس". وأصلها شركة لرجل يوناني أسس شركتين للنقل، عمادها سيارات خضراء تجرها البغال، بها دكتين متقابلتين لجلوس الركاب.
وبفلسفة الأرقام.. يحكي" الغيطاني" أن سلالم الصعود لجامع السلطان "حسن"، اثنتي عشرة درجة، هي ساعات الليل وساعات النهار. كما إن النوافذ الثمانية، وأعمدة قبة الفوّارة "الميضأة" التي تتوسط صحن المسجد ثمانية، ودلالات هذا الرقم متعددة. وفي عمارته.. نجد تبادل الألوان الحجرية، وما يسميه الأثريون الحجر "الأبلق" وهو حجر أسود، يليه آخر أبيض، وأحيانًا يقابلنا حجر أحمر وآخر أبيض بالتبادل. وهذا التباين، هو الوجود والعدم، والحياة والموت، والليل والنهار، والحضور والغياب. إن العمارة هنا تحثك على الدخول، وتأخذك إلى حيث تبتغي.
من المهندسين، إلى لوران
لم ينحصر ولع "الغيطاني" بمعمار القاهرة القديمة فقط.. لكن نراه ـ يستدعي ـ بلغة عذبة في "وداع أماكن" طرفًا من ذاكرة المكان والزمان عن "حي المهندسين". فحكى البدايات العمرانية لهذه المنطقة التي لم يكن لها وجود قبل ستينيات القرن العشرين. وتجول في دروب الذاكرة ما بين أحياء "الدقي"، و"العجوزة". ومع مضي الزمن، واضطراب البناء - يقول "الغيطاني" - تحولت الشوارع الأنيقة، وعمارتها البديعة في حي المهندسين إلى "حواري" لكنها تفتقد منطقية أزقة ودروب "الجمالية". وها هو ـ أيضًاـ يُمم شمالاً ليتحدث عن عشقه لمدينة الإسكندرية، وبخاصة "حي لوران" في الشتاء. حيث كان حلمه دومًا "شرفة تواجه اللامدى"، فهو لا يعرف السباحة، لكن صلته بالبحر صلة "تأمل، وتفكير"، وذكريات المكان تُلهمه الكثير ليحكيه.
بدايات الحكّاء المعماري
كانت بداية الروائي الكبير "جمال الغيطاني" عام 1959 عندما كتب قصته القصيرة الأولى "نهاية السكير". ثم اتخذ لنفسه شكلاً متفردًا، كروائي قرأ التاريخ والتراث، وتأثر بهما، فظهرا في معظم كتاباته. ومن أبرز رواياته ومؤلفاته: "حراس البوابة الشرقية"، و"متون الأهرام"، و"شطح المدينة"، و"منتهى الطلب إلى تراث العرب"، و"خلسات الكرى"، و"سفر البنيان"، و"حكايات المؤسسة"، و"التجليات" (ثلاثة أجزاء)، و"دنا فتدلى"، و"رشحات الحمراء"، و"نوافذ النوافذ"، و"نثار المحو"، و"مطربة الغروب"، و"وقائع حارة الزعفراني"، و"الرفاعي"، و"أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، و"رسالة في الصبابة والوجد"، و"الخطوط الفاصلة" (يوميات القلب المفتوح)، و"منتهى الطلب إلى تراث العرب"، و"أسفار المشتاق"، و"المجلس المحفوظية"، و"نجيب محفوظ يتذكر"، و"مصطفى أمين يتذكر"، و"توفيق الحكيم يتذكر"، و"رسالة البصائر في المصائر"، و"أرض.. أرض"، و"الزويل"، و"الزيني بركات"، و"الحصار من ثلاث جهات"، و"حكايات الغريب"، و"ذكر ما جرى"، و"خطط الغيطاني"، و"إتحاف الزمان بحكاية جلبي السلطان"، و"هاتف المغيب"، و"ثمار الوقت"، و"منتصف ليل الغربة"، و"أحراش المدينة"، و"حكاية الخبيئة"، و"يومياتي المعلنة"، و"المصريون والحرب من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر"، و"أسبلة القاهرة"، و"مقامات بديع الزمان الهمذاني"، و"شطف النار"، و"مختارات أبي حيان"، و"دفاتر التدوين، مشروع سردي"، و"ملامح القاهرة في ألف عام". وترجم العديد من مؤلفاته إلى أكثر من لغة منها الألمانية: "الزيني بركات" (1988)، و"وقائع حارة الزعفراني" (1991)، ورواية" رسالة البصائر والمصائر" (2001). وترجم له إلى الفرنسية: "الزيني بركات" (1985)، و"رسالة البصائر والمصائر" (1989)، و"وقائع حارة الزعفراني" (1996)، و"شطح المدينة" (1999)، و"متون الأهرام" (2000)، و"حكايات المؤسسة" (2002)، ورواية "التجليات" بأجزائها الثلاثة في مجلد واحد (2005).
وتظل روايته الأشهر "الزيني بركات" التي تحوّلت إلى عمل درامي تلفزيوني عام 1995، وترجمت إلى الألمانية والفرنسية. وحوّل التلفزيون المصري روايته "حكايات الغريب" إلى فيلم بنفس العنوان، وأخرجته "إنعام محمد علي" عام 1992. ويتناول جوانب من أحوال مدينة السويس بين حربي 1967 و1973. كما أنتج التلفزيون المصري عمله "وقائع حارة الزعفراني" في مسلسل "حارة الطبلاوي" (2001). كما أنتجت السينما المصرية من أعماله فيلمي "أيام الرعب" (1988) لـ"سعيد مرزوق"، و"كلام الليل" (1999) لإيناس الدغيدي.
وقد حصد هذا "الحكاء" المصري الذي ترك للثقافة العربية أكثر من 50 كتابًا عدداً من الجوائز منها: "جائزة الدولة التشجيعية للرواية" (1980)، و"وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى"، و"وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس" (1987)، وجائزة "سلطان بن علي العويس" (1997)، وجائزة "لورباتليون لأفضل عمل أدبى مترجم إلى الفرنسية" عن روايته "التجليات" مشاركة مع المترجم "خالد عثمان" في 19 نوفمبر (2005)، وجائزة "جرينزانا كافور" للأدب الأجنبي- إيطاليا (2006)، و"جائزة الدولة التقديرية" (2007) والتي رشحته لها جامعة سوهاج، وجائزة معهد العالم العربي، باريس (2009)، و"جائزة النيل" (2014)، وهي الأهم ضمن جوائز الآدب والثقافة المصرية التي عرفت طريقها لمبدع جمع بين فلسفة المعماري، وروح الصوفي، وصبر نساج السجاد، وتحليق العصفور في عالم الإبداع.
تغريد
اكتب تعليقك