حماية البيئة والتعليم 3-3 - حماية البيئة مطلب أخلاقي وحضاريالباب: حياتنا

نشر بتاريخ: 2015-08-24 00:46:58

عبد الله بن محمد اليوسف

إن موقف الإسلامي أصيل  وقديم من القضية البيئية  حيث إن الشريعة الإسلامية تنفرد عن القوانين الوضعية، بخاصية العموم والشمول في كل زمان ومكان وفي جميع جوانب الحياة المختلفة، مما يجعلها قادرة على معالجة قضايا البيئة الطارئة بكافة مشاكلاتها الصعبة وحمايتها والحفاظ عليها مستقبلاً، فما من نازلة في الحياة البشرية إلا وللإسلام فيها حكم شرعي. وهناك الكثير من المبادئ والأسس في الإسلام التي تحمي البيئة، وتمنع أخطر تدهور لها، ألا وهو تدهور الأخلاق، وانحطاط القيم، فإذا انعدمت الأخلاق كان الفساد والأنانية، ولهذا فقد أمر بالعدل والحرية والمساواة والصدق والأمانة، وحارب الظلم وكل أشكال الاستغلال والنفاق والغش والكذب والفساد، وهذا ما تعاني منه البيئة الإنسانية الحالية على مستوى الأفراد والشعوب، قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)

 205  (البقرة) . المجتمع عدد باختصار1738

•أرست الشريعة الإسلامية: مجموعة من المبادئ التي تعد من أهم الإجراءات الوقائية للحفاظ على البيئة البشرية، ويتمثل ذلك:

O في عناية الإسلام بطهارة الإنسان ونظافته من خلال الدعوة إلى تنظيف الجسد والثياب.

O والناظر إلى الإسلام عقيدة وشريعة، يجد أن رعاية البيئة تتصل بعدد من العلوم الإسلامية، وفي مقدمتها علم أصول الدين، الذي يرى أن البيئة مخلوقة مثل الإنسان، وأنها مكلفة بالسجود لله تعالي وتسبيحه ولكن بطريقة يعلمها الله تعالى، فالإنسان ليس إلها في الكون ولكنه مخلوق مثل بقية الأشياء.

O وترتبط رعاية البيئة بعلم السلوك في الإسلام على اعتبار أن الدين في حقيقته هو السلوك والخلق،

O بل إن الإسلام نظر إلى الأمور البيئية نظر ود وحب، فجعل القرآن الكريم الحيوانات والطيور أمما مثل أمة الإنسان، مميز عليها بالعقل وبالإرادة ونص القرآن الكريم أن الشجر والدواب والجبال والنجوم تسجد لله تعالى.

ويرى علماء الأخلاق الكون (البيئة):

O على أنه آي آيات الله تستوجب من الإنسان التفكر فيها، وأنه نعمة تستوجب الشكر والمحافظة عليه والاستمتاع بعنصر الجمال فيه. وتنمية هذا الجمال، لأن كل شيء في البيئة من الضروري أن يظهر فيه بديع صنع الخالق سبحانه. المحيطة به، المؤمن وأنها تسبح ربها إلا أن الإنسان.                                      

O أما علم الفقه وأصوله، فقد ارتبطا بالشأن البيئي ارتباطًا كبيرًا في حالة السلم والحرب على حد سواء، ووضع الفقهاء عددا من القواعد التي تنظم هذا الأمر. 

• إن التربية البيئية في الإسلام:

بأنها النشاط الإنساني الذي يقوم بتوعية الأفراد بالبيئة وبالعلاقات القائمة بين مكوناتها ، وبتكوين القيم والمهارات البيئية وتنميتها على أساس من مبادئ الإسلام وتصوراته عن الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، ومطالب التقدم الإنساني المتوازن, وفى ضوء هذا التعريف للتربية البيئية من منظور إسلامي يجب أن يكون هناك تفاعل إيجابي بين الإنسان والبيئة، وأن يكون ذلك التفاعل شاملاً ولا يقتصر على زمان معين أو مكان معين، وليصبح جهد الإنسان موحدًا وموظفًا توظيفًا حضاريًّا وتاريخيًّا في ضوء العقيدة الإسلامية، وتتضح حاجتنا الماسة إلى وجود التربية البيئية بصورة تطبيقية وليست نظرية في عصرنا الحالي، خاصة إذا تعرفنا على مظاهر سوء استخدام البيئة في العالم، الكائن البشري غير منفصل عن البيئة, فهو عنصر مميز من عناصرها, ومكون فريد من مكوناتها، وعلى ضوء كل ذلك، فإن علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية لا تتحول إلى علاقة مالك بمملوك، إنما علاقة أمين استأمن عليها بكل ما يعنيه من وفاق وانسجام وتكامل معها. ومن خلال تفاعله مع البيئة، سيواجه أحداثًا مستمرة، لكل منها تغييرات يجب أن لا تتجاوز الحدود التي فرضتها السنن الطبيعية, والخصوصيات البيولوجية والعقلية الثابتة للفطرة البشرية، لأن هذه السبيل هو الكفيل وحده للاستمرار في التمتع بالخيرات الطبيعية عبر الزمان والمكان ومن العادات الاجتماعية والخلق  التي لها تأثير سلبي على البيئة , منها:                                     

 عادة ظاهرة الإسراف:                       

في الأكل والشرب والملبس وأدوات الزينة والسيارات والسكن والفرش والاستهلاك عموما  وأمور عديدة يطول سردها.

• التربية البيئية ضرورة لتأصيل القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب والطالبات

• بمشاركتهم في الحملة دليل على وعي مؤسسات المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة؛ حيث يتكامل البيت مع المدرسة في تأصيل قيم التربية البيئية في نفوس أبنائنا الطلاب والطالبات.

وعن أهمية الزراعة والخضرة ودورها في الحياة، يقول "مالكوم ويلز" Malcolm Wells : "خذ بعيدًا كل الحكومات والجيوش والصناعة وخذ المواصلات وخذ أيضًا السيارات والمدن والمستشفيات والمدارس والمكتبات. خذ بعيدًا الكهرباء والملابس والأدوية والشرطة خذ كل شيء واترك لنا المزروعات الخضراء، وسوف يحيا معظمنا ولكن إذا أخذت المزروعات فسوف نموت جميعًا", ويكشف لنا هذا القول الأهمية الكبيرة للمسطحات الخضراء، والتي قد تسبق أولوية تحقيقها أولوية تحقيق الخدمات المختلفة داخل المدينة أو في المواقع السكنية المختلفة.

• الوظائف الطبية للأشجار والنباتات:

أثبتت الأبحاث والتجارب العديدة في مجال الطب الشعبي والتداوى بالنباتات والأعشاب أن هناك العديد من الأشجار والنباتات والأعشاب التي لها فوائد طبية عديدة، مما يصعب حصرها في هذا المجال.

ومن الأمثلة على دور الأشجار والنباتات في الطب ما وروي عن سعد (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر".

لقد أثبت تقدم العلم أن للأشجار والنباتات وظائف أخرى ومنها أنها ذات ضرورة فيزيولوجية بوصفها ذات قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين. 

وتلعب المسطحات الخضراء دورًا بارزًا بالنسبة لحياة البشر من جهة، وبالنسبة للتوازن البيئي (الأيكولوجي) من جهة أخرى، بوصفها ذات قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين.

فشجرة زان كاملة النمو – على سبيل المثال - تمتص من الهواء ما يزيد عن 2.5 كجم من ثاني أكسيد الكربون وتنتج في الهواء 1.7 كجم من الأكسجين كل ساعة، أي أن هذه الشجرة تنتج من الأكسجين ما يكفى احتياج عشرة أفراد لمدة سنة كاملة .

وقد حسب أن هكتارًا واحدًا في متنزه إحدى المدن بما يحويه من أشجار وشجيرات وحشائش يمتص من الهواء 900 كجم من ثاني أكسيد الكربون ويطلق في الهواء 600 كجم من الأكسجين وكل ذلك خلال اثنتي عشرة ساعة.

إن وجود الأشجار على جانبي الطرق من شأنه أن يحد من شدة الضوضاء:

1. فقد اتضح أن بإمكان الأشجار تحويل الضوضاء عن اتجاهها أو عكسها إلى اتجاه آخر.

2. بزراعة سياج من نبات "أيبرس" بعرض 60 سم وجد أنه يخفف الضوضاء بمقدار 5 ديسبيل .

3. وبزراعة الأشجار في الشوارع والميادين لتقليل الضوضاء الناتجة عن المرور، وجد أنها تخفض لضوضاء بمقدار 10-15 ديسبيل.

4. وعليه فقد أوصت هذه الدراسات بزراعة الميادين والشوارع بالأشجار للمساهمة في امتصاص الضوضاء بها والمنعكسة على حوائط المباني. كما أن كل فرع من أفرع النباتات يحدث رنينًا خاصًّا يتراوح بين (275 - 450 لفة / ثانية), مما يحدث اهتزازات أو ذبذبات تعمل على الامتصاص أو القضاء على الضوضاء الزائدة.

5. هذا وقد يظن البعض أن وجود الأشجار يزيد من الضوضاء بسبب صوت حركة الأفرع وكذلك الطيور التي تسكنها، وعمومًا فهذه الأصوات تكون ذات شدة مقبولة بالنسبة للإنسان كما أنها تبعث على البهجة والتغيير عن طريق قطع حالة السكون.


عدد القراء: 5473

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-