توني موريسون أنشودة الرواية الأمريكيةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2023-05-31 16:20:20

شوقي بدر يوسف

ناقد من الإسكندرية

ما الفائدة من كتابتك يا أبنتي وأنتِ سوداء؟

                                                                      أم توني موريسون

منذ ثلاثين عامًا وبالتحديد في الثالث عشر من شهر أكتوبر عام 1993، صعدت كلوي أنتوني ووفورد Chloe Anthony Wfford ذات الاثنين والستين ربيعًا والمعروفة باسم "توني موريسون" إلى منصة التتويج في مدينة استكهولم واستلمت من الملك "كارل السادس عشر" ملك السويد أرفع جائزة أدبية في العالم، جائزة نوبل للآداب عن مجمل أعمالها الروائية، وبذا أصبحت كلوي ووفورد أول امرأة زنجية سوداء ذات جذور إفريقية تحصل على هذه الجائزة العالمية الرفيعة. وعاشر فائز من فائزي الولايات المتحدة الأمريكية يحصل عليها منذ تأسيسها عام 1901. فما هي قصة هذا التتويج وهذه الكاتبة السمراء التي كانت حياتها وإبداعها الروائي ملحمة إنسانية وأنشودة ثقافية وإبداعية رائعة أبهرت العالم بمنجزها السردي وجعلت مسيرتها الإبداعية جديرة بالنظر والتمعن والقراءة المتأنية.

في حياتها الخاصة لم تتخيل توني موريسون أن الأنوثة والزنوجة قد يجعلا في غمضة عين عالمها الأسود الضيق المليء بالعنف والصخب وشتى أنواع التأزمات، إضافة إلى ما قرأته ووعته عن تاريخ الأسلاف القادمين من القارة السمراء في أفريقيا هو هذا العالم الأكثر رحابة الذي تعيشه الآن بهذا الشكل الرائع غير المتوقع، وأن هذا العالم هو الذي أهلها للحصول على أرفع جائزة عالمية في الآداب. وأن ذلك سيجعلها تطير بجناحي - الأنوثة والزنوجة - إلى محفل العظماء باستكهولم، في وقت كان التفكير في هذا الأمر بالنسبة لها ضربًا من الجنون، إذ أنها كانت خلال تلك الفترة مجرد مدرسة للأدب في جامعة بريستون الأمريكية، وكاتبة متواضعة تحاول أن تجتهد في كتابتها قدر المستطاع، وأن الحصول على أي جائزة كان بالنسبة لها مكافأة لتقاليد فنية عريقة بقيت منسية لمدة طويلة بين الأمريكيين السود الذي عرف عنهم الثقافة الأفريقية الأصيلة، ولم تكن تصدق أن معالم هذا المشهد السردي قد تبلور تمامًا مع مشهد وزخم حركة (نهضة السود في حي هارلم بمنهاتن بنيويورك) الذي كان في عشرينيات القرن الماضي، معروفًا بصبغته الثقافية المعروفة، والذي اتسع تأثيره ليشكل الأفارقة الفرانكفونيين في المستعمرات الأفريقية والبحر الكاريبي، وأن هذا التتويج – غير المتوقّع – في ذلك الوقت كان تتويجًا لمسيرة الأدب الأفريقي الأمريكي الذي شارك فيه عدد من الكتّاب الأفارقة أمثال ريتشاد رايت صاحب رواية "أبن البلد" التي كانت تعتبر صرخة احتجاج عالية ضد قوانين التفرقة العنصرية في أمريكا، ورالف إليسون صاحب الرواية الرمزية الشهيرة "الرجل الخفي" كناية عن الرجل الأسود المنسي دائمًا في المشهد الاجتماعي الأمريكي، والكاتب الأسود جيمس بلدوين أشهر كاتب روائي ومسرحي زنجي في أمريكا، الشهير برواياته الغاضبة ومقالاته الجريئة حول حقوق الإنسان وحقوق مواطنيه السود الذين عانوا من تمييز عنصري قاس، والكاتب الرائع أليكس هيل صاحب رواية "الجذور" الشهيرة الباحثة عن الهوية الإفريقية لمواطني أمريكا السود القادمين من مجاهل القارة السمراء.

قررت توني موريسون في البداية ألا تمسك القلم وتكتب بعد أن قرأت أعمال وليام فوكنر أثناء بحثها الأكاديمي حول ظاهرة الانتحار في أعماله، وفي أعمال فرجينيا وولف التي تقدمت بهما إلى الجامعة للترقية، ووجدت أن من الصعوبة وضع نفسها بجانب أعمال هذا الجنوبي العظيم فوكنر كاتب "الصخب والعنف"، و"وردة لإميلي"، و"قداس الراهبة"، و"سارتورس"، و"اللصوص" وغيرها من الأعمال السردية المعبرة عن الجنوب الأمريكى وما يحدث فيه من تفرقة عنصرية جائرة، حيث قالت أن أحدًا لم يتجاوز فوكنر بقدراته الهائلة على تجسيد روح الملحمة والمأساة النابعة من حياة الإحباط والضياع الذي عانت منه العائلة والمجتمع في الجنوب الأمريكي. إلا أنها بعد أن تعرفت على أعمال دستويفسكى بجانب أعمال فوكنر وأعمال جين أوستن وكافكا وغيرهم من الكتّاب، قررت أن تخطو أولى خطواتها نحو الشروع في الكتابة. وقد لعب الأدب الأفريقي دوره في بواكير وبدايات حياتها من خلال الإطلاع على أعمال عدة مشحونة في سياقها بالعنصرية، والقهر، وتأزمات المشهد فكان قراءة مواطنيها السود والإحساس بما تتضمنه أعمالهم من إعادة تخييل في الرحلة المعادة والمكررة عن أفريقيا له تأثيره الكبير في حياتها الأدبية والاجتماعية، وكان العثور في مطلع الستينيات على روايات شينو أتشيبي، وول سوينكا، وآماأتا آيدو، ونجوجو أثيونجو، وشيبريان إكوكينسكي، وغيرهم والوقوف في هذه الأعمال على ما كان يجابه الإنسان الإفريقي الأسود أمرًا لا يمكن تجاهله، مما أهلها أيضًا في حياتها الإبداعية لترجمت كل أحوال مواطنيها السود في الولايات المتحدة، من خلال ما كانت تراه في حياتها الخاصة وارتباطها بجوانب عرقية أخرى تربطها بجذورها الأولى في أفريقيا، عندما وفد جدودها إلى أمريكا وأقاموا هذا الصرح العظيم من الأممية والمواطنة الجديدة في الأرض الجديدة، فكان لا بد وأن تظهر ظلال هذا التأريخ الذي كان، عن مواطني أفريقيا الذين أصبحوا مواطنين أمريكيين لهم حق الحياة وتقرير المصير والحرية والتعبير والعيش بأمان في العالم الجديد.

وكانت توني موريسون هي الكاتبة الزنجية الأمريكية الوحيدة التي تصدرت صورتها غلاف مجلة "نيوزويك" وهو ما لم يحدث لكاتب زنجي، أمريكي أو كاتبة زنجية أمريكية، وقد عزز هذا وضع الكاتبات الزنجيات في الأدب العالمي، وانعكست آثاره عليهن، وكسب لهن شهرة كبيرة بحيث قال عنها الناقد "إيريل فريدريك"، "إذا كان هناك أي أمل في أن يستطيع كاتب زنجي معاصر أن يحقق، بالشكل الذي يرضى البيض، لا مجرد مزيج كاف غير قابل للدحض من الشكل الزنجي والمحتوى الإنساني.. فلا بد أن هذا منوط بتوني موريسون".(1)

ولدت توني موريسون في الثامن عشر من فبراير عام 1931 في بلدة لورين بولاية أوهايو الأمريكية الشهيرة بصناعة الفولاذ، وكانت هي الأبنة الثانية لأسرة من الطبقة العاملة تضم أربعة أطفال، هاجرت أسرتها من الجنوب إلى هذه الولاية بعد أن ضاقت الحياة بالأسرة هناك. وكان أبوها من كثرة ما تعرضت له الأسرة من قهر وظلم يعتقد اعتقاد جازما باستحالة التعايش بين البيض والسود في انسجام ووئام، وكان هذا الاعتقاد بطيبعة الحال وليد ما مرت به الأسرة وأجيال كثيرة من السود من معايشة المرارة والغضب، وكان أبوها كثيرًا ما كان يعمل على إثراء مخيلتها بسرده الدائم لقصص من الأدب الشعبي للمجتمع الأسود، ودائما ما كان يزجى لها النصح بأن تكون قوية الإرادة، وصلبة في كل تعاملاتها، وبضرورة مواجهة تأزمات الحياة بقوة الصمود، لم يكن جورج ووفورد والد كلوى يسمح لابنته بالابتعاد عن درس هام في احترام الذات كان يقول لها دائمًا عندما يشعر بيأسها من العمل في أي مهنة في مجتمع البيض: "يا ابنتي، أنتِ لا تعيشين هناك، أنتى تعيشين هنا، لذا، أذهبي وقومي بعملك، واحصلي على نقودك، وتعالي إلى المنزل".(2) وكان يحكى لها قصصًا شعبية من بيئة الأجداد، مما أثر بشكل واضح في أسلوب روايتها التي باتت تشبه قصصًا شعبية شديدة الخصوصية كما كان والد الروائي الزنجي جيمس بالدوين أيضًا يعتقد أيضًا باستحالة التعايش بين البيض والسود لذا كان يردد لأبنه الروائي الكبير: "يا بني واصل الكفاح العنيد، فحياتنا حرب، ويجب أن نواصل القتال إذا أردنا أن يكون لنا مكان على هذه الأرض".(3) كما ورثت توني موريسون عن والدتها روح التحدي والتمرد في الحياة، فقد كانت والدتها تتحدى دائمًا الشعور بالظلم بكثير من التصرفات الفكاهية والحيوية المفرطة، وحول ذلك تقول موريسون: "كانت أمي تعشق ارتياد المسارح بعد ظهر أيام السبت والجلوس في الأماكن المخصصة للبيض، وعندما علقت لافتات تهدد السود الذين يجلسون في أماكن البيض بالطرد، كان تمزق هذه اللافتات وتنثرها أمام من علقوها، كما كانت تكاتب الرئيس روزفلت بشأن أوضاع السود المتردية في الولايات المتحدة".(4)

بعد وقت قصير من وصولها إلى حرم جامعة هوارد في خريف 1949، اتخذت كلوي قرارين كان لهما تأثير واضح على حياتها بعد ذلك وهو تغيير أسمها إلى توني (اختصارًا لاسمها الأوسط أنتوني) والانضمام إلى فرقة مسرحية جامعية هي فرقة "هوارد يونيفير سيتى بليزر" المؤلفة من بعض زملائها الطلبة وبعض أعضاء هيئة التدريس. قدمت الفرقة خلال العام الدراسى بعض الأعمال المسرحية لشكسبير وغيره من كتّاب المسرح الأوروبي. وقد استكملت هذه العروض تخصصها في الأدب الإنجليزي، وتخصصها الفرعي في الأدب الكلاسيكي.

كان التزام توني موريسون بالتعليم الأمريكي الإفريقي قد أعادها إلى جامعة هوارد عام 1957 لتعليم اللغة الإنجليزية في منتصف العشرينيات من عمرها، وبعد عام ونصف وقعت في حب مهندس معماري شاب يدعى هارولد موريسون مولود في جامايكا، أخذت اسمها الثاني من لقب عائلته، واستقرت توني موريسون مع زوجها هارولد موريسون في مدينة واشنطن العاصمة، وبعد ثلاث سنوات ولد طفلهما الأول عام 1961. وكانت توني في ذلك الوقت بجانب العناية بطفلها الأول وأسرتها الصغيرة منشغلة بمجال التدريس.

خلال تلك الفترة انضمت تونى موريسون إلى جماعة من الكتّاب بالجامعة ولم تكن جادة في هذا الجانب الجديد من حياتها لانشغالها بطفلها الأول وأسرتها الصغيرة وحياتها الجديدة، لكنها أرادت أن توسع من دائرة أصدقائها ومعارفها، واعتقدت أن وجودها بين مجموعة من الكتّاب والشعراء من شأنه أن يكون نوع من التجديد والتغيير في روتين حياتها، كانت المجموعة تجتمع مرة كل شهر، وكان الأعضاء يتناوبون قراءة ومناقشة كتاباتهم وتحليلها والحكم عليها من واقع القراءة في ندوات يعقدونها، لم تكن موريسون متأكدة تمامًا مما كان يجب عليها أن تفعله في توجهها الجديد، كانت تشارك هذه المجموعة من المثقفين والأدباء ندواتهم لمجرد شغل الوقت في هواية مفيدة ليس إلا، وبدأت في التفكير في عمل تقرأه في إحدى الندوات فبدأت بكتابة قصة عن فتاة أمريكية سوداء قابلتها عندما كانت طفلة، وقد كشفت الفتاة عن سر تحمله في أعماقها، لقد أخبرت موريسون أنها صلت لله من أجل أن يكون لها عينان زرقاوان لمدة عامين، وعرفت موريسون أن سر الفتاة كشف لها عن رغبتها الخفية في أن يكون عيناها مثل عيون الفتيات البيض الجميلات، ولكن صلوات الفتاة لم تحظ بإجابة لهذه الرغبة. انهارت الفتاة وشعرت بأنه كان محكومًا عليها أن تعيش حياتها كإنسانة سوداء.

شاركت موريسون بقصتها القصيرة – التي أصبحت بعد ذلك باكورة منجزها الروائي - مع مجموعة الأصدقاء الكتّاب وتأثر أقرانها بعملها وتفعالوا معه، وأرادوا سماع المزيد، وعلى الرغم من حماس المجموعة، فقد طرحت موريسون القصة جانبًا. ولم تفكر أكثر في قصتها، سوى أنها أبلت في هذا اللقاء بلاء حسنا مع أصدقائها الكتّاب.

بعد عامين عندما كانت موريسون حاملاً بطفلها الثاني، اتخذت قرارًا هاما آخر، لقد استقالت من عملها في جامعة هوارد، وانفصلت عن زوجها الذي عاد إلى موطنه جامايكا، وعادت هي إلى عائلتها في لورين في ولاية أوهايو، لتضع مولودها الثانى سليد عام 1964. لتعيد حساباتها الذاتية مع نفسها.

في أواخر عام 1965 حصلت موريسون على ترقية في العمل في راندوم هاوس، وانتقلت مع عائلتها إلى نيويورك، ونقلت من قسم الكتب المدرسية إلى القسم التجاري حيث عملت في إدارة تسويق الكتب، في نفس الوقت بذلت جهدًا كبيرًا في التكيف مع العمل الجديد والكتابة، وواصلت الكتابة في المساء لمواجهة الوحدة، والمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقها، مسئولية أبنائها، واكتشفت تونى موريسون متعة الكتابة والإبداع، وأن الكتابة منحتها إحساسًا بالسعادة لم تعرفه من قبل، وقالت موريسون بعد سنوات: "سواء كانت "العين الأشد زرقة" ناجحة أم لا - أو حتى نشرت أم لم تنشر – فقد كنت قد التزمت فعلاً"(5)  وفي مقابلة مع صحيفة شيكاغو تريبيون، قالت توني موريسون لمراسل الجريدة: إن الخبرة في كتابة روايتها الأولى كانت محفزة وجلبت لي إحساسًا متجددًا بالحياة، كما أن كتابتي لرواية "أنشودة سليمان" قد شكلت في ذلك الوقت جزءًا من شخصيتي وجعلته على ما هو عليه الآن."(6) وكان العالم خارج نطاق كتابتها يبدو أقل إثارة بكثير. كما قالت في حديث صحفي لها بعد فوز باراك أوباما بالمقعد الرئاسي في البيت الأبيض "لا يزال جزء مني تغلي فيه الثورة" مما يؤكد على تمردها الدائم في البحث عما يشعل جذوة فعل الإبداع المرتبط بالشخصية الأمريكية ذات الجذور والأصول الأفريقية. هذا وقد قلدها الرئيس أوباما بعد فوزها بجائزة نوبل وسام الحرية الرئيس باراك أوباما. كما كان الممثل الأمريكي الشهير مارلون براندو يتصل بها دائمًا ويقرأ لها من الهاتف المقاطع المفضلة لديه من رواياتها.

بعد هذه المرحلة قررت توني موريسون أن تكون هى نفسها، بدلا من أن تكون عبئًا على أسرتها خاصة وأن لها الآن ولدان يجب الاعتناء بهما وحدها. وأرادت أن تواصل حياتها بكل قوة وأن تجد عملاً مناسبًا، وأن تبنى مستقبلها بنفسها، وكان ذلك من أصعب الأوقات في حياتها وقالت موريسون: "كنت أرغب في معرفة من أكون، وما إذا كنت قوية بما فيه الكفاية"(7). من هنا بدأت الرواية تشكل لديها حلمًا وهاجسًا يراودها في أن تصبح روائية مثل ما كان فوكنر وفرجينيا وولف وغيرهم من الروائيين الأسلاف الذين قرأت أعمالهم في صباها وأثناء بواكير اهتماماتها الأدبية.

توني موريسون والرواية

بعد أن تهيأت توني موريسون لهذه الرحلة الشاقة مع فن الرواية اشتغلت في إبداعها الروائي على اللغة والتخييل الفني لمضامين قضايا السود الاجتماعية والميثولوجيا الزنجية للبرهنة على أن الفن العظيم للتراث الأفريقي ذي الجذور المبهرة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية له ذائقته وشاعريته التي تمنحه حق الوجود والتغلغل في الأدب العالمي. وكانت التيمة الأساسية في رواياتها هي السعي الحثيث للأفراد السود لإيجاد ملامح هويتهم على المستويين الذاتي والثقافي وسط مجتمع تشيع فيه مظاهر اللاعدالة واللامساواة، ويعد استخدام توني موريسون للفانتازيا والأسلوب الشعري مزاوجة بين الواقع والأجواء الأسطورية وهي إحدى السمات والميزات التي اختصت بها موريسون رواياتها كما كانت هي الميزة التي منحت إبداعها الروائي طاقة سردية خلاقة عظيمة.

وقد صدر لها إحدى عشر رواية هي: "العين الأشد زرقة" 1971، "سولا" 1973، "أنشودة سليمان" 1981، "محبوبة" 1987، "جاز" 1991، "الفردوس" 1997، "الحب" 2003، "شفقة"، 2008، "البيت" 2012، "ليكن الله في عون الطفلة" 2015.

وقد تميزت أعمال توني موريسون الروائية بدفاعها عن أبناء جلدتها من خلال الفن الروائي، ولذلك فإن معظم أعمالها تتحدث عن العلاقة بين السود والبيض في أمريكا، وهذا ما أكسب رواياتها شهرة عالمية، وهى تحاول أن تحقق في ذلك نوعا من اللاتوازن في مجتمع غير متوازن في علاقاته بين أفراده العائشين تحت قبة أمريكية واحدة، لذلك فإن أبطالها أو بالأحرى بطلاتها يعانين من حالة الاغتراب القسرية حتى وهن في حضن الأسرة، ويبدو أن التمييز العنصري بحق السود بلغ من موريسون ذروته إذ أنها لم تعد ترى في العالم إلا السواد، فشخصياتها تعاني من أقرب الناس إليها، ولعل شخصية "بيولا" في رواية "العين الأشد زرقة" كانت هي النمو الأكثر ألمًا وفجيعة في روايتها الأولى، والذي ربما استمر حاضرًا في الكثير من روايتها بعد ذلك من خلال التفرقة العنصرية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.(8)

وحول رواية "العين الأشد زرقة" The Bluest Eye أشادت بعض الدراسات على جرأة توني موريسون في إلقاء الضوء بقوة وقدرة غير مسبوقة على العنصرية الأمريكية وآثارها المدمرة على الحالة النفسية، والنمو الروحي للأطفال الأمريكيين الأفارقة، لا سيما الفتيات من خلال الفتاة "بيولا" التي دعت الرب بأن يمنحها عينان زرقاوان مثل العيون الجميلة للفتيات البيض، ولكن دعاءها لم يتحقق، وهو نفس موضوع القصة القصيرة التي كانت يومًا ما هاجسًا قصيرًا مرّ عليها مرور الكرام إلا أنه أصبح بعد ذلك هو البداية الحقيقية لمنجزها الروائي. وكما أثارت قصتها القصيرة اهتمام زملائها في الندوة الشهرية التي كانت ترتادها أثناء الدراسة في الجامعة، أثارت هذه الرواية في حينها اهتمام النقاد وجماهير القراء ومحبي الأدب لما فيها من حس ملحمي واضح وحوارات متماسكة وتصوير شاعري لدقائق حياة المجتمع الأمريكي الأسود، ولتصوير رواية النساء بما يتسمن به من جمال وحسية وغريزة متقدة، وتتحدث توني موريسون في هذه الرواية عن ظاهرة الاغتراب وهاجس الطفلة الصغيرة بيولا في مجتمعها التي كانت تتوق إليه.

وفي رواية "صولا" 1973 SUla جسدت توني موريسون علاقة الخير والشر من خلال صداقة وثيقة بين امرأتين أمريكيتين من أصل أفريقي تعيشان حياتان مختلفتان ومتناقضتان في حي من أحياء الزنوج على أطراف مدينة ميداليون في أوهايو وكل منهما لديها وجهة نظر حول ما يجعل الحياة جديرة بأن تعاش. ولم تأت فكرة "صولا" بسهولة، فقد أمضت موريسون بعض الوقت في تخيل حبكة القصة، وكان ذلك يتحقق أثناء تنقلها الصباحى بالمواصلات على الطريق الفرعي من حي كوينز إلى مانهاتن وسط نيويورك حتى استطاعت أن تضع اللمسات الأخيرة لروايتها، وتبحث المرأة السوداء في هذا النص عن حب منشود في حي من أحياء الزنوج دون جدوى، وفي وحدتها التي تعيشها مع كل من أمها وجدتها كان مجتمع الزنوج بممارسته الحسية والمعنوية يعبر عن مجتمع شديد الكآبة والقتامة في علاقته الاجتماعية والجنسية، ومن ثم كانت صولاً ونيل صديقتين نشأتا في قاع المجتمع الأسود الأمريكى، وعندما تشب صولا عن الطوق تتحوّل إلى عاهرة حتى إنها كانت تضاجع زوج صديقتها نيل، من هنا كانت مغامرة الخير والشر هما عنوانا ما كان تمر به الحياة في مجتمع السود، وهو ما حاولت توني موريسون الكشف عنه وفضحه وإدانته وتعرية أوضاعه، حيث كان السود يعيشون وكأنهم خارج الزمن، بل خارج الحياة الأمريكية كلها وهذا في حد ذاته هو فضح صارخ لسياسة التفرقة العنصرية التي مورست ضد السود في أمريكا.

وفي رواية "أنشودة سليمان" Song Of Solomon الحائزة على جائزة النقاد الأمريكيين عام 1977، والتي تصف فيه عالم السود على مستوى الواقع والأسطورة معًا، في محاولة لتحقيق الذات لكل الأمريكيين من أصل أفريقي، وذلك باللجوء إلى أغنيات الطفولة والعودة إلى الجذور، من خلال شخصية "ماكون دايد الثالث" الذي يعانى صعوبة في استعادة الماضي من النسيان، ماضي العبودية والرق، ولكن في إطار رائع من التداخل بين التذكر والواقع مع خصوصيات الشخصية، ورحابة البناء، وعمق الرؤية السردية، وطواعية اللغة، كان هذا النص الرحب من أبرع النصوص الروائية لدى توني موريسون. أما رواية "طفل القطران" فهو نص نشر عام 1981، تبحث فيه توني موريسون عبر التاريخ عن علاقة مستحيلة بين امرأة سوداء ورجل أسود من خلال التناقضات التي تحكم حياتهما والمفارقات المؤلمة والمأسوية الكائنة في حياتهما، وأن تضامنهما في مواجهة العنصرية شيء بعيد المنال. وتحكى الرواية قصة حب ولكنها مضطربة بين عارضة أزياء شابة مثقفة أسمها جادين وشاب يدعى سن جرين، وهو هارب أمريكي أفريقي ليعمل في جزيرة الحصن وهناك يلتقي بجادين وعمها وعمتها اللذان يعملان في مطبخ رجل أبيض ثري كان له مصنع حلويات وتهرب جادين مع جرين وسرعان ما يختلفان بسبب طبيعة كل منهما.

نشرت توني موريسون بعد ذلك رواية "محبوبة" التي حصلت على جائزة البوليتزر الأمريكية عام 1988، وهي الرواية التي قام بترجمتها أمين العيوطي وصدرت عن مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1989، في هذه الرواية يتجلى هاجس إعادة فرض الماضي – الأسود – أو أنستولجيا الحياة من جديد. حيث نجد مظاهر القسوة منسوجة بلغة منحوتة من اللغة الفنية الواقعية ولغة الواقعية السحرية، ويتعانق فيها الشعر بالنثر، والسخرية مع الوحشية في فضاء قاتم، خال من الحب، وميزة هذه الرواية إنها عودة إلى زمن تحرير العبيد، عندما يخيّر الزنجى المتمرد بين العبودية أو الموت فيختار الموت، ومحبوبة الشخصية المحورية في النص وكانت أثيرة لدى قلب أمها لكنها – أي الأم – اضطرت إلى قتلها حتى تنقذها من العبودية. وعندما صدرت رواية محبوبة تهافت عليها الجميع، وصارت من الكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة وخارجها، وانبرى النقاد والصحافة في الكتابة عن مآسي محبوبة ومآساة هذه الجريمة الوحشية الرامزة للجريمة الكبرى التي يقوم بها الإنسان في كل مكان من العالم، وتقول موريسون لقد كرست هذه الرواية لحوالي ستين مليون أفريقي يعتقد بعض المؤرخين أنهم لقوا مصرعهم خلال مرورهم من الممر الأوسط لأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والبحر الكاريبى. وقد أخذت توني موريسون قصة روايتها "محبوبة" من تقرير عثرت عليه في الكتاب الأسود التي كانت تشرف على صدوره في إحدى دور النشر التي كانت تعمل بها في مدينة نيويورك، وهو عبارة عن ترتيب وتحرير قصاصات الصحف والإعلانات الصحفية التي ترصد تاريخ الأمريكيين الأفارقة من بداية التجارة بالرقيق إلى حركة الحقوق المدنية، وكان التقرير الذي هزها من الأعماق بعنوان (زيارة إلى الأم السوداء التي قتلت أبنتها) ويتحدث التقرير المكتوب عام 1856 عن امرأة سوداء، قتلت ابنتها الوليدة لئلا تعيش في عالم الرق والعبودية الذي يهيمن عليه البيض، وتشهد الجدة عملية القتل، ويتحدث التقرير عن الفقر والبؤس في حياة هاتين المرأتين، وقد نجحت توني موريسون في تصوير الرق والعبودية في روايتها بكل بشاعته وقسوته بأن سمحت للشخصيات وتفاصيل الأحداث بأن تتكلم بنفسها عن نفسها دول تدخل من الكاتبة. وتحدث لهذه المرأة ظروف مأسوية غير عادية، وفي يوم تفاجأ بزائرة اسمها محبوبة، وهو الاسم الذي أطلقته على ابنتها التي قتلتها بمنشار، ثم نقرأ عن عملية القتل التي ارتكبتها المرأة سيث والأسباب التي دفعتها إليها فنكتشف أن هناك مبررات فلسفية وإنسانية للقتل بحسب ما رأت في واقعتها، لقد كان أمام سيث خياران، إما أن تقتل ابنتها، أو أن تقبل بأن تعيش الطفلة في ظل العبودية مع الرجل الأبيض بقمعه وغروره، وهو ما رفضته لأنها مرت بهذه التجربة المريرة قبل ذلك، ومن ثم كانت لا تريد لابنتها أن تمر بها التجربة، لذا فقد آثرت أن تسلب منها حياتها على أن تعيش عبدة للرجل الأبيض طوال حياتها، يتحكم فيها ويضربها وينقص من آدميتها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.

وفي رواية "فردوس" Paradise تدور الأحداث في بلدة اسمها روبي أنشأها عدد السود في مجتمع مغلق منعزل عن العمران ومحظور على الغرباء الاقتراب منه، ملحق به دير على بعد ليس بالكبير من البلدة، تبدأ الرواية عندما يتم إطلاق النار على إحدى النساء في الدير وهي فتاة بيضاء من قبل جماعة من الزعماء السود من روبي، لقد كان دير النساء يعتبر تهديدًا للأخلاق الصارمة في روبي، فالنساء اللواتي أتين للعيش معا بعد نجاتهن من مآسي ومصائب الحياة المختلفة، يمارسن مزيجًا من العقيدة الإفريقية الوثنية والمسيحية، ويعتقد بعض الرجال في روبي بأن العقيدة والنساء ليسوا أخلاقيين، لذا فقد قرروا أن يدمروا الدير والنساء اللواتي يقمن به. وفكرة الرواية تلتف بحسب ما قالت توني موريسون أين يوجد الفردوس، ومن ينتمي إليه، فكل فردوس توصف إلى جيوب للذكور، في حين أن الدخيل هو المرأة، غير المحمية وهي مصدر تهديد، وفي هذه الرواية أعربت موريسون عن أملها في الأخذ في الاعتبار محبة ومحبة بنى البشر.

وفي رواية "جاز"JAZZ يذوب المعنى في الشكل الموسيقى بإيقاعه الحياتي الصاخب في الحياة الأمريكية. حيث تردد الرواية إيقاع موسيقى سردي كئيب لعاطفة رجل تحمل التعاسة في سبيل محبوبته "فيوليت" التي أطلق عليها النار. وتتشابك الأفعال في مزيج اجتماعي اختلطت فيه المفاهيم لتظهر العنصرية في كلمات اخترقت المعنى، وكأنها جمل دخيلة على الرواية "كيف أتى كل هؤلاء الخلق الملونين ليموتوا حيث فعل البيض هراء كثيرًا"، فهل نحيا في الحياة مع لونين أسود وأبيض كما تعيش حالة القلق بين العرب والغرب؟ أم أن الالتحام الفكري يلغي كل انفصال اجتماعي لينفض الغبار عن العالم القديم ليظهر الجديد ونحيا حالة نفسية تشبه نغمات الجاز؟ فالمرأة الزنجية لها وجود مميز، وكأن هذا العالم عالم الزنجيات له مكان في العالم لم نعرفه بعد.(9)

وفي رواية "غرام"Love 2004 التي يعتبرها النقاد من أبراع ما كتبته توني موريسون وهي تحكي عن حياة خمس نساء يستحوذ عليهن رجل من وراء قبره، نساء تورطن في علاقة مع رجل ثري وكان لكل شخصية من تلك النساء جبلتها الخاصة وصوتها وحزنها الذي لم يمحه الزمان. بطل الرواية الغائب بيل كويسه مليونير زنجي عصامي كان يمتلك منتجعًا وفندقًا. ومن خلال بانورما المشاهد الدرامية الحافلة بها الرواية نجد أن العلاقة بين النساء تتسم بالجشع والموت والخديعة والغرام مع شخصية بيل الغائبة. تفتش شخصيات "غرام" على مسارات الحياة والموت بظل الغيرة وبلغة مشحونة بالعاطفة والرغبة من خلال الشخصية الرئيسية الحاضرة الغائبة، شخصية "بيل كويسه" وقوة سيطرته على الجميع في هذه الحياة المحكومة بقوى غامضة ومشحونة بسلسلة من العلاقات المعقدة للغاية بين تلك النساء. الرواية جديدة لطبيعة الحب والأحداث الدرامية التي تعكس أوجه الحيوات المختلفة لتلك النساء وهذا الرجل المستحوذ عليهم وهو في قبره.

وفي رواية "الوطن" أو البيت وهي رواية مستوحاة من معاناة الحروب والتمييز العنصري، هي حكاية هادئة ولكن أحداثها قوية هادرة، تبدأ الروابة بهذه العبارة لمن هذا الوطن؟ والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاستهلال الأولى، هل هي تحية أم هجوم؟ تحكي الرواية قصة أحد المحاربين القدماء الذين شاركوا في الحرب الكورية، (فرانك مون) واحد من أولئك الذين يسعون إلى معايشة الذات والتصالح معها، كان قد تطوع في الجيش وشاهد فظائع الحرب وعندما عاد إلى وطنه وجد نفسه مرة أخرى مع حرب جديدة لكنها أكثر وحشية من الحرب التي خاضها مع زملائه الجنود في الجبهة الكورية، لقد كانت هذه الحرب هي حرب الإنسان لأخية الإنسان داخل الوطن الواحد، حرب العنصرية، والتصفيات العرقية، والتأزمات الحاصلة على مدار اليوم في كل مكان بين الأسود والأبيض حول طريقة الحياة والوجود في كل مكان.

كما كان لها بعض الكتب النقدية الأخرى التي شاركت بها في صنع مسيرتها الإبداعية ففي كتابها حول العبودية والرق والحياة وهو كتاب صغير صدر بعنوان "اللعب في الظلام" ترجمة أسامة أسبر عن دار الطليعة الجديدة تقول توني موريسون إن خلاصة ما قامت به إبداعيًا من أعمال روائية: "متى يغنى اللاوعي العنصري، أو وعي العرق، اللغة التأويلية ومتى يفقرها؟ ماذا يعنى افتراض الذات الكتابية في مجمع تسود فيه العنصرية مثل مجتمع الولايات المتحدة، كذات غير عرقية وافتراض أن جميع الآخرين عرقيين؟ ماذا يحدث للخيال الأدبي لمؤلف أسود يعي دائمًا، على مستوى ما، تمثيل سلالته الخاصة لسلالة قراء تفهم نفسها على أنها كونية ومتحررة من العرقية أو على الرغم منها؟

بمعنى آخر كيف صنع البيض الأدبي والسواد الأدبي، وما نتيجة ذلك البناء؟ كيف تعمل افتراضات اللغة العرقية غير العنصرية المتمطرة في المشروع الأدبي الذي يأمل أحيانا أن يكون إنسانيًا ويدعى ذلك؟ متى يتم الاقتراب من هذا الهدف الرفيع فعلاً في ثقافة واعية عرقيًا؟ كم يدهشني كنز الأدب الأمريكي. كم هي مغرية دراسة أولئك الكتّاب الذين يتحملون مسؤولية جميع القيم التي يحضرونها إلى فنهم؟ كم هو مذهل إنجاز اولئك الذين بحثوا ونقبوا في لغة مشتركة عن الكلمات اللازمة ليعبروا عن أنفسهم.

وفي كلمتها التي ألقتها في حشد مكون من أربعمائة من المهنئين في الأكاديمية السويدية على رأسهم الملك "كارل السادس عشر" قالت السيدة موريسون: "إن اللغة الاستبدادية تفعل أكثر من تمثيل العنف، إنها العنف بذاته؛ إنها تفعل أكثر من وضع حدود للمعرفة؛ إنها تحد من المعرفة، سواء كانت لغة الدولة المبهمة أو اللغة المزيفة أو وسائل الإعلام الطائشة؛ وسواء كانت اللغة الفخمة، ولكن المتحجرة، للأكاديمية أو لغة العلم التي تقودها السلع، وسواء كانت لغة القانون المؤذية – بدون أخلاقيات، أو اللغة المصممة لنفي الأقليات، مخفية، سلبها العنصري في مظهرها الأدبي – فإنه يجب رفضها وتغييرها وكشفها".(10)

أما عن حيثيات منحها الجائزة فقد جاء في بيان الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة أن توني موريسون: "تقدم عملاً روائيًا استثنائيًا من حيث حبكته وتناسقه وتنوعه. ولا يمكننا ألا أن نقف مبهورين أمام أسلوبها الروائى المميز". وأن توني موريسون تمنح الجائزة تقديرًا لمقدرتها الإبداعية وأسلوبها الشاعري الذي يحاول رسم جانب مجهول مبهر من الواقع الأمريكى". وقد قالت توني موريسون في تصريح لها بهذه المناسبة الرائعة: "أشكر الله أن تكون والدتي على قيد الحياة لترى ذلك، ذلك لأن والدتي كانت تقول لي "ما الفائدة من كتابتك يا ابنتي وأنتِ سوداء".

الإحالات:

1 - مقدمة رواية محبوبة، ترجمة وتقديم د. أمين العيوطي، مركز الأهرام للترجمة والنشر القاهرة، 1989 ص 5

2 - توني موريسون كاتبة أمريكية رائعة، ليزا آر، رودس، ترجمة لميس فؤاد اليحيى، الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان/الأردن، 2010 ص28

3 - المصدر السابق ص 30

4 - المصدر السابق ص 31

5 - اللعب في الظلام.. البياض والخيال الأدبي توني موريسون، دار الطليعة الجديدة، دمشق، 1990 ص 76

6 - المصدر السابق ص 82

7 - المصدر السابق ص 101

8 - المصدر السابق ص 129

9 - تحرر أبيض وأسود على إيقاع جاز توني موريسون مع التصرف، ضحى عبدالرؤوف المل، جريدة الصباح، بغداد، عدد 2626، 5 سبتمبر 2012 ص 11

10 - توني موريسون كاتبة أمريكية رائعة ص 12


عدد القراء: 2199

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-