حديقة الغروبالباب: شاعر وقصيدة
المحرر الأدبي مجلة فكر الثقافية |
غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي.
حديقة الغروب
شعر: غازي عبدالرحمن القصيبي
خمـسٌ وسـتُونَ .. في أجـفـان إعـصارِ
أمـا سـئمـتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أمـا مللتَ من الأسـفـار ِ.. ما هـدأت
إلا وألـقـتك في وعـثاءِ أسـفـار؟
أمـا تَعِـبتَ من الأعـداءِ.. مَـا برحـــوا
يحـاورونـكَ بالكــبريتِ والـنــارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سـوى ثُـمالــةِ أيـــامٍ.. وتــذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العـناءَ!... ولكن تلك أقــداري
***
أيـا رفيقةَ دربي! .. لـو لــــديّ ســوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني .. وشــــبـابي في فــتـوّتـهِ
ومــا تغــيّرتِ.. والأوجــاعُ سُـمّـاري
منحتني من كنـوز الـحُبّ.. أَنـفَـسها
وكنتُ لولا نداكِ الـجـائعَ الـعـاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ البـحـرَ قـافيـتي
والغيـم محـبرتي .. والأفقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فقولي: كان يعـشـقني
بكلِّ ما فيـهِ من عُـنـفٍ.. وإصــرار
وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مـضـيتُ .. فقولي: لـم يكنْ بَطَلاً
لكـنـه لـم يقـبّل جــبهـةَ الـعـارِ
***
وأنتِ!.. يا بنت فـجـرٍ في تنـفّسه
مـا في الأنوثـة .. من سـحـرٍ وأسـرارِ
مـاذا تريدين مـني؟! إنَّني شـَبَـحٌ
يهيـمُ مــا بين أغــــلالٍ .. وأســــوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ ... مـرعى خـريفٍ جـائـعٍ ضـارِ
الطـيرُ هَـاجَرَ .. والأغـصـانُ شـاحبةٌ
والـــوردُ أطــرقَ يبكي عـهـد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقـرئي كتبي
فبين أوراقِـهـا تلـقـاكِ أخـــباري
وإنْ مضيتُ .. فـقـولي: لـم يكن بطلاً
وكان يمــزجُ أطـــواراً بـأطـــــوارِ
***
ويـا بـلاداً نذرت العمـر.. زَهـرتَـه
لعزّها! ... دُمتِ! ... إني حـان إبحـاري
تر كــتُ بين رمـال الـبـيد أغـنيتي
وعـند شـاطئكِ المسـحـورِ .. أسماري
إن سـاءلـوكِ فـقـولي: لـم أبـعْ قلمي
ولـم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ .. فقولي: لـم يكن بَـطَلاً
وكان طفلي .. ومحبوبي .. وقـيثاري
***
يا عـالم الغـيبِ! ذنبي أنتَ تعـرفُـه
وأنت تعـلـمُ إعـــلاني .. وإســراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مـننـتَ بـه
علي .. مـا خــدشــتـه كـل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيـرتُـجَى الـعـفـو إلاّ عــنـد غـفَّارِ؟
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- تنبوءات ألدوس هكسلي في «عالم جديد شجاع»
- الرواية الروسية التي تنبأت بالشمولية
- حديقة الغروب
- هل الخيال والإبداع يأتي بإنجازات عظيمة؟
- بعد 75 عامًا من نشر «مزرعة الحيوانات» تظل أفكار أورويل مناسبة
- كتب كلاسيكية تنبأت بالذكاء الاصطناعي
- من أجل عينيك
- تاريخ الكتب في زمن الحرب
- تحف أدواتية مهيبة: رحلة استكشافية بين أروقة المتاحف العلمية
- روايات في خدمة الجاسوسية والاستخبارات
- نجوى
- كانج يووي: المفكر الثوري وراء التحول في الصين الحديثة
- رواية تشرح كيف تتغذى المجتمعات على الأكاذيب
- اقتصاد قابل للأكل: اقتصادي جائع يشرح العالم
- مدينة على المريخ
- جواسيس: حرب الاستخبارات الأسطورية بين الشرق والغرب
- إحصاء مصر: الدَّين العام وسياسات القياس الكمّي في العصر الملكي
- روايات رائعة عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات
- عش أنت
اكتب تعليقك