مدخل إلى الأدب القوطيالباب: مقالات الكتاب
نبيل موميد أستاذ مُبَرَّز في اللغة العربية، مركز أقسام تحضير شهادة التقني العالي - أغادير – المغرب |
"دنت من الباب الذي انفتح، لكن هبّة ريح قوية أطفأت المشعل وتركتها في ظلام دامس. لا تَقْدِر الكلمات على وصف رعب الأميرة... وحدها في مكان مخيف وقد أنهكتها أحداث اليوم العصيب... والشعور بأنها في متناول يد شخص ما لا تعرف من هو... وهو شخص يُفضِّل أن يتوارى لسبب لا تعرفه...".
هوراس والبول، قلعة أوترانتو (قصة قوطية)(1)
لا أحد يعرف تاريخًا مُحدّدًا لبداية ما يسمى بـ "الأدب القوطي"؛ فهناك من يربطه بالخوف الذي صاحب الإنسان منذ الخليقة، والذي تجسد في الأساطير والخرافات المحلية لكل منطقة، وهناك من يحاول تأصيله برد بداياته الأولى إلى الكاتب البريطاني "هوراس والبول" (Horace Walpole (1797 - 1717؛ وبالتحديد مع قصته "قلعة أوترانتو" The Castle of Otranto 1764 التي وصفها بعبارة "قصة قوطية"، فكانت بذلك البداية الرسمية لهذا النوع الأدبي.
وبغض النظر عن النظريات المتباينة التي تبحث في نشأة هذا النوع، فإن أغلب النقاد والدارسين أجمعوا على أنه يتحدد بسمات تطبعه وتُكْسبه فرادته بين الأنواع الأدبية الأخرى. وباستقراء مجمل هذه السمات والخصائص، فإمكاننا إعادة النظر فيها ونمذجتها في إطار مكونات ثلاثة وثنائية واحدة تلتحم فيما بينها في إطار علاقة تلازمية:
1. المكون الفضائي:
من المعلوم أن كلمة "قوطي" ترتبط في اللسان الفرنسي بطبيعة الطِّراز المعماري الذي طبع بناء الكنائس والقلاع وغيرهما في أوروبا خلال الفترة الممتدة بين القرن الثاني عشر وعصر النهضة. وقد وَظّف الأدب القوطي، مُجسَّدًا في الروايات والقصص، هذه الأماكن بوصفها فضاءات تجري الأحداث فيها. وعلى العموم، تتصف هذه الأماكن بضخامتها وغرابتها، بل وعنفها أحيانًا. أماكن تَكُون في الغالب مُعتمة قليلة الإنارة، يجد البطل نفسه فيها محاصرًا بين حدودها الفيزيائية وبين ما تثيره في نفسه من مخاوف وهواجس، تدفع به نحو الحيرة والشعور بالالتباس. وتعتبر القلعة، سواء كانت مأهولة أو مهجورة، من أهم نماذج الأمكنة القوطية، التي تكون مليئة بالأسرار والغموض، والممرات السرية والمخابئ، ويُحتمل أن تكون أيضًا مسرحًا تَرْتع فيه كائنات مخيفة لا تمت بصلة إلى الواقع.
2. المكون الزمني:
يتخذ السرد القوطي العصور الوسطى وما بعدها وصولاً إلى عصر النهضة زمنًا لأحداثه. كما أن شخصياته قد تعيش مفارقات زمنية تتصل بأنها على الرغم من هروبها مما تحاربه بتركها له خلفها في الماضي، إلا أنها تصادفه في حاضرها؛ وذلك كالأشباح مثلاً ومصاصي الدماء الذين هم في الأصل أشخاص ميتون... كما أن شخصيات هذا السرد قد تجد نفسها خارج الزمن؛ بمعنى أنها من هَول الأحداث التي تُكابدها تفقد إحساسها بالزمن، وربما تُمسح ساعات وأيام بأكملها من ذاكرتها. ومن نافلة القول أن نشير إلى أن هذا الأمر يُعزِّز من الإحساس بغرابة السياق العام للحكي وللأحداث التي تجري.
3. المكون النفسي/العاطفي:
يشير تاريخ الأدب الفرنسي إلى أن الأدب القوطي قد لقي صدى طيبًا لدى الرومانسيين الأوائل في القرن التاسع عشر، حتى إنه التبس بكتابات بعضهم: "أدب رومانسي ــ قوطي". وعلى هذا الأساس فقد ارتبط الأدب الرومانسي بالغموض والرعب الذي تكابده الشخصية بسبب الأهوال التي تصادفها، والتي تكون في الغالب مُفارِقة للواقع. وفي هذا الإطار، يمكن أن نميز في رعب الشخصية بين رُعبين اثنين: رُعب غير مبرر من المجهول، رعب غير قابل للتفسير؛ اللهم إلا إذا ربطناه بمجاهل النفس البشرية. ورُعب من شيء غير معروف، يجعل الشخصية غير قادرة على البث فيما رأته؛ هل هو حقيقة أم خيال؟ هل هو مرتبط بعالم الإنس أم بعالم الجن والمخلوقات الخرافية؟ وبالتالي، يترتب عن هذا الرعب تعبيرات سلوكية غير واعية كالبكاء والصراخ والتألم...
وعلى صعيد آخر، من الضروري أن نؤكد أن مشاعر الحب والهيام تلعب هي الأخرى دورًا أساسيًا في تحريك رغبات الشخصيات وتكوين دوافع أفعالهم، غير أن هذا الإحساس النبيل لا يُشبَع دائمًا في الأدب القوطي؛ إذ قد تَحُول عوامل عِدّة بين الحبيبين، تكون خارجة عن إرادتهما.
4. ثنائية طبيعة ـــ ما فوق الطبيعة:
درجت الإبداعات الأدبية القوطية على توظيف عناصر الطبيعة الجامحة والدالة على الحزن والكآبة والسوداوية، وذلك من قبيل العواصف والأمطار والرياح العاتية والبرق والرعد... من أجل تأثيث السياق العام للأحداث الكابوسية التي تَخْبِرُها الشخصيات.
غير أن هذه الإبداعات لا تكتفي بما هو طبيعي فقط، بل تتجاوزه إلى كل ما هو غير طبيعي؛ أو بالأحرى ما فوق الطبيعة؛ ومثال ذلك الأساطير الغريبة التي ترتبط بالأشباح والعائدين ومصاصي الدماء... والتعاويذ واللعنات التي تصدر عن بعض الأشخاص، ناهيك عن الأحداث غير القابلة للتفسير كتحرُّك الجماد أو تكلُّم الميت والاحتراق بدون نار...
كل هذه العوامل تثير مشاعر الشك وعدم القدرة على الوصول إلى اليقين لدى الشخصية، خاصة في كل ما هو روحاني وخارق للطبيعة أو متجاوز للقدرة الإنسانية.
وحتى نقرن النظرية بالتطبيق، نقترح فيما يلي تعريبًا لقصة قوطية للكاتب الفرنسي "شارل نوديي"(2) Charles Nodier 1844 - 1780 بعنوان "الرَّاهبة الدَّامية". وهي نموذج ممتاز لأدب الرعب القوطي، تحضر فيه كل خصائصه. فالأحداث تجري في قلعة مسكونة بروح امرأة/شبح اعتادت على الظهور مرة كل سنة. وستؤدي الأحداث إلى وقوع سوء تفاهم سيجعل البطل يظن بأن العائدة هي محبوبته التي منعها عنه أهلها؛ وبناء على هذا الحدث الكارثي ستترتب باقي عناصر القصة التي ستتأرجح على طول الخط بين الواقعي والخرافي، بين المنطقي واللامنطقي، بين المألوف والمجهول، إلى أن تصل إلى نهايتها التي لن تترك القارئ بدون أسئلة عالقة:
الرَّاهبَة الدَّاميَة(3)
يُحكى أن شبحًا كان يتردَّد على "قصر لينديمبيرغ"(4)، حتى أحاله إلى مكان غير قابل للسكن. وبفضل أحد القديسين، انحصرت المساحة التي يسيطر عليها الشبح في حجرة واحدة، تُركت على الدوام مغلقة. غير أن الشبح دَرَج على الخروج من منفاه على رأس كل خمس سنوات، في الخامس من مايو، وفي ساعة محددة من الصباح.
كان هذا الشبح راهبة تسدل على رأسها حجابًا وتلبس فستانًا ملطخًا بالدماء. كانت تمسك في إحدى يديها خنجرًا، وفي الأخرى مصباحًا منيرًا وهي نازلة على الدُّرج الكبير، وعابرة للسَّاحات قبل أن تخرج من الباب الكبير، الذي يُحرَص على تركه مفتوحًا، وتختفي.
أوشك موعد الظهور الغامض للرَّاهبة أن يحين، عندما تلقى "ريموند"(5) المتوَلِّه الأمر بأن يترك يد "أَنْيِيسْ"(6) التي يغرق حتى أذنيه في بحر هواها.
طلب منها موعدًا جديدًا، فحصل عليه بعد أن اقترحت عليه أن يختطفها. كانت "أَنْيِيسْ" على دراية بمقدار نُبل حبيبها؛ مما سيحول بينه وبين تنفيذ مخطَّطها؛ فقالت له: "ستقوم الرَّاهبة الدَّامية بجولتها المعتادة في غضون خمسة أيام؛ لذلك ستكون الأبواب مُشْرعة، ولن يجرأ مخلوق على التواجد في طريقها. سأحصل بطريقة ما على ملابس مناسبة لكي أخرج بدون أن يعرفني أحد؛ كن مستعدًا على مقربة من هنا..." في هذه الأثناء، دخل أحدهم وأجبرهما على الافتراق بالقوة.
في اليوم الموعود، الخامس من مايو، في منتصف الليل كان "ريموند" بالقرب من أبواب القصر، بينما تنتظره عربة بحصانين في مغارة مجاورة.
انطفأت الأضواء، وسكنت الأجواء. دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ففتح البواب الباب الرئيس تبعًا للعادة القديمة المتَّبَعة. فجأة، ظهر ضوء في أحد الأبراج، أخذ [هذا الضوء](7) يعبر قسمًا من القصر، ثم ينزل السلالم... لمح "ريموند" " أَنْيِيسْ"، فتعرّف على الملابس والمصباح والدم والخنجر. اقترب منها، فرمت نفسها بين ذراعيه. فحملها وهي بين الوعي واللاوعي إلى العربة، وانطلقا معًا على جناح السرعة.
لم تنبس "أَنْيِيسْ" ببنت شفة.
انقطعت أنفاس الحصانين من أثر الرَّكض؛ حتى إن شدقيهما سال لُعابهما رغم محاولتهما الإحجام عن ذلك.
في هذه اللحظة، هبَّت عاصفة مرعبة: رياح عاتية تُصفِّر، ورعد يدوي وسط برق يخطف الأبصار... انكسرت العربة... وغاب "ريموند" عن الوعي.
بعد طلوع الشمس، وجد "ريموند" نفسه مُحاطًا بمزارعين كانوا يحاولون إنعاشه. أخبرهم عن كل شيء: عن "أَنْيِيسْ"، والعربة، والعاصفة. غير أنهم كانوا يجهلون كل شيء، كما أنهم لم يروا أي شيء؛ هذا فضلاً عن أنه يوجد على بعد عشرة فراسخ(8) من "قصر لينديمبيرغ".
نقله المزارعون إلى "راتيسبون"(9)؛ حيث ضمَّد طبيب جراحه، وأوصاه بالخلود إلى الراحة. حاول المُحِبُّ الشاب أن يبحث في الموضوع بشتى الوسائل بدون جدوى، كما طرح العديد من الأسئلة التي بقيت معلقة بدون جواب؛ حتى إن الكل بات مقتنعًا بأنه فقد عقله.
مع انقضاء اليوم، استسلم "ريموند" للنوم تَعِبًا منهك القُوى. كان يغُط بهدوء في نومه إلى أن شقَّ صمتَ الليل صوتُ جرس دير على مقربة منه، فاستيقظ والساعة تشير إلى الواحدة صباحًا. انتابه هلع غامض سيطر على جوارحه برمتها، حتى إن شعر رأسه انتصب وتجمد الدم في عروقه. فجأة فُتح باب الغرفة بعنف، وعلى بصيص الضوء المنبعث من مصباح موضوع على المدفئة لمح شخصًا ما يقترب؛ إنها الرّاهبة الدّامية. اقتربت منه دون أن تتحوَّل عيناها عنه، ثم جلست لمدة ساعة كاملة على طرف فراشه. ومع دقَّات الساعة معلنة الثانية صباحًا، انتصبت الرَّاهبة واقفة، ثم أمسكت بيد "ريموند" وقالت له: "ريموند، أنا لك وأنت لي إلى الأبد"، قبل أن تخرج على عجل وينغلق الباب وراءها.
بعد أن شعر "ريموند" بشيء من الأمان، ملأ الدُّنيا بالصراخ والمناداة على من كانوا يَأْوُونه؛ فترسَّخ لديهم أكثر من أي وقت مضى أنه على شفا حُفْرة من الجنون وأن حالته تزداد سوءًا دون أن ينفع معها علاج طبِّي معروف.
في الليلة الموالية عادت الراهبة مرة أخرى، وقد تكرر الأمر لأسابيع عدة. وحده "ريموند" كان يراها، أما من كان يجعلهم ينامون معه في غرفته فلم يُبْصروا أيَّ شيء.
فيما بعد، سيعلم "ريموند" أن "أَنْيِيسْ" تأخَّرت في تلك الليلة عن الخروج لملاقاته، فبحثت عنه في نواحي القصر وجنباته بدون أية نتيجة؛ فاستنتج أنه في الحقيقة إنما اختطف خطأً الرّاهبة الدّامية. وقد سقط هذا الخبر على والدَيْ "أَنْيِيسْ" ــ اللذين لم يكونا يستسيغان "ريموند" ــ بردًا وسلامًا؛ فاستغلا تأثير الحدث على نفسية ابنتهما وفكرها للتعجيل بدفعها في سلك الرَّهْبَنَة.
أخيرًا تخلص "ريموند" من رفيقته المرعبة؛ فقد حدث أن مر شخص غامض بــ"راتيسبون"، فأدخلوه عليه في غرفته في الساعة التي من المفترض أن تظهر فيها الرّاهبة الدّامية؛ وما إن رأته حتى ارتعدت فرائصها، وطفقت تشرح قصتها تنفيذًا لأمر ذلك الشخص: لقد كانت في الماضي راهبة إسبَّانية، تركت الدِّير لتعيش حياة الخلاعة والمجون مع سيد "قصر لينديمبيرغ". ومثلما خانت رَبَّها، خانت أيضًا حبيبها بطعنه حتى الموت. بعد ذلك هي نفسها سيقتلها الشخص الذي تواطأت معه على قتل حبيبها، والذي كانت تُمنِّي نفسها بالزواج به. بقيت جثتها بدون دفن وظلت روحها هائمة منذ قرن من الزمان.
طلبت الرّاهبة الدّامية بعضًا من التُّراب لمواراة جثتها الثَّرى، وقليلاً من الحجارة لتسكن روحها. وعدها "ريموند" بتحقيق طلبها، ولم يرها منذ ذلك الحين.
وبعد:
لا شك أن الأدب القوطي هو الأب الشرعي لرواية الرعب المعاصرة، لاسيما مع أعلامها الكبار الأوائل من أمثال "إدجار ألان بو" E. A. Poe 1849 -1809، و"هوارد فيليبس لافكرافت" H. P. Lovecraft 1890 - 1937 وغيرهما. وإذا كان هذا الأدب قد وضع القواعد الأساسية من أجل صياغة محكيات تثير الرعب في المتلقي وتدخله في عوالم غامضة وملتبسة، فإن تطوره الطبيعي ساهم في ظهور مكونات جديدة وطرائق مُبتكَرة في التعبير عن خيالات الكُتَّاب الذين خرجوا عن إطار النمذجة المذكورة في هذا البحث نحو آفاق أرحب، جعلت تلوينات أدب الرعب عَصِيَّة على التقعيد؛ بالنَّظر إلى اختلاف رؤى الكُتَّاب وتجاربهم الحياتية؛ وهذه "أسطورة كْتُولُّو"، و"النِّيكرونوميكون"، و"عبدول الحظرد"، و"القط الأسود"، و"مدينة الموتى"... أدلة دامغة على خصوصية هذا النوع الأدبي، وتعدد تلويناته؛ حتى يمكننا أن نقول باطمئنان كبير: هناك رعب "لافكرافت"، ورعب "كينغ"، ورعب "حسن الجندي"... وغيرهم كثير.
هوامش وإحالات:
1 - من ترجمة الطبيب والكاتب المصري الشهير المرحوم الدكتور "أحمد خالد توفيق" للقصة، ضمن سلسلة روايات عالمية التي تصدرها المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية، الصفحتان (25-26). وسيلاحظ القارئ بعد إنهائه قراءة البحث أن المقطع المذكور يُعبِّر بقوة عن أهم معالم أدب الرعب القوطي ومقوماته.
2 - يعتبر "شارل نوديي" واحدًا من الكُتَّاب الفرنسيين الذين جمعوا بين الأدب والسياسة في مسار حياتهم؛ فقد كان في الآن نفسه من أشد المعارضين لحكم "نابوليون بونابرت"، وأيضًا قاصًا وروائيًا ذا توجهات رومانسية (Romantisme) في البداية، ثم غرائبية (Fantastique) فيما بعد.
ولد في الـ 29 من أبريل سنة 1780 ببيزانسون (Besançon) بفرنسا. انتقل إلى باريس سنة 1800، غير أنه عانى فيها كثيرًا بسبب مواقفه وآرائه السياسية. سيُعيَّن سنة 1824 محافظًا بمكتبة الأرْسُنال؛ وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين وفاته في الـ 27 من يناير سنة 1844. خلال هذه الفترة، أسس "نُودْيِي" صالونا أدبيا كان قِبلة لأدباء عصره، ومقصدًا لأوائل الرومانسيين الفرنسيين. اختير في الـ 24 من أكتوبر سنة 1833 عضوًا بالأكاديمية الفرنسية. ألّف "نُودْيِي" عددا من الأعمال الإبداعية الهامة، التي تراوحت بين الرواية والقصة والمسرح والشعر والنقد...من أبرزها: رواية "رسام سالزبورغ" Le Peintre de Salzbourg ، وقصة "سْمارة أو شياطين العُتمة" Smarra ou les démons de la nuit ، ومسرحية "مصاص الدماء" Le Vampire وغيرها كثير. تميزت أعمال "شارل نوديي" بالبساطة والوضوح، وبأسلوبه الأنيق، وبجمله التي تحبل بأحاسيس تصل أحيانًا حد التناقض؛ فهو تارة يمزج بين السخرية والتهكم من ناحية والجدية من ناحية أخرى، وتارة تراه يُعبِّر عن قلقه الوجودي المرضي في قالب من الغرائبية المرعبة التي تغذيها قصص مصاصي الدماء والأشباح والشياطين والهوام... حتى إن المتلقي يظل متأرجحا على طول السرد بين الواقع والخيال.
»- 3La Nonne Sanglante», Charles Nodier, in Histoires de Vampires, Ed: Maxi-Livre, 2005, pp 65- 69 .
4 - «Lindemberg» هي في الأساس مدينة من مدن مقاطعة بافاريا الألمانية؛ غير أنها تكتب في الحقيقة «Lindenberg» بـ: N وليس بـ: M.
5 - «Raymond»
6 - «Agnès»
7 - العبارات بين معقوفين [...] إضافات من المترجم زيادة في الإبانة والتوضيح.
8 - "الفرسخ" (Lieue) وحدة لقياس المسافات، كانت تستعمل قديمًا في أوروبا وأمريكا. ولو قمنا ببحث بسيط حول هذا المصطلح لوجدنا تباينًا شديدًا بين الدول حول طوله، وحول الفرق بين الفرسخ البري والبحري؛ بل إن الفرق حول الموضوع موجود داخل نفس البلد تبعًا لاختلاف الحقب الزمنية. وهكذا، تبعًا للفترة الزمنية التي عاصرها الكاتب (أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر) يكون مقدار الفرسخ البري الفرنسي الواحد هو حوالي 3.900 كيلومتر. بهذا المعنى، يكون "ريموند" قد وجد نفسه بعيدًا عن القصر بحولي تسعة وثلاثين (39) كيلومترًا!!!
9 - «Ratisbonne» وهي من أقدم مدن ألمانيا، تقع في منطقة بافاريا على ضفاف نهر الدَّانوب.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- مدخل إلى الأدب القوطي
- «أُورْهان باموق» والفن الرِّوائي بين السّذاجة والحساسية
- كامو وسارتر الصَّديقان اللَّدودان
- مكتبة «مونْتِينْيْ» المُتكلِّمة
- «يفغيني زامياتين»... لن يحدث لكم شيء
- حول مفهوم الفاشية بين المجالين المسيحي والإسلامي
- لا يتعلق الأمر بتأويل العالم بل بتغييره.. (أطروحات حول فويرباخ)
- لويس سِبّولْفِيدا الثائر المهووس بالكلمات
- ديداكتيك اللغات الأجنبية.. لسانيات المتون والمعالجة الآلية للغات
- الروائية «أميلي نوتومب»: «أرجو أن ينجح هذا الكتاب في إضحاك أبي»
- في الحاجة إلى الفن في زمن الجائحة «بين الواقعي والافتراضي»
- شيء من غزة
اكتب تعليقك