استعادة الحياة من أزمنة الخراب في (ما لم تمسسه النار)الباب: مقالات الكتاب
غازي سلمان العراق – بغداد |
الكتاب: "مالم تمسسه النار "
المؤلف: عبد الخالق الركابي
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات: 271 صفحة
تاريخ النشر: 2016
عدُّ الزمن أحد أهم العناصر الرئيسية في العمل الروائي نظرًا لأهميته البالغة في عالمه الداخلي، حركة شخوصه، أحداثه، وأسلوب بنائه، والزمن في الفن والأدب ليس كالزمن الفيزيائي الذي ينساب بتصاعد منطقي "حاضر، ماضي فمستقبل" وبما يرتبط به من سياقات لغوية نحوية، بل إنه الزمن الذي يغشى المتن الحكائي بشخوصه ووقائعه فيَسمه بأسلوب وبناء نصي، يتشكل متساوقًا مع معطيات ودينامكية الأحداث ورؤية الكاتب ، فــ : «ليس ثمة شيء أكثر صعوبة يجب تأمينه في الرواية من عرض الزمن في صيغة تسمح بتعيين مداه وتحديد الوتيرة التي يقتضيها الرجوع بها إلى صلب موضوع القصة، فهذا الأخير ـ أي موضوع القصة ـ لا يمكن طرحه ما لم يصبح بالإمكان إدراك عملية الزمن» (1).
و"ما لم تمسسه النار" هو كل ما تبقى من مدونات في دفتر "نديم اسكندر بيك" الذي حاول إتلافه حرقًا، هو ما أمكن إنقاذه من أزمنة ظلت ساكنة في دفتر "متسخ وملوث بالرماد" وحين فاز الكاتب بحيازة ذلك الدفتر فزنا نحن برواية استطاعت أن تتبنى تلك المدونات التي تحكي سيرة "نديم" وبعضًا من سيرة حياة الكاتب. رواية تشتغل على استعادة الأزمنة المنقضية الراكدة على شكل صور ولغة تحت ركامٍ من تقادم النسيان وإهمال الذاكرة، تلك الأزمنة ليست عالمًا تجريديًا بل إنها تنطوي على ذلك المحتوى الثري لفاعلية اللحظات المعيشة التي تستطيع عملية الاستذكار إحياءها عبر فعل الكتابة لأنها أضحت جزءًا من عالم الروائي الداخلي, والتأمت فيه، حيث من المتعذر أن تُروى أحداث ماضية ما، دون أن تكون تامة في زمنها الذي يسبق أوان الاستذكار، وهذا يوضح إشكالية التعارض القائمة بين زمن الحدث وزمن سرده، و : «يرجع السبب في طرح مشكل تقديم الزمن داخل النص، إلى عدم التشابه بين زمانية القصة وبين زمانية الخطاب، فزمن الخطاب هو بمعنى من المعاني زمن خطي، في حين أن زمن القصة هو زمن متعدد الأبعاد، ففي القصة يمكن لأحداث كثيرة أن تجري في آن واحد، لكن زمن الخطاب ملزم بأن يرتبها ترتيبًا متتاليًا يأتي الواحد بعد الآخر وكأن الأمر يتعلق بإسقاط شكل هندسي معقد على خط مستقيم» (2).
إن العوالم التي يتوغل فيها الكاتب بغية استعادة تلك الأزمنة, هي عوالم محددة مكانيا بمدن "بدرة – بغداد – مهران"، لكن الزمن السردي المستمر في دورته، وباعتباره قاعدة العمل الروائي وبما له من أثر في سير الأحداث وسِيَر الشخوص, يجعلها أكثر اتساعًا، ويضفي عليها (الأمكنة والشخوص معًا) ملامح متغيرة باستمرار. وقد أخضع الكاتب زمن السرد "الزمن المتخيّل" الى الراوي السارد – بضمير المتكلم – الذي بدوره عمد على تشظية خط الزمن المنتظم، منطلقًا من الماضي القريب الذي يشكّل بؤرة الوقائع المستعادة والمعيشة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي إلى زمن آخر أبعد، أو بالعكس، مقابلاً بين عمليتي الاسترجاع والاستباق، فاستدعى دفقًا مستمرًا من تلك المدونات "الذكريات الفائتة" المتقطعة، أيقظها، فتشكلت منها حزمات متجاورات لكل منها كيان مستقل، و كل حزمة تشتمل على نَفَسٍ متخافق ينحو إلى التشارك مع أنفاس الأخريات، وما أنفك يلحق الحزمة بالأخرى حسبما عاشها ووفقًا لصياغته ورؤيته لأفكار وتداعيات "نديم"- الشخصية المحورية – حتى شهدنا ظهور حزماتٍ جديدة، تبدأ الثانية بمجرد انتهاء الأولى لترفد بنية النص دون انقطاع، وهو أسلوب يقوم على تخليق الصور ويتيح للكاتب تغطية مساحات زمنية واسعة من حياة الشخوص، وفق ذات النسق السردي غير المتتالي الذي تقاطعت فيه خيوط الزمن المنطقية، مع ضمان نسيج وحدتها بسبب التشابه في بناء كل حزمة منها مع الأخرى .
فالكاتب يفتتح الرويَ عند عتبة مدينة "بدرة" الحدودية مع إيران، في يوم ما من أيام مرحلة زمن الحرب الأمريكية على العراق عام 1991 تحديدًا من لحظة الإخبارِ عن عثوره على دفتر مذكرات "نديم" وذلك باستهلالية الفصل(1) من الرواية، وأيضًا بتعريفه بـ "بتول" زوجةً لـ(نديم) وهي في متوسط العمر، وكلا المعلومتين ضمن مشهدين منفصلين حررهما فعل الاستذكار من زمن الماضي القريب :«كان العثور على الدفتر – الدفتر المشؤوم كما كان يسميه نديم- إيذانًا بالشروع في كتابة هذه الرواية ….) الرواية ص1
«كانت بتول، في انتظاري في غرفة الاستقبال القائمة الى اليمين، صافحتني لتقبلني في فمي ..» الرواية ص14
إلا أن مجرى تيار الاستذكار يتفرع ليحط بالمتلقي على مسار ماض ابعد كثيرًا من لحظة حيازة الدفتر ولقاء الراوي بـ"بتول"، حين يسرد علينا لقاءه بنديم في الفصل(3) والشروع بالاتفاق معه على كتابة رواية تتضمن سيرة حياته مدونة في دفتره: «وكان نديم واقفًا في انتظاري عند باب غرفته المحاذية لحديقة مهملة …» الرواية ص49
ولأن هيمنة "الاستذكار قد عمّقت الاختلاف بين زمن السرد وبين زمن الحدث، بفعل إدامة تداخل الأزمنة في بنية النص، تشظيًا وتشعبًا إلا أن الكاتب مكّن المتلقي من ان يستطلع النسق السردي ويحيط به، ويجعله (يتفرج على عمله) على حد قول "ماكس ارنست" (…), ويُشعره بأن العمل الروائي ما هو إلا خلقًا جماليًا يتماهى مع الواقع. فما من نص سردي إلاّ ويعتمد الأحداث، الأحداث الواقعية للأفراد المرتبطة جدليًا بحركة المجتمع، يجسدها الكاتب عبر لغة السرد التي تنقلها من واقعيتها "الراكدة" إلى واقعية الفن وجماليته وتمنحها حيوية التفاعل مع المتلقي. فالبناء الفني للرواية يرتكز على تلك اللغة "لغة السرد" التي تصف الشخوص، وكذلك تؤهلهم لوصف أحداث ما، كما إنها تبني وتعيّن غيرها من عناصر الرواية بما فيهما عنصري الزمان والمكان وكذلك تحدد هوية الحدث في هذين العنصرين .
وقد عمد الكاتب إلى إيجاز لغة السرد "تقنينها" وصاغ تعبيراتها بشفافية خالية من التزويق اللفظي ونمط البلاغة التقليدية، مستثمرًا جميع هذه التقنيات السردية التي اتسمت بها البنية الزمنية لخطاب روايته، وفق رؤية وتشكيل يؤكدان امتلاكه لخزين معرفي بوعي متقدم بشروط الكتابة الروائية وأدواتها فجاءت الأحداث سردًا ووصفًا وتعليقًا عن تفاصيل حياتية دقيقة منتقاة بدِربة الكاتب ونظرته الثاقبة لتفاصيل الحياة إبان ظروف الحصار الدولي، وتحت وطأة عمليات القصف الأمريكي المحموم على بغداد خصوصًا، واحتماء سكانها بالمدن الحدودية ومنها "بدرة" لكونها بقيت بمنأى عن فتكِ ذلك القصف وجحيم الحياة حينها، المثقلة بالقلق والخوف والإحباط. وقد استلّ الكاتب فصولاً من حياة كانت تحتضر تحت ركام ذاك الخراب مدرِكًا: «إن الحياة في أي عمل فني تنتصر على الموت إذ إنها تحتويه وتحيط به، ذلك لأنه في الفن تكون الحياة حاضرة بكل توهجها الراهن المباشر الفوري، إذ إنها خلُصَت من النسيان المضاعف الذي يهددها ومع ذلك إنها تحتفظ بالجوهر العابر للزمان بكل بكارته وخلال الفن وحده يستطيع الراوي أن يعلو فوق مــوته هو .» (3)
لشخصية نديم تأثير بالغ على مسار السرد والمتن الحكائي للرواية معًا، بسبب من ديناميتها المتنامية المتغيرة، فهي شخصية غير سكونية، تمتزج بالمبنى السردي وتحايثه، و تتحرك فيه بكل حمولتها المتمثلة ببعدها المحوري الذي منح الرواية بعدها الحكائي، لتكون هي القيمة المهيمنة التي تخلق وتدير الحدث الذي يضبط ايقاع سلوكياتها، وإنها مَن حددت تنمية الخطاب وتقاطعاته الزمنية والمكانية، حتى بدت هذه الشخصية مثار اهتمام القارئ والروائي معًا بالرغم من حضوره الشخصي في مسار الرواية بإضاءات من سيرته الذاتية وزمن المغامرة المتمثل بالبحث عن نديم ودفتره، بل ان شخصية نديم كما "أبدعها" "الكاتب" وأراد لها، إن تكون، بؤرة التوتر الدرامي للنص الروائي، وإن: «الشخصية عند كاتب البيئة الريفية عبدالخالق الركابي، هي عالمه معبرًا عنه من خلال الصورة أو الصورة الفنية التي تذلل، بقدرة الكاتب على التعامل مع الموضوع ومع إداة التعبير عنها وتقديمها، اللغة، وانطلاقًا من كون شخصياته أناس بيئته الريفية التي يعرفها بتفصيلاتها تجربة وقراءة فإنه غالبًا ما يقدمها بجمالية لغة وأسلوب يتناغمان مع الشخصية ويوظفان البيئة كأنهما محضران لهذه الشخصية تحديدًا وليس لشيء آخر.» (4)
إن "نديم المصاب بالصرع وبشخصيته العصابية ظل يعاني من أزمة ذات وجودية تعيش في علاقة إشكالية مع بيئة مثقلة بالمتناقضات، فهو الساخط من سطوة أبيه عليه، دون أن يتنكر لانتمائه الطبقي الإقطاعي أو يتمرد عليه ويدينه، بل على العكس دافع عن سمعة "طبقته وعائلته" فقد قتل أخته (هاجر) غير الشرعية، إغراقًا في النهر انتقامًا له من أمها (فردوس) التي تسببت في إلحاق العار بالعائلة، فهي التي (كما يرى) سولت لأبيه معاشرتها من أجل مساومته على الأموال في مقابل سكوتها، ولأن والده اكتشف ما كتب نديم عنهن كمذكرات في دفتره، فقد استشاط غضبًا منه وضربه بالسوط، لم يدرك نديم أن الفتاة وأمها بعض من ضحايا نزوات والده ونزقه واستهتاره، بل فسر ذلك ان أسرته كانت هي الضحية فما ضربة والده بالسوط على وجهه إلا نتيجة لخطيئة "فردوس"!
«لن أغفر لهاتين المرأتين، فهما السبب الحقيقي لكل ما حصل بيني وبين أبي» الرواية ص212
وبمقابل ذلك فنديم الفنان الفطري، ينحت الحجر بمهارة، والقارئ للأدب خصوصًا الرواية، حيث غالبًا ما يعيد قراءة رواية ديستوفيسكي "الجريمة والعقاب" بطبعتها التجارية. تصادق مع الشيوعي "كثير المطالعة فريد عمران" المنفي في المدينة وتحمل تأنيب أبيه له وتحذيره من أهداف أفكار هذا المنفي الشيوعي الغريب، التي تبغي سلبه أمواله وسطوته على المجتمع، وكذلك انحيازه إلى صف الشباب الذين وقفوا مطالبين بدفن متوفى شيوعي في مقبرة المدينة وهو من الشيوعيين المنفيين الذين كانت "بدرة" موطنًا ثان لهم إبان الحكم الديكتاتوري، حين رفض كبار السن والأعيان دفنه بدعوى إنه "لا يؤمن بالله", فدفن في مكان "محايد" على تلة يطل نظر نديم عليه من شباك الصف بمدرسته. وتعايش نديم مع أفراد من طبقة اجتماعية أدنى يختلفون معه ليس طبقيًا فقط، بل في أنماط السلوك والمستوى الثقافي أيضًا من مثل (النحات الفطري حكمت الكردي, ورجب "المثقف الانتهازي" وغافل الذي يقص الحشائش، وعيسى الذي آواه في منزله بعد تسيبه ونزلاء "الشماعية" خارجًا بسبب المجاعة وسرقة ممتلكات المستشفى، فكان إلى جانبه عند محاولته الانتحار التي أنقذه منها لكنها تسببت في موته، وهو من أنقذ الدفتر من الاحتراق كاملاً، وكل أولئك تعرف عليهم في مستشفى "الشماعية" باستثناء "فريد عمران" الذي تعرف إليه في سن الشباب بمقهى. نديم استشرف أو تنبأ بفواجع أخرى قادمة ستحدث،: «حروب أكثر دموية، وخراب يلحق بالإنسان والوطن أن الحرب القادمة ما هي إلا مقدمة لأمر بالغ الخطورة يُعَدّ له في الخفاء على قدم وساق». الرواية ص16
«الشماعية امتدت وستمتد أكثر وأكثر لتسع كل شيء… كل شيء» الرواية ص 254
وقد تحققت "نبوءته"!، فبعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 أطلق النظام السياسي البديل رصاصة الرحمة على ما أغفلته رصاصات النظام البائد من قيم ثقافية ومجتمعية فاضلة، حدث أن تبقّى فيها نبض من حياة.
إن الحملة العسكرية التي قادتها أمريكا من أجل تغيير النظام كانت قد عجلت في سقوطه واندحاره، فحسب، ولم تكن هي السبب الوحيد في نهايته الدراماتيكية، شخصًا ونظامًا، بل إن لحركة التاريخ عواملَ تعرية كانت تنخر جسد النظام، الذي تحول أخيرًا إلى مجرد تمثال لنظام يرفض أن يدرك خطورة حركة التاريخ ومتطلبات البقاء. إن لتلك العوامل أثرها في سلبه رمق الحياة الذي لم يعد يستحقه، فكان الهروب غير المجدي، أمام عجلتي التغيير، العسكر وسطوة الزمن، ما يمثل إلا انتحارًا!. لقد بقي نديم ذلك الابن البار والوفي لصيانة ميراث عائلة أبيه "اسكندر بيك" فذا هو يناجي أبيه، أو سوى بقاياه، أشياء عتيقة ثلاث: جسد متهالك، طربوش عثماني، وسوط ملقى في حجره: «حسن … لقد حدث ما حدث وانتهى الأمر، وأعاهدك على أن أكون لك خير ابن .. ما أرجوه منك الصمود .. تمسك بالحياة; إذ يكفيك أن تخذلني لكي لا أغفر لنفسي جريمتي بحقك إلى الأبد» الرواية ص211
وما عائلته إلا البقية الباقية من ظلال طبقة اجتماعية من عصور الدولة العثمانية المنقرضة، بقيت تصارع، "مثلما هو النظام السياسي السابق"، أزمانًا ليست بأزمانها، تنتج أجيالاً "ابناءًا "لها"، ترثهم السياط ونزعة الشهوة إلى التسيّد على الآخر والقتل، مثلما ترثهم مرض الصرع والفضائح الأخلاقية والفساد، متوسلة ترميم أسباب البقاء دون جدوى، دون أي اكتراث لعوامل التعرية "التاريخية المتغيرة، فزالت بموت وزوال رمزها الوحيد "نديم"، فأملاكها الشاسعة صارت نهبًا للورثة من الاقارب، فلا ابن لها يرثها إلا "نديم اسكندر بيك" الذي مات منتحرًا في بيت صديقه عيسى من مدينة الثورة ودفنه في مقبرة "محمد سكران" وهي مقبرة مهملة، دون أسف من أحد ما على موته أو حزن عليه حتى "بتول زوجته، حين يبلغها" الراوي نبأ موته ترد ببرود: «لا يسعني أن افتعل البكاء كما يفترض بامرأة ترملت حديثًا… كل ما يسعني قوله: فليرحمه الله، فقد أراح واستراح.» الرواية ص25
أية مقارنة أو مقاربة يمكن للقارئ أن يكوّنها بين مصير "نديم اسكندر بيك" فردًا وعائلة وطبقة اجتماعية، وبين ما آلَ إليه مصير النظام الديكتاتوري السابق؟ هذي رؤية قرائية شخصية. ليس إلا! .. .
إن عنوان الرواية يشي ضمنًا، إنّ زمنًا ما. قد أُمحي تمامًا، تحت رماد حرائق حكم الديكتاتورية وحروبها العبثية والحرب الامريكية على العراق عام 1991 ذلك هو "الزمن المضيّع" الذي لن يستطيع أحد ما استرجاعه بعد، لا الراوي، لأنه دوّن "ما لم تمسسه النار" فقط، ولا "نديم" الذي اضرم فيه النار، بفعل نوبة من جنون ألمت به واستثارتها مشاعر عبثية خليطة من الإحباط واليأس واللاجدوى، راحلاً في غياهب الموت دون رجعة، لا محال، سوف يستشعر قارئ ما، وبعد انتهاءه من قراءة الرواية، فراغًا أو حيزًا غير محسوس زمنيًا وبلا دالة مكانية، فراغًا بلا أنفاس لموجودات ما، قد اقتطع من بنية زمن تلك الفترة المتخمة بالأوجاع، بل من بنية النص الروائي نفسه، غير اننا نجد سلوانا في انجاز المؤلف لهذه الرواية ومؤكّدًا حقيقة دور الحرف في مواجهة الزمن الواقعي وإن استرجاع الماضي روائيًا يعني عيشه ثانية، بمعنى آخر كما يقول: "مارسيل بروست" «إن ولادة الكتاب هي ولادة الكاتب، ففي الروايات المحدثة تكون الحياة الحقيقية هي التي اكتشفت وأنيرت أخيرًا، الحياة الوحيدة المعاشة فعلاً، هي حياة الكاتب على حد تعبير بروست». (5)
المؤلف:
عبدالخالق الركابي ولد في العراق/محافظة واسط/ قضاء بدرة عام 1946.
- بدأ شاعرًا ونشر قصائده أواخر الستينيات وأصدر مجموعته الشعرية الوحيدة (موت بين البحر والصحراء) عام 1976/ مطبعة السعدون.-
- أكمل دراسته الجامعية عام 1970 وحصل على شهادة بكالوريوس في الفنون التشكيلي.-
- عمل في سلك التدريس تسعة أعوام. وبعدها عمل في مجال الثقافة.
- عمل مشرفًا لغويًا في مجلة آفاق عربية في منتصف الثمانينات.
- عمل محرراً في مجلة الأقلام حتى عام 2003.
- عضو المجلس المركزي في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين.
- حاز جائزة الدولة في نطاق الرواية والمسرح أكثر من مرة.
- اختير الروائي ضمن أربع روائيين عالميين من أجل كتابة التاريخ العربي الحديث على شكل رواية في إطار جائزة قطر العالمية للرواية، وقد ترجمت روايته إلى اللغة الإنكليزية والإسبانية والفرنسية،
- فازت روايته (الراووق) بجائزة معرض الشرق الكبير في بغداد عام 1987.
- فازت روايته (قبل أن يحلق الباشق) بجائزة أفضل كتاب أدبي عام 1990 عن دار الشؤون الثقافية العامة.
- فازت روايته (سابع أيام الخلق) بجائزة أفضل رواية عراقية عام 1995. كما اختيرت الرواية نفسها من قبل الاتحاد العام للكتاب العرب ضمن أفضل عشرين رواية عربية في القرن العشرين وقد ترجمت إلى اللغة الصينية، وقد أقرت لطلبة الدكتوراه /قسم الآداب للعام 1995 من قبل جامعة بغداد/ كلية الآداب/ قسم الدراسات العليا.
- في عام 1995 منحه نادي الجمهورية شهادة تقديرية كما أقام النادي نفسه حلقة دراسية حول روايته (سابع أيام الخلق).
- حولت بعض نتاجاته إلى مجالات السينما والتلفاز، منها (حائط البنادق) سهرة تلفزيونية، وفيلم (العاشق) عن روايته مكابدات عبد الله العاشق، وفيلم (الفارس والجبل) عن قصته (الخيال).
- في عام 2017 – فاز بجائزة سلطان العويس في حقل القصة والرواية والمسرحية.
المصادر:
صدرت الرواية عن المؤسسة العربية للدراسـات والنشر – ط 1 – 2016
1. بيرسي لوبوك، صنعة الرواية، ترجمة عبد الستار جواد، دار الرشيد للنشر 1981 ص55.
2. طرائق تحليل السرد الادبي – مقولات السرد الادبي "تزفتيان تودوروف" – منشورات اتحاد أدباء المغرب – ترجمة الحسين سبــهان ص 55 بصيغة pdf
3- جيرمين بريه – مارسيل والتخلص من الزمن – وزارة الإعلام العراقية – 1977 ص59
4. جماليات الرواية العربية، وقائع مهرجان العجيلي 4 للرواية العربية - مديرية الثقافة بالرقة – دار الينابيع للطباعة والنشر ط1 – 2009. محاضرة د. نجم عبدالله كاظم – ص 151
5. الحداثة ج2 تأليف مالكم برادبري وجيمس ماكفارلن. ترجمة مؤيد حسن فوزي، دار المأمون للتر جمة والنشر سنة 1990. ص134.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- سيرة حياة المكان في رواية «خلية النحل» للكاتب الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا
- واقعية الخيال روايـة الـعـطر «ذاكرة الدعاية النازية»
- رواية «الذباب والزمرد» من رثاء ذات إلى مرثاة وطن
- ما يتبقى من الحرب: الحكاية والموقف في (رواية لحن ماثوركا على ميتّين)
- استعادة الحياة من أزمنة الخراب في (ما لم تمسسه النار)
- الحقيقة في رمزية المخيف .. قراءة في رواية الحمامة للكاتب باتريك زوسكند
- «مزامير المدينة» تصدح بسوناتا البقاء
- الرؤية المكانية في (خانة الشواذي)
- جمجمةُ تشرين: ذاكرةٌ تنهضُ من رماد الموت
- رواية (عرس الشاعر): سحرية النص وواقعيته
التعليقات 1
⚘⚘
اكتب تعليقك