الحقيقي والمتخيل في رواية «غصن أعوج» لأحمد عبدالملكالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2024-09-26 09:27:09

د. علي عفيفي علي غازي

أكاديمي وصحفي

تدور أحداث رواية "غصن أعوج" للروائي القطري الدكتور أحمد عبدالملك (ولد 1951) في القرن السادس عشر الميلادي بمدينة "أفشنا" القريبة من بُخارى (في أوزبكستان حاليًا)، حيث كان يحكم بلاد ما وراء النهر خانية بُخارى (1510-1599). وكانت مدينة "أفشنا"، محطة على طريق الحرير، الذي يربط بلاد ما وراء النهر شرقًا، والعراق وسورية وأوروبا غربًا، وفي هذه المدينة كانت تعيش أسرة بطل الرواية يوسف النجار، وهم أحفاد العرب الفاتحين الذين أسكنهم قتيبة بن مسلم الباهلي (46-96هـ/ 669 - 715م) بلاد ما وراء النهر في القرن الثامن الميلادي.

يخلتط في الرواية التاريخية الحقيقي والمتخيل، إذ تمتزج فيها الحقيقة التاريخية بخيال الروائي، الذي يحاول من خلال أبطال روايته أن يخلق عالمه، وانطلاقًا من أن الرواية شكل تعبيري يستوعب التجربة الإنسانية بكل أبعادها وأعماقها، فإن الروائي في "غصن أعوج" حاول استحضار التحولات التاريخية وربطها بالواقع العربي والإسلامي المتأزم على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كالصراع بين الأصل العربي والموطن البخاري، وسكان البلد الأصليون، على الرغم من أن الجميع مسلمين،  وذلك بلغة سلسة وتقنيات سردية تبيّن التفاعل الإبداعي الفعّال بين التاريخ والسرد والخيال. 

و"الرواية التاريخية" من عمل الروائي أو الأديب، إلا أنها تبدو فيها الذاتية والخيال واضحين للعيان، بينما "رواية التاريخ" من عمل المؤرخ، وتبدو فيها، أو ينبغي أن تبدو فيها، الموضوعية والواقعية وهما من عناصر التكوين الرئيسة في العرض التاريخي. وبقدر ما يكون الروائي قريبًا من حقائق الماضي يكون قريبًا من "التاريخ"، وبقدر ما يكون قريبًا من الخيال بعيدًا عن الحقائق يكون قريبًا من "الرواية"، وكلما اقتربت الرواية من قاعدة الحقائق أصبحت أقرب إلى التاريخ، بينما كلما اقترب التاريخ من الأسلوب القصصي اقترب من الرواية أو الحكاية أو القصة، كما يتمتع الروائي بعكس المؤرخ بحرية غير محدودة من أجل الإبداع والتخيل، بينما المؤرخ يتقيد بالمنهجية وبالدلائل والقرائن والبراهين التاريخية في إعادة بناء الماضي، بالإضافة إلى أن الروائي يجعل الأحداث تأخذ مجراها على يديه، ويستطيع التعامل مع كل وجهات النظر التاريخية فيدمجها في الدراما الروائية في انسجام تام، وهو انسجام لا يستطيع المؤرخ تحقيقه.

يعود المؤلف في رواية "غصن أعوج"  إلى القرن السادس عشر الميلادي، الذي اختاره حاضنة زمانية لأحداث روايته، ويصف مجتمع المدينة التي اختارها حاضنة مكانية لمعمارية النص السردي لروايته، فيُشير إلى أن سكان مدينة "أفشنا" يمتهنون الزراعة وتربية الماشية والتجارة والنجارة، ويذكر أنها مدينة تلتقي عندها القوافل المحملة بالحرير والبهارات والأقمشة، وفي هذا المجتمع، تعيش أسرة مسلمة ذات جذور عربية ترجع إلى شبه الجزيرة العربية، أسكن الفاتح قتيبة بن مسلم الباهلي أجدادهم في هذه البقاع، ونلحظ من السردية الروائية أن رائحة التاريخ تعبق في عمارة المدينة ذات الطابع الإسلامي، فمنازلها من الحجارة الصغيرة والطين، والأسقف مصفوفة بأخشاب أسطوانية سوداء من لحاء الأشجار، وفوقها بعض أوراق الشجر، فوقها التبن الممزوج مع الطين؛ لمنع تغلغل المطر في فصل الشتاء القارس. (ص 70)، والأبواب من أخشاب الأشجار المربوطة بلحاء الشجر، وتُخصص أجزاء من أفناء المنازل لسكنى الحيوانات الأليفة، التي يُعتمد عليها في الطعام، وكذلك بعض الطيور التي يُستخدم بيضها ولحمها للأكل، والمسجد متواضع البنيان، تعلو سقفه بعض الأخشاب الواهنة، تغطيها أغصان الأشجار، وفرشت أرضيته بحصر مرقعة، وبجدرانه بعض الأرفف الخشبية التي تحمل المصاحف. ودروبها الطينية تتفرع منها طرقات ضيقة، والبيوت متراصة بعشوائية دونما ترتيب، وأشجارها الباسقة كل صباح، وتجارها الطيبين. (ص 107، 143).

وتمتزج في الرواية تيارات الخواطر الذاتية مع الأحداث والحوار، ويبقى التعبير الذاتي أبرز وأقوى من البناء الموضوعي، وتكمن فيه القيمة الأدبية؛ فهو تعبير خصب وحيوي في أسلوبه القصصي، فنرى السكان الأصليون يتهمون العرب بالبداوة، وعدم المعرفة، ويتفاخرون بعلمائهم وكُتابهم، ومن ثم نراه يعتبر ذلك تشويه لتاريخ العرب على لسان بطل الرواية، ويبرز الشعوبية والمذهبية والطائفية والكراهية للعرب والمسلمين في شكلها القمي الذميم، فينظر السكان الأصليون لأنفسهم على أنهم عرقًا مميزًا فوق كل العروق، وأنهم يلتقطون أخطاء المسلمين من أصل عربي لأجل تشويه صورتهم (ص 141).

ويمزج الروائي في رواية "غصن أعوج" بين الحقيقة التاريخية والمتخيل الأدبي في سيرورته السردية، فيرسم ملامح شخصياته في صورة أقرب للحقيقة، وتدور أحداث روايته في شكل أقرب للواقع، ولكنه يمزجها بالقصص الاجتماعية كمتخيل، ويستنطق شخوصه بحوارات تجمع بين الواقع والخيال، ويمزجها بما يختلج صدورهم من انفعالات وعواطف، وذلك على الرغم من حفاظه على مقومات التاريخ في حبكته الروائية، كقصة الحب التي جمعت ابن بطل الرواية النجار، وابنة ملك أفشنا، والتي انتهت نهاية حزينة بسبب الشعوبية، التي أثرت في أيديولوجيا الملك، وجعله تعصبه يقف موقفًا عدائيًا من ابن النجار، الذي أنقذ المدينة من الدمار، على الرغم من أنه جعله ضمن اللجنة المشكلة لوضع دستور المملكة، وعرض عليه المال والذهب والأرض، ولكنه رفض طلبه في الزواج من ابنته، وذكره بقدره وأصله، وبأن بنات الملوك لا يتزوجن من دماء دخيلة (ص 207)، فعادات وتقاليد القبائل في "أفشنا" قاسية لا تسمح بأن تختلط دمائهم، التي يعتبرونها خالصة ونقية، مع أية دماء أخرى، مهما كانت نقية، فالقبائل تعتد جدًا بأصولها، وتتردد في اختلاط دمائها مع دماء غيرها، خاصة إذا ما كانت هذه الدماء عربية، فالعصبية والشعوبية متمكنة من نفوسهم (ص 175، 195).

والتاريخ لا يكون تاريخًا إلا إذا كان في حقله ونظامه ومنهجه وقوانينه وقواعده، وإذا ما انتقل إلى الرواية؛ فإنه يبتعد عن ذلك، إذ يلبس ثوبًا جديدًا بعنوان وقوانين ومنهج ومنتج جديد مشروط بقوانين وأسس وثوابت العمل الروائي، ويُصبح فعل روائي يتسع فيه المتخيل، ويُحاول أن يجد مكانًا له في الأشياء المنسية والمهملة أو المسكوت عنها في التاريخ، ويُعمل خياله وراء الحقيقة التي يقول بها المؤرخ، فيتعرض للأحداث التي لم يكتب عنها المؤرخ؛ ويعجز عن ذكرها لأسباب سياسية أو اجتماعية أو أيديولوجية، ومن ثم فإن الرواية التاريخية بوظيفتها هذه أقرب إلى نقد التاريخ، أو لونًا من ألوان الوعي به، رغم عدم مطابقتها تمامًا لرواية التاريخ، فالراوي قد يلبس قناع المؤرخ، ويحاول أن يجد لنفسه مكانًا بين طيات التاريخ المنسي أو المسكوت عنه.

ووظيفة الراوي عندما يكتب رواية تاريخية لن تعدو إلا أن تكون نوعًا من وعي التاريخ ونقده، وهنا تُصبح الرواية مرادفًا للتاريخ، وليس مطابقًا له، لأن الحقيقة التاريخية تختلط فيها بمخيلة الراوي، ومن ناحية أخرى قد يستعين المؤرخ بعمل الروائي ليتمثل ما قد يحاول أن يكتب تاريخه، فيمزج في كتاباته ما بين التاريخ والمتخيل، بصورة قد تُذيب الفواصل بين الحقيقة الموضوعية، والحقيقة المتخيلة النسبية، ولعلنا نرجع قليلاً إلى نشأة المعرفة التاريخية في رحم الأسطورة، التي لم تكن أكثر من رواية مجهولة المكان والزمان، وهما الأساسان اللذان يقوم عليهما علم التاريخ، فهو فعل إنساني في زمان محدد نتج عن تفاعله مع مكان معين، بعكس الرواية التي تمزج الحقيقة التاريخية بالقصة المتخيلة، كأن ينسج الروائي قصة غرامية متداخلة مع سرده لحوادث التاريخ، وهنا يعتمد على التاريخ من حيث الزمان والمكان والأشخاص، رغم أنه لا يقصد سرد الوقائع التاريخية، وفي نفس الوقت يتمثل التاريخ في جوانبه الناقصة أو المسكوت عنها، وهذا ما نلاحظه في "غصن أعوج" فعلى الرغم من تأثر الروائي بالأحداث التاريخية وتوثيقة لبعض دقائق التاريخ الاجتماعي والثقافي المسكوت عنه، إلا أنه مزج ذلك بخياله كروائي، فلم يسرد الأحداث في قالب أكاديمي يلتزم بمنهجية البحث؛ بل جعلنا نعيشها كأحداث وحوارات تنطق بها ألسنه أبطال الرواية، كما أنه يمزج بين الحب والكره والحقيقة التاريخية والمتخيل النسبي، ويسقط كل ذلك على الواقع المعاش، ويوضح كيف أثر هذا التاريخ على حاضر المسلمين في تلك البلاد، وكيف أدى تناحرهم فيما بينهم إلى ضياع بلادهم.

استعاد الروائي في "غضن أعوج" فترة حرجة في تاريخ الوجود الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، وقدمها في قالب سردي يمزج بين الحقيقة والمتخيل، وذلك عبر حوار مشوق، وكأنه ينبه المؤرخين الذين يركزون في كتاباتهم على ضياع الأندلس "فردوس المسلمين المفقود"، ويقول لهم يوجد فردوس مشرقي آخر مفقود.

ويرمز العنوان "غصن أعوج" للشعوبية، حينما يُقدم الملك على وصف النجار ابن النجار، الذي نجح في حماية المدينة من غارات "الخراقنة"، الذين يصفهم بأنهم "قبائل أفغانية قديمة" (ص 90)، وأسهم في إعادة الملك إلى حكمه بشجاعته وبلاغته وقوة حجته، وقدرته على إقناع الحكام والولاة، وأعجب الملك بدهائه وشجاعته بعدما عرف أنه هو الذي حقق عودة الملك (ص 194، 196)، وتقدم يطلب منه ما يشاء، حال أصله العربي بين أن يقبلة زوجًا لابنته متعاليًا بعرقة وأصله، وقال له "أنت غصن أعوج"، وهذه هي لغة الملوك عندما ينتصرون، إنهم يرفعون أنوفهم حتى الثريا (ص 190)، وذلك على الرغم من إقراره بأنه يستحق كل التقدير والاحترام والمكافأة لما قدمه له وللبلاد.

وتختتم الرواية بإسقاط البطل، بعد فقدان أمنيته بسبب الشعوبية، من يده المخطوط الذي يتناول رحلة حياة ابن سينا (370-427هـ/ 980-1037م)، وتتناثر أوراقه مع هبات الرياح، وتختلط مع سنابل القمح الذهبية، وهو الكتاب الذي قدمه له العراف، أحد الدراويش، أي المتصوفة، ويُلمح الروائي في ذلك إلى اهمال العلم، وعدم تقديره، ولهذا ستظل المملكة مهددة من الأعداء وضعيفة، فبالعلم ترتقي الأمم، وتستطيع الشعوب الدفاع عن نفسها.، كما يحاول أن يشير إلى الدور الدعوي الذي مارسه الصوفيين في بلاد ما وراء النهر، فقد كان أحد أهم أسباب إقبال أهل تلك النواحي على اعتناق الإسلام بنزعته الصوفية، هو أن مشايخ الصوفية اعتادوا على إقامة حلقات الدرس والذكر، وهو الأمر الذي لاقى قبولاً من جانب قطاعات واسعة من الأهالي؛ لاعتقادهم بقدرة الأوراد على تسهيل قبول دعواتهم.

والمتخيل ليس "شيئًا إضافيًا في بناء الرواية؛ بل جوهر وأساس أي فعل إبداعي"، و"التخييل هو الجزء الأهم من البنية الروائية"، فالرواية مغامرة كتابية مفتوحة على المطلق، وليست منشأة مسبقة ترتبط بآليات، والحقيقي لا يسبح في الفراغ، فهو ينبني على تاريخ ومخيال واسع يحتاج من الكاتب أن يتعمقه ويخترق حدوده. والمتخيل في فن كتابة رواية "غصن أعوج" يتم في ضوء قناعات المؤلف ورؤيته الكونية، إلا أن تركيب الوقائع في صناعة التاريخي، يستدعي منه التساؤل عن أولوية الوثيقة إزاء أولوية الإشكالية، ما يجعل الخطاب الروائي يتلاقى مع التاريخي في ماهيتهما الأيديولوجية في الرواية التاريخية، أي تتداخل الصناعتين في الرواية التاريخية، فمثول التاريخ في الرواية التاريخية ممتزجًا بالمتخيل في حبكة أدبية تمتزج داخلها أصول الحرفة بكيمياء الإبداع، وتجمح إلى صناعة أفقها المستقل بذاته، لأن الرواية في استكشافها لكينونة الإنسان، ومعنى وجوده لا يشفي غليل كاتبها إلا التوغل في أعماق النفس البشرية.

والمتخيل في "غصن أعوج" يغوص في أعماق الشخصيات الداخلية، ويخرج من باطنها مكنوناتها النفسية، والصراعات الأيديولوجية التي تنتابها، ويصف مشاعرها، وما يختلج في صدورها، فيرى أنها تمقت الشعوبية والمذهبية، لكنها في الظاهر تطغى على تصرفاتها وأفعالها، وذلك على الرغم من أنها تنزوي للذاكرة إذا ما هدد الوطن خطر مُحدق، فيتحد الجميع للدفاع عنه، ولم تلبث أن تعود للواجهة مرة أخرى مع زوال هذا الخطر، وانقشاع الغمامة التي تظلله.

ولا يكتفي الروائي في "غضن أعوج" بسؤال الماضي وتدوين بعض حقائق التاريخ الماضي؛ بل إنه يستشرف المستقبل، الذي يمثل حاضر الروائي، على لسان العراف، فيتناول واقع وحاضر ومستقبل مدينة "أفشنا" بعد 400 سنة من الأحداث التاريخية التي يتناولها، أي في مطلع القرن الحادي والعشرين؛ ليُلّمح إلى تداعيات ما تشهده من أحداث على مستقبلها الذي يُمثل حاضر الروائي.

والروائي في "غصن أعوج" يجعل من شخصية ابن النجار المغمور رمزًا تأويليًا للكثيرين الذين لعبوا دورًا تاريخيًا مهمًا في أصعب الظروف التي مرت بأوطانهم، ورغم ذلك أغفلتهم كتب التاريخ، ولم يسلط المؤرخون الضوء على دورهم في صناعة التاريخ، واقتصرت سرديتهم التاريخية على سير الحكام والقادة والزعماء، وتغافلوا أو تناسوا دور هؤلاء المهمشين، وكتبوا التاريخ وفق رواية المنتصر.  والتاريخ حاضر في ذهنية الروائي وأبطاله، فنراه يشير إلى حقائق تاريخية أكثر من مرة، ويقول "كما أخبرتنا كتب التاريخ" (ص 127)، ويتساءل "من يستطيع التحرر من التاريخ؟" (ص 163)، كما يشير إلى أن المنتصرين هم من يكتبون التاريخ، وهم الذين يحكمون، ويدخلون من يحبون في رحمتهم، ويدخلون من يكرهون في نارهم، والمهزومون يخرجون من التاريخ (ص 145)، ويوضح أن التاريخ حفظ بعض القصص التي تؤكد أن "وراء بعض الملوك نساء ذكيات" (ص 168). ويبدو الفارق بين تعامل الروائي مع التاريخ، والذي يختلف عن المؤرخ، فيشير إلى أن "أفشنا سوف تصبح جزءًا من تاريخ يتسلى به الرواة" (ص 174).

والخلاصة؛ تمتزج في رواية "غصن أعوج" تيارات المتخيل مع الحقيقة التاريخية المتجذرة في الأحداث والحوارات، وتتجاوز الرواية باعتبارها شكل من أشكال القصة، حقول الأدب، ويتجاوز الراوي الشكل الأدبي، فيحكي تفاصيل قصة حب ابنة الملك وابن النجار، ذي الأصول العربية، والذي تميزه سمرته العربية (ص 63)، والتي تنتهي بغير ما هو متوقع بالانفصال بين الحبيبين، وبعودة الملك لشعوبيته، واهماله للعلم، وذلك بعدما نجح بطل الرواية المهمش في تخليص وطنه من خطر مُحدق كاد أن يمحو مدينته من الخريطة، ويجعلها تنزوي في ذاكرة التاريخ.


عدد القراء: 504

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-