ماذا لو رأيت الجمال كله؟الباب: مقالات الكتاب
محمد بن عبدالله الفريح كاتب ومفكر |
عندما سخر نسوة المدينة، من امرأة العزيز دعتهن وأعطت كل واحدة منهن سكينًا وتفاحة لتقطعها وعندما خرج عليهن يوسف عليه السلام أصابهن الذهول لدرجة أنهن قطعن أيديهن دون شعور بالألم!!
والسؤال يبقى ألهذا الحد؟
ألهذا الحد يتعطل الإحساس عند التلذذ بالنظر؟!!
استشعر هذا جيدًا
قلوب واجفة
عيون شاخصة
يد تجرح
دم ينزف
ولا برهة إحساس بالألم،
لشدة التلذذ بما يرينه أمامهن!
إنه أمر مدهش حقًا!!
وتفسير ما حدث أن أعينهن عندما تلذذت بمنظر جمال يوسف تعطل كل مستشعرات الإحساس عندهن بأي شيء مؤلم حتى لوكان عظيمًا، ولا غرابة فيوسف أعطاه الله نصف جمال الكون.
بقي السؤال الأهم وهو الشاهد!!
كيف ستكون اللذة عند رؤية الله سبحانه رب الجمال وخالق الجمال كله في الآخرة؟!!!
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
إن أعظم لذة خلقها الله هي رؤية وجهه الكريم نسأل الله أن لا يحرمنا ذلك.
وبالمقابل إن أعظم عذاب وحرمان أن تحرم من رؤيته أقرأ (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ).
ليس في الدنيا كلها ما يستحق أن نخسر من أجله أعظم لذة.. "رؤية الله"
إن الكلمات لتعتذر عن الوصف عندما ترى إلهك وخالقك الذي أوجدك من العدم، وتفضل عليك بالنعم، إلهك الذي كنت تعبده لسنين دون أن تراه، وأنت متشوق لرؤيته، تناجيه في جوف الليل، تخشاه في خلواتك، تسجد له وتدعوه.
ولذا يزول العجب عندما يصدر عن مشكاة النبوة هذا الدعاء.
(وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك)
ما أجمل تلك الساعة وأبلغ وصفها، عندما تتصاغر وتتقزم جميع لذائذ ومتع الآخرة عند رؤية وجهه الكريم، عندما ينعكس جمال المرئي على وجوه الرائين!!
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)!!
أسأله بجماله وكماله أن يجعلني وإياكم ووالدينا ومن نحب، ممن يتنعمون برؤية وجهه الكريم. في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- العقل الهادئ
- فن إخماد الأفكار
- عشبة الحياة
- دقيقة فقط
- عندما يكون الكلام اسثنائيًّا
- كم تجيد توظيف المواقف؟
- العظماء حقًّا هم فقط الخيِّرون حقًّا
- ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه؟
- سفر الحب عش اللحظة بكل تفاصيلها
- العقيلات مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد (سيرة بُعِثت من جديد)
- شخصية مبادرة
- فَشَرِبوا مِنهُ إِلّا قَليلًا مِنهُم
- وأقرب رحما
- مدارس التواضع ما لن تتعلمه في الجامعة
- سجن من دون جدران كف عن إيذاء نفسك ومن حولك
- الموت بحضوره الطاغي
- قلادة الإحسان
- بيل غيتس ... وقواعده الـ «11»
- تجالسنا وأنت تلحن؟!
- الزاوية الإيجابية
- هل ترى بالبصر أم بالبصيرة؟
- دروس الجندي الصغير
- حكاية تيدي ستيوارت ملهمة المعلمين والتربويون والآباء
- هل أنت ناضج بما فيه الكفاية؟
- قيم لم تخفها التجاعيد
- فن صناعة السعادة أحد أروع القصص للروائي الألماني فرانز كافكا
- الاحتلال الناعم (ملاك طنطا أنموذجًا)
- قوة السكينة
- ماذا لو رأيت الجمال كله؟
- المنقاش: الشيخ محمد بن محمود
- ابحث عن مكامن القوة في نفسك!! (وركز عليها)
- دور الذكاء الصناعي في مجال النشر
- لا تخدعنك المظاهر !!
- البِّر وفقه الإحسان
اكتب تعليقك