المنقاش: الشيخ محمد بن محمودالباب: مقالات الكتاب
محمد بن عبدالله الفريح كاتب ومفكر |
هو الشيخ الفقيه محمد بن إبراهيم بن محمد ابن محمود (ت1333)، من المبرزين في الفقه الحنبلي، وقد أطلق عليه أهالي الرياض بعض الألفاظ الشعبية، منها: "المنقاش"، و"خطام الصعب"؛ لأنه كان يمسك بالمسائل الصعبة ويقوم بحلها.(1)
ولد في سنة 1250 هـ ببلد ضرماء من بلدان العارض بنجد ونشأ بها بين والديه إلي سن التمييز ثم صار في حضانة أمه وقرأ القرآن حتى ختمه نظرا وعن ظهر قلب ثم اشتغل بقراءة العلم على قاضي بلدة ضرماء آنذاك عبد الله بن نصير وفي سنة خمس وستين ومائتين وألف قدم مدينة الرياض فقرأ فيها على الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وابنه الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن والشيخ عبد الرحمن بن عدوان أحد قضاة الرياض في زمنه والشيخ عبد العزيز بن شلوان من قضاء الرياض آنذاك ثم أرسله الإمام فيصل بن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود لأهل وادي الدواسر قاضيا وأقام عندهم ثلاث سنين ثم أعفي من القضاء ورجع إلي مسقط رأسه بلدة ضرماء ثم عين قاضيا لها ومكث في قضاء بلدة ضرماء إلي سنة 1280 هـ وفي سنة 1283 هـ بعد وفاة الإمام فيصل نقله الإمام عبدالله ابن الإمام فيصل إلى قضاء مدينة الرياض فاستقر فيها وصار إلى جانب القضاء يقوم بتدريس الفقه الحنبلي ويصلي بالناس الفروض الخمسة بمسجد الجامع الكبير، وأخذ عنه عدد من تلاميذه.
توفي الشيخ محمد بن محمود في مدينة الرياض في شهر صفر 1333 هـ عن 83 سنة، وقبر بمقبرة العود _ رحمه الله _ وغفر له. وخلف ثلاثة أبناء هم: عبد الله وعمر وعلي وكلهم انتقلوا إلي رحمة الله ولهم أبناء وأحفاد في بلدة منفوحة.2
تعجبت كثيرًا عندما قرأت هذه القصة عن هذا العلم الكبير، وتعجبت أكثر من التصاق بعض الألقاب بأصحابها التصاقًا لا فكاك منه، وبعد البحث الطويل في بطون الكتب والعديد من المقالات وجدت أن مثل هذه الألقاب الدقيقية تلتصق بأصحابها لخصائص ومكنونات لا توجد عند غيرهم
من أهمها طول النفس وكأنه أوتي صبر نملة، والغوص العميق في المسائل وكأنه أوتي نفس حوت، وجلد طويل وكأنه ضاري أدركته مسغبة الجوع فأضحى يضرب شعاب الأرض للبحث عن فريسة.
يقول أبو حاتم الرازي:
من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه.
وقال النظَّام: "العلم شيءٌ لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر.
وما أجمل وأمتع قول الإمام ابن هشام النحوي:
ومن يصطبرْ للعلم يظفرْ بنيلهِ
ومن يخطب الحسناءَ يصبرْ على البذلِ
خاطرة:
العلم رأسمال لا يفنى
أبراهام لنكولن
المصادر:
1 - الحياة العلمية في مدينة الرياض للدكتور راشد العساكر صـ149
2 - مشاهير علماء نجد وغيرهم، عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبد الله بن عبداللطيف بن محمد بن عبدالوهاب، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض، الطبعة: الأولى، 1392 هـ/ 1972م
-للاستفادة: ترجمة الشيخ كاملة:
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- العقل الهادئ
- فن إخماد الأفكار
- عشبة الحياة
- دقيقة فقط
- عندما يكون الكلام اسثنائيًّا
- كم تجيد توظيف المواقف؟
- العظماء حقًّا هم فقط الخيِّرون حقًّا
- ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه؟
- سفر الحب عش اللحظة بكل تفاصيلها
- العقيلات مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد (سيرة بُعِثت من جديد)
- شخصية مبادرة
- فَشَرِبوا مِنهُ إِلّا قَليلًا مِنهُم
- وأقرب رحما
- مدارس التواضع ما لن تتعلمه في الجامعة
- سجن من دون جدران كف عن إيذاء نفسك ومن حولك
- الموت بحضوره الطاغي
- قلادة الإحسان
- بيل غيتس ... وقواعده الـ «11»
- تجالسنا وأنت تلحن؟!
- الزاوية الإيجابية
- هل ترى بالبصر أم بالبصيرة؟
- دروس الجندي الصغير
- حكاية تيدي ستيوارت ملهمة المعلمين والتربويون والآباء
- هل أنت ناضج بما فيه الكفاية؟
- قيم لم تخفها التجاعيد
- فن صناعة السعادة أحد أروع القصص للروائي الألماني فرانز كافكا
- الاحتلال الناعم (ملاك طنطا أنموذجًا)
- قوة السكينة
- ماذا لو رأيت الجمال كله؟
- المنقاش: الشيخ محمد بن محمود
- ابحث عن مكامن القوة في نفسك!! (وركز عليها)
- دور الذكاء الصناعي في مجال النشر
- لا تخدعنك المظاهر !!
- البِّر وفقه الإحسان
اكتب تعليقك