سفر الحب عش اللحظة بكل تفاصيلهاالباب: مقالات الكتاب
محمد بن عبدالله الفريح كاتب ومفكر |
توفي "ستيف جوبز" مؤسس شركة (أبل) للبرمجيات، بعد صراع طويل مع مرض السرطان وترك وراءه عند رحيله شركة بلغت قيمتها السوقية 700 مليار دولار أمريكي وهي أغلى شركة في التاريخ.
إقرأ ما كتبه "ستيف جوبز" وهو على فراش المرض قبل وفاته بأيام.
"لقد وصلتُ لِقِمَّةِ النجاح في الأعمال التجارية.. في عيون الآخرين، حياتي كانت رمزًا للنجاح، ومع ذلك، وبصرف النظر عن العمل، كان لدي القليل من الوقت للفرح. وأخيرًا، في النهاية ثروتي هي مجرد حقيقة أنا معتاد عليها.
في هذا الوقت، وأنا ممدد على سريري في المستشفى أتذكر حياتي الطويلة، أدرك أن جميع الجوائز والثروات التي كنت فخورًا جدًّا بها أصبحت ضئيلة و غير ذات معنىً مع اقتراب الموت الوشيك.
في هذا الظلام، وعندما أنظر إلى الأضواء الخضراء لمعدات التنفس الاصطناعي وأنصت لأصواتها الميكانيكية، أشعر بِنَفَسِ الموت يقترب مني.
الآن فقط أفهم بعد أن أمضيت حياةً محاولاً جمع ما يكفي من المال لبقية حياتي، أن لدينا ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف لا تتعلق بالثروة فقط.
يجب أن تكون أهدافنا أكثر أهمية، على سبيل المثال، قصص الحب، والفن، وأحلام الطفولة. عدم التوقف عن ملاحقة ثروة يمكن أن يجعل منك مجرد شخص منهك أو كائن آلي.
نحن كائنات يمكن أن تشعر بالحب. الحب كامن في قلب كل واحد منا، ومصيرنا يجب أن لا يكون فقط الجري وراء الأوهام التي تبنيها الشهرة أو المال الذي أفنيت من أجلهما حياتي، ولا يمكنني أن آخذهما معي الآن.
لا يمكنني أن آخذ معي إلا الذكريات التي تَعَزَّزَتْ بالحب.
هذه هي الثروة الحقيقية التي سوف تتبعك. وسوف ترافقك، وستعطيك القوة والضوء للمضي قدمًا وإلى الأمام.
الحب يمكن أن يسافر آلاف الأميال وهكذا تصبح الحياة لا حدود لها.
انتقل إلى حيث تريد أن تذهب. إسْعَ للوصول للأهداف التي تريد تحقيقها. كل شيء كامن في قلبك ويديك.
ما هو أغلى سرير في العالم؟
إنه سرير المستشفى.
إذا كان لديك المال، يمكنك استئجار شخص لقيادة سيارتك، ولكن لا يمكنك استئجار شخص لِحَمْلِ مرضك وآلامك بدلاً عنك.
يمكن العثور على الأشياء المادية المفقودة مَهْمَا غَلَى ثمنها. ولكن هناك شيء واحد لا يمكنك أن تجده أبدًا عندما ستفقده: إنه "الحياة".
مهما كانت المرحلة التي نعيشها من مراحل حياتنا، سَنَضْطَرُّ في النهاية لمواجهة اليوم الذي سيسدل فيه الستار.
إجمع كنزك من حب عائلتك، من حب زوجتكَ أو زوجكِ، من حب أصدقائك. اعتن بنفسك جيدًا واهتم بأقربائك. كن عطوفًا وكريمًا وحليمًا مع الآخرين، فلا تدري كم من الوقت بقي لك.
تذكرت وأنا أقراء هذه القصة قول الحق تبارك وتعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (20) سورة الحديد.
وتذكرت أيضًا حديث الدنيا الذي يرويه الصحابي الجليل عبداللَّه بن مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه، قال : نَامَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم على حَصيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ ، قُلْنَا: يا رَسُولَ الَّه لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً، فقال: «مَا لي وَلَلدُّنْيَا ؟ مَا نَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح
وكذلك المقولة الشهيرة لعبدالله بن المقفع (طالب الدنيا كشارب ماء البحر، كلما زاد شرباً ازداد عطشًا).
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- العقل الهادئ
- فن إخماد الأفكار
- عشبة الحياة
- دقيقة فقط
- عندما يكون الكلام اسثنائيًّا
- كم تجيد توظيف المواقف؟
- العظماء حقًّا هم فقط الخيِّرون حقًّا
- ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه؟
- سفر الحب عش اللحظة بكل تفاصيلها
- العقيلات مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد (سيرة بُعِثت من جديد)
- شخصية مبادرة
- فَشَرِبوا مِنهُ إِلّا قَليلًا مِنهُم
- وأقرب رحما
- مدارس التواضع ما لن تتعلمه في الجامعة
- سجن من دون جدران كف عن إيذاء نفسك ومن حولك
- الموت بحضوره الطاغي
- قلادة الإحسان
- بيل غيتس ... وقواعده الـ «11»
- تجالسنا وأنت تلحن؟!
- الزاوية الإيجابية
- هل ترى بالبصر أم بالبصيرة؟
- دروس الجندي الصغير
- حكاية تيدي ستيوارت ملهمة المعلمين والتربويون والآباء
- هل أنت ناضج بما فيه الكفاية؟
- قيم لم تخفها التجاعيد
- فن صناعة السعادة أحد أروع القصص للروائي الألماني فرانز كافكا
- الاحتلال الناعم (ملاك طنطا أنموذجًا)
- قوة السكينة
- ماذا لو رأيت الجمال كله؟
- المنقاش: الشيخ محمد بن محمود
- ابحث عن مكامن القوة في نفسك!! (وركز عليها)
- دور الذكاء الصناعي في مجال النشر
- لا تخدعنك المظاهر !!
- البِّر وفقه الإحسان
اكتب تعليقك