فن إخماد الأفكارالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2015-06-04 17:45:49

محمد بن عبدالله الفريح

كاتب ومفكر

ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه السطور خوفًا من أن يتبادر إلى ظنك أننى  أقصد أن تقوم بإيقاف دماغك وعقلك عن التفكير، ولكن القصد عكس ذلك تمامًا، تشير الإحصاءات الحديثة إلى عقل الإنسان يتعرض يوميًّا ما بين خمسين إلى ستين ألف فكرة، تزداد مع بعض الأشخاص لتصل ما يقارب مئة ألف فكرة وتقل عن البعض لتصل إلى أقل من ذلك بكثير، من يلاحظ نمط الحياة اليوم سوف يلفت  انتباهه بشدة حجم التسارع في حياتنا، مما أدى بالمقابل لتسارع الأفكار ودخولها إلى أدمغتنا بكسل قسري تبعًا لذلك، وتأثيرها الشديد على أدمغتنا،مما أصاب الكثير منا بالتشتت والنسيان وفقدان التركيز تمامًا عن كثير من أعماله ومهامه اليومية،

إذن ما الحل؟

الحل هو إخماد هذا السيل الجارف من الأفكار بطرق يصفها العلم اليوم لنا أنها أصبحث من الضروريات الملحة لإعادة التوازن والتركيز لحياتنا، ولعل من أهم ما يمكن عرضه هنا للمساعدة بهذا الخصوص ممارسة رياضة التأمل، والخلوة مع النفس والهدوء والسكينة، والتنفس العميق، ولو لأوقات قليلة يوميًّا، يساعد بشكل جيد على إطفاء وطرد هذه الأفكار بشكل منهجي، وعندما شرعت بكتابة هذه السطور ورد على ذهنى قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي يرويه الإمامان البخاري ومسلم (عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم. فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك)

أخرجه البخاري في صحيحه (رقم3)، ومسلم في صحيحه (رقم160).

وتعجبت من هذا الأمر الذي أمر الله عز وجل به الأنبياء والمرسلين، لابد أن له سحرًا وتأثرًا عجيبًا في أداء مهامهم الموكلة إليهم، وأي مهام؟ حيث تبدأ مع ممارسة هذه العادة وغيرها من عادات التأمل والسكينة حركة الأفكار بالبطء، وتخف سرعتها وينخفض صوتها وضجيجها من أدمغتنا، كما وتمنح الشخص سلامًا داخليًّا عالي القيمة والتأثير على حياته اليومية، ومن ثم يبدأ في الدخول في دائرة الاستنارة،التي تخوله أداء رسالته على أكمل وجه بإذن الله، وبما أن ظروفنا اليوم تغيرت بشكل جذري، فيمكن أن يمارس الشخص عددًا من العادات أيضًا التي سوف تساعده دون شك على خفض وتيرة هذه الأفكار إلى أقصى حد ممكن ومنها:

قيام الليل

جلوس التشريق وهي: الجلوس من بعد صلاة الفجر لحين شروق الشمس

ممارسة رياضة اليوقا (رياضة هندية قديمة)

ممارسة رياضة تاي تشي (هي إحدى الرياضات الروحية التي تطورت عن الفنون القتالية القديمة في آسيا).

وغيرها من الممارسات التي تناسب ظروف وطبيعة كل شخص.

 

معلومة:

المخ البشري تمر عليه يوميًّا آلاف الأفكار ..

لذلك من الصعب سماع صوت القلب ..

وأحد الحلول ممارسة التأمل

 

خاطرة:

في عمق الصمت تجد جميع الأجوبة هناك.

الحكيم الصيني أوشو

 

اقرأ المزيد حول الموضوع

https://www.facebook.com/note.php?note_id=190366137641280

المراجع:

 

- ترجمة كتاب قوة الآن "The Power Of Now"    "ايكهارت تول"

- ترجمة كتاب صوت السكينة  silence speaks ايكهارت تول"


عدد القراء: 6268

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-