من إفرازات الحقبة التنويرية: دون كيشوت مصارع طواحين الهواءالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2024-09-26 08:50:49

أ.د. عبد الله بن محمد الشعلان

قسم الهندسة الكهربائية - كلية الهندسة - جامعة الملك سعود - الرياض

إنه مطلع  القرن السابع عشر بدايات عصر التنوير الذي شعت شمسه على القارة الأوروبية فغمرت بأنوارها أرجاء  تلك القارة المظلمة حيث لا سلطة إلا سلطة العقلانية التنويرية، فحيثما كنت وأينما يمّمت وجهك في تلك القارة لا تسمع إلا أصداءً تصدح بتلك الاكتشافات المعرفية الباهرة التي أغرت وأغوت العقل الأوروبي وجعلته معتدًا بذاته شامخًا بمعرفته واثقًا من قدراته التي بدت في تلك الحقبة التاريخية أنها قدرات لا متناهية بالتركيز على العقل والعلم والمعرفة والمنطق والفلسفة كوسائل لفهم العالم وتحقيق التقدم والازدهار من خلال التفكير الفلسفي والنقدي واستخدام العقل.

وقد تركز عصر التنوير على مجموعة من القيم والمبادئ الأساسية مثل الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان. وأدى تأثير هذه الأفكار إلى تطور العديد من المجالات، بما في ذلك الفلسفة والعلوم والأدب والفنون والسياسة والاقتصاد، وقد برز منه علماء وفلاسفة ومفكرون أمثال فولتير وروسو وديدرو، فعلى مستوى العلوم، شهد عصر التنوير تطورًا كبيرًا في مجالات مثل الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات. وقد أسهمت التطورات العلمية الباهرة في تحقيق تقدم كبير في مجالات مثل التقنية والصناعة والميكنة والزراعة.

وعلى صعيد الأدب والفنون، انتشرت الأعمال التي تتناول القضايا الإنسانية والانعتاق والتحرر من التسلط الفردي. وظهرت أعمال أدبية كبيرة مثل روايات فولتير "كانديد أو التفاؤل" ورومان رولان "المغامرات الخيالية لدون كيشوت". لذا كان عصر التنوير في أوروبا فترة مهمة في تاريخ الحضارة البشرية حيث دفعت الأفكار الجديدة والتطورات العلمية باتجاه التقدم والتحرر.

ففي انجلترا كان الفيلسوف جون لوك يعمل على كتابة مؤلفيْه "مقالة في الفهم الإنساني" والآخر "عن العقل البشري"، واللذان خصصهما للرد على أطروحة الفيلسوف الفرنسي ديكارت حول أيِّ المنهجيات التي ينبغي نهجها للوصول إلى الحقيقة، هل هو المنهج (التجريبي/الاستقرائي) كما ذهب لوك، أم أنه المنهج (العقلي/الاستنباطي) والذي تبناه ديكارت.

وفي فرنسا كان الفيلسوف الشهير رينيه ديكارت يصوغ التصور الجديد للإنسان، التصور المتجسد في مقولة الذات العقلانية التي تقتحم الكون وتكتشف أسراره، وكان ديكارت يكتب: "أنا أفكر إذن أنا موجود" والتي أصبحت في غضون فترة وجيزة علامة على صياغة إنسانية جديدة تقوم على اعتبار أن الوعي والعقل هما أساس الوجود. وفي هذا المناخ الفكري الخصب الذي ساد في عصر التنوير الأوروبي كان الروائي الأسباني الشهير ميخائيل دي سرفانتس يفكر في صياغة شخصية بدأت ملامحها تتكشف وتتبدى له الآن، هذه الشخصية التي ستجسد في اندفاعاتها العاطفية وتخيلاتها الوهمية غير العقلانية وهوسها بأدب الفروسية وأخلاقها البائدة، وستجسد القطيعة المعرفية مع التصورات الغيبية القديمة للعالم التي أنجزها التنوير الأوروبي؛ حيث كانت تلك الشخصية لا تزال تمثل العالم بصورته السحرية غير العقلانية، إنها شخصية "دون كيشوت" التي سيولد بولادتها فن الرواية الحديثة، والتي ستصبح بعد ذلك علامة فارقة في تاريخ تطور السرد الروائي واندفاعًا للنقلة المعرفية التي حدثت في تلك الحقبة والقطيعة بين الزمن التقليدي بكل منجزاته الثقافية والفكرية والأدبية، والولوج إلى الزمن الحديث، زمن العقل والحسابات الكمية التي لا ترتهن إلى استلهامات الخيال وخلجات الوجدان.

رواية دون كيشوت تحمل الكثير من الأخيلة والرؤى في أهمية الخيال وقوته واندفاعه في تشكيل الواقع وتحقيق الحلم، فدون كيشوت شخصية يعيش صاحبها في عالم يعج بالخيالات والأوهام وهو ما يمنحه الشجاعة والاقدام والتصميم لمجابهة التحديات، كما توحي الرواية بتشجيع الاعتقاد في رؤية الفرد وتحقيق تطلعاته وطموحاته الذاتية للسعي لتحقيق المستحيل، كما أن دون كيشوت صُوِّر كرمز يسعى لتحقيق العدالة والكفاح ضد الظلم والدفاع عن الضعفاء مما يعكس التزامه بقيم النبل والشجاعة والتضحية. كما أن هذه الرواية تناقش الحدود الضبابية بين الواقع والخيال وتحث على التفكير في الواقعية والمعقولية وتعكس الصراع بين الأحلام واليقظة وتسليط الضوء على أهمية التوازن بينهما، كما تُعلّم الرواية أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والتحديات الشخصية، فعلى الرغم من الهزائم والاحباطات التي تعرض لها دون كيشوت إلا أنه يظل مصممًا على المضي قدمًا نحو مجابهة الأهوال وملاقاة الصعاب بشجاعة وتحد وإقدام.

أما ملخص رواية دون كيشوت فهي الرواية التي أبدع فيها مؤلفها ميخائيل دي سرفانتس عام 1605، إذ تدور أحداثها حول رجل بسيط يدعى دون كيشوت طويل القامة هزيل البنية ناهز الخمسين عامًا يعيش في إحدى قرى إسبانيا إبان نهايات القرن السادس عشر أيْ في بدايات عصر النهضة. كان يمتلك مزرعة وعنده ما يكفيه من المال وما يقيته من قوت ليستطيع البقاء ويغنيه عن العمل، ومن الغريب أنه شغف إلى حد الهوس والجنون بقراءة أدب الفروسية واستعادة أمجاد الفرسان الغابرة، وكان يقضي أيامه ولياليه في القراءة حتى وصل إلى حد فقدان العقل والصواب والخلط بين الواقع والخيال نتيجة هذا الشغف الشديد والهوس المفرط بالفروسية واستعادة أمجاد الفرسان ومحاكاة سيرهم حين يمتطون جيادهم ويضربون في الأرض لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء والمساكين ويدافعوا عن الأرامل واليتامى، لذا أعد عدته للقيام بهذه المهمة العظيمة والمسئولية الجسيمة، فقام أولاً باستخراج سلاح قديم متهالك متآكل خلفه له أباؤه وأجداده السالفين فأصلح فيه ما استطاع، ثم لبس درعًا وخوذة وحمل معه سيفًا ورمحًا وامتطى صهوة جواد أعجف دبَّ فيه الضعف والخوَر والهزال وقرر الخروج ليزيل الظلم والجور عن هذا العالَم البائس ويحقق العدالة والإنصاف لبني البشر. أخذ دون كيشوت معه خادمًا اسمه سانشو بانزا ليرافقه ويكون معينًا له في رحلة المغامرات المثيرة التي تشبه فرسان الزمن الغابر الذين انقرضوا منذ عقود خلت، انطلق لمحاربة العديد من الأعداء الخياليين والمردة الشياطين مثل العمالقة والسحرة والتنانين.

 وبينما هو يهم بالخروج رأى أنه لا بد له من سيدة يحبها إذ أن الفارس الجوال إذا خلا من الحب غدا كالجسد بلا روح، ثم سرح بخياله بعيدًا إلى حد تصور فيه أنه يواجه عملاقًا من العمالقة، كما يقع في الغالب للفرسان الجوالين، فإذا ما صرعه بضربة واحدة أو قطعه بالسيف نصفين أفلا يكون من المستحسن أن يجد حبيبًا يهديه هذا النصر؟، وهنا أطرق مفكرًا وباحثًا عن تلك التي ستكون سيدة روحه ومالكة قلبه، إلى أن تذكر أنه وقع في شبابه في غرام ابنة فلاح من قريته تدعى دولثينا. إذن، هاهو فارسنا الهمام قد تهيأ الآن للخروج إذ لم يعد يطيق الانتظار أكثر مما انتظر؛ فهو يشعر أنه كلما تأخر في خروجه كلما ازدادت المظالم وتراكم عناء البشرية وشقاؤها، وهو ما كان يثقل كاهله ويشعره بتأنيب الضمير، أولم يكن بمقدوره -وهو الفارس المغوار- أن ينهي عذابات البشرية ويضع حدًا للمظالم لولا تراخيه وتخاذله؟ لذا لبس درعه وصقل سيفه واتخذ خليلة له كي يهديها انتصاراته الساحقة المرتقبة، ولم يتبقَّ له سوى شيء واحد ألا وهو اختيار مرافق مخلص له؛ وسرعان ما وجد ضالته لهذه المهمة هو سانشو الفلاح الساذج البسيط الذي وافق أن يكون تابعًا له على أن يجعله حاكمًا لإحدى الجزر التي سيحررها في مغامراته، وكان سانشو ضخم الجثة قصير القامة بعكس صاحبنا البطل المغوار، وهنا تأتي أولى الأحداث في هذه الرحلة المثيرة التي لم تخلُ من مفارقات هزلية مضحكة وهو أنه شاهد فلاحًا يوسع غلامًا ضربًا مبرحًا فآلم دون كيشوت ذلك المنظر المفزع فصرخ في وجه الفلاح مزمجرًا بصوت غاضب: أيها الفارس المنزوع الضمير لا يليق بك أن تهاجم من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، اركب فرسك وخذ رمحك وسأريك أنَّ من الجبن أن يفعل المرء ما تفعله الآن، وعندئذ يستولي الرعب والفزع على هذا الفلاح وهو يشاهد منظر دون كيشوت ممتطيًا صهوة حصانه، لابسًا درعه وخوذة رأسه، وشاهرًا سيفه في وجهه، وتسري في جسده قشعريرة الموت، لكنه حاول أن يتمالك نفسه فأخذ يستعطف الفارس بكلمات رقيقة ودودة قائلاً: "سيدي الفارس هذا الصبي الذي تراني أعاقبه إنما هو خادمي الذي يحرس قطيع الغنم؛ لكنه مهمل إلى حد أنه في كل يوم تُفقَد واحدة منها، لذا أعاقبه على كسله؛ بل لعلي أعاقبه وهو يدعي أني أفعل هذا عن لؤم وخسة لكيلا أدفع له ما عليّ من أجر"، وهنا اشتط غضب دون كيشوت وأخذ يزمجر بصوت أشد من ذي قبل قائلاً للفلاح: "لا أدري ما الذي يمنعني من أن أولج رمحي في جسدك فيخترقه من الجانبين، ادفع له في الحال ودون أن تنبس ببنت شفة، وإلا أقسم بالله أن أقضي عليك قضاءً مبرمًا في التو"، وما إن سمع الفلاح هذا التهديد والوعيد حتى سارع بفك الصبي متعهدًا بدفع أجوره كاملة غير منقوصة عدًا ونقدًا. وعندما اطمأن دون كيشوت على مصير الفتى مضى في استكمال رحلته مزهوًا بانتصاره الأول الذي حققه لتوه وقد استخفه الطرب حين رأى أن تنفيذ مشروعه العظيم قد بدأ يتحقق بهذه السهولة. كانت هذه أولى الحوادث التي صادفت دون كيشوت في طريقه المليء بالأهوال والأحداث.

ثم تجئ بعد ذلك معركة الأغنام الشهيرة فلا يكاد دون كيشوت يبصر غبار قطيع من الاغنام يملأ الجو حتى خُـيَّـل إليه أنه زحْف جيش جرار فيندفع بجواده ليخوض المعركة التي أتاحها له القدر ليثبت فيها شجاعته وإقدامه ويخلد اسمه، بيد أن المعركة انجلت عن قتل عدد من الاغنام وعن سقوط دون كيشوت نفسه تحت وابل من أحجار الرعاة ليفقد فيها بعض أسنانه. وعلى هذا المنوال وهو يسير في طريقه صادف الكثير من الحوادث والقصص من هذا النوع، إلا أن أشهرها وأكثرها طرافةً كانت صراعه مع طواحين الهواء التي توهَّم (حيث لم يكن شاهد مثلها من قبل!) أنها شياطين لها أذرع هائلة تقوم بزرع الفتن ونشر الشر في العالم، قام دون كيشوت بمهاجمة طواحين الهواء فغرس فيها رمحه غير مصغٍ الى صراخ تابعه وتحذيره لكنه علق بها فرفعته إلى الهواء عاليًا ثم طوّحت به أرضًا حيث رُضّت عظامه وتهشمت أعضاؤه، وعلى هذه الحال ما يكاد دون كيشوت يفلت من خطر إلا ويقع في آخر.

وفي هذا الخضم من الأحداث لم يسلم سانشو التابع المسكين من نزوات سيده المغرور التي أوقعته غير مرة في الأذى، فرغم كونه شخصًا مسالمًا وبسيطًا يتوخى دائمًا الابتعاد عن المشاكل؛ بيد أن هذا لم يكن كافيًا لتجنيبه المخاطر التي يقحمه بها سبده الأهوج؛ إذ أنه لما كان هذا الأخير فارسًا نبيلاً فإنه لم يكن باستطاعته إلا مواجهة نظرائه من الفرسان، تاركاً لسانشو عشرات المهمات الصغيرة التي خلفت في وجهه وجسده عشرات الضربات واللكمات والكدمات. وفي نهاية المطاف يُقعِد المرض دون كيشوت على فراشه لسبعة أيام وليال متتابعة، فيأتي الطبيب ليعاينه فيجد أن لا أمل في شفائه، وفي إحدى تلك الليالي يستفيق دون كيشوت من جنونه ويعود إلى رشده آخذًا في ذم الفروسية؛ إذ يقول "لقد كنتُ مجنونًا والآن عاد إليَّ رشدي وأصبحتُ عاقلاً.

لقد أراد سرفانتس من خلال نصه الروائي كما ذكر في مستهلّ روايته: "تحطيم خيالات مظاهر الفروسية التي اندثرت واندرست وعلاها غبار النسيان ولم تعد توجد في مجتمع النخبة أو بين أوساط الناس البسيطة"، إلا أننا إذا أمْعَـنَّا النظر في النص فإننا سنجده - كما يقول الدكتور الطيب بوعزة وهو باحث أكاديمي من المغرب: "مغامرات دون كيشوت تعتبر متنًا ساخرًا من كل شيء من الفروسية الزائفة ومن الأديرة وطقوسها ومن محاكم التفتيش ودمويتها الوحشية؛ إنه متن نقدي يتوسل مختلف طرائق السخرية اللاذعة لتسفيه الواقع برمته في حقبة مظلمة مرت بها القارة الأوروبية". كما يقول عبد الرحمن بدوي أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين: "إن روائع الأدب العالمي أربع هي الإلياذة لهوميروس، والكوميديا الإلهية لدانتي، ودون كيشوت لسرفانتس، وفاوست لجوته"، وفي واقع الحال فإن بدوي لم يخطئ في وضع دون كيشوت ضمن مصاف روائع الأدب العالمي؛ حيث تثبت الرواية بعد أربعة قرون من إنتاجها أنها لا تزال غنية وثرية، وقادرة على الانفتاح أمام تأويلات عصرية وراهنة، وليس أدل على ذلك من حرص النقاد والفلاسفة والمؤرخين على دراستها حتى يومنا هذا حيث استطاعت رواية سرفانتس أن تجد لنفسها موطئ قدم في التراث الإنساني برمته، ولم يقتصر تأثيرها على مجرد النقل والترجمة إلى معظم اللغات الإنسانية فحسب؛ بل باتت شخصية رمزية تشير إلى نمط من التفكير والأسلوب الحياتي المُعَاش، وقد استوحت منها الثقافات المختلفة رموزًا وأفكارًا لا تحصى، وقامت بتضمينها  في تراثها الفكري والأدبي والفلسفي. ويرجع هذا الحضور الكثيف لهذه الشخصية لما تمثله من أسلوب ونمط في الرؤية إلى العالم، فكل إنسان مهما بلغت عقلانيته وموضوعيته في التعاطي مع الواقع؛ فإنه يظل يحلم بعالم موازٍ مثالي تتطابق فيه تصوراته ورؤاه وأحلامه الذاتية مع العالم الخارجي وهو ما دأب دون كيشوت على تقمصه وفعله. وأخيرًا، لعل ثمة دروس يمكن أن تُستقى وتُستخلص من أحداث هذه الرواية، ومنها أننا قد يكون لنا أحلام وتصورات خيالية ولكن من الضروري أن نكون واقعيين وعقلانيين في تقييم الواقع ومواجهة التحديات وأن نكون على إحاطة وتفهُّمٍ بالحقائق ومجريات الأمور. أيضًا علينا أن نستخدم قدراتنا الذاتية وملكاتنا العقلية وأن نفكر بعمق ودراية قبل اتخاذ أيِّ إجراء لنعرف مدى نتائجه وتبعاته، فعلى الرغم من أن دون كيشوت كان طموحًا ومستعدًا لمحاربة الظلم والشر والفساد، إلا أنه لم يكن حكيمًا في تقييم المواقف وتحليلها بشكل صريح وصحيح. علينا أيضًا أن نستخدم المرونة والتكيف في حياتنا وأن نكون على استعداد لتغيير وجهات نظرنا وتصوراتنا عندما نواجه مواقف جديدة وحقائق غير مألوفة، دون كيشوت كان مصرًا على رؤية طواحين الهواء على أنها عمالقة شريرة ولكنه يدرك في نهاية المطاف أنه كان مخطئًا وأنه لم يكن يحارب سوى طواحين عادية وليس عمالقة شريرة، وهذا يعكس عدم القدرة على الإيمان بالمشهد والتكيف مع الواقع رغم الأدلة المتاحة أمامه. أيضًا التعلم من الهزائم والأخطاء والفشل وأنها جزء لا يتجزأ من حياتنا وأن علينا أن نتقبلها برحابة صدر لنتعلم منها دروسًا ونستقي منها عبرًا، فبالرغم من فشل دون كيشوت في معركته مع طواحين الهواء إلا أنَّ بإمكانه أن يرى في ذلك فرصة لتعزيز الوعي وتنمية الشخصية والتخلص من التصور الخيالي والواقع المشوه الذي يعيشه في عقله وأن يحافظ على توازن صحي بين الخيال والعقلانية وبين الحلم والواقع وهذا هو المبدأ الذي يجب أن يسود.


عدد القراء: 740

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-