الفايكنغ والإسلام: تاريخ منسيّ يوثقه معجم الفردوس (2)الباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2015-08-23 18:11:21

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

عودًا على بدء واستكمالاً لهذا البحث الشيّق الممتع:

فإن التأثير العربي الإسلامي على شعوب الفايكنغ الرُحّل في شمال أوروبا الممتدة من بلاد الروس إلى إيرلنده وإلى ما وراء البحار (ومن ثم استقرارهم في البلاد الإسكندنافية)، لهو تأثير كبير الأهمية والخطر، عميق الجذور والأثر، بعيد الرؤية والنظر. كما أن الفايكنغ أنفسهم تركوا آثارهم في جميع لغات البلاد الأوروبية التي غزوها وأثروا فيها، ويُشار لها بـ (الـنرويجية القديمة – أو لغة الفايكنغ) Old Norse ومنها يـُشتق الكثير من مفردات اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية القديمة والحديثة. أي أن الكثير من شعوب الفايكنغ كانوا وسطًا لغويًّا بين العالم الإسلامي وعالم الغرب الأوروبي.

رسالة أحمد بن فضلان: سفارة العباسيين لشعوب الفايكنغ والدعوة للإسلام

رغم مرور الزمان، تبقى رحلة أحمد بن فضلان البغدادي إلى ضفاف نهر الفولغا ورسالته في توصيف شعوب الفايكنغ أروع مغامرة فريدة من نوعها في التاريخ البشري، وأول توثيق أكاديمي لطبائع الفايكنغ (تُدرّس اليوم في جامعات العالم)، بل وأول سفارة إسلامية للعباسيين في الشمال الأوروبي البعيد، تلبية لطلب ملك الفايكنغ (أو ملك البغار) نفسه آنذاك "ألموش بن يلطوار" لنشر الدعوة الإسلامية وشرح مبادئ الدين الحنيف للفايكنغ، ولبناء الجامع المركزي هناك كقلعة حصينة للاحتماء بها من الأعداء وليُطلّ ملك الفايكنغ من محراب الجامع الكبير هذا على شعبه، ولتوثيق عرى التحالف الإسلامي بين العباسيين وشعوب الفايكنغ ضد الروس الخزار والذي اعتنق مليكهم الديانة اليهودية (هذه هي المطالب الثلاثة لملك الفايكنغ البلغاري لخليفة المسلمين آنذاك). فتشكلت هذه البعثة الرسمية استجابة من الخليفة العباسي المقتدر بالله (تولى الحكم من 908- 932 م ) لطلب ملك البلغار لإرسال هذه السفارة إلى مملكة شعب الفايكنغ في بلاد البلغار.

بالمناسبة، فإن اسم روسيا الحالية هو تسمية عربية ذكرها ابن فضلان في رسالته (أنظر تحت).

ابتدأت هذه الرحلة التاريخية المباركة يوم الخميس 21 حزيران/يونيو عام 921 ميلادي (يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر 309 هجري) من مدينة السلام بغداد عاصمة العالم الإسلامي آنذاك (عاصمة الخلافة والحضارة الإسلامية آنذاك حين كانت أوروبا الغرب تغطّ في نوم عميق وتتخبط في دياجير العصور المظلمة). 

قافلةٌ كبيرة تضم خمسة آلاف رجل مصحوبين بثلاثة آلاف دابة محملة بالهدايا والأمتعة والمال الوفير انطلقت من بغداد. وعلى رأس هذه القافلة بعثة رسمية ترأسها سوسن الروسي، وتكين التركي، وبارس الصقلبي (من الفايكنغ )، ورأسها الأكبر الفقيه: أحمد بن فضلان البغدادي. انطلقت قافلة بعثة الخليفة المقتدر بالله العباسي من العراق إلى إيران ثم آسيا الوسطى حتى وصلت إلى بلاد البلغار أو الصقالبة على نهر الفولغا في الأراضي الروسية الحالية  يوم الأحد 12 أيار/مايو عام 922 ميلادي، بعد مسيرة أحد عشر شهرًا.

ترك لنا ابن فضلان تقريرًا في رسالة صغيرة حول أحداث الرحلة كتبها عام 924 ضمنها مشاهداته وانطباعاته. ومن أهم ما سجّل أسماء الأمم والشعوب التي مرت بها البعثة ومعتقداتهم وتقاليدهم وعاداتهم وأسلوب حياتهم، لذلك أعدّها االباحثون وثيقة مهمة في علمي الاجتماع والأساطير لسكان المناطق التي مرت بها البعثة في القرن العاشر.

ولعل أهم مصادر توثيق مخطوطة ابن فضلان، نجدها في مواضع مطولة أوردها ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) الذي أنجزه بعد ثلاثة قرون من الرحلة نقلاً عن نسخة أصلية للرسالة لم تصل إلينا.

وفي عام 1817م عثر على جزء من مخطوطة ابن فضلان في روسيا ونشرتها أكاديمية سان بطرسبورغ باللغة الألمانية عام 1923 م. وفي عام 1924م عثر مهاجر روسي من جمهورية بشكيريا الحالية، متخصص في الدراسات التركية والفلسفة يدعى أحمد زاكي أحمد شاهوفيتش واليدوف على أهم نسخة متكاملة لرسالة ابن فضلان في المكتبة الملحقة بضريح الإمام علي بن موسى الرضا بمدينة مشهد الإيرانية. وفي العام نفسه نُشرت في موسكو مقالة باللغة الروسية تعريفًا بها. 

أهدت الحكومة الإيرانية عام 1937م نسخة من مخطوطة مشهد للاتحاد السوفييتي. وفي عام 1939م ترجمت وحققت تحت إشراف وتعليق الأكاديمي الجغرافي الروسي الشهير إغناتي يوليانوفيتش كراتشكوفسكي.

ولدقة وأمانة رسالة أحمد بن فضلان بما يتفق مع المصادر الأجنبية في وصفه لشعوب الفايكنغ، اكتفي الباحثون الإسكندنافيون برسالة أحمد بن فضلان توثيقًا لتوصيف أسلافهم الفايكنغ، وطبعت الرسالة عام 1951 م في مختلف اللغات الإسكندنافية (وقد كان أكثرهم إحتفاءً بها البروفيسور النرويجي: بير فراوس ـ دولوس).

وقام المجمع العلمي العربي في دمشق (سوريا) بطبع رسالة أحمد بن فضلان، وقام الدكتور سامي الدهان بتحقيقها بدقة متناهية وسرد رائع ومقارنتها بما جاء في المصادر الأخرى (كمعجم البلدان لياقوت الحموي) والرسالة موجودة يمكن تنزيلها من شبكة الإنترنت البينية مجانًا كـ PDF فايل مباشرة من البحث في غوغل (رسالة أحمد بن فضلان).

واعتمادًا على توليف خط سير الرحلة من كافة النسخ التي تكون منها الشكل الأخير لرسالة ابن فضلان يكون خط السير كالتالي، (وهو الذي اعتمده الدكتور حيدر غيبة في الطبعة العربية الأخرى للرسالة):

1 ـ بلاد العجم والترك

2 ـ بلاد الصقالبة

3 ـ الروسية

4 ـ الاسكندنافية

5 ـ بلاد الخرز

وهذه الطبعة، تضمنت الجزء الخاص بزيارة ابن فضلان لاسكندنافيا، التي خلت منها الطبعة الأولى التي حققها الدكتور سامي الدهان ( رغم أن هذا الجزء يعادل في حجمه ثلثي صفحات الرسالة تقريبًا).

وقام الروائي والسينمائي الأمريكي مايكل كريجتون بنسج رواية خيالية عام 1976 م بعنوان (أكلة الأموات) Eaters of the Dead by Michael Crichton مدعيًا أنها تحوي النص الكامل لرسالة ابن فضلان زورًا وبهتانًا ليفرغ رحلة هذه الدعوة الإسلامية والسفارة العباسية الفريدة من مضمونها، ويحرّف مضمون الرسالة والرحلة، بل ويحوّل مسار الرحلة من  ضفاف نهر الفولغا إلى الدول الاسكندنافية وتحديدًا السويد الحالية. وفي عام 1999 م أُنتج شريط سينمائي كبير حول الرواية حمل اسم "المحارب الثالث عشر" لـ أنتونيو بنديرا.

حاول بعض الفنانين تجسيد مغامرة ابن فضلان عبر لوحات فنية منها اللوحة التي رسمها الفنان الروسي/ هنري سميراديسكي/ مستلهمًا موضوعها من وصف مخطوطة ابن فضلان عادات الدفن الروسية القديمة كما شاهدها ابن فضلان. اللوحة موجودة حاليًا في متحف مدينة سان بطرسبورغ ومسجلٌ أسفلها اسم الرحالة الكبير. 

وتـُري رسالة ابن فضلان تشابه العادات بين بعض شعوب الفايكنغ وبين الهندوس من حيث إحراق جثث الأموات مع جواريهم! وأيضًا اندهاش ابن فضلان للتحرر الجنسي لدى الفايكنغ والذي أثار ضحك القوم عليه.

وفي رسالته، يصف أحمد ابن فضلان  كثرة التفاح الأخضر عندهم (أقول وما زال عندهم بكثرة إلى اليوم، بل وسوّقوه تجاريًا على أنه تفاح الصحة) ، كما ويصف ابن فضلان كيف يغتسل الرجال والنساء عـُراة دون أن يزني أحدهم بالآخر (أقول وما زال التعرّي شائعًا من ذلك الحين في الدول الإسكندنافية وفي الغرب في الكثير من سواحل السباحة والسياحة، بل وحتى لباس اسكوتلندا الرجالي التقليدي يكون بشكل تنـّورة رجالية دون أي لباس داخلي).

دلائل إسلام الفايكنغ من رسالة أحمد ابن فضلان:

 لكن أروع ما في رسالة أحمد ابن فضلان هو توثيقه لحبّ الفايكنغ للإسلام ولدولة الإسلام ولخليفة المسلمين.

وهنا أجتزأ فقرات مهمات من رسالة أحمد بن فضلان للاستشهاد والاستدلال على ذلك (انظر أدناه):

«فلما كنا من ملك الصقالبة وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة، وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يده وإخوته وأولاده، فاستقبلونا ومعهم الخبز واللحم والجاروس وساروا معنا.

«فلما صرنا منه على فرسخين تلقانا هو بنفسه، فلما رآنا نزل علينا، ونصب لنا قبابًا فنزلناها».

فلما كنا يوم الخميس واجتمعوا نشرنا المطردين اللذين كانا معنا، وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه، وألبسنا السواد وعممناه، وأخرجت كتاب الخليفة. وقلت له:«لا يجوز أن نجلس والكتاب يقرأ» فقام على قدميه هو ومن حضر من وجوه أهل مملكته، وهو رجل بدين بطين جدًّا.

وبدأت فقرأت صدر الكتاب. فلما بلغت منه:«سلام عليك فإني أحمد الله إليك الله الذي لا إله إلا هو». قلت: «رد على أمير المؤمنين السلام» فردَّ، وردوا جميعًا بأٍرهم، ولم يزل الترجمان يترجم لنا حرفًا حرفًا. فلم استتممنا قراءته كبروا تكبيرة ارتجت لها الأرض».

«فكان بعد هذا القول يؤثرني ويقربني، ويباعد أصحابي، ويسميني «أبا بكر الصديق»».

«وسألته يومًا فقلت له: «مملتك واسعة، وأموالك جمّة وخراجك كثير، فلم سألت السلطان أن يبني حصنًا بمال من عنده لا مقدار له»؟ فقال: «رأيت دولة الإسلام مقبلة، وأموالهم يؤخذ من حلّها، فالتمست ذلك لهذه العلة، ولو أني أردت أن أبني حصنًا من أموالي من فضة أو ذهب لما تعذّر ذلك عليّ. وإنما تبركت بمال أمير المؤمنين، فسألته ذلك».

«وقد كان يخطب له على منبره قبل قدومي: «اللهم وأصلح الملك بلطوار ملك البلغار». فقلت: أنا له: إن الله هو الملك، ولا يُسمى على المنبر بهذا الاسم غيره - جل وعز! - وهذا مولاك أمير المؤمنين قد رضي لنفسه أن يُقال على منابره في الشرق والغرب: اللهم أصلح عبدك وخليفتك جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين. وكذا كان قبله من آبائه الخلفاء».

«فقال لي: فكيف يجوز أن يخطب لي؟ قلت: باسمك واسم أبيك، قال: إنّ أبي كان كافرًا ولا أحب أن أذكر اسمه على المنبر، وأنا أيضًا فما أحب أن يذكر اسمي، إذ كان الذي سماني (به) كافرًا. ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين؟ فقلت: جعفر، فقال: يجوز أن أتسمى باسمه؟ فقلت نعم.

فقال: قد جعلت اسمي جعفرًا، واسم أبي عبد الله  فتقدم إلى الخطيب بذلك ففعلت.

فكان يخطب له: اللهم وأصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين».

أقول:

ورغم بأس وشجاعة الفايكنغ وبطولة مليكهم وكثرة أعداد أتباعه المقاتلين، إلاّ أنهم كانوا يكنّون للإسلام ولخليفة المسلمين كلَّ هيبة ورهبة وتوقير وتقدير (انظر تحت): 

«فقال للترجمان: قل له: تعلم أن الخليفة - أطال الله بقاءه -لو بعث إليّ جيشًا كان يقدر علي؟ قلت: لا. قال: فأمير خرسان؟ قلت: لا. قال: أليس لبعد المسافة وكثرة من بيننا من قبائل الكفار؟ قلت: بلى، قال: قل له: فوالله إني لبمكاني البعيد الذي تراني فيه، وإني لخائف من مولاي أمير المؤمنين، وذلك أني أخاف أن يبلغه عني شيء يكرهه فيدعون عليّ فأهلك بمكاني، وهو في مملكته، وبيني وبينه البلدان الشاسعة. وأنتم تأكلون خبزه وتلبسون ثيابه وترونه في ورأينا فيهم أهل بيت يكونون خمسة آلاف نفس من امرأة ورجل قد أسلموا كلهم، يعرفون بالبرنجار، وقد بنوا لهم مسجدًا من خشب يصلون فيه، ولا يعرفون القراءة، فعملت جماعة ما يصلون به. ولقد أسلم على يدي رجل يقال له (طالوت) فأسميته عبد الله فقال: أريد أن تسمني باسمك محمدًا. وعلّمته: (الحمد لله) و(قل هو الله أحد) فكان فرحه بهاتين السورتين أكثر من فرحه إن صار ملك الصقالبة».

أقول: وبالمقارنة يصف أحمد بن فضلان فايكنغ الروس غير المسلمين على أنهم أقذر خلق الله:

«وهم أقذر خلق الله لا يستنجون من غائط ولا بول، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يغسلون أيديهم من الطعام،بل هم كالحمير الضّالة،يجيئون من بلدهم فيرسون سفنهم بإتل، وهو (نهر) كبير، ويبنون على شطّه بيوتًا كبارًا من الخشب.

ويجتمع في البيت الواحد العشرة والعشرون والأقل والأكثر. ولكلّ واحد سرير يجلس عليه،ومعهم الجواري الرّوقة للتجار، فينكح الواحد جاريته، ورفيقه ينظر إليه. وربما اجتمعت الجماعة منهم على هذه الحال بعضهم بحذاء بعض. و(ربما) يدخل التاجر (عليهم) ليشتري من بعضهم جارية فيصادفه ينكحها فلا يزول عنها حتى يقضي إربه».

«ولا بد لهم في كل يوم من غسل وجوههم ورؤوسهم بأقذر ماء يكون وأطفسه. وذلك أن الجارية توافي كل يوم بالغداة، ومعها قصعة كبيرة فيها ماء، فتدفعها إلى مولاها فيغسل فيها يديه ووجهه، (وشعر رأسه فيغسله) ويسرحه بالمشط في القصعة، ثم يتمخط ويبصق فيها، ولا (يدع شيئًا من القذَر إلا فعله) في ذلك الماء. فإذا فرغ مما يحتاج إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي إلى جانبه ففعل مثل ما فعل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت. وكل منهم يتمخط ويبصق (فيها) ويغسل وجهه وشعره فيها». 

أقول:

والحقيقة أن توصيف ابن فضلان لطبائع الفايكنغ يتفق تمامًا مع حفريات علم الآثار، لا مع الخيال الجامح المُختلق لصُنـّاع وروّاد السينما الحديثة، ولا مع بعض لوحات الفنانين المرسومة دون سند علمي.

فمثلاً تصوير محاربي الفايكنغ بخوَذٍ  ذات قرون (للمبالغة في توحشهم) لم تتفق معه الحفريات الحديثة (أنظر الصورتين أدناه للخوذات الحقيقية للفايكنغ وبدون قرون والتي وُجدت في قبورهم مع نقوشهم عليها Runic inscriptions):

أقول: ومراسيم شراء وبيع الجاريات والرقيق بميزان النقود الإسلامية كانت تجري في السوق بألبستهم المحتشمة، لا كما تصورهن بعض اللوحات عاريات (من اللباس تمامًا) بما لا يتفق مع أبسط قواعد الذوق الإنساني. الصورة أدناه مرسومة بسند الحفريات حيث نرى البائع والمشتري من الفايكنغ يقدرون السعر بالميزان لجاريتين ولعبدين (مُطأطئين رؤوسهم):

وبرغم انتهاء عصر الفايكنغ (تقريبًا من 800 –  1050م)، فإن من الفايكنغ من ذاب في العالم الإسلامي سكنًا ومصاهرةً وحياةً ومماتًا، ومنهم من تبع من تنصر من ملوكهم (عـنوة وتضييقًا) في الدول الإسكندنافية والشمال الألماني، ومن الفايكنغ من استقلّ في (مستعمرة النورماندي) الشهيرة التي استقطعوها من فرنسا بعد غزواتهم واستعمارهم لها.

والحقيقة إن النورمانديين هم الامتداد الطبيعي بعد انتهاء عصر الفايكنغ. ولذلك يُعدّ الغزو النورماندي لإنجلترا عام 1066م آخر غزو للفايكنغ، بل والنهاية الرسمية الفعلية لعصرهم تحديدًا.

ولعل من أكثر ملوك أوروبا المتعاطفين مع الإسلام والمسلمين، والذين يُعدّون "حلقات وصل" بين الشرق والغرب في البحوث الأكاديمية التاريخية هم الملوك النورمان الثلاثة الذين تجري في عروقهم دماء أجدادهم الفايكنغ المسلمين:

1. الملك روجار الثاني (سلطان صقلية-هكذا يُسمى سلطان وليس ملك صقلية)،

2. الملك فريدريك الثاني (إمبراطور روما الألماني)،

3. الملك ألفونسو الحكيم (في اسبانيا).

The 3 KINGS (with Norman blood):

- King  Roger II (Sicily Sultan)

-King  Friedrich II (Germany: Holy Roman Emperor

- King  Alfonso the Wise (Spain)

دليل القبور: أموات الفايكنغ مدفونون نحو القبلة لعل حرق الأموات كعادة جاهلية قبل الاحتكاك بالإسلام غير مُجمعٍٍ عليها بين جميع الفايكنغ، وهذا ما تشير إليه قبور الفايكنغ العديدة، ومن ثم دفن المسكوكات والنقود الإسلامية معهم للتبرك بها، ثم حب شعوب الفايكنغ الصقالبة الجامح للإسلام والتطبع بطباعه والالتزام بأوامره ونواهيه (كما رأينا).

ولعل سفارة الفقيه أحمد بن فضلان البغدادي لبلاد الفايكنغ والبلغار تشكل معلمًا تاريخيًّا قام الفايكنغ بعده بدفن أمواتهم بالقبور عملاً بالإسلام بعد استشارة ابن فضلان وكما تدل عليه الحفريات الحديثة. 

لكن المعلومة اللطيفة التي جاءتني عبر صديق عراقي كان يقطن في السويد لردحٍ من الزمان (والآن مقيم في مانشستر - الأخ عبد الله المختار) والتي يؤكد فيها أن الكثير من الأموات في مقابر الفايكنغ في السـويد قد وُجـِدوا مدفونين باتجاه واحد: 

الاتجاه نحو القبلة !!!

وهذا يدلل بوضوح إسلامهم في الحياة وبعد الممات، تمامًا كما يفعل المسلمون بأمواتهم.

أسماء بعض المُـدُن الإسكندنافية:

ابتداءً، فإن اسم روسيا الحالية هو تسمية عربية ذكرها أحمد بن فضلان في رسالته، والاسم منسوب إلى اسم قبيلة من قبائل الفايكنغ (كيفان روس Kievan Rus – حكم ووسع مملكته بين (882 -  912م) ومنه اُشتق اسم: روسيا وبلاروسيا وكييف، ووصل حكم مملكته لذلك فاسم روسيا (الدولة الحالية) يكتب في اللغات الاسكندنافية الآن (روسلاند) أي بلاد (آل روس) نسبة إلى تلك القبيلة الفايكنغية. ولأن هؤلاء الفايكنغ من آل روس كانوا يتنقلون من مكان لآخر بتجديف القوارب الخفيفة التي يحملونها على أكتافهم برًّا ما بين الأنهار والبحيرات، فإن الكلمة الإنجليزية rowing the boat أي تجدف القارب مشتقة من row من روس. وقد حمت قبيلة آل روس المنطقة ضد الخزار الذين اعتنق مليكهم الديانة اليهودية، بينما اعتنق فلاديمير العظيم(م Vladimir the Great (980 – 1015) الديانة المسيحية. لاحظ أن اسم فلادمير هو اسم عربي أيضًا (أنظر تحت).

كما أن تخريج الكلمة الإنجليزية:  وَيّ (ًWay) أي طريق إنما يُشتقّ أصلاً من (Waj) والذي بدوره يتسلسل من أصل الفايكنغ النرويجي القديم ﭭـاج (Vaj) حيث تخفف الحروف طبقًا للناطقين بها، وهو بالحقيقة من أصل عربي (فج)، كما في قول الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) سورة الحج:27.

وكلمة الفايكنغ بالنرويجية القديمة للقرية أو البلدة الصغيرة هي:  كارور (Garoar) وواضح أنها من الكلمة العربية (قريه) خصوصًا إذًا لم يُلفظ الحرف الأخير من الكلمة (كاروه).

ثم إن المقاطع اللاحقة في تسمية المدن الإسـكندنافـية عرية الأصل:

1. لانـد (-land) هي أصلاً من العربية (بلاد) لكن تخفف الحروف أو تحذف أو تقلب بعضها وفقًا للسان للناطقين بها. كما في كلمات المدن (Serkland-  Gotland-  Jutland-  Zealand ) والكلمة الأخيرة هي: سيركلاند (Serkland) مركبة من لفظتين عربيتين أي شرق-لاند  أي بلاد الشرق ويقصد بها بغداد أو أرض الشرقيين وعاصمتهم الكبرى.

2. حام (-ham) هي أصلاً من العربية (حمى أو حومة) كما في كلمات المدن:

(Nottingham -  Gillingham - Birmingham) وتعني اسم رأس القبيلة وقائدها من الفايكنغ الذي حلّ مع قبيلته في ذلك المكان فيُسمى باسمه أي:  حمى نوتنغ،  حمى جيلنغ، و حمى بيرمنغ.

3. بيرك (-Berg أو -Burg) هي أصلاً من العربية بُرج أي حصن وتشير إلى المدينة المحصنة بأسوار تعلوها أبراج مراقبة كما في كلمات المدن (Hamburg -  Edinburgh) وتعني أدنبره أو أدنبيرك: مدينة أدن أي مدينة عدن المحصنة بالأبراج (لجمالها وكثرة المياه حولها)، ومدينة هامبيرك الألمانية تعني: مدينة الحمى أو الحومة المحصنة (لأنها كانت كالبيت الأم للألمان).

وهكذا المدن الإسكندنافية مثلاًed   حيث تقدم البضائع التجارية أيام الفايكنغ فهي حدبهم، وهي هدفهم عند الرجوع  بسفنهم المحملة بالبضائع من البحر إلى هذه المستعمرة ومنها عبر النهر لمسافة قصيرة.

Birka في السويد  Sweden أي بَرَكة لأنها كانت مركز تجاري والمرفأ الآخر الذي ترسو فيه سفن الفايكنغ المحملة بالبضائع فهي مكان التمويل والبركة لهم بما تحمله من خيرات التجارة (واستبعد كون الاسم مشتقًّا من بُركة لكثرة المياه فيه أو لكثرة شجر البركة Birch ).

Saedding في الدنمارك قد تعني سعيدة أو المدينة السعيدة (لعله اقتداء ببغداد المسماة مدينة السلام. ومن ثم تحول اسم  القسطنطينية بعد فتحها من قبل السلطان محمد الفاتح إلى إسلام بول أو تحت الإسلام ثم تحولت لإستنبول، وسميت مدينة السعادة).

لكن اسم المدينة الإسكندنافية الألطف هو اسم مدينة Baekke في الدنمارك  Denmark أي مدينة (بكـّة) تبركًا باسم قبلة المسلمين: مكة المكرمة، وفيها مقابر الفايكنغ. 

واسم (بكة) جاء في القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى:

 (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) سورة  آل عمران: 96 .

وللاستزادة يرجى مراجعة الفصل الثاني من الجزء الأول ومراجعة الجزء الثاني من معجم الفردوس تحت أسماء الكلمات بحروفها الأولى. ومرجعية الكلمات الإنجليزية من أصولها النرويجية القديمة.

See ‘Paradise Dictionary’ for English words of Arabic origin via their Old Norse origin.

أسماءُ الفايكنغ

ابتداءً فإن اسم الفايكنغ بالإنجليزية (Viking) هو من أصل عربي (الفرنجيين ومفرده فرنجي) كما جاء اسمهم في كتابات الرحالة العرب والمسلمين  (Varangi – Varangian ) إذ كانوا يسمون الغربيين الأوروبيين بهذا الإسم (وصارصليبيو أوروبا يسمون لاحقاً بالـ فرنج او الفرنجة).

ومن فرنجي تحور الاسم الى فايكنغ (كما تؤكد ذلك معظم الكتب الأوروبية).

ثم أن الكثير من أسماء الفايكنغ هي تحوير لأسماء عربية الأصل، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

اسم هيلغا (Helga) هو أصلاً تحوير لاسم (هالة) ويحمل معنى القدسية.

وللاسم تحويرات أخرى (Helge, Helghi )، ومشتقات أخرى : أولغا Olga

ولعل الاسم يقابله بالإنجليزية إسم نظير: هيلين (Helen) بنفس المعنى من الهالة القدسية والنور.

والاسم بربارا (Barbara) هو الاسم المؤنث من الأصل العربي (بربريّ) أو برّانيّ أجنبي كما كان الإغريق يسمونهم بسبب لغتهم التي لا يفهمها الإغريق في الشمال الأفريقي.

ومشتقات هذا الاسم الأنثوي كثيرة، يُستخلص بحثًا من غوغل كما يلي:

DIMINUTIVES (تصغيرات الاسم): Babs, Barb, Barbie, Bobbi, Bobbie (English), Bärbel (German), Basia (Polish), Bara, Barica (Croatian

OTHER LANGUAGES (الاسم في لغات أخرى): Barbra (English), Borbála (Hungarian) Varvara (Bulgarian), Barbora, Bára (Czech), Varvara (Greek), Báirbre (Irish), Barbora (Lithuanian), Varvara (Macedonian), Bárbara (Portuguese), Varvara, Varya (Russian), Barabal (Scottish), Barbora (Slovak), Bárbara (Spanish), Barbro (Swedish)

ويقابله الإسم الذكري برباروس (Barbaros).

لكن هذا الاسم الذكري يختلف عن اسم برباروسـا (Barbarossa) الذي يعني بالإيطالي (Barb-rosa أو  Red-Beard أي ذو اللحية الحمراء وكان يُسمى بها : خير الدين برباروسا، أدميرال البحرية العثمانية الذي دوّخ أوروبا وهيمن على البحر الأبيض المتوسط وحوّله إلى بحيرة إسلامية أيام السلطان العظيم سليمان القانوني- رحمه الله).

والاسم هَيجن (Hagen) هو إسم ذكوري إسكندنافيّ مشهور وهو من أصل إسلامي: خاقان أو خان ، بمعنى الحامي القوي والملجأ العظيم (strong defender). ولشهرة الاسم فله اشتقاقات وأشكال أخرى:

Variants of the name Hagen (الأشكال الأخرى للاسم هَيجن):

Hagan  (Irish, Gaelic): Hakon (German).  Hagan is also a variant of Haven (Old English). 

Hagan has 2 variants: Haggan and Hogan.

Hagan has 7 more different forms: Haaken, Haakin, Haakon, Hacon, Hakan, Hako and Havin.

كما أن اسم فلاديمير (Vladimir) هو اسم مشهور بين فايكنغ الروس، وهو من أصل عربي:

(بلاد - أمير)  أي أمير البلاد على الأرجح، أو أنه يعني (فولاذ – أمير) أي الإمير الفولاذي أو الحديديّ.

وللاستزادة يرجى مراجعة الفصل الثاني من الجزء الأول ومراجعة الجزء الثاني من معجم الفردوس تحت أسماء الكلمات بحروفها الأولى. ومرجعية الكلمات الإنجليزية من أصولها النرويجية القديمة.

See ‘Paradise Dictionary’ for English words of Arabic origin via their Old Norse origin.

مفردات أسكندنافية

تعجّ لغة الفايكنغ الإسكندنافية النرويجية القديمة بالعديد من الكلمات العربية الأصول وعن طريقهم تغلغلت هذه الكلمات للغات الأوروبية وتسللت المفردات العربية عبر التلاقح الثقافي إلى اللغة الإنجليزية نفسها.

ويمكن تتبع هذه المفردات العربية وغيرها في التخريج اللغوي للكلمات الواردة في معجم الفردوس ذوات التأصيل العربي للمفردات النرويجية القديمة. على سبيل المثال لا الحصر:

للميت تحضيرات كثيرة لكي يرتقي للجنة، فإن الجنة تـُسمى عند الفايكنغ بـ (Valhalla)، وبالعربية (ولا- هلاّ - أي ولي صالة) أو صالة الأولياء أي دار الأولياء الصالحين أو ما يقابل عندنا الفردوس الأعلى.

وكلمة (Valkyrie) تعني (وال- كيري أو ولي – خيري) أو خير الأولياء الصالحين. وهو البطل المقاتل الذي تتخيره الآلهة للفردوس الأعلى Valhalla (انظر أعلاه).

بل إنّ (العشق) باللغة الإسكندنافية هو: الإسك (alska) ويعني الحبّ الشديد مثل اللغة العربية.

وكلمة (أو) تقابله بالإسكندنافية كلمة (ao) بالضبط مثل العربية.

 ولنـُنهي فصل الكلمات بإخراج الهواء من المخرج أي الفساء بالعربية من فسا، وبالضبط مثله بالإسكندنافية: فيسا (Fisa)!

جديد المعلومات في الاكتشافات الحديثة

اُكتُشِفت حديثًا قطعتان أو أثـران مُهمان  جدًّا، دارت حولهما دراسات أصيلة مستفيضة: منها بحوث علمية أكاديمية بالمجهر الإليكتروني والتحليل الكيمياوي، واخرى تاريخية آثارية عميقة. 

وقد نُشرت هذه المقالات وبالتفصيل في أمهات المجلات المُحكمة (انظر أدناه).

 

أولى هذه الدراسات الشيّقة:

دراسة جديدة تشير إلى أن (حلقة الخاتم) من القرن التاسع والتي وجدت في موقع للفايكنغ في السويد قد جاءت مباشرة من الحضارة الإسلامية. تتضمن الحلقة فصًّا من الزجاج الملون المحفور والمكتوب عليه بالنص العربي (لله) أي في سبيل الله.

وتشير كريستر أهلين من متحف التاريخ السويدي إلى أنه وبعد أكثر من قرن من الزمان من اكتشافه (في أواخر 1800م حتى الآن) في قبر امرأة من القرن التاسع في حفريات مدينة ومركز الفايكنغ التجاري في السويد المسمى (بركة – انظر تحت للتعليق على اسم المدينة بركة) ، فقد كشف خاتم الفضة هذا مع الفصّ المحفورة على أدلة اتصالات وثيقة بين عصر الفايكنج (الدول الاسكندنافية) والعالم الإسلامي. وأظهر عالم الفيزياء الحيوية سيباستيان ورملاندر من جامعة ستوكهولم توثيق البحث والتقصي تحت المجهر الإلكتروني الماسح كشف أن ما افترض كونه فصّ من أماثيست amethyst هو في الحقيقة زجاج ملون (مادة غريبة في ذلك الوقت).

نقش على فصّ الزجاج الملون بالخط الكوفي :  (لله) أي "في سبيل الله" أو "الله" في الكتابة العربية القديمة. 

بما يدلل بوضوح تصنيع هذا الخاتم من قبل صائغ الفضة العربية.

وهذا مما يدلل بوضوح وجود تجارة بينية وتداول للمواد والبضائع الزجاجية الجذابة بين الدول الاسكندنافية وبين مصر وبلاد ما بين النهرين في وقت مبكر قبل 3400 سنة. ومن ثمّ، فإن الدول الاسكندنافية التي تمخر عُـباب البحر بسفنها ربما هي التي ذهبت وحصلت على البضائع الزجاجية من تجار العالم الإسلامي في نفس هذا  الجزء من العالم بعد أكثر من 2000 سنة بدلاً من الانتظار لهذه القطع المرغوبة من البضائع الزجاجية للتحرك شمالاً إليها وهي في مكانها عبر شبكات التجارة والتجار آنذاك.

كما وتوثق النصوص القديمة لقاءات قد حدثت منذ حوالي 1000 سنة بين الدول الاسكندنافية وبين أعضاء من الحضارة الإسلامية التي امتدت من غرب آسيا إلى أراضي البحر الأبيض المتوسط (رغم ندرة الأدلة الأثرية).

وللمزيد يرجى مشاهدة معـرض مدينة سامراء في المتحف الإسلامي في برلين (شباط / فبراير 2013) تحت عـنوان: (سامراء مركز العالم)

لاحظ التصنيع العباسي للأواني الزجاجية والخزفية المتطور في القرن التاسع الميلادي (شاهد الرابطين أدناه):

 

https://m.youtube.com/watch?v=7UAfyR9kAxg

 

https://www.youtube.com/watch?v=uWIrY2VzRM0

 

ثاني هذه الدراسات الشيّقة:

تشير إلى خرزتين من الكوبالت- الزجاجي الأزرق (قد تكون خرز عقد)، وجدت في مقابر عمرها 3400 في الدنمارك، جاءت من مصر القديمة، ربما عبر طرق التجارة الأوروبية واسعة النطاق، وفقًا لبحث جديد صرح به أي. ميكلسن من المتحف الوطني في الدنمارك.

لقد ارتدت كبار شخصيات العصر البرونزي فيما يسمى اليوم بالـ (دنمارك)، ارتدت عقود الخرز الزجاجية ذوات الألوان الزاهية والمصنوعة في ورشات الفراعنة المصريين وورشات حكام بلاد الرافدين (العراق)، وفقًا لما يخلص إليه تحقيق جديد.

ربطت طرق التجارة مصر وبلاد الرافدين مع الدنمارك منذ 3400 سنة من الآن، وظلت هذه الطرق نشيطة حتى 3100 سنة من الآن وعلى أقل تقدير، كما يصرح بذلك عالم الآثار جانيت فاربرغ وزملائها من متحف ميزغارد Moesgaard في هوبجيرغ Højbjerg (في الدنمارك).

أظهرت التحاليل الكيميائية للخرز الزرقاء التي وجدت في المقابر الدانماركية للعصر البرونزي لتلك المدة أن الحلي قد صُنّعت وجاءت من ورش تصنيع زجاجية من مصر الفرعونية ومن حكام الهلال الخصيب، كما كتب ذلك الباحثون في مجلة العلوم الأثرية (بتاريخ 13 ديسمبر).

"هذا هو أول دليل على انتقال الزجاج المصري القديم خارج منطقة البحر الأبيض المتوسط"، كما تقول جانيت فاربرغ.

وتضيف فاربرغ: أما زجاجيات بلاد الرافدين فقد كانت معروفة بوصولها شمالاً وحتى فرنسا.

يشير التحليل الكيمياوي إلى أن بلاد الرافدين هي المصدر لهذه الخرزة الزجاجية، وتظهر مُرصّعةً بعيون من الزجاج الملون: الأصفر والأبيض. اُكتُشفت هذه الخرزة في قبر دنماركي يناهز عمره 3400 سنة.

التوثيق: أي مِيكِلسِن من المتحف الوطني للدنمارك.     Credit: A. Mikkelsen, National Museum of Denmark

الخلاصة:

تتظافر الأدلة جميعًا على عمق العلاقات التجارية والمعايشة والمصاهرة والأخوة الإسلامية بين العرب وبين شعوب الفايكنغ بعد انتشار الإسلام، بل ولعلاقات تجارية وحميمة تربط سكان الشمال الأوروبي بوادي الرافدين ومصر منذ القدم وقبل الإسلام. 

وتشير الأدلة وبقوة لإسلام قسم كبير من شعوب وممالك الفايكنغ، بل وانضمام وقتال قسم كبير من الفايكنغ ضمن وحدات الجيش العباسي في بغداد.

كما يشير البحث لتأثر الفايكنغ الكبير بالعالم الإسلامي وبلغة الإسلام: اللغة العربية، وتغلغل هذه المفردات العربية في لغة شعوب الفايكنغ (أي في النرويجية القديمة)، ومن

ثم تغلغل مفردات النرويجية القديمة في اللغات الأوروبية: كاللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية.

وكانت مرجعية (معجم الفردوس) من أهم المصادر التي تصدرت قائمة المراجع لهذا البحث الشيّق، بل وأهم المراجع التي مهّدت جديًّا لتعميق واستمرار هذا البحث الأصيل الممتع.

 

 

مصادر البحث:

 

1.معجم الفردوس ومغامرات اللغة العربية عبر التاريخ.

للاستاذ الدكتور مهند الفلوجي. طبعة العبيكان للبحوث والنشر.

 الجزء الأول، الفصل الثاني.

والجزء الثاني (بكماله)  عام 2012

2. مقالات البحث الحديثة:

 

أولاً:

https://www.sciencenews.org/article/ring-brings-ancient-viking-islamic-civilizations-closer-together

Ring brings ancient Viking, Islamic civilizations closer together

By Bruce Bower March 13, 2015

ثانياً:

Analysis and interpretation of a unique Arabic finger ring from the Viking Age town of Birka, Sweden

 

1.     Sebastian K.T.S. Wärmländer,

2.     Linda Wåhlander,

3.     Ragnar Saage,

4.     Khodadad Rezakhani,

5.     Saied A. Hamid Hassan , and

6. Michael Neiß

Article first published online: 23 FEB 2015

ثالثاً:

Egyptian News  Archaeology

Ancient Egyptian blue glass beads reached Scandinavia

Chemical analysis of Danish discoveries extends range of Bronze Age trade

By Bruce Bower  December 19, 2014

رابعاً:

Ancient Egyptian blue glass beads reached Scandinavia

Magazine issue: Vol. 187 No. 2, January 24, 2015, p. 8


عدد القراء: 17583

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-