التأثير العربي الإسلامي في الحضارة الغربيةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2018-10-11 19:13:16

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

الكلمات الإنجليزية المستعارة (المسلوبة أو المسروقة) من أصول عربية

 

اللغة هي وسط التواصل والتعبير الثقافي والحضاري للأمم. واللغة العربية هي اللغة الحيّة الأصل لأنها لغة آدم في الجنة كما أنها لغته في الأرض (بعد توبته) وهي كآدم لا أم لها ولا أب تمتد جذورها في لغات العالم أجمع، فمن الإجحاف ظنّ البعض أنها لغة آيلة للزوال أمام اللغة الإنجليزية في الوقت الذي ترتكز المفردات الإنجليزية أصلاً على بُنى تحتية infrastructures عربية الأصل. هذا المقال يُميط اللثام عن التأثير العربي الإسلامي في مفردات الحضارة الغربية. وتعد العربيّة حقًا أغنى لغة، بأكبر مخزون كلمات في العالم. فبينما يحتوي المعجم العربي على 20.302.912 كلمة كما وثقّها (الخليل بن أحمد في كتابه «العين»)؛ فإن عدد الكلمات الإنجليزية الراهنة جميعها تقع بين 400.000–600.000 كلمة في أكبر المعاجم الإنجليزية؛ لذا فالمفردات العربية هي أكثر 25 مرة من اللغة الإنجليزية!!!! وبالمقارنة، فإن أكبر المعاجم الفرنسية يحتوي على 150.000 كلمة فقط؛ وأكبر المعاجم الروسيّة يحتوي على مجرد 130.000 كلمة. ولما كانت اللغة الإنجليزية هي بوتقة انصهار اللغات الأوروبية، لذا فالتأثير العربي في الكلمات الإنجليزية يعني بالاستعاضة التأثير العربي في اللغات الأوروبية الغربية جميعها.

ولقد كان هذا ديدننا عند تأليف (معجم الفردوس) الذي كشف النقاب عن 3 آلاف جذر عربي لقرابة 25.000 كلمة إنجليزية، مما يجعل (معجم الفردوس) أول مشروع شامل من نوعه في العالم لتأصيل الكلمات الإنجليزية من اصولها العربية. يقع المعجم في 1600 صفحة في جزأين (كل جزء يحوي 800 صفحة) واستغرق تأليفه قرابة 24 سنة.1

أضواء على طرائق الاستعارة اللغوية وتسرّبها من الشرق إلى الغرب.

بالنظر إلى الأصل العربي في المعاجم اللغوية، فإن هناك مجموعتين كبيرتين للكلمات وهي:

1. كلمات مُصنّفة في المعجمات التقليدية

وُثِّق الأصل العربي لهذه الكلمات توثيقًا كاملاً في المعجمات الكبيرة، مثل: أكسفورد، شامبرز، ويبستر... وغيرها. هذه المجموعة تحوي قرابة 333 كلمة من دون جدال حول أصولها العربية. لكن هذه المجموعة تمثِّل فقط القمة من جبلِ الجليدٍ العائم؛ فالأصول العربية تعتمد كلها على معرفة اللغة العربية للكُتّاب، أو لأعضاء المَجْمَع اللغوي المسؤول عن إصدار ذلك المعجم. وهنا الأصل العربي الموثق يكون معترفًا به اعتياديًا على أنه الأصل الأساس أو الوحيد لهذه الكلمات الإنجليزية، حتى لو كانت الكلمة في رحلة ملتويةً عبر طرائق الفرنسية، واللاتينية أو الاغريقية (بمعنى أن العربية هنا هي الأصل الوحيد).

وخلافًا لحوض البحر المتوسط  النصراني (مثل: فرنسا واليونان وإيطاليا) فإن اتصال إنكلترا المباشر بالعالم العربي ضئيل نسبيًا؛ لذا فإنها استعارت كلمات عربية قليلة «من المصدر مباشرة». ولكن أكثر الاستعارة للكلمات كانت ثانوية عن طريق وسيط من الفرنسية أو اللاتينية؛ بمعنى أن هذه الكلمات عندما عبرت إلى الإنجليزية بعد زمنٍ استُوعِبت (أي: احتوتها الإنجليزية) صوتيًا (وأحيانًا إعرابًا) لا مرةً واحدةً بل مرتين..

فالكلمة الإنجليزية نتيجة لذلك غالبًا ما تكون مشابهةً للأصل العربي شبهًا طفيفًا، فالكلمة (Zenith زينيث) مشتقة من العربية «سمت الرأس»، و(Zero زيرو) من «صفر»، و(كذلك سايفر)، و(alibre  كاليبر) من «قالب»، و(carat كرات) من «قيراط»، و(algebra الجيبرا) من «الجبر» (أي: إعادة توحيد الكسور في حل المعادلات). والإسهام المختبري التقني العربي المهم كان «الإنبيق» (أي مِقْطَر) والـ (Alembic أليمبيك)، والخيميائي (كيميائي الكيمياء القديمة) وقام بها علماء العرب المسلمون بتقطير «الغول» (alcohol الكحول). فضلاً عن أدوات أخرى أيضًا مشتقة من كلمات عربية «جرة» (jar  جار)، و«غرّاف» (carafe كراف).

أحيانًا ينطق الإنجليز والأوروبيون الأسماء العربية الأصيلة بالتواءٍ شديد لدرجة لا يمكن معها تمييز الكلمة الأصلية من لفظهم، فمثلاً: يلفظون «القاهرة» (Cairo كايرو)، و«دمشق» (Damascus داماسكوس)، و«دجلة» (Tigris تايجريس)، و«فرات» (Euphrates يوفراتيس)، و«دهلي» (Delhi دلهي) (ومن مدينة دهلي جاء الشيخ شاه ولي الله الدهلوي)، و«مومبي» (Bombay بومبي). ثم إنهم يلوون أسماء الأعلام فمثلاً: «يعقوب» ينطقونه (James جيمس، أو Santiago سانت ياجو، أو Jacobجاكوب، أو shamus شايموس)، و«يوسف» يصبح (Joseph جوزيف أو Jose خوزيه)، والملك «قلاوون» ينطقونه (Kavalun. كافالون).

زودتنا الاتصالات التجارية بالعالم الإسلامي بـ «زعفران» (saffron سافرون) الذي يُتبِّل ويلوِّن مطبخ أوروبا على البحر المتوسط (وأيضًا يُستعمل صبغة)، و«نارنج» (orange أورانج) الذي يولّد لنا عصير الإفطار، والأوراق الخضراء «إسفيناخ» (spinach سبيناج)؛ و«الخرشوف» (artichoke أرتيشوك).

وكما يحوّر الأوروبيون الكلمات العربية، فكذلك العرب يحوّرون الأسماء الأوروبية. ففي فتح الأندلس (شبه الجزيرة الآيبيرية)، انتصر المسلمون الأمويون بقيادة طارق بن زياد انتصارًا ساحقًا على الإسبان القوط، في معركة وادي لكه (قرب نهر لكه) في رمضان عام 92هـ–711م، وقتلوا الملك "رودريغو (Rodrigo Roderick) "ملك الدولة القوطية الآيبيرية، الذي يعرفه العرب ومؤرخو التاريخ الإسلامي باسم "لذريق". وكان العرب في عهد صلاح الدين الأيوبي يسمّون الأمير الصليبيّ "رينو" (أو رينالد دي شاتيون ‘Renaud de Châtillon’ or Raynald of Châtillon – حاكم الكرك والشوبك) باسم البرنس "أرناط".  و"أرناط" هذا هو الذي هاجم قافلة الحجيج، وهم في طريقهم من القاهرة إلى مكة المكرمة، فقام بقتل حُجّاج بيت الله، وسبّ النبيّ محمدًا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ونقض الهدنة القائمة بين صلاح الدين والصليبيين، فحلفَ صلاح الدين ليقتلنه بيده. وبعد انتصار المسلمين الساحق في معركة حطين، مستهل جمادى الأولى عام 583هـ–1187م، ظفر صلاحُ الدين بـ "أرناط" أسيراً، فعرَضَ عليه الإسلامَ فرفض، فقتله بالسيف بيده، وفاءً لنذره.

جلب الصليبيون مع التجار لأوروبا الأفكار العربية للراحة، ولا سيّما «مطرح» (mattress ماتريس)، وعلى دِثاره يضطجع المرء براحة، وأحيانًا المِخَدَّات تُكدَّس في «القبة» (alcove ألكوف)، و«صُفّة» (sofa سوفا)، و«ديوان» (divan bed  فِراش ديفان).

كذلك جاءت من الصليبيين «أمير البحر» أو «أمير الماء» » أو «أميرال» (admiral أدميرال)؛ أي: القائد الأعلى. ثم إن العرب قد جهَّزوا أسماء جميع النجوم في علم الفلك مثل آخر النهر Achernar، والدبران  Aldebaran ، والغول (رأس الغول) Algol ، والطائر (النسر الطائر) Altair، وبيت الجوزاء Betelguese ، ورِجْل (رِجْل الجبار أو رجل الجوزاء اليسرى) Rigel ، وفم الحوت. Fomalhaut

وهنا يستحضر المرءُ ما قاله بنو إسرائيل لأبيهم إسرائيل الله (يعقوب «جاكوب»): (هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا) يوسف: 65.

واستخلاص هذه الكلمات الإنجليزية ذوات الأصول العربية من مختلف المعجمات، ومقارنتها (بالنص) وتجميعها في هذا الكتاب، هو بذاته عملٌ شاقّ لأي باحث يقوم به.

2. الكلمات غير المصنَّفة في المعجمات التقليدية

لكن الأصل العربي يوجد أيضًا فيما بين العديد من الكلمات الأخرى، فمثلاً:

• الكلمات المصطلح عليها «الكلمات اللقيطة bastard words » غير معروفة الأبوة unknown parenthood أو «الأصّل غير المعيّن uncertain etymology »؛ لكنها غير معروفة لكاتبي المعجم ذوي المعرفة المحدودة باللغة العربية مع الدراسة المقارنة لغويًا بين الإنجليزية والعربية، مثلاً: (gadget كاجيت) «أداة»، و(tail تيل) «ذيل».

• الكلمات ذوات الأصول المتعددة أو ذوات الاشتقاقات المتنوّعة multifarious etymologies. إن الأصل العربي لهذه الكلمات عندما يقارن بالأصول الأخرى، سيُظِهر أنه من أكثر هذه الأصول ارتباطًا طبيعيًا ولغويًا، مثلاً (elite إيليت) «عِلية»، و(wise وايز) «واعِظ».

• دخلت بعض الكلمات إلى العربية من لغات أخرى، ولا سيّما الإغريقية؛ ومن ثَمّ تبنّاها العرب adopted by Arabs وحفظها كِتَابُ المسلمين المُقدَّس (القرآن المنزل بالعربية) أو تحدَّث بها نبي الإسلام العربي نحو 623 م، وكلاهما يصنعان مصدرَي اللغة العربية الأكثر توثيقًا. وهذه الكلمات شاعت وتوثّقت في المعجمات العربية الأولى منذ ذلك الحين، وحفظت عبر الـ 1400 سنة، حتى التاريخ الحاضر (قبل تطور اللغة الإنجليزية الحديث) مثلاً: درهم dirham (بالإغريقية دراخما أو درام)، ودينار dinar, denar (من اللاتينية denarius ديناريوس)، وسِتريت street (بالعربية صِراط وباللاتينية سِتراتا strata).

• كلمات أو أجزاء كلمات في الكلمات المركّبة مثلاً: gynaeco-logy جاينيكولوجي (حرفيًا: لغة القين؛ أي: علم النسائية)، di-chotomy دايكوتومي (حرفيًا: ثنائي القِضَم؛ أي: افتراق ثنائي)، astro-logy أسترولوجي (حرفيًا: لغة عشتار؛ أي: علم النجوم والتنجيم)، astro-nomy أسترونومي (علم الفلك)، وهنا أصل كل جزء من الكلمة يخضع إلى دراسة مستقلة عن الجزء الثاني لتكوين المعنى المركب.

• كلمات بالنظر إلى معناها الأصلي، بغضّ النظر عن المعنى المتداول عصريًا؛ فالمعنى الأصلي قد يكون مختلفًا عندما يفحص المرء الكلمة وأصل اشتقاقها؛ لذا نكرِّر هنا أن المعنى الأصلي Original meaning (وليس المتداول عصريًا) هو الذي أُخذ به في التأصيل العربي في هذا المعجم، فمثلاً: rogue روغ (بالعربية: مُحتال، من راغ يراوغ). وأقرباء هذه الكلمة أعطتنا: interrogate  إنتروغيت (مراوغة بينية – مقابلة)، arrogant  أروغانت (بالعربية: غرير؛ مغرور)، وrerogative بريروغاتيف (مراوغة أولية – حق المساءلة).

• كثيرٌ من الكلمات قد تكون مجموعة، وعلى الرغم من اختلاف معانيها، إلا أنها جميعًا جاءت من أصل واحد One Origin ، فمثلاً:

 (general جينيرال)، (gene جين)،( gonadsجونادز)، (gonorrhoea جونوريا)، هي كلمات ذوات معان مختلفة، إلا أنها اشتُقّت من أصلٍ واحد: genus جينوس (بالعربية جنس). كذلك كلمات مثل (aster أستر)، (asterisk أستريسك)، (astrology أسترولوجي)، (astronomy أسترونومي)، (disaster ديز آستر)، (Easter إيستر)، (sterling إستيرلنج) هي كلها كلمات من أصل الكلمة: star ستار (بالعربية عشتار Ishtar ؛ أي: نجمة). كذلك كلمة (ماجيستريال)، (ماستر/ميستريس) هي أسرة واحدة تنتمي إلى الكلمة الأصل: ماستر (بالعربية مسيطر).

• كلمات الجَلفَطة اللاتينية (كالك أو كوك Latin calque (calk) words) أو الترجمة المستعارة من الأسماء العربية، فمثلاً:

 pia mater  بيا ماتر؛ أي: الأم الحنون، هي الصيغة اللاتينية لترجمة القرون الوسطى للاسم العربي، أم رقيقة (أو أم حنون) أي: الأم حميمة الالتصاق (لغلاف الدماغ الرقيق اللاصق)؛ كذلك الكلمات piano بيانو، sinus ساينوس (الجيب)، wisdom tooth ويزدوم توث (سن العقل أو الرشد) هي جلفطة إنجليزية مستعارة من الكلمات العربية عَبْرَ اللاتينية.

• كلمات اكتشفت، ووُثّقت، وأُشير إليها في عدة كتب (غير المعجمات) مثل كتب تاريخ تطور اللغة والعلم، تأثير الإسلام على أوروبا القرون الوسطى، وكتب على أصل المصطلحات الطبية:

• والت تايلورWalt Taylor عام 1933، حاول أن يستكشف هذه الكلمات في كُتَيِّب متواضع صغير سمّاه: "Etymological List of Arabic Words in English".

• مونتغمري واط Montgomery Watt ، أيضًا حاول تقييد الكلمات الإنجليزية المشتقة من العربية في ملحق كتابه المعنون: «تأثير الإسلام على أوروبا القرون الوسطى» "The Influence of Islam on Medieval Europe" 1972 أعيد طبعه 1987؛ ثم إنه أشار إلى مصدر شامل آخر لمؤلفه كارل لوكوتش الألماني «إيتمولوجيش» ورتربوش يوربياشن ورتر أورينتاليشن أورسبورنجس». Karl Lokotsch, "Etymologisches Worterbuch der europaischen Worter orientalischen Ursprungs" (Heidelberg, 1927.

• هنري سكينر (H Skinner (1961، اكتشف الأصل العربي للعديد من المصطلحات الطبية في كتابه الممتاز «أصل المصطلحات الطبية. “The Origin of Medical Terms”.

• هوبسون – جوبسون، المعجم الإنجلو هندي. لمؤلفه هنري يول وأبيورنيل

Hobson – Jobson The Anglo-Indian Dictionary. By Henry Yule and A. C. Burnell.. طبع أولاً العام 1886، وأعيد طبعه العام 1996. مرجع وردز ورث (طبعات وردزورث Wordsworth).

• عبقرية الحضارة العربية – مصدر النهضة The Genius of Arab Civilization - Source of Renaissance (المحرر جون هايز John R Hayes) فايدون – أكسفورد 1976، يحوي فصلاً رائعًا بعنوان: «الحِرف والتجارة Trade and Commerce » لـ رجائي الملاخ، ودورثيا الملاخ، Ragaei El Mallakh and Dorothea El Mallakh يحتوي على العديد من الكلمات الإنجليزية ذوات الأصول العربية في التجارة والصناعات العديدة، وقد أفدت منه.

• (بالعربية) «مغامرات لغوية – ملكة اللُّغات» للدكتور عبد الحق فاضل، المطبوع بدار العلم للملايين. بيروت (غير مؤرخ لكنه رُبما نُشر قبيل 1968). هذا الكتاب هو بداية ممتازة على الطريق الصحيح؛ ولكنّ الكلمات المكتشفة محدودة والكتاب قد كُتب خاصة للقراء العرب.

• (بالعربية) «عشرة آلاف كلمة إنجليزية من أصل عربي» للدكتور سليمان أبو غوش، المطبوع العام 1977 في الكويت. استخدم أبو غوش طرائق الحذف والقلب والإبدال والإضافة، وبهذا قام بليّ عُنق الكثير من الكلمات الإنجليزية لاستخراج عدد كبير من الكلمات العربية، ومع هذا فقد فاته عددٌ من الكلمات عربية الأصل الواضحة جدًا أو الموثّقة لتسجيلها في كتابه. أيضًا هذا الكتاب كتب خاصة للقراء العرب.

• حبيب سلّوم وجيمس بيتر Habeeb Salloum and James Peters ، جدولا عام 1996 الكثير من الكلمات الإنجليزية من الأصل العربي في كتابهم: «الإسهامات العربية لمفردات الكلمات الإنجليزية»."Arabic Contributions to the English Vocabulary" لكن المفردات الإنجليزية من الأصل العربي محدودة جدًّا في هذا الكتاب.

• كتب الدكتور علي فهمي خشيم في 1986 كتابًا نفيسًا جدًّا بعنوان: «رحلة الكلمات»، وكتب أيضًا في 2002، كتابًا بعنوان: «هؤلاء الأباطرة وألقابهم العربية ودراسات أخرى»، والكتابان مخصصان للقرَّاء العرب فقط.

• (بالعربية) قدّم الدكتور نبيل الجنابي مسلسلاً تلفازيًا بعنوان: «الجذور العربية للغة الإنجليزية» في بدايات 2000، ولكن، ويا للأسف، دون كتاب مُصاحب للرجوع إليه.

ومع ذلك فهؤلاء الكُتاب (باستثناء الخمسة الأخيرين) هم مستشرقون أو غربيون اكتشفوا الكلمات الإنجليزية ذوات الأصول العربية، على الرغم من أنهم يتواصلون بالعربية بوصفها لغةً ثانية؟!؟!

• ولكن الأصل يمكن اكتشافه عن طريق مؤلف مهنيّ يتكلم الإنجلو عربي ثنائي اللغة (ولكن لسانه الأم عربي)؛ لأنه يستطيع اكتشاف هذه الكلمات بسهولة، على الرغم من التحريف الإنجليزي. وعند تأليفي لمعجم (الفردوس) وعَبْرَ سنواتٍ عديدة قد اكتشف عدة كلمات إنجليزية من الأصل العربي. وهذه الكلمات ثُمِّنت كالنفائس؛ وكل واحدة بُحثت بعناية، ضُبطت وكُرِّر ضبطها دون تحيز قبل إدخالها النهائي في معجم الفردوس. وهذا الأصل العربي قد قُيِّد مع الاعتراف بجذور التأصيل الأخرى، ولا سيّما في الكلمات ذوات الأصل المتنوع المتعدد multifarious etymologies.

الكلمات المحُرَّفة المستعملة في الإنجليزية قد تُقابل أحيانًا كلمات عربية مختلفة تستعمل مع المعنى نفسه، أو تُقابل واحدًا من عدة معانٍ مختلفة لكلمة عربية واحدة؛ بسبب أن اللغة العربية هي مخزون هائل جدًّا وكبير من الألفاظ البديلة أكبر من مخزون أية لغة معروفة أخرى.

ولكم دُهِشت بالتشابه اللغوي الأنجلو عربي؛ لذا في أثناء 20 سنة تقريبًا أو يزيد من بحثي المتواصل في تاريخ طب القرون الوسطى حداني إلى بحث أصول الكلمات. فلقد تمكَّنت من تجميع مخزون معلوماتي هائل يحوي آلاف الكلمات الإنجليزية ذوات الأصول العربية من حيث النطق صوتيًا، ومن حيث المعنى المتشابه الواحد، ومن حيث التركيب الموروفولوجي للكلمة وحروفها، ومن حيث الإعراب واستخدام الكلمات في جُمل صحيحة.

تعقب الدليل للكلمات الإنجليزية ذوات الأصول العربية:

البحث عن الكلمات الإنجليزية ذوات الاشتقاق عربي الأصول، ليس دومًا بالعمل اليسير. لمثل هذا البحث فلا بد من عامل صحيح مناسب (الكاتب)  Proper Worker (Writer)، وعمل صحيح بطرائق البحث المنهجية Proper Work (Methodology)، وأدوات مناسبة للبحث، Proper work-Tools (Sources for such work)

أ. العامل الصحيح المناسب (الكاتب):

لا بد للباحث في مشروع كهذا أن يكون:

• مؤلفًا أو كاتباً ثنائي اللغة، مع تحكّم وسلاسة في اللغتين: (الإنجليزية والعربية) (فهماً وقراءةً وكتابةً ونحوًا، وتذوّقًا للقصص الأدبية والأشعار). ويجب عليه أن يدرك معاني الكلمات العربية المُعبر عنها في القرآن الكريم، وفي أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم (الأحاديث النبوية)؛ لكونها الأعمدة الأساسية للغة العربية.

• من الأفضل أن يكون أيضًا مهنيًا مفكرًا ضليعًا بمناحي الحياة المختلفة. والطبيب قد يمتاز بأفضليته بوصفه كاتبًا حتى يستطيع فهم المصطلحات الطبية والصيدلانية مع مُصطلحات الغذاء الوصفية على وجه الخصوص، بالإضافة إلى معلوماته اللغوية بوجه عام.

• قارئًا عامًا مُطّلِعاً مع معرفة عميقة بالتاريخ الإسلامي، وتاريخ القرون الوسطى، إضافة إلى معرفة عامة جيدة في أصل المصطلحات الطبية وأصول الكلمات الإنجليزية.

• رحَّالة جيداً للعالم؛ لأن الترحال الكثير إلى البلاد يصنع أحيانًا دراسة ميدانية، ويقوي ملكة الكاتب اللغوية المفيدة جدًّا في صيد الكلمات ذوات الأصل العربي ويوسعها.

ب. العمل الصحيح بالمواصفات المنهجية:

الدليل المعتمد عليه في الكشف اللغوي عن أصل الكلمات العربي يمكن أن يشمل:

• المواصفات الموضوعية الأربع The 4 objective criteria  (عند فحص الكلمات الدقيق):

1. الدراسة الصوتية (Phonetics فونَتيك): صوت تلفظ الكلمة.

2. دراسة المعنى (Semantics سيمانتِك): معنى الكلمة.

3. دراسة الشكل (Morphology مورفولوجي): تركيب حروف الكلمة.

4. الإعراب (Syntax سينتاكس): الاستعمال الصحيح للكلمة في جملة صحيحة نحويًا.

• تاريخ اللغة، وتطوّر العلوم، ومعرفة أصول المصطلحات الطبية، والجغرافيا والترحال، كلها تسهم في معرفة الأصل الحقيقي للكلمة، وتؤدي عملاً خطِرًا في فاعلية هذا البحث اللغوي. الكلمات اللقيطة غير المعروفة الأبوة، والكلمات ذوات الأصول المتنوعة المُشَعَّبة تمثل حقلاً خصبًا للبحث.

ج. أدوات العمل المناسبة (المصادر الصحيحة):

• بعد التوثق من التشابه اللغوي صوتًا، ومعنًى، وشكلاً (تركيب حروف الكلمة) وإعرابًا، ومن بعد التوثق من الخلفية التاريخية (إن كانت موجودة)، فإن الأصل العربي يتعزّز، إذا استُعلمت هذه الكلمة في القرآن أو في الأحاديث (أقوال النبي محمد) ، اللذين يمثلان أهم المصادر الموثوقة (نحو 623م)، وأقصى مراجع الإبداع اللغوي في العربية؛ لأنهما الوسط الحافظ للغة العربية عبر الـ 14 قرنًا الماضية، والمستعملة في شكلها المعاصر.

• وذلك الأصل العربي للاشتقاق يمكن توكيده أيضًا، إذا ظهرت الكلمة في أقدم المعجمات العربية وأكثرها اعتمادًا وهما (لسان العرب لابن منظور المكتوب قبيل 1300 ميلادي) ، و(القاموس المحيط للفيروز آبادي المكتوب قبيل 1400 ميلادي). هذان المعجمان يمثلان أهم الوثائق المعتمدة للكلمات العربية المستعملة، عندما كانت العربية هي (لغة التداول) للعصور الوسطى وفي أنحاء العالم الإسلامي.

• الدراسة الدقيقة للكلمات التي جمّعها وبمشقّة المستشرقون والغربيون.

 

المراجع:

1 - أنظر الروابط:

https://www.youtube.com/watch?v=sVS8WD8gA5o

https://www.youtube.com/watch?v=EsknIRtmSxQ

https://www.youtube.com/watch?v=wkgqaEr-fQE

2 - توطئة الجزء الثاني (معجم الفردوس: قاموس الكلمـات الإنجليزية ذوات الأصول العـربية)

للبروفيسور أ. د. مُهنـّد عـبد الـرزّاق الـفـلـوجيّ (أسـتـاذٌ في عـلوم الجـراحة ودكـتـوراه في فـلسفة الطـبّ). مكتبة العبيكان 2012.


عدد القراء: 9467

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-