الطهارة والقذارة بين الشرق والغرب - 3الباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2017-11-06 22:27:24

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

التأثير الإسلامي في الحمّام الغربي-الأوروبي

 

مشـاهـداتٌ – وشـواهـدٌ – وشـهادات

ومفردها مشاهدة الشاهد للشهادة - وجمعها مشاهدات، و شواهد/شهود ، وشهادات على التوالي:

 1.الإستنجاء في الخلاء الغـربي: نحن المسلمون في الغـرب نعـدّ الاستنجاء والتطهر بالماء سمة من سمات الحضارة الراقية، فنحن كثيرًا ما نفضّل خلاء العجزة (handicapped toilet) لوسعها ولتوفر مغسلة صغيرة فيها؛ وكان لنا إجراء معـقّد (Rigmarole) نتـّبعه عند دخول الخلاء الغربي: كنا نستنجس من الكرسي فنغسله أولاً ثم ننشفه ثم نغـطيه بالمناديل الورقية ونجلس عليه (وإن ضاقت بنا الأمور، نقرفص فوق الكرسي) وبعد قضاء الحاجة، كنا نتمسح كثيرًا بالمناديل الورقية ثم نتمسح بمناديل منقوعة بالماء (من حوض المغسلة الصغير) ثم بالمناديل الجافة. وعند الوصول للبيت نقوم بالتشطيف التقليدي بالماء. 

2. أحال الطبيب العام (General Practitioner) مريضًا لعـيادتي التخصّصية (لأمراض القولون والمستقيم) يشكو من حكّة شرجية حادة (Pruritus ani) وكان المريضُ طبيبَ أسنان (Dentist) إنجليزي ذا قامة طويلة وجسم ممتلئ وشعر كثيف. كانت المنطقة حول المخرج ملتهبة حمراء متقرحة فقلت له: سأقوم بالفحوص والعلاج اللازم، لكن عندي نصيحة خاصة، هي أن تأخذ قنينة سعة لترين (سفن أب) أو (بيبسي كولا) وتضعها في صندوقك الخاص (Locker) وكلما تذهب للاستنجاء املأ القنينة بالماء واستخدمها للتشطيف ثم نشّف المنطقة تمامًا واغسل يديك وأرجع القنينة لصندوقك الخاص. عمل بالنصيحة وجاءني بعد شهرٍ متحسنًا وبنقاهة جيدة في المنطقة.

3. حدثني صديق من العـراق كان يدرس في إنجلترا لنيل شهادة الكمبيوتر وقال: أن التهوية في مركز الكمبيوتر (الذي يعمل فيه) تعـطّل وتوقف فجأة ذات مرة، فعـجّـت وفاحت رائحة كريهة لا تُطاق من موظفي المركز هي مزيجٌ من ريح البراز وتعـّرق الجلد، ولم يتنفس صاحبنا الصعداء إلاّ عندما عادت التهوية للمركز!

4. الاستنجاء بالماء عـند الشرقيين وعـند الفرنسيين حصرًا (باستخدام ماء نافورة الحمام  Bidet المأخوذة أصلاً من الأندلس) هو عادة تخالف باقي الأوروبيين بالاستنجاء بالمناديل الورقية يوميًّا ولسبع مرات بالأسبوع (حيث يشكّل البراز طبقة رقيقة جافّة متراكمة) من ثم يقوم الأوروبي بأخذ حمام بانيو دافئ نهاية الأسبوع يغـط ّ فيه فتتحلل طبقات البراز الجافة ليصبح ماء البانيو كله ملوثًا (قذرًا) يغرف منه على جسده كله، فيدخل الماء الملوث في عينيه وأنفه وفيه بعد أن كان محصورًا في منطقة الشرج!!!

5. وقع طبيب عربي (متزوج) بغـرام ممرضة إنجليزية فكان يدعو تلك الممرضة لتناول العشاء في بيتهم وكان يتحايل على زوجته أن علـّميها الطبخ العربي وعلـّميها الإسلام والعادات الشرقية كالاستنجاء بالماء، قام صاحبنا بعدها بتطليق زوجته العربية والتزوج من الممرضة الإنجليزية بعد أن تعلمت الاستنجاء بالماء!!! (وهو بيت القصيد لأنه كان يعـفّ من رائحتها، ولأن القانون الإنجليزي لا يبيح له تعدد الزوجات).

6. في مجلس ترفيهي لبعض القانونيين وصف الإنجليزي (ضاحكًا) أحدَ الإخوة السودانيين بالـ (dirty bugger أي اللوطي القذر) وهي عبارة يقولها الإنجليز للتندر والهزل لا الجَدّ. فاستشاط الأخ السوداني غضبًا فوقف متحديًّا بجلبابه وعمامته البيضاء الزاهية قائلاً: (let us take off our underwear and see who is the dirty bugger؟!) أي (لننزع ألبستنا الداخلية ونرى مَن اللوطي القذر؟!) فنزع لباسه الداخلي وكان أبيضًا ناصعًا.  أحسّ الإنجليزي بالفضيحة إنْ هو نزعَ لباسَه الداخلي الملـّوث بالبراز (لعدم الاستنجاء بالماء) فاعـتذر له على الفور، ورفض التحدي جملة وتفصيلاً.

7.عند فحصي الرجال والنسوة الإنجليزيات كانوا قمة في القيافة والهندام الظاهري، ولكن كوني جراح مهني باختصاص القولون والمستقيم عندما أقوم بفحص المؤخرة كانت في أغلب الأحيان قذرة.  نحن في الشرق نعدّ الإنسان مخبرًا (مظهرًا) وجوهرًا، لكن في الغرب تنطبق الأمثال الشعبية الشرقية عليهم: (من بره هالله هالله، ومن جَوّه يُستر الله)؛ (من بَرّه يغشي، ومن جَوّه شيخ محشي)؛ (من بَرّه نقشي نقشي، ومن جَوّه قمل محشي). 

8. قامت ممرضة بمستشفى الأطفال بوضع الطفل واقفًا وسط طشت الماء لتغسل جسمه من ماء الطشت،  فبال الطفل في الطشت وهو واقف فيه، فلم تبالِ الممرضة بذلك قيد أنملة واستمرت تغـرف من ماء الطشت الملوث ببول الطفل ترشه على جسمه!!! (هم لا يعرفون الطهارة كما نعرفها ومفهوم الطهارة أوسع من مصطلح النظافة).

9. مفاهيم وسلوكيات خاطئة: قضينا عطلة نهاية الأسبوع  في أماكن المخيمات في أسكوتلندا بسيارتنا تويوتا الكبيرة (Toyota Estate car) وكانت ملجئنا في المخيم، لكن اضطرارنا لقضاء الحاجة يُحتـّم علينا الذهاب للحمام وفيه رأينا ما لا يُسرّ: الرجال والنساء يملؤون حياض المغاسل بالماء ليغسلوا منه وجوههم وشعرهم وإبطهم (ونحن نعدّ حوض المغسلة موضعًا للبصاق والنخامة والمخاط ).

وكنتُ كلما أدخل الخلاء الإفرنجي هناك، كثيرًا ما أرى هذه القصيدة الإنجليزية المضحكة:

Some come here to sit and think

Some come here to shit and stink

But I come here to scratch my balls

And read the writings on the walls

(البعض يأتي هنا ليجلس ويفكّر

والبعض يأتي هنا ليخرأ ويُقذّر

لكني أتيت هنا لأحُكّ (...)

وأقرأ الكتابات على الجدرانِ)!!!

 وحين عملت في دولة الإمارات العربية المتحدة كأستاذ مساعد في الجراحة، أسكنني أستاذ الجراحة آنذاك (A. S) مسكنه في إجازته الصيفية لأحافظ على بيته في غيابه فرأيت عجبًا (لم أر قبله) إذ يضع هذا الأستاذ أحذيته في أعلى خزانة ملابسه (wardrobe) مع ثيابه الداخلية وأربطته!!!

10. كنت مسجلاً (Registrar) في الجراحة  للأستاذ الجراح البريطاني روبن تاغـرت (R. E. B. Tagart) وكنا إذا دخلنا غرفة تغيير الملابس (Changing Room) يقوم بنزع كل ملابسه حتى يغدو عاريًا تمامًا أمامي فيمدّ يده على أماكن عورته (وأنا أستحي من وضع عينيّ في عينيه) ثم يدخل الخلاء الغربي الضيق فيفتح الباب ويناقشني في شؤون المرضى وأحيانًا يعـصر بطنه ويتكلم معي ثم يتمسح بالمناديل الورقية (وهو عارٍ تمامًا) يحادثني ويبتسم وأنا أحادثه ولا استطيع كبت ضحكاتي ولا قهقهتي أثناء الحديث معه، وهو يعلم بذلك ويبتسم.  كان الجميع يعرف ذلك عنه، ويقولون إنه أمر طبيعي لإنسان غـير مُعـقّـد!!!

11. يُعدّ الختان Circumcision (أو الطهور كما نُسمّيه) أكثر العمليات شيوعًا في العالم حيث أن أول من قام به هو نبي الله إبراهيم (عليه السلام) والبابليون والفراعنة، ويمارسه اليوم المسلمون والهندوس واليهود أما النصارى فلا يختتنون إلا للدواعي الطبية (كتضيق القلفة وأمراضها). وأثبت الطب الحديث إن المادة الجبنية البيضاء المفرزة بين حشفة القضيب والقلفة والمسماة (سميغما – Smegma) هي مادة قذرة تستحث تكوين سرطان القلفة ورأس القضيب وسرطان فرج المرأة (زوج غير المختون من الرجال)، ناهيك عن الأمراض التي تصيب القلفة كالتضيق والإلتهاب. من هنا كان الختان فعلاً، طهورًا ونظافة للرجل وزوجه.

12. جميعـنا يتذكر كيف كان آباؤنا يحمون أرضية الحمام بالحطب (واليوم تُحمى بالسخّان) ليغلي الماء في (خزّان الحمام) لأجل أن نستحم جميعًا يوم الخميس (ليلة الجمعة) لتحضيرنا نظيفين ليوم وصلاة الجمعة. لكم أذكر حين كنا صغارًا أبناء 6-7 سنوات (حين نغسل أنا وابن خالتي بالحمام) فيقول لي (صوبن الرأس هوايه إلى أن يجز الشعر بمسح اليد عليه)- أي يحدث صوتًا عند المسح عليه من نظافته.

كنا إذا خرجنا من الحمام يضعـوا كوفيه معـصوبة من أطرافها (الشتاية) على رؤوسنا، ثم نجلس حول المدفئة (صوپة علاء الدين العراقية) حيث الغلاية (Kettle- الكتلي) تغلي على النار ونشرب الشاي أو حامض نومي بصرة الحار، ونأكل الكستناء المشوية اللذيذة.  وما زال تراث الأمثال الشعـبية ينطق: (اللي ما يسبح الخميس يخيس)، و(اللي يغسل الخميس عِـرّيس).

وسنن الفطرة (أعمال يجب ان يقوم بها المسلم بشكلٍ دوريّ) مما جبلت عليه الفطرة السّليمة، تفضي للنظافة والصحة والتجمُّل.  ففي الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْإِبِطِ وَقَصُّ الشَّارِبِ).

وفي صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (عشرٌ من الفِطرةِ: قصُّ الشَّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظافر، وغسلُ البراجمِ، ونتفُ الإبطِ، وحلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ. قال زكريَّاءُ: قال مصعبٌ: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المضمضةَ. زاد قُتيبةُ: قال وكيعٌ: انتقاصُ الماءِ: يعني الاستنجاءَ).

1. الختان.

2. الاستحداد (حلق شعر العانة).

3. تقليم الأظفار.

4. نتف الإبط (او حلقه).

5. قص الشارب وحفّه: لأن طول الشارب تلوثه إفرازات ونخام الفم والأنف وبقايا الطعام. وحفّ الشارب  بمعنى نزع ما طال منه حتى وصل للفم، لأن طبيعة الرجل مجبولة على حُبّ إظهار شاربه الذي يدلّ على الرجولة.

6. إعفاء اللِّحيَةُ لزينة الرجل.

7. السواك والاستياك: أي تنظيف الفم والأسنان بالسّواك (قطعة من خشب الأراك) وفي الحديث (السِّواكُ مّطْهَرةٌ للفم، مَرضاةٌ للرَّب).

8. غسل البراجم وتنظيفها وهي التعرّجات والعقد التي بين الأصابع، لتجمّع الأوساخ فيها، ورفع المرض.

9. المضمضة والاستنشاق أي غسل الفم والأنف عن طريق إدخال الماء فيهما ثم إخراجه منهما على التوالي.

10. انتقاص الماء: وهو إزالة النّجاسة العالقة بالفرج باستخدام الماء أثناء الاستنجاء.

وسنن الفطرة جاءت متفقة مع اكتشافات الطب الوقائي ضد الجراثيم والكائنات الدقيقة مسببات الأمراض، فكان محمد (صلى الله عليه وسلم) النبي الأمّي أول من وضع أصول الطب الوقائي، فصادق العلماء على صدقه، تحقيقًا لقوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سورة سبأ: 6.

 تاريخ الحمّامات  

ربما كان أول حوض استحمام (Bathtub أو بانيو) معروفًا في قصر كنوسوس the palace at Knossos من العـصر البرونزي المتأخر (1500 ق م). هذا الحوض (الصورة) يعـود للملك مينوس، وهو مصنوع من الطين المصبوغ (Painted Terracotta).

ويتم ملء حوض الاستحمام وتفريغه باليد، حيث لم يكن هناك حفرة للصرف الصحي. وحسب الأساطير المتداولة فإن كليوباترا كانت تستحم في حليب الحمير للحفاظ على نعـومة ونظارة بشرتها - ربما كان نفس الشيء بالنسبة لملكة مينوس؟

في روما القديمة، كان الرومان يستخدمون  شعور الجواري لتنظيف أيديهم. وكانت الحمامات العامة مركزًا هامًّا للحياة الاجتماعية، ولكن الأغنياء كانوا أحيانًا يختاروا الإستحمام في القطاع الخاص. تطورت المرافق الصحية وتم توصيل المنازل الغنية وحتى المتوسطة بأنابيب الرصاص إلى القنوات المائية (Aqueducts)، وأمكن التحكم بتدفق الماء وإيقافه بالصنابير. تم تدمير العديد من القنوات الرومانية أو إهمالها خلال سقوط الإمبراطورية، وأضحت المياه الجارية ترفًا نادرًا من بعـد. انتقدت النصرانية بشدة مجون قياصرة الروم بالاستحمام مع الجواري والولدان لإشباع رغباتهم الجنسية، واعترضت الكنيسة على الاستحمام المشترك، ومن الدعارة التي تواكب ذلك، ومن ثم عدّت الاستحمام عادة للفسق والمجون واعتبرت عدم الاستحمام علامة تقوى وتقرب من رب العالمين !!!  

ورغم ذلك، كان الاستحمام الخاص في القرون الوسطى متواجدًا لكن نادرًا. حتى أن بعض الطبقات الدنيا من الناس أبقوا أحواض بالماء النظيف لغسل أيديهم ووجوههم قبل وجبات الطعام وعلى مدار اليوم. وتصطف أحواض خشبية مبطنة تشبه البراميل تستخدم أحيانًا كحمامات الشخصية. وكثيرًا ما يكون الماء باردًا. في أشهر الشتاء وعند الأُسَر الأكثر ثراء، يتم تسخين المياه في الغلايات أو عن طريق رمي الصخر على النار ثم تغميسها في الحوض البارد. معظم الأحواض يتم إحضارها إلى غرفة النوم (إذا كانت منفصلة عن الغرف الأخرى)، ولكن بعض بيوت الراقية كانت مخصصة في غرف الحمام، وأحيانًا مع أرضيات مبلطة وسخانات مياه الساخنة. وبما أن الأحواض كانت محمولة، فإنها يمكن أيضًا أن تُخرج في الصيف من المنزل للاستحمام في الهواء الطلق، وكان المسافرون الأثرياء يجلبوا معهم أحواضهم الخاصة بهم للاستحمام أثناء الرحلة. كان من الضيافة المهذبة تقديم الحمام. وغالبًا ما يُقدم الطعام والشراب أثناء الاستحمام في الحوض، وبمساعدة الخدم (الصورة السابقة).

وبحلول عصر النهضة، توفيت الحمامات العامة تقريبًا في أوروبا الغربية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الطاعون الأسود، الذي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يصاب بعدواه بسهولة أكبر إذا تم فتح المسام جراء الاستحمام بالماء الحار. وكان ينظر إلى الأوساخ على أنها حماية ضد الجراثيم. وهكذا انقلبت الأمور في عصر النهضة، وصار يُنظر إلى المياه على أنها مادة قاتلة كامنة. بل وحذر الجراح الملكي الفرنسي (أمبروز باري- Ambroise Paré) الذي عالج أربعة ملوك فرنسيين في القرن السادس عشر من تأثير الماء الضارّ على الجسم:

(the flesh and the whole disposition of the body are softened and the pores open, and as a result, pestiferous vapour can rapidly enter the body and cause SUDDEN DEATH, as has frequently been observed)

(إن لحم الجسد وكل البدن يصبح طريًّا وتنفتح المسام، ونتيجة لذلك، يمكن للبخار الوبائي أن يدخل الجسم بسرعة ويسبب الموت المفاجئ، كما لوحظ في كثير من الأحيان)!!! وحتى بعد ظهور أهمية النظافة، نصحت الكتيبات الطبية الناس فقط بغسل الأجزاء الظاهرة للآخرين: الوجوه واليدين والأذنين والعـنق!!!

في الواقع، انتكست النظافة في أوروبا الغربية في تلك المرحلة، كما نستخلصها من عادات الاستحمام للعـوائل الملكية. وعُدّت الملكة إليزابيث الأولى نموذجًا للنظافة لأنها أصرت على الاستحمام مرتين بالسنة (ويقال مرة واحدة في الشهر)!!!  في عصر محاكم تفتيش إسبانيا، كان الاستحمام ممنوعًا ودُمّرت الحمامات العامة بالمئات (لارتباطها بطقوس النظافة الإسلامية واليهودية). ورُصِد بعـض المسلمين الذين تنصروا قسرًا، وتم اعتقالهم لأنهم اغتسلوا قبل النوم!  ولقد صُدِمَت إيزابيلا ملكة إسبانيا عندما أبلغها كولومبوس أن أناس الـ (تاينو Taíno- الذين رآهم في رحلاته) يستحمّون يوميًّا؛ ولقد قالت هذه الملكة أنها استحمت مرتين فقط في كل حياتها!!!

الابتكارات الإسلامية وتأثيرها في الغرب: الصابون، الشامبو، النظافة، ومستحضرات التجميل

عُـرفت العصور الوسطى بانعدام النظافة والصحة العامة بسبب رؤى الكنيسة وأطباء أوروبا، مما أدى لإستشراء الأمراض، وكانت إحدى خصائص الصليبيين الأكثر تميزًا هي أنهم لا يغسلوا بصابون ولا يغتسلوا في حمام.

في الإسلام، تعدّ النظافة نصف دين المسلم (الحديث النبوي: الطهور شطر الإيمان). وكان هذا دافعًا للمسلمين للبقاء نظيفين، كما أن عدم النظافة  تؤدي لأمراض لا حصر لها.                     

الصابون: ولعل أعظم ما ابتكره المسلمون لأجل النظافة هو الصابون. والفضل بذلك إنما يعود للكيميائيين المسلمين.

قبل اختراع الصابون استخدم الناس الزيوت لتنظيف أنفسهم، ولكن لم يملك كل الناس هذه الزيوت. كما استخدموا ورق السدر.

يُصنّع الصابون عن طريق خلط الزيت (عادة زيت الزيتون) مع مادة قلوية (أشبه بالملح). ثم يُغلى المزيج ويُترك ليتصلّب، قبل استخدامه في المنازل والحمامات العامة. كتب العديد من الصيادلة المسلمين (بما في ذلك الرازي) وصفاتٍ مختلفة للصابون. ولقد اكتشفت مؤخرًا مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن الـ 13، تحوي وصفة للصابون. والتعليمات كما يلي:

"خذ بعض زيت السمسم، رش عليه من البوتاس القلوي وبعض الجيره lime، واخلطهم معًا واغلي. وبعد طبخها، يتم سكبها في قوالب وتركها لتتماسك وتصبح صابونًا صلبًا''.

Emulsifying agent made usually by action of alkali on fat or fatty acids and consisting essentially of sodium or potassium salts of such acids.

العـطور وعلم التجميل: وكان الزهراوي، أحد أشهر علماء التجميل في عصره، وهو معروف في الغرب باسم "أبولكاسيس" (أي أبو القاسم)، وقد كتب موسوعة طبية تدعى (التصريف لمن عجز عن التأليف) في ثلاثين مُجلدًا.  وفي المجلد 19، فصل كامل مُخصص لمُستحضرات التجميل. وكان الفصل هذا أول مساهمة أصيلة في التجميل.

وكان تجميل الجسم بالعطور موجودًا قبل الزهراوي، لكن الزهراوي اعتبر مستحضرات التجميل فرعًا من الأدوية إضافة تأثيرها بالتجميل. وتعامل الزهراوي مع العطور والبخور والعنبر والمسك والعود. وذكر الكثير من الأحاديث النبوية التي تستحث على النظافة والعناية بالشعر وأجزاء أخرى من الجسم.

مزيل الروائح: وتشمل مساهمة الزهراوي في هذا الموضوع؛ مزيلات الروائح تحت الإبط (Deodorant)، أصابع إزالة الشعر، العناية بالشعر ومستحضرات اليد. وكلمة Deodorant مشتقة عربيًّا من De-  أي بلا أو مزيل و odorant من odour أي عـطر أي مزيل العطر أو مزيل الرائحة.

 الأصباغ: وذكر الزهراوي أصباغ الشعر والحناء وتحويل الشعر الأشقر إلى الأسود. ذكر أيضًا الفوائد من مستحضرات سوائل اسمرار الجلد (من الشمس sun-tan)، ووصف مكوناتها بالتفصيل. وقد استخدمت كتبه المترجمة باللاتينية ككتب مدرسية جامعية رئيسية في العديد من الجامعات الأوروبية.

وكان يستخدم "أدهان"، والمواد الدهنية، للدواء والتجميل. تعامل الزهراوي مع المخزونات المعطرة، ورفعت وضغطت في قوالب خاصة. وربما كانت هذه هي أقرب تمثيل لأحمر الشفاه في الوقت الحاضر ولمزيل الروائح.

ساهم  الإغريق كثيرًا في مستحضرات التجميل لأجل الجمال وحسب، ولكن جوانب النظافة والصحة هي الأهم حقًّا. كان للمسلمين القدح المعلى لاكتشاف الجانب الصحي لمستحضرات التجميل.

الليفه أو اللوفه: (Luffa, Loofa, Loofah) مثلها مثل الاسفنجة (Sponge) اللتين تستعملان للغسيل في الحمام والكلمتان من أصول عربية: من لِفّ ولفه نبات ينمو في الحدائق ويتسلق على الجدران ويلتف حول الأغصان وثمرته حين تجفّ تستعمل كفرشاة لتنظيف الجسم في الحمّام، بالعامية ليفة.

الحجر الصحي: جعل الإسلام الطهارة والنظافة من أساسيات الدين والإيمان، ليمارسه كل مسلم، قبل الصلاة خمس مرات في اليوم (الوضوء). وكان المسلمون أول من أدخل الحجر الصحي للمرضى. تم ذلك بسبب اكتشاف الجراثيم (أكتشفها المسلمون وفي معاجم اللغة العربية نجد كلمتي الأرومة والجرثومة). 

الشامبو وحمام البخار: أدخلهما لبريطانيا وأوروبا مسلمٌ اسمه شيخ دين محمد، الذي افتتح عام 1814 ولأول مرة:

 (حمامات مُحمد للبخار الهندي – Mahomed’s Indian Vapour Baths) على الواجهة البحرية لمدينة برايتون (Brighton Seafront). وتم تعيينه جراح الشامبو للملك جورج الرابع وويليام الرابع (Shampooing surgeon for King George IV and William IV). 

والشامبو أصلاً مستحضر صابون لغسل الشعر وقد تكون الكلمة من أصل عربي (شبوبٌ) المُحسِّن للشيء، وما يوقد الشباب (أي الفتاء). وشبّ: اتقد شبابًا (نشاطًا) وغيّرَ لون الشعر. وقد تكون من الهندوستانية شامبنا أي دلك العضلات capna, to  squeeze.

ففي الهندية تعني تدليك تطور معـناها لغسول الشعر والجسد (بل وحتى غـسول الأرض والزرابي)

شيخ دين محمد كان بنغلا أنجلو-هندي جراح ومسافر ورجل أعمال، كان واحدًا من أبرز المهاجرين غير الأوروبيين الأوائل إلى عالم الغرب. وقدم الشامبو لأول مرة إلى أوروبا، مع التدليك العلاجي، كما وقدم أطباق مطبخ جنوب آسيا. كان أيضًا أول هندي ينشر كتابًا باللغة الإنجليزية.

ولد محمد في بتنا Patna (بيهار- مقاطعة البنغال) عام 1759. كان والده، موظفًا في شركة الهند الشرقية (East Indian Company). نشأ شيخ دين محمد في پـتـنا. توفي والده عندما كان محمد صغيرًا. ثم صار تحت جناح الكابتن جودفري إيفان بيكر (Captain Godfrey Evan Baker)، وهو ضابط بروتستانتي أنجلو-أيرلندي (وهو في سن الـ 10). خدم في جيش شركة الهند الشرقية البريطانية كجراح متدرب وبقي محمد مع وحدة الكابتن بيكر حتى 1782 وتعلم محمد الكثير من كيمياء المغـول وفهم التقنيات المستخدمة لإنتاج مختلف القلويات والصابون والشامبو. وعندما استقال الكابتن، استقال محمد أيضًا من الجيش، واختار مرافقة الكابتن بيكر، "أفضل صديق له"، لبريطانيا. 

وفي عام 1784، هاجر محمد إلى كورك (أيرلندا) مع عائلة بيكر. هناك درس لتحسين مهاراته في اللغة الإنجليزية في مدرسة محلية، حيث وقع في شراك الحب  والغرام مع Jane Daly جين دالي ، "فتاة أيرلندية جميلة من والدين محترمين".  عارضت عائلة (دالي) علاقتهما، ثم هرب الزوجان إلى مدينة أخرى للزواج في عام 1786.  في ذلك الوقت كان من غير القانوني للبروتستانت أن يتزوجوا من غير البروتستانت، وبالتالي تحوّل (محمد) إلى الأنجليكانية (أصبح بروتستانتيًا) طمعًا في الزواج من حبيبة قلبه (جين دالي) "للأسف تحت وطأة الظروف والوحدانية القاهرة باع محمد دينه لأجل امرأة قد تكون غـيّرت حياته كما أنها أثرتها". رُزِق شيخ دين محمد من زوجته (جين) سبعة أطفال: روزانا، هنري، هوراشيو، فريدريك، وأرثر، ودين، وأمليا  (Rossana Mahomed, Henry Mahomed, Horatio Mahomed, Frederik Mahomed, Arthur Mahomed, Dean Mahomed, and Amelia Mahomed).

في عام 1794، نشر محمد كتاب عن أسفاره (رحلات دين محمد The Travels of Dean Mahomet). يبدأ الكتاب بالثناء على جنكيز خان، وخصوصًا أول إمبراطور مغولي مسلم في الهند (بابور Babur). ووصف لاحقًا الامبراطور المغـولي شاه علم الثاني، ومدينتي الله أباد ودلهي بتفاصيل غنية، مع وصف سلسلة من الصراعات العسكرية مع السلطات الهندية المحلية.

اقترح المحرر مايكل فيشر أن بعض مقاطع الكتاب يمكن إعادة صياغتها عن كثب روايات أسفاركُتبت في أواخر القرن الثامن عشر.

في عام 1810، بعد الانتقال مع زوجته إلى لندن، افتتح دين محمد أول مطعم هندي في انكلترا: دار القهوة الهندوستاني (Hindostanee Coffee House) في 34 جورج ستريت، بالقرب من ساحة بورتمان، وسط لندن؛ وهو أول مطعم يديره هندي. وتقدم فيه النركيلة لتدخين التبغ، مع تقديم الأطباق الهندية الشهية. لكن انتهى المشروع بسبب صعوبات مالية وإدارية. وقامت بلدية ويستمنستر بتخليد اسم المطعم في لوحة خضراء في موضعه الأصلي.

في عام 1814 انتقل مع زوجته إلى برايتون، وهي مدينة متطورة. وهناك أقام حمامات محمد، لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض العضلات بالتدليك (مساج) أو بشامبو الأعشاب والزيوت الهندية من بعد حمام البخار (شبيهة بالحمام التركي). تسبب علاج محمد الناجح بشهرته وتوافد المرضى لحماماته. خصوصًا مرضى الروماتيزم والشلل والنقرس وتصلب المفاصل وتشنج العضلات وآلام المفاصل والعظام. فلقبوه بطبيب برايتون "Dr. Brighton". وصارت المستشفيات تحيل له الحالات المرضية التي فشل معها العلاج الطبي. وكتب مقالة عن حماماته في الصحف المحلية: The Indian Medicated Vapour Bath) type of Turkish bath)

في عام 1822، عيّنه الملك جورج الرابع  King George IV "جراح الشامبو Shampooing Surgeon" الشخصي، وهو منصب استمر به وهو تحت وليام الرابع William IV . وفي العام نفسه 1822، نشر شيخ الدين محمد عمله الطبي: شامبوينغ أو الفوائد الناتجة عن استخدام حمام بخار العلاج الهندي:

(Shampooing; or Benefits resulting from the use of the Indian medicated vapour bath).

 


عدد القراء: 18073

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 10

  • بواسطة السيد علي محمد زيدان من العراق
    بتاريخ 2017-11-21 14:39:21

    شهاده رائعة من مسلم عراقي وبقمة الوضوح يضع فيه لمساته الثاقبة وملاحظاته القيمة عن الغرب الذي لم يفهم موضوع الطهارة بالكامل. أعجبت بالامثلة المدهشة والغريبة التي تقرّب وجهات النظر ،،، مثل قصة الرجل السوداني ،الذي قام بنزع الملابس الداخليه متحديا بنظافتها الرجل الانكليزي معه. المفهوم العام لمعنى الطهارة لا يأتي فقط من طهارة المأكل و الملبس و إنما طهارة العقل والتفكير والتفسير والوعي بمفهوم الطهارة. . فإن مفهوم الطهارة والحياء ليس له أي علاقة بكون الانسان غير معقد. . انه الحياء المفقود كما في مثل الجراح الانجليزي الذي ينزع ملابسه امام الآخرين. وهذا المقال الرائع إنما يسلط الضوء على العادات والتقاليد الإسلامية التي اتبعناها وما زلنا نتبعها دون ان ندرك مدى أهميها والضرر من عدم ممارستها علينا مثل موضوع (الختان). فموضوع الختان لم ينصحنا به سيدنا ابراهيم عليه السلام من الناحية الطبية. إنما هو سلوك عقائدي مستخدم يُتبع دون معرفة اي حيثيات طبية فيه وهذا يدل على أن الدين اقوى من مفهوم الحضارة المجرد والتي لا دين لها. ونلحظ هنا استشهاد صحيح لمقالتكم الجليلة حول انتشار الأمراض المعدية وكثرة حالات امراض السرطان لهذه الاماكن الحساسة، في مقارنة رائعة وبشكل ملحوظ بين الرجال والنساء في كلا العالمين (العالم الشرقي والعالم العربي).

  • بواسطة الدكتور الطبيب نشأت عزيز من الأردن
    بتاريخ 2017-11-20 13:50:42

    مقال شيق وقيم للدكتور المبدع مهند الفلوجي. حمّام حيدر الذي يضرب به المثل، كان في شارع المستنصر قرب محلة رأس القرية، وينسب إلى حيدر جلبي من أغنياء بغداد وموسريها، وهو احد بقايا عشرة آلاف حمّام في بغداد وحدها، كما قدرها المؤرخ اليعقوبي في القرن الثالث الهجري (955م)، قبل ان يتناقص عددها ليصل في القرن السادس الهجري الى الفي حمّام فقط! وكلمة (حمّام) أصلها (حمّى) باللغة العربية وتعني الحرارة المفرطة وقد وردت بصيغة (حمّام تركي) لدى البعض على الرغم من أن الأتراك لم يستخدموا الحمّامات عندما كانوا بدواً في موطنهم الاصلي بآسيا الوسطى، لكنهم استخدموها بعد دخولهم الى الإسلام. واصبح الحمّام في بغداد جزءاً من الحياة البغدادية منذ اقدم العصور، وفي أواخر العهد العثماني وبداية الاحتلال البريطاني لبغداد عام 1916 فإن الحمّامات البغدادية كانت جزءاً من حياة (البغادة) الحافلة بالمعتقدات والعادات الشعبية والحكايات، اذ لم يوجد بغدادي في بداية القرن الماضي ليس له حمّامه العام الذي كان يرتاده قبل أن تصبح شيئا من الماضي، لأن بيوت البغداديين أيام زمان نادراً ما تجد فيها حمّاماً خاصاً الا عند الموسرين منهم الذين بنوا القصور والمنازل الحديثة, زرت قصور فرساي وكانت مبهره بكل شيء وعن سؤالي عن حمامات القصر لم آراها فأجابوني لا توجد حمامات في ذلك الزمان وكانوا يقضون حاجاتهم بالفناء ( الجول) وما استعمال العطور بكثره قديما الا لتغطية روائحهم الكريهه.

  • بواسطة الدكتور عبد الرحمن ياسين من الأردن
    بتاريخ 2017-11-19 11:39:27

    احسنت اخي مهند موضوع متكامل وعلمي واجتماعي جزاك الله خيرا

  • بواسطة الطبيب الجراح حسين صالح من العراق
    بتاريخ 2017-11-19 11:33:32

    مقااال أكثر من ممتع. بالمناسبه خطرت على بالي هذه الخاطره: ايام العسكريه، و تعسف نايب الضابط تجاه الجنود المكلفين كافه وممارسة أبشع أنواع الإذلال باسم التدريب العسكري ( حتى انه كانوا يقولوا له أن فلان عنده ماجستير، فيرد و فلان عنده سكر و مضبوط بالتدريب!) كان الاستنجاء بالماء قاسم مشترك بين جميع فئات الشعب فهي فطره صحيه لا يفارقها احد ، حتى اذا اراد بعض الجنود التخفيف من نائب الضابط التخفيف عن احد الجنود احتراما له كونه خرّيج ( إحدى الكليات) كان يأتي الجواب : ( خرّيج مرّيج ، كلها تشطف بالبريج ) اي الإبريق.

  • بواسطة الدكتور عبد الرحمن ياسين من الأردن
    بتاريخ 2017-11-17 20:45:41

    احسنت اخي مهند موضوع متكامل وعلمي واجتماعي جزاك الله خيرا

  • بواسطة الاستاذ عبد الإله حاكم من العراق
    بتاريخ 2017-11-17 20:35:47

    ان من يقرا هذه المقاله التي قد اجزت في كتابة حروفها لتصوغ تلك الكلمات النابعه من قلب يحب اساسه العربي الاصيل ويعشق تلك النظافه الفطريه التي زرعها الاسلام بكل حب في اساساتهِ العميقه. من يقرا تلك المقاله الجميله يعرف قيمتهُ ك مسلم وان كان اسلامه ضعيف الا ان شطر النظافه ذاك الذي ذكرته فطري في نفوسنا لكن هو بالاصل شطر من الاسلام واساسهِ. لك كل الاجر والثواب. ولك مني اجمل الحب والاحترام. على ما تقدمهُ من انجازات فذه ناذره تجعل منا اُناس ذا قيمه ان الفرق بين الانسان الاوربي والانسان العربي الشرقي للجاهل هو فرق كبير جدا ويشعر هذا الفرد الجاهل بان الانسان الاوربي هو القدره بل يتمنى ان يكون مثله. لكن الحقيقه للفرد المتعلم الذي قد قرأ مقالاتك والعارف بين فرق العربي الشرقي والاوربي، يحمد الله على نعمه النظافه الفطريه تلك المزروعه في قلوبنا.

  • بواسطة الطبيب الدكتور فراس الراوي من الإمارات العربية المتحدة
    بتاريخ 2017-11-17 19:17:37

    سرد تأريخي موفق و ممتع لموضوع يطرق لأول مره يبين فضل المسلمون العرب بالنظافه الشخصيه و تخلف الغرب به و كيف تعلموه من اسلافنا. لطالما نواجه المشكله التي طرحها الكاتب الكريم بخصوص الاستنجاء حين نسافر الى اوروبا و نتبع نفس ما نصح به الاستاذ كاتب المقال و كنا دوما انا و زوجتي نسأل اسئله كثيره تبدأ بلماذا و ها قد وجدت معظم الاجوبه على اسئلتي جاهزه في المقال. شكرا للاستاذ الدكتور مهند الفلوجي على هذا المقال و ننتظر المزيد.

  • بواسطة الدكتورة هدى الدوري من الأردن
    بتاريخ 2017-11-12 13:04:17

    مقال مستفيض ومعلومات مشوقة حول أصول الغسيل والصابون والشاميون وفعلا فان اهم سبب لاختراع العطور في فرنسا كان انبعاث الرواؤح الكريهة بسبب عدم الاستحمام . شكرا لك

  • بواسطة عبدالمجيد من استراليا
    بتاريخ 2017-11-11 00:44:27

    مقارنة شيقة وجهد مشكور للدكتور مهند على هذا البحث

  • بواسطة محمد الربيعي من المملكة المتحدة
    بتاريخ 2017-11-09 12:06:23

    موضوع جميل وشيق وفي بعض سطوره أعاد لي ذكريات العراق الجميلة الحمام الصوبة نومي بصرة والكثير وعرفت منه اكذوبة ان الأوربيين انظف من العرب كان موضوعاً مهماً سلط الضوء على كثير من الحقائق التأريخية التي قد تغيب على كثير من الناس جزا الله الكاتب كل خير ونفع بعلمه

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-