التأثير العربي- الإسلامي على الغرب في ثقافة الطعام والإتكيتالباب: مقالات الكتاب
أ.د. مهند الفلوجي لندن |
تعدّ منظمة الصحة العالمية(WHO) السمنة أخطر أمراض العصر الحديث، حيث تؤدي لتقصير العمر والموت المبكر بسبب مضاعفاتها على القلب والدماغ وتسببها لداء السكر والسرطان. وتعرف السمنة بمؤشر كتلة الجسم Body Mass Index = الوزن (كغم) / الطول (م2) وتصنف فئات مؤشر كتلة الجسم:
(نقص الوزن = أقل من 18.5 / الوزن العادي = 18.5–24.9 / زيادة الوزن = 25-29.9). وتعرف السمنة بمؤشر كتلة الجسم من 30 أو اكثر. وقد تضاعفت السمنة في أنحاء العالم ثلاث مرات منذ عام 1975. في عام 2016، وجد قرابة 1.9 مليار بالغ (18 سنة فما فوق)، يعانون زيادة الوزن؛ 650 مليون منهم يعانون مرض السمنة؛ و340 مليون طفل ومراهق (أعمارهم 5-19) يعانون زيادة الوزن ولسمنة. وفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD تحوي 35 من أكبر دول العالم اقتصادًا) فإن أكثر الدول سمنةً: الولايات المتحدة الأمريكية (تصيب 38.2 % من السكان البالغين وهي الأكثر بدانةً على كوكب الأرض)، المكسيك، (32.4 %)، نيوزيلندا (30.7 %)، هنغاريا (30 %)، أستراليا (27.9 %)، المملكة المتحدة (26.9 %)، كندا (25.8 %)، شيلي (25.1 %)، فنلندا (24.8 %)، وأخيراً ألمانيا (23.6 %). وتتبعها دول الشرق الأوسط بالترتيب: الكويت، قطر، ليبيا، المملكة العربية السعودية، ومصر، حيث 75 % من السكان يعانون زيادة الوزن وأكثر من الثلث يعانون السمنة. ومع درجات الحرارة الحارقة(تصل 40 درجة مؤية)، تصبح ممارسة الرياضة العادية كالمشي نادرة، إضافة لتبني مطاعمها للوجبات الغربية السريعة.
الحِمْيَة النبويّة Prophet Muhammed Diet تغزو أوروبا والعالم:
1. الصوم المتقطع: تنتشر عالميًا حميات غذائية كثيرة لتخفيض الوزن: كحمية أتكن Atkin diet، حياة أخفLighter Life، حمية كيتون Ketogenic diet، حمية العصر الحجري Paleo Diet، حمية جين Jane Plan . لكن في لقاء تلفزيون BBC بتاريخ 2/1/2013 صرح طبيب التغذية (مايكل موسلي) بحمية الصوم المتقطع intermittent fasting كأفضل حمية غذائية علمياً لتخفيض الوزن (سمّاها حمية 5:2 ( وقال أنه يأكل اعتياديًا خمسة أيام ويصوم يومين (الاثنين والخميس) من كل اسبوع أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه قد فقد 19 باوند/ 8.6 كغم من وزنه خلال شهرين ونصف. (الرابط):
https://www.bbc.co.uk/news/av/health-20890613/diet-doctor-urges-intermittent-fasting
والنظام الغذائي 5:2 (5:2 plan or diet) انتشرعالميًا وبسرعة ڤايروسية لبساطته وفعاليته، حيث تأكل طبيعيًا دون تقييد السعرات الحرارية لخمسة أيام، وفي اليومين الآخرين، يمكنك تقلل السعرات للربع (500 سعرة يومية للنساء، 600 للرجال) ولمدة 12 أسبوعًا، لتجني فوائد الصيام الجمة بتخفيض الوزن وانخفاض مقاومة الأنسولين وتقليل مؤشر الإلتهاب وتحسين مستويات الدهون بالدم.
التغييرات الجوهرية أثناء الصيام المتقطع:
• انخفاض مستوى الأنسولين بالدم، مما يسهل حرق الدهون.
• ازدياد هرمون النمو البشري (Human growth hormone) لـ5 أضعاف، فيسهل حرق الدهون وتقوى العضلات.
• تحفيز الجسم لعمليات الإصلاح الخلوي، كإزالة النفايات من الخلايا.
• التعبير الجيني (Gene expression): تحصل تغييرات مفيدة ذات العلاقة بتطويل العمر والحماية من المرض. فلقد ثبت طبيًا أن الصوم المتقطع هو أفضل وصفة لإطالة العمر والحماية من الأمراض، إذ يستحث عملية (التآكل الذاتي Autophagy) وهو عميلة تنظيف الجسم بنفسه للتخلص من الخلايا المريضة، والميتة، والغير طبيعية، وللحماية من: السرطان، والاضطرابات العصبية كمرض ألزهايمر، ومن عدوى الجراثيم، والأمراض الالتهابية، ومن الشيخوخة، والحماية من داء السكر.
2. تقليل كمية الطعام: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تناول الطعام، فكان تمضي أيامًا طويلةً دون أن توقد نارٌأو يُطبخ طعام في بيوت نسائه، وكان أحيانًا يشد الحجارة على بدنه لتقليل حجم المعدة؛ كان أكثر أكله من الخبز، الذي اكتفى به. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ)، والبَرَدةَ: التُخمة. وفي طب العرب: "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وأصل كل داء البردة. والحمية خلو البطن من الطعام، والبردة إدخال الطعام على الطعام". روى الترمذي عن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ). وهذا من أعظم أبواب حفظ الصحة. إن امتلاء البطن بالطعام مضرٌّ للقلب والبدن، إن كان عادة، وأما أحياناً فلا بأس به؛ فقد شرب أبو هريرة اللبن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال: (والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا)؛ وأكل الصحابة بحضرته مرارًا حتى شبعوا. والشبع المفرط يضعف القوى والبدن. ومراتب الغذاء ثلاثة (أحدها): مرتبة الحاجة؛ (والثانية): مرتبة الكفاية؛ (والثالثة): مرتبة الفضلة. وبما أن حجم المعدة حوالي 1500 لتر يمكن تقسيمها لثلاثة أقسام متساوية سعة القسم منها نصف لتر (500مل). وثلث المعدة الأعلى الفارغ ضروري لِنَفَسِ الإنسان لتسمح بالتنفس بتقلص الحجاب الحاجز فوق المعدة مباشرة. قال عمر رضي الله عنه: (إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم والقصد فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين) رواه أبو نعيم. واعلم أن الشبع الدائم بدعة ظهرت بُعيد القرون الثلاثة الأولى (الهجرية). قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) محمد:12، والأكل جلوسًا من حافة الطعام من آداب الإسلام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء)، ونرى مصداق الحديث في كثرة أوقات الطعام بالغرب:
1. الإفطار (Breakfast) ساعة7-9.
2. استراحة القهوة (Coffee-break) ساعة11 صباحًا.
3. وجبة الإفطار المتأخر(Brunch) بين الإفطار والغداء.
4. الغداء Lunch)) منتصف النهار (12:30-2:00).
5. وقت الشاي (Tea-time) مع البسكويت عصرًا (3:30-5:00). وشرب الشاي مع وجبة طعام يسمى شاي العصرية الكامل (Full afternoon tea).
6. وقت الشاي الأخير (High tea) وجبة خفيفة تؤكل في وقت مبكر من المساء قبل العشاء (6 مساءً)
7. العشاء (Supper or Dinner) تؤكل في المساء (7-8:30 مساء). وبعدها تؤكل الحلوى أو بودنغ pudding وتسمى التوالي (Afters).
ومن قل طعامه خف منامه، ومن خف منامه ظهرت بركة عمره؛ ومن امتلأ بطنه ثقل نومه، ومن ثقل نومه محقت بركة عمره. فإذا اكتفى المرء دون شبع حَسُنَت تغذية بدنه، وصحّ قلبه، وصلُحت سائر وظائفه الفسلجية. والإنجليز تقول: You are what you eat (أي أنت بحياتك وشخصك يتقرر بما تأكل).
3. نوع الطعام: وأنواع طعام الرسول صلى الله عليه وسلم تحتاج لدراسات علمية عميقة. يقول المقريزي (إمتاع الأسماع 7/ 262): (اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل على مائدة وعلى الأرض، وكانت له قصعة كبيرة، وأكل خبز الشعير، وائتدم بالخل، وأكل القثاء والدُّباء والسمن والأقط (لبن مُجَفَّف يابس مُسْتَحْجِر يطبخ به) والحَيْسُ (تَمْرٌ يُخلَطُ بسَمنٍ وأقِطٍ فيُعجَن ثم تنزع النَّوى عنه ثمّ يُسَوَّى كالثَّريدِ وهي الوَطيئَةُ وربّما جُعِلَ فيه سَويقٌ عِوَضَ الأَقِط)، والزبد واللحم والقديد والشواء ولحم الدجاج، ولحم الحبارى، وأكل الخَبِيص (الحلوى المخبوصة أي المصنوعة من دقيق وتمر وسمن)، والهريسة (نوع من الحَلْوَى يُصنع من الدقيق - هي الحبيّة أو الشوفان أو الحب المدقوق بالمهراس - مع السمن والسُّكَّر - والبغادّة يضيفون لحم الغنم ويطبخ طويلاً)، وعاف أكل الضب، واجتنب ما تؤذي رائحته، وأكل الجُمّار والتمر والقنب والرطب والبطيخ، وكان يحب الحلواء والعسل، وجمع بين إدامين). وذكر ابن القيم (زاد المعاد (1 /142 أحبّ الطعام النبوي (كان يحب أكل الحلواء والعسل، ولحم الجزور، والضأن، والدجاج، ولحم الحبارى، ولحم حمار الوحش، والأرنب، وطعام البحر، وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر، وشرب اللبن خالصًا ومشوبًا بالسويق، والعسل بالماء، وشرب نقيع التمر). وكان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يشرب كل يوم قدحَ عسلٍ ممزوجًا بالماء على الريق. وكان صلى الله عليه وسلم يُلطف غذاءه بنقيع التمر أو الزبيب أو الشعير. وكان الثريد من أحب الطعام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والثريد خبزٌ يُبلُّ بمرق وغالبًا ما يكون بمرق اللحم (والفتّة نوع منه) وكان يحب من اللحم الظهر والكتف. وهو طعام مُغذّ سهل على المعدة والمضغ والهضم فقال صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه البخاري. وأوصى به أمته، فقال صلى الله عليه وسلم:"أثردوا ولو بالماء". ومن الأطعمة التي فضّلها صلى الله عليه وسلم أيضًا: البقل، والخيار، والقرع.
4. تغلغل الأتـَكيت الإسلامي Islamic Etiquette في العالم: الأتيكيت Etiquette كلمة فرنسية تعني آداب السلوك ومنها آداب الطعام. وقد تعلمها الفرنسيون والأوربيون من الأندلس: مركز الإشعاع الحضاري لأوروبا والغرب. فالادعاء بخشونة الخُلق وهمجية الشرقيين مقارنةً بدماثة الخُلق الحضاري الغربي إدعاء باطل يحتاج لتحليل وتفصيل:
كانت الحمَّامات العامة والحمّامات الخاصة شائعة في العالم الإسلامي، حيث الإغتسال ضروريًا خصوصًا ليلة الجمعة من كل أسبوع. وبينما كان طوب كابي (قصر السلطان العثماني في استنبول) يحوي ركنًا كبيرًا للاستحمام والتدليك، كان قصر فيرساي في باريس بعكسه، لا يوجد فيه حمام واحد!!! وبينما تمتع الإسبان بالماء الساخن في الحمّامات العامّة تحت ظل حُكم المسلمين، ازدرى أحد المؤرخين الحالةَ الصحية البدائية عند باقي الأوروبيين، قائلاً: (لا ينظفون أنفسهم ولا يغتسلون إلا مرة أو مرتين في السنة، وبماء بارد، ولا يغسلون ثيابهم بعد لبسها حتى تتساقط عنهم قطعة قطعة). وكانت الكنيسة في بداياتها تثني الناس عن النظافة (ردًا على فسوق الحمّامات الرومانية!!!). وفي القرن السادس الميلادي أمر القديس بندكت: (إلى الذين هم بصحة جيدة ولا سيّما الشباب، سيكون الاستحمام ممنوعًا إلا ما ندر). عَدَّ القديس فرنسيس الأسيسي الجسمَ غير المغسول علامةً نتنةً للتقوى!(وكانت رائحته لا تُحتمل). وكان طعامهم الخمرة واللحم ويخلو من الفواكه والخضروات، لهذا فبانهيار الامبراطورية الرومانية ومجيء العصور المظلمة، اختفى الاهتمام بالصحة العامة. وبقت أوروبا العصور الوسطى ألف عام دون استحمام!!! كانت إيزابيل ملكة قشتالة تتفاخر باغتسالها مرتين في حياتها: بعد الولادة وقبل الزواج. أما الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا، فكانت تغتسل مرتين في السنة، وكانت تستعمل مهفّةً (مروحة) يدوية في الجو البارد، لطرد رائحتها الكريهة. وكان ملك فرنسا لويس الرابع عشر يغتسل مرةً واحدة في السنة. واستُبدِلَ الاستحمام في أوروبا باستعمال العطور ذات الأساس الكحولي وانتشرت في باريس، ولندن، لكي تغطي الرائحة الكريهة، (طبيًا، حاسة الشم تستطيع تعرّف الرائحة القوية فقط من إحدى الرائحتين). وبينما كان للمسلمين أنظمةُ ري مُتقنة ومجارٍ تحت الأرض (للخلاء والمياه القذرة) مع غذاء صحيّ، على العكس كانت فضلات الأوروبيين تلقى في الشوارع مباشرةً، أو تفرَّغ في الأنهار التي يشربون منها الماء. إن كلمة مرحاض بالإنجليزية العامية ( Looلُوُ)، مُشتقة من صيحة التحذير بالفرنسية: كارديز ليو (تُلفظ كاردي لُوُ، وتعني اِنتَبِه: ماء)! قبل إفراغ وعاء قذارة وفضلات الغرفة من الطابق العلوي إلى الشارع التحتاني.
(French yelling out the warning, “Gardez l'eau!” (pronounced gardy loo –“mind the water”)
وبعد هلاك الأوروبيين بالطاعون الدّبْلىّ (bubonic plague)، نشطت محاولات لتحسين الأوضاع الصحية ومنع رمي القمامة بالشوارع العامة. لكنّ إنشاء المجاري تحت الأرض لم يحدث في أوروبا حتى بداية القرن التاسع عشر.
ولنأخذ الآن الرسول مثالاً للأتيكيت الإسلامي (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب:21:
1. كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل يديه قبل الطعام وبعده: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله إِذا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ، وَإِذا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَشْرَبَ قَالَتْ: غَسَلَ يَدَيْهِ ثمَّ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ. (النسائي) وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ فَمَضْمَضَ وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَصَلَّى (ابن ماجه.) وعنه أيضًا: "مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ وَلَمْ يَغْسِلْهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ".
2. كان صلى الله عليه وسلم إذا شرع في الأكل، ابتدأ باسم الله ، ويختمه بحمده على نعمه، وإن بدأ طعامه بدأه باليمين، وأكل مما يليه من حافة الطعام لا من وسطه، بأصابعه الثلاث. فعن عُمَرَ بنِ أَبي سلَمَة قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (سَمِّ اللَّه، وكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) متفقٌ عَلَيهِ. وقال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أكَلَ أَحَدُكُمْ فَليَذْكُر اسْمَ اللَّه تَعَالَى، فإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّه تَعَالَى في أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّه أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ) (أَبُو داود). فإذا فرغ من طعامه لم يمسح يده حتى يلعقها هي والصحفة؛ التماسًا للبركة. فإذا رُفعت المائدة، حمد الله قائلاً: "الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة".
3. وكان يجلس بتواضع لتناول الطعام بالاجثاء على ركبتيه، وأحيانًا بالجلوس على الرجل اليسرى، ونصب اليمنى. قال صلى الله عليه وسلم: (لا آكلُ متَّكِئًا)، أي لم يعتمد على الوسادة في جلوسه، ولم يأكل منبطحًا على بطنه أو وجهه.
4. ولم يأكل صلى الله عليه وسلم إلا الطيب الحلال من الطعام. ولم يحبس نفسه على طعام واحد بل كان يُنوّع في مأكولاته، وكان يكره الطعام الحار حتى تذهب حرارته، ولم يأكل طعام الصدقة (محرمة عليه). وكان صلى الله عليه وسلم يشرب باليمين، وإن كان المشروب ماء يشربه على ثلاث دفعات، مع أخذ نفس بين كل دفعة وأخرى، بعيدًا عن الإناء: وحثّ أن يكون ساقي القوم آخرهم شربًا، مقدّمًا الماء لغيره قبله. فضّل النبي صلى الله عليه وسلم اللبن (الحليب والروبه) على غيره، وكان يعجبه شرب الماء البارد العذب من الآبار. وشرب اللبن وحده ومخلوطًا بالقمح أو الشعير، وأكل اللبن مجففًا أيضًا، وأكل الخبز بالتمر وبالخل وبالزيت، وباللحم، وبالشحم المذاب.
5. لم يتكبّر النبي صلى الله عليه وسلم أو يتكلّف في طعامه: كان صلى الله عليه وسلم يأكل مما يأكل قومه، ولا يرفض طعامًا قُدم له، إن اشتهاه أكله، وإن عافته نفسه تركه بدون تعليق؛ وكان يجتنب الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة. وكان صلى الله عليه وسلم يأكل حاجته وكان من هديه الأكل بثلاث أصابع، واستحباب لعق الأصابع والقصعة بعد فراغه من الأكل (صحيح مسلم/الأشربة).
6. يعتقدون أن تبادل الورود بين الأحبة والتعطر بالعطور عادات غربية؛ ونسوا الحديث الشريف: (من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح). وكان صلى الله عليه وسلم يتعطر بالمسك في مفرقه والإدهان بالزيت والاكتحال بالإثمد.
7. يفتتن البعض بقاعدة الإتيكيت الغربي "أخدم نفسك بنفسك help yourself or self-service " ونسوا أن من أصّل ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم: سئلت السيدة عائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: (كان بشرًا من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه وأهله).
تأثيرات "زرياب" العالمية والمُكملة للأتيكيت الإسلامي
زرياب الموصلي المولد والبغدادي المنشأ والأندلسي القرطبي المقام والوفاة (173-243هـ/ 777-857م) أبو الحسن علي بن نافع المتعدد المواهب الطباخ الموسيقي العبقري من العصر العباسي. ولعذوبة صوته وبشرته الداكنة لُقِّب بـ زرياب (أي البلبل الأسود/الشحرور). وكان عالمًا بالشعر والطبيخ والغناء والتاريخ والفلك: ولم يكرم المسلمون زرياباً بقدر ما كرمه الغرب.
حين طلب الخليفة هارون الرشيد من إسحق الموصلي أن يأتيه بمغني جديد، أحضر إسحقُ تلميذه زرياب فغنى للخليفة وأجاد: (يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا)، طار الرشيد فرحًا به وطلب من أستاذه إسحاق الإعتزاز به، إلا أن إسحاق داخله الحسد فهدّد زرياب، فخرج زرياب من بغداد للمغرب. وكاتب أمير قرطبة الحكم بن هشام الأموي. وحين وصل زرياب إلى الأندلس كان الحكم قد توفي، ووجد خليفته عبد الرحمن الثاني فاحتفى به وشغف بغناءه. وعرض عليه الأمير قصرًا وراتبًا شهريًا قدره مائتا دينار. وصار زرياب بمثابة وزير الثقافة. قام زرياب بنقل أجمل ما في بغداد إلى الأندلس؛ كان حلقة الوصل لنقل مظاهر الحضارة الاسلامية إلى الأندلس ومنها إلى أوروبا والعالم. ويعد زرياب بحق مبتكر فن الذوق العام أو ما يسمى اليوم بـ "الإتيكيت" (ومنه انتقل من الأندلس لباريس ولندن).
8. أدخل زرياب إلى أوروبا والعالم وجبات الطعام الثلاثية الأطباق Three-course meal: تقدم فيها الأطباق بالتعاقب (بدل تقديمها دفعة واحدةً) تبدأ بالمقبلات من الحساء (الشوربة والسواخن)، ثم يتبعها الطبق الرئيس من اللحم، أو السمك، أو الطيور، ثم تختتم بالحلوى من الفطائر المصنوعة من اللوز والجوز والعسل، والعجائن المعقودة بالفواكه المعطرة والمحشوة بالفستق والبندق. ولزرياب الفضل باستخدام آنية الزجاج الرقيق بدلاً من آنية الذهب والفضة (لجماليتها وسهولة تنظيفها ورخصها)، وباستبدال افتراش قماش الكتّان للبسائط والموائد فاستخدم سُفر الأديم (الجلد الناعم الرقيق) ليكون فرشًا على موائد الخشب، «إذ الوضر (الوسخ) يزول عن الأديم (الجلد) بأقل مسحة». كما ابتدع تنسيق الموائد الراقية وتنظيمها من حيث ترتيب الصحون واتخاذ السكاكين والشوك والملاعق، واصطناع الأصص للأزهار من الذهب والفضة. وقد استحسن الناس ذوقه في الأطعمة، فدلهم على صنوف محببة منها لم تعرفها الأندلس من قبل كتلك المسماة بـ(النقايا) وهو مصطنع بماء الكزبرى محلى بالسنبوسق (معجنات المحشوة باللوز والفستق والسكر (يشبه القطائف). وهو أول من أدخل إلى المطعم الإسباني طعام (الهليون) وهي بقلة لم يعرفها أهل الأندلس قبله، وقد سموها بلسانهم (الاسفراج Asparagus). ومن الحلوى ما يُنسبُ إليه إلى الآن وهي (زلابية) (تحريف زريابية).
9. إقامة الولائم الفخمة وترتيبها حيث نقلها من قصور العباسييّن لتكون في متناول ملوك وعامة الأندلس؛ وله الفضل بتعليم الأندلسيين طُرق الطهي العراقية. كان ذلك النواة الأولى لفخامة قصور ملوك الأندلس التي انتقلت من بعد لملوك أوروبا (مثل فرنسا وانجلترا).
10. نظام ارتداء الأزياء تبعًا لفصول السنة (Fashion show): تخيّر زرياب البساطة والتناسق ليلبس الناس الملابس القطنية الخفيفة البيضاء في فصل الصيف (يمتد في الأندلس من أواخر حزيران لأوائل تشرين الأول)، وأن يلبسوا في الخريف الثياب الملونة الداكنة ذات البطائن الكثيفة، وينتقلوا في فصل الشتاء البارد الى أثخن منها من الملونات، مع الفراء إذا احتاجوا، ثم ينتقلوا في الربيع إلى لبس جباب الخز والحرير والدراريع الملونة بلا بطائن. يذكر التلمساني (نفح الطيب) أن زرياب جمع العديد من الخصال المميزة حتى اتخذه ملوك الأندلس وخواصهم قدوة في ما يسّن من آداب أو مظاهر للتمدّن، ومن ذلك طرق تهذيب الشعر وقصه، حتى إنه سنّ ما يعرف اليوم بالخطوط العريضة للموضة والتي درجت بعد ذلك في أرجاء العالم مع تقلّب فصول السنة، إذ كان الأندلسيون قبل زرياب يرتدون ذات الثياب طيلة العام، ومع قدومه من المشرق جلب معه عادة تغيير الملابس وأنواع القماش وألوان الثياب حسب الفصول، وليس في ذلك ترف جماليّ وانشغال بالدنيا بقدر ما هو توظيف يتماشى مع الحالة المناخية.
11. رائد فن التجميل والعناية بالبشرة وإزالة رائحة العرق (Beauty therapy): وصف زرياب بالرجل الأنيق في كلامه وطعامه. وكان يلفت الأنظار بطريقته في الكلام والأكل والجلوس إلى المائدة. وكان يضع على مائدته الكثير من المناديل، هذه لليدين وهذا للشفتين وهذا للجبهة وهذا للعنق، وهو أول من لفت أنظار النساء إلى أن مناديل المرأة يجب أن تكون مختلفة اللون والحجم وأن تكون معطرة أيضًا. ومن السنن الحضارية التي جلبها زرياب من المشرق إلى الأندلس سُنة استعمال مزيل العرق والروائح السيئة مع ترك المكان نظيفًا زكيًا دون بقع على الملابس، إذ إن ملوك الأندلس كانوا يستخدمون الورد والريحان، فكانت ملابسهم لا تسلم من آثار البقع. «ومما سنّه لهم استعمال المرتك (بالفارسية المُرداسَنج أي الرصاص) لطرد ريح الصنان من جوانبهم. ولا شيء يقوم مقامه». كما علمهم طرق الخضاب وإزالة الشعر، واستعمال ما يشبه معجون الأسنان في أيامنا (بالفرشاة وخلاصة المسواك)، وأدخل إليهم طرقًا لقص شعر الرأس وتسريحه لم يعرفوها من قبل، ذكر المقري أن زرياب دخل الأندلس وأهلها، نساءً ورجالاً يرسلون جممهم مفروقة إلى وسط الجبين، عامة للصدغين والحاجبين، «فلما رأى أهلها تحذيفه هو وولده ونساؤه لشعورهم، وتقصيرها دون جباههم، وتسويتها مع حواجبهم وتدويرها إلى أذانهم، وإسدالها إلى أصداغهم، هوت إليه أفئدتهم واستحسنوه». وعلّمهم تنظيف الملابس البيضاء مما يعلق بها من وضر (وسخ) بتصعيدها بالملح حتى يبيض لونها. ولما جربوها صارت سنة بفضله.
12. الموسيقى (Andalusian Muwashahat): اشتهر زرياب في الأندلس ولقّب بالقرطبي وسحر أهلها بصوته، حتى توهٍّم أن الجٍنّ هي التي تعلّمه. ولم يكن أثره مقصورًا على الأتيكيت بل ابتكر الموشحات الأندلسية (تتكون من الشعر والموشح والزجل). وأسس في قرطبة (دار المدنيات) للغناء والموسيقى يضم أبناءه الثمانية وابنتيه إضافة إلى عدد آخر من المغنين وتعتبر هذه أول مدرسة في أوروبا والعالم أسِسَت لتعليم علم الموسيقى والغناء وقواعدها. وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة:
1. جعل للعود خمسة أوتار بدل أربعة.
2. أدخل على الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله.
3. جعل مضراب العود من ريش قوادم النسر بدلاً من الخشب أو أظافر اليد.
4. افتتاح الغناء بالنشيد قبل البدء بالنقر، وهو أول من وضع قواعد الغناء والامتحان للمبتدئين بتعلم ميزان الشعر وقراءة الأشعار على نقر الدف ليتعلم الميزان الغنائي.
5. السلم الموسيقي: ابتكر زرياب الوتر الخامس وصنعه من الأمعاء الدقيقة وأضافه للأوتار الأربعة (مصنوعة من الحرير وأصواتها غليظة) ولوّن كل منها بلون خاص: البمّ (أسود)، والمَثْلَث (أبيض)، والمَثْنى (أحمر)، والزير(أحمر)، والوتر الخامس سماه الزير الثاني (صبغه باللون الأحمر الدموي). واستخدام الأسماء العربية المذكورة لأوتار العود الخمسة حتى نهاية العصر العباسي (656هـ/ 1258م) إلى أن استبدلت بأسماء فارسية هي: (اليكاه- العشيران- الدوكاه- النوى- الكردان)، وظلت مستخدمة لتحل محلها الأسماء الغربية الحديثة: (فا صو لا سي دو ري مي ). بعد سقوط الأندلس انتقل تراث الموسيقى الأندلسية للمغرب حيث اشتهرت به تطوان والرباط وفاس، وحافظ عليه المورسكيون المدجّنون والمستعربون، وتناقلوه. واشتهر الفلاحون بـغناء الفلامنكو (مزيج من الدبكة والصفقة البغدادية) المنسوبة لزرياب وهي تحريف لـ(فلاح منغوم) حسب جاسون ويبستر.
وقد أثرت موسيقى زرياب في طلابه الأوروبيين (التروبادور troubadours )، يشتق اسمهم من كلمتي (طرب ودور) العربيتين (مقل المسحراتي المنشد الجوال: "إصحَ يا نايم، وحّد الدايم"). ونقل طلابه أسماء الآلات الموسيقية العربية للغات الأوروبية مثل: العود والربابة.
أسهَمَ الزواج المختلط والسبي بين المسلمين والإسبان في نقل الموسيقى العربية إلى أوروبا، كما أسهمت البعثات التي أرسلتها بعض الدول الأوروبية للدراسة في قرطبة في نقل علم الموسيقى العربية إليها. كما حدث مع جورج الثاني ملك انجلترا الذي بعث رسالة إلى الخليفة الأموي هشام الحكم يطلب فيها منه استقبال عدد من الطلاب الإنجليز للدراسة في معاهد الأندلس «لقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تمتعت بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا اقتباس أثركم، لنشر نور العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة».
من التجني إذن عدّ زرياب أحد أسباب سقوط الأندلس (كما يدّعي البعض) بسبب إدخاله الغناء وإلهاء المسلمين عن الصلاة والجهاد. فلقد سبقه الكثير من منشدي الغناء بالقدوم للأندلس (كإبن يزيد الإسكندري وزرقون وعلوم والعجفاء). يقول الفيلسوف ابن باجة (إن أهل الأندلس كانوا يغنون غناء النصارى قبل زرياب، ومع قدومه أصبح هناك "هوية وطابع غنائي أندلسيّ". ثم إن زرياب انتقل من بغداد العباسيين في عصرهم الذهبي وقدم للأندلس في عصرها الذهبي أيضًا: عهد عبدالرحمن بن الحكم "792-852م" أي أنه دخل الأندلس قبل سقوطها (1492عام) بقرابة ستة قرون ونصف! ثم إن الأندلس شهدت وقتذاك أزهى عصور النهضة: عمرانيًا وزراعيًا واقتصاديًا وعسكرياً وفنيًا. فزرياب نتاج لهذا الرقي الحضاري وليس سببًا لإنهيار الأندلس (له أسباب أخرى). ووصل الجهاد الأندلسيّ وقتئذ لأقصاه، وخلالها تم إنشاء أول أسطول حربي هزم النورمان وعصابات الفايكنغ، ولم يهزم الأندلسيون خلالها قطّ. ولم يكن الحاكم الأندلسيّ الذي قرّب زريابًا بعيدًا عن الدين، بل كان حافظًا للحديث ويؤم المسلمين في الصلاة وقد قرّب الفقهاء وعظّم شأنهم، كما كان لسيادة المذهب المالكيّ في الأندلس دور في تخفيف حدّة التصادم بين الدين والفن، وانعكس ذلك في تطوير الموسيقى.
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- جذور ثقافة الكراهية: «التشيع العربي والتشيع الفارسي» لنبيل الحيدري
- الفايكنغ والإسلام: تاريخ منسيّ يوثقه معجم الفردوس
- الفايكنغ والإسلام: تاريخ منسيّ يوثقه معجم الفردوس (2)
- تاريخ جراحة التجويف البطني - الإسهامات العربية (2-2)
- بين حـضارتين: مفارقـاتٌ بين الشرق والغـرب (شهادة ُطبيبٍ عـربيّ في الغـرب)
- بين فلسفتين: بين تأليه الله وتأليه الإنسان 1
- بين فلسفتين: بين تأليه الله وتأليه الإنسان 2
- بين فلسفتين: بين تأليه الله وتأليه الإنسان 3
- بين فلسفتين: بين تأليه الله وتأليه الإنسان 4
- بين دِفءِ الشرق وبرودةِ الغرب
- تاريخ جراحة التجويف البطني - الإسهامات العربية (1-2)
- الطهارة والقذارة بين الشرق والغرب -1
- الطهارة والقذارة بين الشرق والغرب – 2
- الطهارة والقذارة بين الشرق والغرب - 3
- رومانسية الحب بين الشرق والغرب- 1
- رومانسية الحب بين الشرق والغرب- 2
- التأثير العربي الإسلامي في الحضارة الغربية
- فلسفة المرض وحكمته البليغة وفن التعامل مع الألآم ومعاناة الحياة
- التأثير العربي- الإسلامي على الغرب في ثقافة الطعام والإتكيت
- التأثير العربي في ثقافة الخبز والقهوة والتمر والعسل
- بين مطبخين: الغـذاء، داء أم دواء ثقافة الطعام ودورها بنشر الأمراض والأوبئة
- الجائحة القاتلة: أسرار ڤَيروس كورونا المستجد ودور المسلمين التاريخي العالمي للقضاء عليه
- العالم بعـد كورونا: عِـبَـر وإعـادة نظـر
- لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟.. أسرار سيادة الغرب للعالم في ضوء التفسير النبوي للتاريخ
- تقدم الغرب وأسرار سيادته للعالم الأسرع إفاقة بعد مصيبة
- تميّز الغرب وتقدمه على العالمين
- توظيف الإعلام والتعليم في الغرب
- التفوق العسكري وتقدم الغرب: أوشكهم كرة بعد فرة
- فلسفة الغرب العسكرية: خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب
- ثورات العالم وتقدم الغرب بالتصنيع
- تقدم الغرب بديمومة البحوث والتطوير
- تقدم الغرب بضمان قاعدة اقتصاد قوية مستقرة ومستدامة
- تقدم الغرب: بين إنسانية شعوبه وحكوماته
- العـدل: الميزة الخامسة والأخيرة لتقدم الغرب
التعليقات 8
مقال رائع ومعلومات جديدة وجيدة! جزاك الله خير دكتور مهند
مقالة رائعة فعلا بارك الله فيك دكتور مهند. موضوع جميل جداً وطرح أنيق، قَلَما طُرح ونوقش. وهذا من تميزك وحسن مطالعاتك النافعة.
جهود قيّمة ومشكورة بذلها الدكتور مهند الفلوجي في هذة المقالة الرائعة الاتيكيت في الاسلام وهو نظام متكامل راقي يتناول جميع العلاقات الاجتماعية المتعلقة بالفرد نفسة وتعامله مع الغير حيث يستند الى تشريع الهي ورد في القرآن و السنة يحقق الرقي و سمو النفس للفرد و الايجابية في تعامله مع الاخرين ويكفل بناء نظام اخلاقي و قيم ومبادئ تحقق التكافل الاجتماعي و الرقي بين جميع الحضارات
نعم مقال ثر ولطيف، دكتور ففي ما يتعلق بالاصول اللغوية، وتاريخ الحمامات العامة، لعل كلمة bath ، الانكليزية ترتبط بمدينة Bath , البريطانية الشهيرة بالحمامات الرومانية. واحسنام اذ صلتم الاضواء على انجازات زرياب ، الذي احدث ثورة في اسلوب الحياة الاندلسية والاوربية الوسطى والحديثة فيما بعد، وقل ما نعرف عنه في علمنا العربي ، ومظاهر هذه الثورة الاجتماعية نقلها من بغداد العباسية الى الاندلس ، حيث شملت كل شيء الملابس حسب المواسم واوقات اليوم واداب المائدة ووجبات الطعام الحديثة والاعتناء بالنظافة الشخصية وتصفيف الشعر وادخال استخدام الكؤوس الزجاجية ، الى اساس الموسيقى الاسبانية وفنون الرقص الشعبي ودخول العود الى الموسيقى الاوربية the oud or lute ، ويذكر العلامة مصطفى جواد وعدد من المؤرخين الاسبان ان اصل تسمية اسلوب الرقص الاندلسي المعروف ب flamenco ، هي عبارة: فلاح منكم ، او فليرقص فلاح منكم
لي تعليق : اثنان لا يمكن لي ان اقرا شيئا بعد قراءتي مقالاتهم. اليف شافاق و الدكتور مهند الفلوجي ، ذاك بسبب روعة الصياغة بعيدا عن لب الموضوع ،فان صياغتك للمقال سيدي الفاضل جميله ومشده للقارئ لم أتوقع ان اجد هذا الكم من الجمال لقد سحبتني إلى الداخل شيئا فشيئاً. إما عن لب الموضوع ، في سابق العهد قد صاغت أناملك الكثير من المواضيع والمقالات الجميلة الرائعة الملهمة. الا ان هذا المقال بالأخص هو مشكله يواجهها الكثير ومن ضمنهم أنا، فقد عانيت من السمنه وقد تبعت العديد من الحميات الغذائية الا ان الحمية الاسلاميه التي أجدت كتابة فؤادها أذهلتني . وانا الان في خضم تطبيقها ان شاء الله ، كما كان سردك لشخصية زرياب مثير وقد استفدت بذالك جدا كما أضفت لقاموس معلوماتي الكثير عن بلاد الأندلس وتاثيرها في العالم الغربي ، كما اجد تعليق الدكتورة ليلى القصاب من التعليقات المثيرة وخاصة بداية التعليق (قرأت المقال في عيادتي النسائية تصورته طويلاً) كأنها سرد قصه وبداية لسرد رواية. وفي نهاية الآمر أسأل الله العظيم ان يلهمك المزيد من الجمال لتصوغ لنا المزيد من الأمور الشيقة قارئك المتواضع عبدالإله حاكم.
المقال جميل جداً، ومفهوم بشرحه المبسط، وطريقة تطبيقه، مع توضيحك لأضرار زيادة الوزن وفوائد تنزيل الوزن صحياً. حديثاً حظت حمية الصيام المتقطع الأخرى (الصيام 16/8) بشعبية كبيرة لفعاليتها في تقليل الوزن لسهولة الالتزام به، مقارنةً بالطرق الأخرى لحميات الصيام. حيث يُمارس الصيام المتقطع بالحدّ من تناول الأطعمة والمشروبات (اي تناول نظام غذائي متوازن) خلال ثماني ساعات باليوم والصيام لمدة 16 ساعة المتبقية.مثلاً: يمكنك تناول الطعام بين الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة 8 مساءً وابتداء الصيام من الساعة 8 مساءً إلى الساعة 12 ظهراً من اليوم التالي أو إذا كنت تفضل تناول وجبة الإفطار ، فتناول الطعام من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً مع الصيام من الساعة 5 مساءً إلى الساعة 9 صباحًا من اليوم التالي. يُسمح بتناول القهوة والشاي والمشروبات قليلة السعرات خلال فترة صيام الـ16 ساعة. ويمكن تكرار هذا النظام الغذائي يوميًا أو لبضعة أيام خلال الأسبوع. من خلال الالتزام بهذا النظام الغذائي، لن تخفف من وزنك وحسب، بل سيتحسن تحكمك بنسبة السكر في الدم، وتحكمك بضغط الدم، ووظيفة المخ، وستلاحظ زيادة في طاقتك وشعورك بالنشاط والراحة.
قرأت المقال في عيادتي النسائية تصورته طويلاً، لكن ما ان بدأت بقراءته وقراءة المعلومات القيمة المكتوبة وسلاسة النسق في كتابتها والمعلومات الجميلة عن زرياب وحياته ووالله ما كنت أعرفها من قبل، شكرتك كثيراً لتعريفي بها. تعجبت كيف بدأت الموضوع وكيف انتهيت به، فعلًا موضوع جيد ومعلومات قيمة حصًلت عليها منك يا وردة، تستاهل كل خير وحقاً أنت مؤلف وكاتب جيد وسردك للموضوع شيق وجميل وسلس ومحبب وكل كلمة صعبة شرحتها بالتفصيل. والحقيقة انك تعبان بهذا البحث المستفيض والجميل جداً. ولقد استفدت منه معلومات مفيدة ما كنت اعرفها من قبل ابتداءً من نوعيات الأكل والسمنة إلى طريقة أكل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الإتكيت ثم إلى زرياب. والله من كثر حلاوة موضوع البحث قرأته مره ثانية. بارك الله فيك وإلى المزيد من التألق، والله تستحق ومن كل قلبي كل الثناء والتقدير والاحترام (أنت الأول على دورتنا - كلية الطب جامعة بغداد ١٩٧٦، بل أنت الأول في كل شيء) ما شاء الله عليك. الدكتورة الطبيبة ليلى القصاب من العراق
شكرًا اخي لقد تمتعت بهذه المقاله كلها تعكس الماضي المتقدم كنا اصحاب العلم والمعرفة قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم اليوم فقدنا الكثير أصبحنا مقلدين
اكتب تعليقك