يان فان إيك... رائد الرسم بالزيت الذي ألهم الكثيرينالباب: فنون

نشر بتاريخ: 2018-06-16 03:14:44

فكر - المحرر الثقافي

كثيرًا ما يُشار إلى يان فان إيك على إنه مخترع الرسم بالزيت. وبالرغم إنه أول فنان أتقن هذه الطريقة بالكامل، فإن الألوان الزيتية استُخدمت في رسوم هندية وصينية منذ القرن الخامس.

ومع ذلك، فإن الكثير من معجبي لوحته الاستثنائية "بورتريه ارنولفيني" (1434) في الغاليري الوطني في لندن سيقدرون إنه كان رؤيويًا بحق. فهذه اللوحة الصغيرة ليست جميلة فحسب، بل غنية بالتفاصيل والاستعارات المحيرة حتى إنها سحرت العديد من الفنانين منذ انجازها.

رسام وسفير شخصيّ

لا يُعرف تاريخ ميلاد هذا الفنان الفلمنكي على وجه الدقة ولكن يُقدر إنه بين 1390 و1395. ولم يُسجل شيء تقريبًا عن حياته المبكرة لكننا نعرف إنه أصبح رسام البلاط في عهد فيليب الطيب دوق بورغوندي عام 1425 وكانت تُدفع له مخصصات سنوية.

بالإضافة إلى الرسم، عمل فان إيك سفيرًا شخصيًا لراعيه في محاولة تأمين عروس مناسبة له، فسافر أولاً إلى شبه جزيرة إيبيريا لجس نبض الأميرة إيزابيلا في أسبانيا لكنه نجح في إثارة اهتمام سميّتها الأميرة إيزابيلا في البرتغال.

يان فان إيك

إلى جانب روبرت كامبان، كان فان إيك أبرز ممثلي الرسم بالألوان الزيتية التي سرعان ما انتشرت عندما اكتشف الفنانون إنها تتيح التقاط الضوء والتفاصيل بقدر كبير من التألق.

لوحات خالدة

سمح له الدوق بإنجاز تكليفات أخرى أهمها عمله "غنت المذبح" (1432) الذي يتكون من 12 لوحة خشبية منفصلة تنفتح لتكشف عن تصويرات توراتية مرسومة بطريقة رائعة. ويعتبر هذا العمل قمة في الفن المسيحي.

عاشت لوحة "غنت المذبح" تاريخًا مضطربًا من القلاقل والثورات، ونهبها النازيون واكتُشفت بعد الحرب مخبأة في منجم ملح مع كنوز فنية مسروقة أخرى ورُممت بجهود مضنية. كما كانت موضع تمحيص وتدقيق على مر السنين، لأن اسم هوبرت فان إيك كُتب عليها.

وكان هوبرت شقيق يان ويقال إنه بدأ العمل على اللوحة ذات الاثني عشر جزءًا، وأن يان أكملها ووضع توقيعه عليها. ولكن خبراء يقولون إن الاسمين الموجودين على اللوحة رواية اخترعها إنسانيون في غنت إبان القرن السادس عشر، وأن هوبرت كان مسؤولاً عن الإطار النحتي للعمل فقط.

اختلف المعلقون على أي من لوحات فان إيك الباقية تمثل التعبير الأكمل عن قدراته ـ بورتريه ارنولفيني أو مذبح غنت أو العذراء وطفل مع المستشار رودان.

وبصرف النظر عن آراء المعلقين، فإن بريطانيا محظوظة بوجود بورتريه ارنولفيني معروضة في العاصمة إلى جانب بورتريه رجل التي رسمها فان إيك في عام 1433.

كان فان إيك يصل إلى نهاية اللوحة بطبقة بعد أخرى من الحُجب الزيتية الرقيقة التي أتاحت له توظيف المنظور والإضاءة غير المباشرة.

ملهم لكثيرين من بعده

وكان يستخدم فرشاة دقيقة جدًّا ويتفق الخبراء على إنه كان أحيانًا يعمل بشَعرَة واحدة. وكان اهتمامه بالتفاصيل ونقل ملابس موضوعه ومحيطه بدقة، ممارسة ألهمت الكثير من الفن من بعده.

حتى في القرن التاسع عشر، ظلت أعمال فان إيك المعيار الذي يُقاس به كل الرسم.

وربما من دون الانجازات التي حققها بالزيت، فإن أعمال العمالقة الأوائل مثل بييرو ديلا فرانشيسكا وأندريه مانتينيا وساندرو بوتيتشيلي كانت ستفقد شيئًا من قيمتها، وكذلك انجازات عملاقي عصر النهضة رفائيل ودافنشي.

 

المصدر: The Telegraph


عدد القراء: 7692

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-