محمد الثبيتي شاعر التضاريس وسيد البيد الباب: وجوه

نشر بتاريخ: 2020-02-01 08:28:12

فكر - المحرر الثقافي

مجلة فكر الثقافية :

ما من متذوق للشعر قرأ أعمال محمد الثبيتي، إلا وأفرد له مكانًا مميزًا على قائمة كبار الشعراء المعاصرين.

ولا يذكر الشعر الحديث في الجزيرة العربية إلا مقرونًا بمحمد الثبيتي، لا لشيء سوى أنه قامة فارعة في سماء الشعر، وقمة يصعب الوصول إليها فضلاً عن تجاوزها. شاعر مسكون بالتوجس الشعري، يمزق ويحرق أكثر مما ينشر من شعره على قلّته.

له مع الشعر غواية، ومع الإنسان رواية، ومع الأصدقاء حكاية..

سيد البيد، الذي فجّ «بوابة الريح» ليعبر «التضاريس» بـ«تغريبة القوافل والمطر»، متغزلاً في «عاشقة الزمن الوردي»، بموسيقى شعرية رائعة..

يقول: «مزقت من أوراقي الكثير.. وأحرقت الكثير.. وخنقت في صدري ولادات فجّة ينقصها الانصهار الكامل في عمق الجرح».

ولد صاحب "تغريبة القوافل والمطر" في الطائف 1952 في بني سعد، وبعدها انتقل إلى مكة المكرمة ليكمل مراحل تعليمه بعد إنهائه مرحلة الدراسة الابتدائية، وعمل في الإجازات مطوفًا للحجاج والمعتمرين في الحرم المكي، مستغلاً ما يجنيه من مردود مالي في تأمين مستلزماته الحياتية وما يحتاج إليه من كتب.

وبعد إنهائه لدراسة المرحلة المتوسطة التحق الثبيتي بمعهد المعلمين الثانوي بمكة المكرمة، وفي هذه المرحلة كتب الثبيتي أول قصيدة، يقول عنها: «أذكر مـن محاولاتي القديمة جدًا قصيدة قلتها وأنا في السادسة عشر من عمري كنت أعارض بها قصيدة لشوقي أذكر منها هذا البيت:

«إذا جاد الزمان لنا بيوم وصالاً جاد بالهجران عامًا»

بعدها كتبت الكثير من القصائد التي لا تخرج عن كونها تقليدًا لشوقي ولغيره»، وبعد التخرج من معهد المعلمين انتقل إلى مدينة جازان ليمضي عامة الأول في مهنة التعليم، وفي عامه الثاني انتقل إلى مدينة مكة المكرمة، ولتحصيل مؤهـل أعلى درس بالانتساب في قسم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز، وبعـد أربعـة أعوام أنهى دراسته الجامعية. وانتقل في عام 1984م للعمل في قسم الإحصاء بإدارة التعليم في مدينة مكة المكرمة.

وشهد هذا العام أول مشاركة خارجية للشاعر محمد الثبيتي في مهرجان الأمة الشعري الأول للشباب في بغداد. عن هذه المشاركة يقول شـاكر النابلـسي: "فـي الحادي والعشرين من أبريل عام 1984 قـرر الأدب الـسعودي الاسـتغناء عـن الوسطاء....، والتقدم للقارئ العربي رأسًا.. فكان "مهرجان الأمة الـشعري الأول للشباب في بغداد" وكانت كوكبة من الشعراء العرب السعوديين تقدم نفسها للقـارئ العربي ممثلة بثلاثة شعراء شباب هم: محمد الثبيتي، ومحمد الحربـي، وعبـداالله الصيخان.

البدايات

بدأ الثبيتي نظم الشعر وعمره 16 عامًا، وظل ممزوجًا بروح بدوية، مما أكسب قصائده نكهة تبلورت في عدم تخلي قصيدته عن الموسيقى والقافية حتى عندما انتقل إلى كتابة قصيدة التفعيلة. وظلّ على تواصل مع الحركة الشعرية والثقافية بالرغم من فترات الانقطاع والعزلة، خلافًا للعديد من الشعراء السعوديين الذين نشطوا خلال الثمانينيات من القرن الماضي ومثلوا ما أصبح يعرف بالتيار الحداثي.

تأثر الثبيتي بمراحل الشعر العربي من الجاهلية مرورًا بالعصر الأموي والعباسي، وصولًا إلى العصر الحديث، ولكن التأثير الحقيقي في تجربته الإبداعية كان بعد اطلاعه على الإبداعات في قصيدة التفعيلة عند الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، والشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، فهي التي أعطته التصور الجديد في قصيدة التفعيلة وكتابتها، لافتًا إلى أنَّ التجديد عند محمد الثبيتي نجده في التراكيب والصور، لكنه كان يغوص في التراث، وتحديدًا في مفردات البيئة الصحراوية، التي كانت حاضرة بقوة في تجربته الشعرية.

ويتحدث الثبيتي عن بدايته "الصادقة والحقيقية" - كما يسميها - في عالم الشعر، ويصف المرحلة الأولى من كتابته للقصيدة الحديثة فقصائده في هذه المرحلة قد تأثرت برومانـسية نـزار بأنها "مرحلة نزارية بحتة" قباني، ويرى الثبيتي أن دخوله الحقيقي لعالم الشعر قد جاء بعد اطلاعه على تجارب السياب والبياتي الشعرية. يقول الثبيتي: "وأنا اعتبر دخولي الصادق والحقيقي إلـى عالم الشعر عندما اكتشفت القصيدة الحديثة بعد تجاوزي لنزار قباني وخاصة بعـد قراءتي للسياب والبياتي اللذين وضعا قدمي على الطريق السوي للشعر".

وتأكيدًا على هذا الاكتشاف الحدَاثي نجده يستهلّ ديوانه الأول "عاشقة الزمن الوردي" بمقدمة يوضّح فيها تعمده منح التفعيلة في هذا الديوان "حرية أكبر لتمتد وتنحسر بحسب ما تُمليه "الحالة الشعرية" حتى تتمكن من احتضان التجربة الإنسانية وبلورتها".

يعتبر الثبيتي من جيل الرواد لقصيدة التفعيلة وقد مزج في بداية كتابته للشعر بين الشعر العمودي والشعر الحر واستطاع أن يقيم حوارًا بين الشكل الموروث والشكل التفعيلي دون أن يتجاوز القيمة الإيقاعية.

ولا تقف الحداثة لدى الثبيتي عند التجريب الشعري فقط، بل تتعداه لتشكل قناعة بطبيعة الحياة المعاصرة وضروراتها الشعرية خصوصًا، واللغوية عمومًا. يقول الناقد سعيد السريحي عن تجربة الثبيتي الحداثية: "الثبيتي يُعيد قراءة التراث عبر لغته المنتسِبة ألفاظًا وتراكيب للتراث، ولكن قراءته للتراث كسر لجبرية المعنى، وبمثل هذه القراءة تتم إعادة إحياء التراث".

ويقول عنه أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود، د. سعد البازعي، إنَّه من أعلام الحركة الشعرية السعودية، والعربية، على مدى العقود الثلاثة الماضية، وهو من أهم شعراء جيل الثمانينيات، الذي أنتج عددًا من الشعراء والنقاد والكتاب، الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ الحركة الشعرية والأدب.

هذه المحاولات المحلية لإعادة إحياء التراث باستخدام أدوات وألفاظ التراث ذاته (الحداثة) هو ما طبع مرحلة الثمانينيات، ليس لدى الثبيتي فقط ولكن لدى كثير من شعراء وأدباء ونقاد تلك المرحلة. وهو أيضًا ما أثار ضدهم كثيرًا من الهجوم بدعوى "التغريب" والفسوق. فكان أن أُلغيت الأمسية التكريمية التي استحقها الثبيتي إثر حصول ديوانه "تضاريس" على جائزة "الإبداع"، ليتم تهريبه من الباب الخلفي للنادي الأدبي في جدة، تجنبًا لـ "المحتسبين" الساخطين داخل أروقة النادي، فيما تحولت المناسبة التكريمية، في الليلة ذاتها، إلى دراسة حول الشعر "الجاهلي"! لم تنته الحادثة هنا، بل تم استدعاء الثبيتي لمركز الهيئة لسؤاله حول ما "يعنيه" في كثير من نصوص "التضاريس". ثم تمت إحالته للمحكمة. وهنا يُثني الثبيتي على القاضي الذي رفض نظر القضية لعدم الاختصاص.

كان الثبيتي عرضة للنقد من منتسبي حركة الإخوان المسلمين في السعودية في مواضع عدة، ففي عام 1988، قدم عوض القرني كتابه الحداثة في ميزان الإسلام، وقد تناول الكتاب عدد من الشعراء والأدباء آنذاك، من بينهم الشاعر محمد الثبيتي الذي تناوله الكتاب معتبرًا ما قاله الثبيتي في قصيدة (تغريبة القوافل والمطر) من ذكر لـ(كاهن الحي) إنما هو من شرك بالله، وفي أواخر الثمانينيات الميلادية تعرض الثبيتي للاعتقال بسبب قصائده. في آخر لقاء متلفزٍ أجري مع الشاعر الثبيتي على قناة العربية قلل الثبيتي من تأثير التيار المعادي للحداثة ملمحًا إلى جهلهم، ومعتبرًا ما كتبه عوض القرني في كتابه إنما كان نابعًا من أسباب شخصية لا علاقة لها بالتوجه الديني.

وتوارى الثبيتي عن الساحة الأدبية، بعد الضجيج الذي أحدثه ديوان التضاريس، وأصبحت الحرب ضد الحداثة موجهة للثبيتي وقصائده أولًا. إذ كان عليه أن يواجه انتقادات لاذعة أطلقها أناس لم تقرأ أكثرهم شعره، ليتوقف قرابة العشرين عامًا من 1986 إلى 2005 حتى إصدار آخر دواوينه "موقف الرمال" في العام 2005.

اللغة لدى الثبيتي

وتتسم اللغة لديه بأنها "لغة شعرية حديثة تكشف عن وعي متجدد للذات، على اعتبار أن الشعر يحاول اختزال تجربة وجودية بفعل اللغة الجمالية ذات الدلالة المجازية المتجددة. كما أنها تقوم على الانعتاق من أسر الدلالة القاموسية والمعجمية، وتتأسس على العناية بإقامة علاقات جديدة غير مألوفة بين الكلمات، كما يعتمد الانزياح الدلالي للمفردات، الأمر الذي يكسبها دلالات متجددة، حيث يواجه القارئ نوعًا غير مألوف من الكتابة وجماليات جديدة. وتكتسب المفردات في نصه  طابعًا رمزيًا، فهي تتسم بالانفتاح والتعدد والاحتمال من خلال شحنها بدلالات تراثية ووجودية، الأمر الذي أسهم في اتساع معجمه اللغوي وثرائه".

تتجلى ملامح الحداثة في معجم الثبيتي الشعري في انحيازه إلى لغة الحياة. ويبدو أنه تأثر، كغيره من الشعراء العرب، بدعوة ( ت. س. إيليوت) إلى اعتماد لغة الواقع في الشعر.  نتلمس هذا التأثر في ذهابه إلى أن الشعر تعبير عن التجربة الإنسانية بمفهومها الواسع. كما نجده يتبنى شعرية الواقع والتعبير عن اليومي، ويرى ضرورة هبوط الشعر من عليائه وأوهامه إلى الواقع، لينبثق من العيادات والفنادق والمقاهي. ويتضح هذا التوظيف في قصيدة (موقف الرمال، موقف الجناس):

أصادق الشوارع

والرمل والمزارع

أصادق النخيل

أصادق المدينة

والبحر والسفينة

والشاطئ الجميل

وقد أوجد محمد الثبيتي لنا لغة خاصة، لغة تميّز بها النص الثبيتي، رغم الهجوم الشديد الذي تعرّض له، بأنّه شاعر حداثي، وأنَّ هذه الحداثة بالأساس هي هدم للغة، هكذا تحكي عنه الكاتبة والناقدة الدكتورة في جامعة الملك سعود منى المالكي، مؤكدة أنَّ «محمد الثبيتي كان يأخذ من نبع تراثي عميق. والنص الثبيتي معجمه الشعري معجم ليس سهلًا إطلاقًا»، مشيرة إلى أنّه «عندما تقرأ في شعر محمد الثبيتي، تجد أن لغته قوية ورصينة، وكأنك تقرأ لأبي تمام والمتنبي، أو العصر الذهبي للشعرية العربية».

ثم كانت قصيدته "تغريبة القوافل والمطر" بكل ما تنطوي عليه من رؤية وتشكيل وموسيقى وغنائية وتنويع في الوزن والقافية، ومدى استلهامه للموروثين العربي القديم والشعبي القريب، وذلك كله في صور بارعة ولغة بسيطة لكنها معمقة، لنقرأ من هذه القصيدة هذا المقطع:

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ

صُبَّ لنَا وطناً فِي الكُؤُوسْ

يُدِيرُ الرُّؤُوسْ

وزِدْنَا مِنَ الشَّاذِلِيَّةِ حتَّى تَفِيءَ السَّحَابَةْ

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ

واسْفَحْ علَى قِلَلِ القَومِ قَهْوتَكَ المُرَّةَ

المُسْتَطَابَةْ

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ مَمْزُوجَةً بِاللَّظَى

وقَلِّبْ مواجعنَا فوقَ جَمْرِ الغَضَا

ثُمَّ هَاتِ الرَّبَابَةَ

هاتِ الرَّبَابةْ

وإذا ذكرنا قبل قليل أن المرجعية الكلاسيكية أو الخليلية حاضرة دائمًا في النص الشعري السعودي الثمانيني، فإن محمد الثبيتي خير مثال على ذلك، فهو في قصيدة «تغريبة القوافل والمطر» يجمع بين التفعيلة والعمود في النص الواحد، معتمدًا على إيقاع قافية غنائية عذبة، خصوصًا في هذه القصيدة.. ومنها:

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ مَمْزُوجَةً بِاللَّظَى

وقَلِّبْ مواجعنَا فوقَ جَمْرِ الغَضَا

وهنا وبعد التفعيلي ينتقل فجأة، ولكم بانسياب إلى العمود الخليلي، أو إلى ما هو قريب جدًا من العمودي:

«ألا ديمة زرقاء تكتظ بالدما

فتجلو سواء الماء عن ساحل الظما

إلا قمرًا يحمر في غرّة الدجى

ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما..»

ولعلاقته بالمرأة خصوصية يميزها كونها ترتفع عن المادي والشهواني، وترتقي في اتجاه المقدس والروحاني، ولنقرأ استلهامه للقرآن والموروث من تاريخ الحب والعشق والعلاقة مع المكان وتفاصيله:

قد كنتُ أتلو سورةَ الأحزاب في نجدٍ

وأتلو سورة أخرى على نارٍ بأطراف الحجازْ

قد كنت أبتاع الرُّقَى للعاشقين بذي المجازْ

قد كنتُ أتلو الأحرف الأنثى

وكان الصيفُ ميقاتًا لنارِ البدوِ

كان الصيفُ ميقاتًا لأعياد اليتامى

يا صباحَ الفتحِ والنوقِ التي أَرْخَتْ

عنان الشمسْ

يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ

هذا الدم الحوليُّ ميثاقٌ منَ الصلواتِ

معقودٌ على الراياتِ

شمسٌ تستظلُّ بِها سحابةْ

قمرٌ ترابيٌ تدثَّرَ بالشعائر وانتمى للجوعِ

واعتنقَ الكتابةْ

نترك للنصوص مساحة للتعبير عن صوت هذا الشاعر، صوت تمكن من تقديم قراءته للعالم، على غير صعيد، وخصوصًا على مستوى قراءة العالم الخليجي/ النفطي، وما آل إليه الإنسان في هذا العالم الذي تحكمه المادة، لكن الإنسان يموت فيه بلا ثمن، أو لأنه لم يملك ثمن العلاج.

هذا العالم مرعب ولا يمكن فهمه إلا بوصفه يفتقر إلى العدالة. فقد كان يبحث عن حياة وحب وسلام:

صباح الخير

هل في الأرضِ مُتَّسعٌ لهذا القلبِ

هل في الليل أجنحةٌ لهذا الحلمِ

ساهرةٌ دماءُ البدوِ

حتَّى تقرع الأجراسُ

تجمع قصيدته أيضًا عالم المدينة القبيح وعالم الصحراء الجميل، في صراعهما، وانتصار عالم المدينة وما يسمى الحضارة والحداثة، فيرى فيها صورة للظلم والطغيان:

النارُ فَابْتَرَدَتْ بِماء الغيثْ

يا أيُّها الشجرُ البدائيُّ ابْتكِرْ للطيرِ أغصانًا

وللأطفالِ فاكهةً

أَقِمْ فِي الرملِ ناقوسًا طموحًا

واشْتَعِلْ للريح

يا أيُّها الشجرُ الذي طالَ احتقان جذورهِ

بالقيظِ واحترقتْ بلابلهُ على الأسلاكِ

فانقطع الغناءْ

وللمرأة في قصائد الثبيتي حضور متميز، حضور الروح والحب الرقيق، حب بلا شطح أو تهويمات، فيكتب:

حينَ تَنْطفِئُ امرأةٌ فوقَ كَفِّي

أَرفعُهَا للقمرْ

أعِدُّ لَها وطنًا من جراحْ

أَحْتسِي وجهَهَا في الصباحْ

فيأتِي المطرْ

الأمل والألم ثنائية حاضرة بكثافة في قصائد الثبيتي، الفرح والحزن، عذابات الإنسان وأسئلته الوجودية، ويطرح أسئلته في قصيدة عمودية شكلاً، وحديثة الروح:

يا نَجم إنْ سألَ الشعاعُ: فَإنَّني

سافرتُ في ركبِ الزهورِ الغَادِي

صَحبِي هناكَ على السفوحِ تركْتُهُم

ينعونَ جهلي، وانْقِيَادَ فُؤادِي

وملاعبَ الأنسِ الرضيعِ هَجرْتُهَا

وهجرتُ فيهَا مَضجعِي ووِسَادي

عجبًا.. أَتَذْبُلُ في الربيعِ خَمائِلي

ويضيعُ في ليلِ الشتاءِ جِهَادي

من أعمال الثبيتي

"عاشقة الزمن الوردي" 1982، "تهجيت حلمًا.. تهجيت وهمًا" 1984، ثم "التضاريس" 1986، الذي ثار حوله كثير من الجدل والذي حاز على جائزة نادي جدة الأدبي، ليتوقف بعده فترة طويلة، تخللها بعض النصوص، حتى إصدار آخر دواوينه "موقف الرمال" 2005  (حاز على جائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري).

وقد قام نادي حائل الأدبي مؤخرًا بطباعة كامل أعماله الأدبية.

ويعد ديوان التضاريس هو الأبرز في تجربة الثبيتي الـشعرية، فقـد تميـز الشاعر في هذا الديوان بجرأته اللغوية وتجاوزه للكثير من نماذج الشعر الحـديث، ويرى د. سعد البازعي أن المـسافة «الإبداعيـة الرؤيويـة، مـسافة النـضج الفنـي والشعوري، بين معظم قصائد عاشقة الزمن الوردي بما يكبلها من تقليدية في الحس والتناول وبين احتدام الرؤى وتعقد البنية الفنية وعمق الرؤية في "التضاريس" هـي مسافة استطاع الشاعر أن يختصرها في مدى زمني لا يتجاوز بضع سنين، محرقًا أثناءها العديد من المراحل ومتوغلاً في مجاهل التحديث الشعري ومفازات التفـرد والإبداع.... "التضاريس" لا تعلن مرحلة جديدة بالنسبة لمحمد الثبيتـي فحـسب، ولكنها ثُمثل نقلة نوعية في شعرنا المعاصر».

الجوائز:

حصل الثبيتي على عدد من الجوائز، منها جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان «التضاريس»، وجائزة اللوتس في الإبداع عن الديوان نفسه، وجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000، عن قصيدة (موقف الرمال.. موقف الجناس)، وجائزة ولقب (شاعر عكاظ) عام 2007 في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول.

في 2015 أطلق نادي الطائف الأدبي جائزة تحمل اسم (جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع).

وفاته:

في الثالث عشر من شهر مارس لعام 2009م أصيب الشاعر محمد الثبيتي بجلطة دماغية نتيجة لخطأ طبي، أفقدته الوعي لينتقل بعدها من حالة الوعي إلى الغيبوبة.

ونتيجةً للخطأ الطبي أولاً ثم الإهمال ثانيًا كان مساء الجمعة 14 ينـاير مـن عام 2011م موعدًا لتحرير هذه الروح المعذبة. وفي يوم السبت 15 ينـاير 2011م صلى المسلمون على الشاعر محمد الثبيتي في الحرم المكي صلاة الميت، وقبر في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحمه الله وغفر له.

 

المصادر:

- مجلي، عبد الناصر، انطولوجيا الأدب السعودي الجديد، المؤسسة العربية للدراسات والنـشر بيروت، 2005 .ص617.

 - مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، معجم البابطين للـشعراء العـرب المعاصرين، الكويت، 1995 .المجلد4، ص190.

- النابلسي، شاكر، رغيف النار والحنطة إبداع نقدي لأعمال عشرة شعراء محدثين، المؤسـسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1986، ص 177،178.

- العلاق، علي جعفر، في حداثة النص الشعري دراسات نقدية، دار الشؤون الثقافيـة العامـة، بغداد، 1990. ص11.

- جريدة الرياض، 15 يناير 2011م، الرياض، العدد 15545.

- جريدة عكاظ، 16 يناير 2011م، جدة، العدد 3500.

جريدة الرياض، 8 ديسمبر 2012م، الرياض، العدد 15872.

- الثبيتي، محمد، عاشقة الزمن الوردي، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1981م.

- الثبيتي، محمد، ديوان الأعمال الكاملة، مؤسـسة الانتـشار العربـي، بيـروت، 2009 م. ص 217 ،218.

- السريحي، سعيد مصلح، الكتابة خارج الاقواس دراسات في الشعر والقصة، نادي جازان الأدبي، جازان، 1986 .ص77.

- البازعي، سعد، ثقافة الصحراء دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصر، شركة العبيكان للطباعة، الرياض، 1991 .ص175.

- جريدة الاتحاد الإماراتية، 26 يناير 2011 (النسخة الالكترونية)

https://www.alittihad.ae/article/9539/2011/


عدد القراء: 9725

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-