عبدالله بن خميس .. ذاكرة التاريخ والوطنالباب: وجوه

نشر بتاريخ: 2016-08-19 06:32:11

فكر - المحرر الثقافي

عبدالله بن محمد بن خميس، بكل عمره التسعين عشق أرضه، فكان ذاكرة التاريخ لوطن ينبض بالحب.

سجل الراحل عبدالله بن خميس حضورًا بوصفه أديبًا وشاعرًا وناقدًا وباحثًا ورمزًا ثقافيًّا ورائدًا من رواد الصحافة في الجزيرة العربية، محققًا سلسلة من النجاحات في المهام التي أوكلت إليه وتسنم إدارتها، تاركًا سفرًا خالدًا من المؤلفات والمعاجم تجاوزت الـ24، بالإضافة إلى مئات الأبحاث المختلفة التي غطت جوانب مختلفة في مجالات الأدب والثقافة والجغرافيا والتاريخ والشعر وكتابات جريئة تناولت قضايا النفط والمياه، وعددًا من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة، مما يجب معه أن يطلق عليه لقب "موسوعة الجزيرة" وقائد الحملات الصحافية الجريئة وغارس بذور اليقظة الاجتماعية والوطنية في السعودية.

 

غادر والده مع جده الدرعية إلى ضرما (40 كيلومترًا غرب الرياض) بعد تخريبها عام 1818م ليعود إلى بلدته الأصل بعدما عادت الأمور إلى مجاريها، بصمات تدين له، وتعترف بفضله وجهوده في خدمة جغرافية وتاريخ وصحافة بلاده.

ولد العلامة ابن خميس في عام 1919م في قرية الملقى بالدرعية. درس في الكتاتيب ثم انتقل إلى الطائف، ملتحقًا بمدرسة دار التوحيد، التي اختارته المدرسة رئيسًا للنادي الأدبي بها طوال دراسته، مستفيدًا من معلميه ومنهم الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، ملتحقًا بعد ذلك بكلية الشريعة وكلية اللغة في مكة المكرمة.

وفي دار التوحيد تتلمذ على أيدي شيوخ العلم والمعرفة، فكان تلميذا للشيخ عبدالله الخليفي, والشيخ عبدالله المسعري, والشيخ مناع القطان, والشيخ محمد متولي الشعراوي, وغيرهم من علماء الأزهر.

وبعد أن نال شهادة الدار الثانوية عام 1369هـ - 1949م التحق بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة, ونال الشهادة في عام 1373هـ - 1953م.

جهوده الإعلامية:

في كتاب "سيرة الشيخ عبدالله بن خميس وجهوده في المجالات الإعلامية والثقافية والأدبية" للدكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ حيث تحدث أن المنطقة الوسطى من السعودية ستظل تعترف بالفضل لجهود حمد الجاسر وعبدالله بن خميس في نشأة الصحافة والطباعة فيها. في آب/أغسطس 1953م، أصدر حمد الجاسر "مجلة اليمامة"، وهي أول مطبوعة صحافية في هذه المنطقة، طبعت في بداية الأمر في القاهرة، ثم بادر مع مجموعة من المثقفين والمستثمرين إلى إنشاء شركة الطباعة والنشر الوطنية "مطابع الرياض" التي أنتجت أول إصداراتها سنة 1955م.

ثم أصدر عبدالله بن خميس المطبوعة الصحافية الأهلية الثانية، وهي مجلة "الجزيرة" الشهرية الأدبية الاجتماعية، التي ظهر عددها الأول في نيسان/أبريل 1960م، وكان هو رئيس التحرير، وقد صدر بينهما مجلتان حكوميتان هما: مجلة "الزراعة" (ذو الحجة 1374هـ) ومجلة "جامعة الملك سعود" (ذو القعدة 1377هـ).

واستمرت هاتان المطبوعتان الصحافيتان الأهليتان في الصدور حتى اليوم، بعد أن تحولتا من صحيفتين يملكهما صاحبا الامتياز إلى مؤسستين عملاقتين يشارك في ملكيتهما مجموعة كبيرة من المثقفين والمستثمرين، وأصبحتا تنشران مجموعة أخرى من الإصدارات الصحافية والثقافية، وصار لكل واحدة منهما مطبعة خاصة بها، وبرزت جهود الشيخ عبدالله بن خميس الإعلامية في كتاباته المبكرة، وإصدار مجلة "هجر" في الأحساء، و"الجزيرة".

وقد رصد العدد الأول من السنة السادسة لعام 1421هـ من مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية قائمة ورقية (بيبليوجرافية) بأبرز آثاره.

ابن خميس وصحيفة الجزيرة:

أشرقت فكرة صحيفة "الجزيرة"، من داره في شارع الخزان بالرياض، بتشجيع من محبيه وزملائه وتلامذته الذين كانوا يلتقون عنده كل مساء، ومن بينهم: عثمان الصالح وعبدالعزيز المسند ومحمد بن عبدالله المسيطير (الشاعر) وعبدالرحمن المعمر، كما عمل معه في التحرير كل من: علي العمير وعبدالعزيز الربيعي ومحمد بن عباس ومحمد الحمدان وإبراهيم السيف وغيرهم.

ثم اتخذت الجريدة من أحد دكاكين شارع السويلم مقرًا لها، كما اختارت مطابع "الرياض"، التي كان يديرها حمد الجاسر، لطباعة أعدادها، إذ لم تكن لمجلة "الجزيرة" هذه أي علاقة بمطابع "الجزيرة" التي كانت قد أسست في الرياض بعد أقل من عام، شوال 1380هـ/ أبريل 1961م.

ومع انتقاله إلى عمله الجديد وكيلاً لوزارة المواصلات، أسند إدارة التحرير وسكرتاريته إلى بعض تلاميذه الصحافيين، مكتفيًا بالإشراف العام عليها بوصفه صاحب الامتياز ومستمرًا في كتابة افتتاحيتها.

ثم استمرت الجريدة في الصدور بانتظام لمدة أربع سنوات حتى توقفت مع صدور العدد السادس من السنة الرابعة، جمادى الأولى 1383هـ، مفسحة المجال لتطبيق نظام المؤسسات الصحافية الجديد.

كان مجلس الوزراء قد قرر إلغاء الامتيازات الفردية للصحف السعودية، وتحويلها إلى مؤسسات يشارك في ملكيتها وإدارتها مجموعة من رجال الصحافة والثقافة والأعمال، وعلى إثر ذلك توقفت "اليمامة" و"الجزيرة" و"القصيم" و"البلاد" و"عكاظ" و"المدينة" و"الندوة" و"الرائد" و"قريش" و"الرياضة"، ثم أصدر نظام المؤسسات الصحافية في 24/8/1383هـ، وبصدوره، دعا مؤسس "الجزيرة" مجموعة من كتاب مجلته ومن رجال الثقافة والأعمال إلى اجتماع عقد في إحدى أمسيات شهر رمضان المبارك في داره الجديد في شارع جرير بحي الملز بالرياض، وتقدموا بتاريخ 14/9/1383هـ بطلب إلى وزارة الإعلام وقعه ثلاثون مؤسسًا «يمثلون ضعف الحد الأدنى لقيام أي مؤسسة صحافية بموجب النظام في ذلك الوقت» لإنشاء مؤسسة تصدر جريدة يومية تحمل الاسم القديم نفسه "الجزيرة" ومجلة شهرية باسم "المجتمع"، فوافقت الوزارة بتاريخ 10/11/1383هـ.

في اليوم التالي، عقدت الجمعية العمومية اجتماعها الأول، لوضع تصوراتها حول مجمل الأمور المالية والإدارية والتحريرية والفنية للمؤسسة، وتم انتخاب عبدالله ابن خميس مديرًا عامًا للمؤسسة وعبدالعزيز بن حمد السويلم رئيسًا لتحرير "الجزيرة"، واختير مقر المؤسسة في مبنى تجاري بالصفاة، تعود ملكيته لبلدية الرياض.

وقد صدر العدد الأول من "الجزيرة" صباح يوم الثلاثاء 30/6/1964م، ومرة أخرى حدد عبدالله بن خميس وعبدالعزيز السويلم في الصفحة الأولى سياسة "الجزيرة" في عهدها الصحافي الجديد، واستمرت تصدر "كل يوم ثلاثاء" بشكل أسبوعي ولمدة ثمانية أعوام ونصف، حتى سمحت لها الظروف بالصدور يوميًّا بدءًا من يوم الأربعاء 20/12/1972م.

وللشيخ ابن خميس رأي في الصحافة وما ينبغي أن يكون عليه منهاجها، الذي أبداه في أول كتبه "شهر في دمشق" 1955م هو أول رأي يطرحه ابن وأوضحه خميس قبل أن يبدأ ممارسة الصحافة، حيث حدد الخط الأمثل للصحافة بقوله: «إن الصحافة التي لا تتسم بالرزانة، والتثبت مما تنشره، وبالاستقلال الذاتي وعدم الخضوع للمؤثرات الخاصة والأغراض والأنانيات والنعرة الطائفية، صحافة لا تليق بالحياة ولا تستحق الوجود».

كتاباته المبكرة:

ففي ما يخص كتاباته المبكرة، أشار الشبيلي إلى أنه من المؤكد أن عبدالله بن خميس كان سعيدًا وهو يرى الجريدة السعودية الأم "أم القرى" تنشر إنتاجه الشعري المبكر، وهو لا يزال دون الثلاثين من العمر، طالبًا في "دار التوحيد" بالطائف، وأن يحظى وزميله الطالب عثمان بن إبراهيم الحقيل بالسلام على الملك عبدالعزيز، رحمه الله، سنة 1367هـ، وأن يلقيا في حضرته قصيدتين بهذه المناسبة، أما بقية القصائد فقد ألقاها في مناسبات مختلفة لدار التوحيد، والمعتقد أن تلك القصائد كانت أول تجربة لنشر إنتاجه الفكري، في الصحف، وقد ذكر للمؤلف عمران بن محمد العمران أن ابن خميس كان منذ أواخر الستينيات الهجرية وأوائل السبعينيات يكتب أحيانًا في جريدة "البلاد السعودية" عندما كان عبدالله عريف يرأس تحريرها، وذكر الدكتور عبدالله الوهيبي في مقال له عن عبدالله بن خميس في كتاب "النهضة الأدبية في نجد" لحسن الشنقيطي (صدر عام 1950م)، أن له قصائد نشرت في تلك الحقبة في جريدة "المدينة المنورة"، ثم ذكر حمد الجاسر في ذكرياته الصحافية التي نشرها في "مجلة العرب" أن عبدالله بن خميس قد أشرف - في أثناء دراسته في كلية الشريعة بمكة المكرمة - على أعداد "مجلة اليمامة" التي طبعت في جدة، كما كان ابن خميس يكتب فيها منذ أن بدأت في الصدور في أواخر 1953م، وأخبر المؤلف عبدالعزيز المسند أنه وعبدالعزيز الرفاعي وعبدالغني قستي شاركوا عبدالله بن خميس في تصحيح جريدة "البلاد" في صيف عام 1954م، بعد تخرجهم في كلية الشريعة.

قد بدأ عبدالله بن خميس الشعر والنقد والكتابة مبكرًا، فإن الباحث لا يكاد يجد له إسهامات صحافية كبيرة في الصحف الصادرة في الستينيات والسبعينيات الهجرية، مما يدل على أنه لم يلج إلى عالم الكتابة الصحافية المحترفة إلا بعد صدور مجلة "الجزيرة"، لكنه ما إن برز اسمه كاتبًا وشاعرًا وأديبًا وباحثًا، ولا يمكن أن يكتب في قصائده دون نبرة الوطن التي تتواجد معه، يقول الدكتور عبدالله الحامد، في ورقة تحكي عن شعر الراحل الكبير عبدالله بن خميس، إن التجربة الشعرية عند ابن خميس خصبة غنية "فهو شاعر مطبوع، تشكلت روافد إبداعه الشعري من عوامل كثيرة منذ طفولته، وامتدت بامتداد طموحه حتى تداخلت تجاربه الشعرية في جميع مناسبات الإصلاح والبناء في بلاده، كما تمثل في تجاربه الشعرية المواقف الراهنة للأمة العربية والإسلامية، وجعلها ترفد مسعاه للاقتراب من النصر، وإعادة الأمجاد العريقة، وكان في جلّ تجاربه يستدعي الشواهد المضيئة للأمتين العربية والإسلامية؛ لتعضد فكره وقوله".

ويؤكد الدكتور الحامد أن الوطن تربع في جل نصوص ابن خميس، وأن محمولات الفن عنده تبدأ وتنتهي بهاجس الوطن، "لذا فإن الشعر الوطني حمل وثائق تاريخية"، تحكي مسيرة البلاد منذ التأسيس، ودائمًا ما تشير إلى ماضي الوطن، فيكتسب الشاعر من المقارنات صورًا شتى، يقيم عليها مسيرة وطنه، كما كان شعره سجلاً حافلاً لعهود مضيئة من تاريخ بلادنا الغالية، وتوثيقًا لمناسباتها حتى انتشرت كتاباته وأبحاثه في عدد كبير من المجلات المحلية والعربية ومن أبرزها: "اليمامة" و"المنهل" و"العرب" و"المجلة العربية" و"الدارة" و"الفيصل" و"الحرس الوطني" و"مجلة مجمع اللغة العربية" و"القافلة"، وغيرها، وقد اعترف في مقابلة أجرتها معه "المجلة العربية" في عدد 1999م بأنه كتب أحيانًا تحت اسم رمزي مستعار، كما أخبر المؤلف عمران ابن محمد العمران أنه كان يكتب بتوقيع "فتى اليمامة" عندما كان طالبًا في "دار التوحيد".

وكان تقاعده عام 1972 بداية رحلة جديدة ثرية من عمره المكتنز بالمنجزات، إذ تفرغ للبحث والتأليف، فأسس نادي الرياض الأدبي وكان أول من ترأسه عام 1975م، وعمل عضو في كل من: مجمع اللغة العربية بدمشق، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المجمع العلمي العراقي، مجلس الإعلام الأعلى، مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مجلس إدارة المجلة العربية، مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، جمعية البر بالرياض.

مؤلفات وكتابات

للشيخ عبدالله بن خميس برنامجه المعروف "من القائل؟"، الذي بدأ بثه في العام 1982 رافعًا من سقف الذائقة الثقافية لدى مستمعي إذاعة الرياض، بث منه أكثر من سبعين حلقة إذاعية على مدار أربعة أعوام، حاز خلالها البرنامج على عدد من الجوائز بفضل الأسلوب العلمي الذي انتهجه الأديب بن خميس، في بحثه وتأصيله لمقولات الشعر الذي يعشقه نبطيًّا وفصيحًا. كان لبرنامج "من القائل" شعبية كبيرة ليس على الصعيد المحلي فقط، بل وحتى عربيًّا، ذلك أنه كان يجيب عن أسئلة المستمعين حول قائل بعض الأبيات في الشعرين العربي والشعبي، وعمن تنسب إليه بعض الأمثال المشهورة في التراث العربي، ثم حرص على تدوين ما تضمنه البرنامج في كتاب مطبوع من أربعة أجزاء تزيد صفحاتها على 2500 صفحة، كما تم تنسيقها وطبعها في تسجيلات إذاعية بصوته، وذلك بالطبع إلى جانب ما كان يشارك فيه من أحاديث إذاعية أو تلفزيونية في مختلف المناسبات الوطنية.

وترك ابن خميس قائمة بـ24 عنوانًا لكتب ألفها، وهي: "الأدب الشعبي في جزيرة العرب"، "الشوارد" (ثلاثة أجزاء)، "المجاز بين اليمامة والحجاز"، "شهر في دمشق"، "على ربى اليمامة" (ديوان شعر)، "الديوان الثاني" (ديون شعر)، "راشد الخلاوي"، "بلادنا والزيت"، "من أحاديث السمر"، "معجم اليمامة" (جزآن)، "من جهاد قلم" (في النقد)، "من جهاد قلم" (محاضرات وبحوث)، "من جهاد قلم" (فواتح الجزيرة)، "الدرعية"، "أهازيج الحرب" أو "شعر العرضة"، "معجم أودية الجزيرة" (جزآن)، "مَن القائل؟" (أربعة أجزاء)، "تاريخ اليمامة" (سبعة أجزاء)، "معجم جبال الجزيرة" (خمسة أجزاء)، "رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح"، "جولة في غرب أمريكا"، "رمال الجزيرة" (الربع الخالي)، "تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات" (تخريج وتقديم)، "أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل" (إعداد).

وقد رصدت مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية (العدد الأول من سنتها السادسة، محرم – جمادى الآخرة 1421هـ) قائمة ببليوغرافية بأبرز آثاره.

الجوائز:

حصل ابن خميس على عدة جوائز وأوسمة تقديرًا لإسهاماته الكبرى على كافة الأصعدة، لعل أبرزها أنه كان أول من حصل على جائزة الدولة التقديرية للأدب، وذلك في العام 1982 قبل أن تتوقف حتى اليوم، وحصل كذلك على وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى مكرمًا كالشخصية الثقافية المكرّمة في مهرجان الجنادرية العام 2002 وكرمه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بوسام الشرف الفرنسي من درجة فارس، ووسام الثقافة التونسي الذي منحه إياه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

وحصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1410هـ / 1989م. كما حصل على وشاح فتح وميدالية من منظمة التحرير الفلسطينية.

ونال شهادة تكريم من أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بمناسبة الاحتفاء برواد العمل الاجتماعي من دول الخليج وذلك عام 1407هـ - 1987م.

وفاته:

توفي في يوم الأربعاء 15 جمادى الآخرة 1432 الموافق 18 أيار/مايو 2011 بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء.

وسيظل ما كتبه الشاعر والمؤرخ عبدالله بن خميس رحمه الله وغفر له، يتردّد في أرجاء بلاده والعالم اليوم وغدًا متناولاً ظاهرة التطرف والتكفير:

عـاثــوا   ولكنْ  لم  تَطْــل  أيـامُـهــم

                      فعِدادُ    أيامِ  الـبـغـاةِ   قــصِـارُ

سفكوا  دماءَ  الأبرياءِ  فـخــانَـهــم

                     لمـصـارع  الـسـوءِ  المـبيرِ  بَــوارُ

يا ويحَهم  لم  يعرفوا   أنّ  الحِمى

                     طَــوْدٌ  وأنّ  حـمــاتَـــه    أحـــرارُ

يا ويحَ  من  جـعَـل  الـديانَةَ  سُـلّـمـاً

                    تُـقْضى   بها   الثاراتُ  والأَوطـــارُ

ويخــوضُ  فـيـهـا  جـاهـلٌ  مـتَـــــأوّلٌ

                    تأبَى   فـجـاجــة   خَـوْضِهَ   الآثارُ

نكروا  على  سـنَنِ  الأئمِة  نَهْـجَـهم

                    وتأوَّلـوا   فِقْه   الحديثِ   فجــاروا

هــذا  ســبـيلٌ  للـخــوارجِ  قَـبْـلـهَـــــم

                 أغــراهُــــمُ   ورمــاهُــــمُ   الـغَـــرّارُ

قد  كـفّـروا  أهْـلَ  الـصـغائر  عنوةً

                فـالمـسلــمــونَ  -بزعْـمِـهـم-  كُــفّارُ

 


عدد القراء: 12093

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-