أحداث ثقافة وأدبية الباب: 90 يوما

نشر بتاريخ: 2023-06-01 08:33:06

فكر - المحرر الثقافي

من بداية شهر فبراير إلى نهاية شهر مايو 2023 كان هناك حراكًا ثقافيًا وأدبيًا ورحيل بعض رموز الثقافة والأدب والفكر على المستوى العربي والعالمي.

 

السعودية تعلن 2023 عامًا للشعر العربي

كانت أرض الجزيرة العربية مهدًا للشعر منذ مئات السنين، فمنها خرجت معلقات كبار الشعراء التي كانت ولا زالت شاهدة على لغة الضاد وعظمتها، وتحكي قصص العرب وأيامهم وتنقل إلى الأجيال اللاحقة سيرة أجدادهم وبراعتهم في الشعر الذي كان معشوقهم الأول.

ومن أجل الاحتفاء بالقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية على امتداد تاريخ العرب، فقد قرر مجلس الوزراء السعودي الموافقة على تسمية عام 2023 "عام الشعر العربي"، وذلك بهدف تعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي.

القرار السعودي يأتي تعزيزًا لمكانة الشعر العربي، حيث كان الشعر المنطلق من الجزيرة العربية الأكثر تأثيرًا في تاريخ العرب الثقافي والأكثر إنتاجًا للروائع الأدبية التي ما زالت راسخة في الحضارة الإنسانية.

وقال وزير الثقافة السعودي بدر بن عبد الله بن فرحان إن أرض الجزيرة العربية احتضنت منذ القدم أهم الشعراء في تاريخ الأدب العربي مثل امرئ القيس والأعشى والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم ولبيد بن ربيعة، معتبرًا أنها شكلت مصدر إلهام لأهم القصائد العربية الخالدة، مما جعلها مهد الشعر العربي كما كانت مهدا للحضارات.

وأضاف ابن فرحان -في تصريحات نشرتها الصحافة السعودية- أن مبادرة "عام الشعر العربي" ستكون مظلة جامعة لكل مظاهر الاحتفاء بهذا المكون الرئيسي في الثقافة العربية عموما والثقافة السعودية خصوصًا.

وأشار إلى أن المملكة ستشهد فعاليات وأنشطة على مدار العام بشراكة فاعلة من أفراد المجتمع وكافة الجهات المعنية، في سبيل إحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه، وقبل ذلك التأكيد على مرجعية السعودية باعتبارها راعية الثقافة العربية وداعمة لها.

وبحسب، وزير الثقافة ستعمل وزارة الثقافة في المملكة من خلال "عام الشعر العربي" على دعم الحالة الشعرية العربية، والاحتفاء بمبدعيها السابقين والمعاصرين، إلى جانب تسليط الضوء على الأنواع والأغراض الشعرية، وتعزيز حضورها في الحياة والمجتمع، وذلك من خلال مبادرات وأنشطة وفعاليات تُقام على مدار العام في قالب ثقافي متنوع وثري، وتجربة شاملة ومتكاملة تعزز مكانة الشعر العربي، مؤكدا أن إبداع الشعراء السعوديين يأتي امتدادا لتجربة أدبية أصيلة ذات عمق تاريخي كبير.

 

طرح رواية غير منشورة لغابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024

بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024، وفق ما أعلنت دار النشر "راندوم هاوس".

وأشارت الدار في بيان إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف "مئة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا"، سيكون متاحًا العام المقبل في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك، واعتبرت أن نشر الكتاب "سيشكل بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم للعام 2024".

والراوية التي تحمل عنوان "نلتقي في أغسطس" تمثل ثمرة "آخر جهود "الكاتب" في مواصلة الكتابة رغم الصعوبات"، وفقما نقل البيان عن أبنائه رودريغو وغونزالو غارسيا بارشا.

وللكاتب والصحافي غابرييل غارسيا ماركيز، المولود في السادس من مارس1927 في مدينة أراكاتاكا شمالي كولومبيا، عدد كبير من القصص القصيرة والروايات.

ويشير معهد سربانتس إلى أنّ ماركيز أكثر كاتب روايات إسبانية تُرجمت أعماله منذ بداية القرن الـ21، متقدمًا على التشيلية إيزابيل أليندي، والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا الحائز أيضًا على جائزة نوبل.

 

رحيل عالم الآثار السعودي د. عبدالرحمن الأنصاري

في 6 مارس 2023، توفي المؤرخ وعالم الآثار السعودي الدكتور عبدالرحمن الأنصاري، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعد الراحل الذي وُلد في المدينة المنورة عام 1935 من أوائل علماء الآثار والمؤرخين السعوديين، أسهم في تطوير الدراسات الأثرية في جامعة الملك سعود، وأسس أول قسم أكاديمي للآثار والمتاحف بها. كما اكتشف الموقع الأثري بقرية «الفاو» جنوب الجزيرة العربية، وأشرف على أعمال التنقيب فيه لأكثر من عقدين. وكان عضوًا بمجلس الشورى في دورتيه الأولى والثانية.

ومنحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسام الملك خالد من الدرجة الأولى، تقديرًا لجهوده المتميزة في أعمال التنقيب عن الآثار والتراث بالسعودية، حيث بذل دورًا كبيرًا ورائدًا طوال تاريخه العلمي والمهني، في استكشاف الكثير من المواقع الأثرية، وإبرازها للعالم كعمق حضاري ومكون أصيل في الثقافة الإنسانية.

وتقديرًا لمسيرته العلمية والمهنية، أطلق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني - حينها عام 2016 - جائزة باسمه لخدمة آثار المملكة، موضحًا أن الدكتور الأنصاري قدم اكتشافات عظيمة ومفيدة في التراث والآثار، بيد أن أهم اكتشافاته هو جيل الآثاريين الذين تتلمذوا على يديه، وسيكملون مسيرته.

ولد في 10 أكتوبر 1935 في المدينة المنورة في عام 1935، هو أستاذ الآثار السابق بجامعة الملك سعود. منذ العام 1966 وحتى العام 1999، وقد تقلد خلال تلك الفترة عدة مناصب ومهام،حيث عمل عميدًا لكلية الآداب في الفترة من 1971 وحتى 1972 وفي الفترة من 1988 وحتى 1994،كما عمل رئيسًا لقسم التاريخ من 1974 وحتى 1978 ورئيسًا لقسم الآثار والمتاحف من 1978 وحتى 1986.

يعد البروفيسور الأنصاري من أهم رواد العمل الأكاديمي في المملكة العربية السعودية، فقد أسس لدراسة علم الآثار فيها من خلال أخذه زمام المبادرة بإنشاء تخصص الآثار ضمن قسم التاريخ بجامعة الملك سعود ثم بإنشائه قسم الآثار والمتاحف بالجامعة ذاتها في العام 1978، وهو القسم الأكاديمي الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية.

من كتبه: (قرية الفاو: صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية) 1982، و(نجران: منطلق القوافل) 2003 ، و(العلا ومدائن صالح (الحجر): حضارة مدينتين) 2005.

 

رحيل المفكر الإسلامي والعالم الأزهري الدكتور إبراهيم الخولي

في 8 أبريل 2023، وبعد عمر مديد وحافل، رحل المفكر الإسلامي والعالم الأزهري الدكتور إبراهيم الخولي أستاذ البلاغة والنقد، تاركًا تراثًا كبيرًا خصوصًا من الحوارات والمناظرات التي يدافع فيها عن الدين الإسلامي عن عمر يناهز 93 عاما، وقالت إنها فقدت علما من أعلامها البارزين.

وتخرج الخولي من كلية اللغة العربية عام 1956، وعمل بالتدريس لأكثر من 10 سنوات، قبل أن يعود إلى كليته بوظيفة معيد، ويتدرج لاحقا في وظائف التدريس الجامعي.

أنتج الراحل العديد من المؤلفات خصوصًا في مجال البلاغة والنقد، لكن أبرز ما اشتهر به كان تلك الحوارات والمناظرات التي تناولت قضايا إسلامية وفكرية وثقافية.

وبعد رحيله عن الدنيا، نشرت كلية اللغة العربية بالقاهرة نبذة عنه، أشارت فيها إلى أنه ولد يوم 17 مايو/أيار 1929 في قرية القرشية بمركز السنطة- محافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، والتحق بمعهد دسوق الأزهري الابتدائي عام 1943، ثم التحق بمعهد طنطا الديني حيث نال شهادة الثانوية وكان ترتيبه الأول على طلاب الثانوية الأزهرية عام 1952.

عُين الفقيد معيدًا في قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة في القاهرة عام 1969، وحصل على درجة التخصص (الماجستير) في البلاغة والنقد عام 1972 عن رسالته "مكان النحو من نظرية النظم عند عبدالقاهر الجرجاني"، وعُيِّن مدرسًا مساعدًا في العام نفسه.

حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) عام 1978 عن رسالته "مقتضى الحال بين البلاغة القديمة والنقد الحديث" بتقدير مرتبة الشرف الأولى، وعُين مدرسًا في قسم البلاغة والنقد بالكلية في العام ذاته. ثم رُقِّي إلى درجة أستاذ مساعد عام 1985، ثم إلى درجة أستاذ عام 1994.

عمل الشيخ إبراهيم الخولي -رحمه الله- أستاذًا زائرًا بكلية التربية جامعة الملك عبد العزيز في مكة المكرمة عام 1980، ثم أُوفد إلى الجامعة الإسلامية بإسلام آباد (باكستان) من عام 1986 إلى 1988.

كتبه:

أثرى الدكتور إبراهيم الخولي المكتبة البلاغية والنقدية بعدد من المؤلفات، منها:

- مكان النحو من نظرية النظم عند عبدالقاهر الجرجاني، أطروحة درجة التخصُّص (الماجستير)، كلية اللغة العربية بالقاهرة.

- مقتضى الحال بين البلاغة القديمة والنقد الحديث، أطروحة درجة العالمية (الدكتوراه).

- منهج الإسلام في الحياة من الكتاب والسنّة.

- الجانب النفسي من التفكير البلاغي عند عبدالقاهر الجرجاني.

- لزوميات أبي العلاء: رؤية بلاغية نقدية.

- التّكرار بلاغة (بضمتين، وفتحتين).

- السنّة بيانًا للقرآن.

- التعريض في القرآن الكريم.

- متشابه القرآن.

 

رحيل الروائي الياباني كنزابورو أوي الحائز على جائزة نوبل للآداب عن 88 عامًا

في 3 مارس 2023، توفي الروائي كنزابورو أوي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1994، عن 88 عامًا، تاركًا نتاجًا أدبيًا دافع فيه عن الضعفاء وتناول سياسات بلاده وقصة ابنه المعاق.

وكان الروائي الياباني يبلغ 10 سنوات فقط عندما هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية. وكانت ذكرياته عن الحرب مصدر شقاء وألم له ومن بينها ذكرياته عن سؤاله يوميًا بالمدرسة عما إذا كان مستعدًا للتضحية بحياته من أجل الإمبراطور وشعوره بالخزي قبل نومه ليلاً عند إدراكه أنه ليس مستعدًا لذلك.

وكتب عن القصص المروعة التي صاحبت قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية، وروى كيف كانت الصدمة التي انتابته بعدما سمع عن تلك الأحداث مصدر إلهام له ليصبح كاتبًا.

ولم يكن يخشى أبدًا محاسبة بلده، وكان لاذعًا في انتقاداته لجهود رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي لإعادة النظر في دستور اليابان السلمي. وقال في مقابلة أجريت عام 2014 إن اليابان تحملت "بعض" المسؤولية في اندلاع الحرب.

وكان ابنه هيكاري المصاب بتلف في الدماغ مصدر إلهام قوي لكتاباته الأدبية، إذ كان لا يستطيع هيكاري التواصل مع أفراد أسرته لعدة سنوات ولكنه أصبح معروفًا كمؤلف موسيقي في شبابه. وقال أوي إن معظم كتاباته كانت محاولة لمنح هيكاري صوتًا.

 

رحيل الروائي التشيلي خورخي إدواردز فالديس

في 17 مارس 2023 توفي الروائي والناقد التشيلي المعروف خورخي إدواردز فالديس عن عمر يناهز 92 سنة، مخلّفا إرثًا سرديًا ونقديًا جعله واحدًا من أهم كتّاب أمريكا اللاتينية في القرن الـ20، حيث عرف بتميزه في كتابة الرواية والمذكرات والنقد، بالإضافة إلى تمرسه في العمل الصحفي والدبلوماسية.

ينحدر الروائي التشيلي من عائلة برجوازية، سمحت له بدراسة الأدب والقانون والتعرف على أهم الوجوه السياسية والأدبية في تشيلي وعلى رأسهم الشاعر بابلو نيرودا، الذي استدعاه مباشرة بعد أن أنهى دراسته الجامعية للعمل معه في السفارة التشيلية بباريس، لكنه سرعان ما اضطر عام 1973 إلى ترك العمل الدبلوماسي إثر الانقلاب الذي قاده بينوشيه وانتقل للعيش والعمل في إسبانيا التي كتب فيها أهم أعماله الأدبية على الإطلاق "ضيوف من حجر" (1978)، حيث قدم صورة دقيقة لمحنة مجموعة من الأصدقاء من الطبقة البرجوازية خلال حظر التجوال العسكري.

تدور أحداث كتابه السردي في حفلة عيد ميلاد أُقيمت في أكتوبر 1973، وظفها الكاتب لتفكيك رؤية هذه المجموعة الاجتماعية من الداخل، بحيث تواجه الماضي والحاضر والتناقضات والانشقاقات.

حصل على جائزة ثيربانتس سنة 1999، ومنحه ملك إسبانيا خوان كارلوس المواطنة الإسبانية سنة 2010.

 

رحيل الأديب والفنان عبدالرحمن مجيد الربيعي

في 20 مارس 2023 توفي في بغداد القاص والروائي والفنان التشكيلي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي عن عمر ناهز الـ83 عامًا بعد معاناة مع المرض.

ولد الربيعي في مدينة الناصرية في 12 أغسطس 1939، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في هذه المدينة ليكمل بعدها دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وألحقها بشهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة، كما حصل على إجازة جامعية في الفنون التشكيلية.

عمل الربيعي في البداية معلمًا للرسم في إحدى مدارس مدينته الناصرية، لكنه انتقل إلى بغداد ليعمل في صحفها بعد أن بدأ النشر مبكرًا في الصحف، سواء العراقية أو العربية ليكون بعد سنوات قليلة مشرفًا على الصفحة الثقافية في صحف، منها الأنبار والفجر الجديد.

أصدر الربيعي عددًا كبيرًا من الروايات، منها "الوشم" (1972)، و"الأنهار" (1974)، و"القمر والأسوار" (1974)، وأيضًا "الوكر" (1980)، و"خطوط الطول- خطوط العرض" (1983)، وغيرها. كما أصدر العديد من النتاجات الأدبية، منها في القصص "السيف والسفينة" (1966)، و"الظل في الرأس" (1968)، و"وجوه من رحلة التعب" (1969)، وكذلك "المواسم الأخرى" (1970)، وغيرها الكثير.

كتب الربيعي أيضًا الشعر وأصدر دواوين عدة، منها "للحب والمستحيل"، و"امرأة لكل الأعوام"، و"شهريار يبحر"، وكذلك "علامات على خارطة القلب"، و"ملامح من الوجه المسافر"، و"أسئلة العاشق".

كتب الربيعي أيضًا في النقد الأدبي، وصدرت له كتب، منها "أصوات وخطوات.. مقالات في القصة العربية"، و"رؤى وظلال"، و"من النافذة إلى الأفق"، وكذلك "من سومر إلى قرطاج".

 

رحيل آن بيري كاتبة الروايات البوليسية عن 84 عامًا

في 13 أبريل 2023، غيّب الموت كاتبة الروايات البوليسية البريطانية آن بيري عن 84 عامًا في لوس أنجلوس، وكانت صحتها في تدهور منذ عدة أشهر بعد أن أصيبت بنوبة قلبية في ديسمبر 2023. ولدت بيري في منطقة بلاكهيث، بمدينة لندن، في أكتوبر عام 1938، وانتقلت في البداية إلى جزر البهاما وهي في عمر الثامنة قبل أن تستقر في نيوزيلندا.

ونجحت الروائية التي أصدرت عددًا كبيرًا من الأعمال خلال مسيرتها وبيع أكثر من 25 مليون كتاب لها، في كتمان سرها على مدى عقود.

ففي العام 1954، كانت الكاتبة تبلغ 15 عامًا وكان اسمها جولييت هومليه، وتعيش في نيوزيلندا بجوار صديقتها المقرّبة بولين باركر. وعندما أعلمها والداها -اللذان كان في مرحلة الانفصال- بضرورة انتقالها للعيش في جنوب أفريقيا، أبدت أملها في أن تنتقل صديقتها معها، إلا أن والدة الأخيرة هونورا ماري باركر رفضت الأمر. فقررت المراهقتان أن تقتلا الوالدة لكي لا تبتعدان عن بعضهما، وقامتا بذلك على طريق معزول في كرايستشيرش النيوزلندية.

وأثار مقتل هونورا ماري التي تلقت 20 ضربة بحجرة كبيرة، صدمة في البلاد. وسُجنت المراهقتان لأنهما كانتا صغيرتين جدًا لتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهما.

وبعد 5 سنوات، أُطلق سراحهما، وغيّرت جولييت هومليه اسمها إلى آن بيري، وعملت لفترة مضيفة طيران، وعاشت لفترة في الولايات المتحدة، ثم استقرت في أسكتلندا.

وأصدرت أول كتاب لها في العام 1979، لتطلق به مسيرتها المهنية التي امتدت لمدة طويلة، وطُبعت لها سلسلة من الروايات تتمحور حول شخصيتي توماس بيت ووليام مونك.

وخلال تسعينيات القرن الماضي، كشفت وسائل إعلام اسم بيري الحقيقي وماضيها، في وقت تمّ فيه تناول قصّتها ضمن عمل سينمائي.

 

رحيل سلمى الخضراء الجيوسي عن 95 عامًا

في 20 أبريل 2023، توفيت الشاعرة والناقدة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي (1928 - 2023)، عن عمر ناهز 95 عامًا، في العاصمة الأردنية عمان. وقد كرست الجيوسي حياتها لنشر الفكر والثقافة والعربية.

وحررت الأديبة الراحلة بمجهودها الشخصي عشرات الموسوعات والكتب والدراسات بالإنجليزية لتعريف العالم الغربي بكنوز الحضارة العربية الإسلامية القديمة والحديثة.

والجيوسي -التي درست في السودان والجزائر وأمريكا- لطالما حلمت بأن تنجز تاريخ الشعر العربي منذ الجاهلية، وكانت مؤسسة قائمة بذاتها، وكان بيتها مركزًا للدراسات برفوفه وصناديقه التي تطوي مغاليقها على مشاريع وكتب.

ودرست الجيوسي الأدبين العربي والإنجليزي، وحصلت على الدكتوراه من جامعة لندن مطلع السبعينيات.

ومن دراساتها: الشعر العربي الحديث، أدب الجزيرة العربية، الأدب الفلسطيني الحديث، المسرح العربي الحديث، اتجاهات الشعر العربي الحديث. وكلها باللغة الإنجليزية.

مُنحت الجيوسي وسام القدس للثقافة والفنون سنة 1990، وجائزة الإنجاز الثقافي لمؤسسة العويس الثقافية 2007، وجائزة العويس 2006، وجائزة الشيخ زايد لشخصية العام 2020، وجائزة محمود درويش للإبداع 2023. وكانت أسّست في عام 1980 مشروع "بروتا" في أمريكا للتعريف بالآداب العربية، الذي ترجم عددًا كبيرًا من المؤلّفات السردية والشعرية العربية إلى الإنجليزية، وأشرفت على مشاريع كبيرة عن الحضارة الأندلسية، والأدب وحقوق الإنسان، والشعر العربي. ومن الجدير ذكره أنني أنجزت مشروع "عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين" لصالح مشروع بروتا، وتعاونا معًا في ذلك، وقد حصلت على حقوق نشر الطبعة العربية من المشروع الذي صدر في مجلدين كبيرين في عام 2001، وبطبعة ثانية في عام 2007.

من أعمالها: مجموعة شعرية الأولى "العودة من النبع الحالم" سنة 1960، ولم تنشر بعدها سوى قصائد متفرقة قامت بجمعها ونشرها عام 2021 في عنوان "صفونا مع الدهر" (الدار الأهلية للنشر، عمان). و"الشعر العربي الحديث" (1987)، و"أدب الجزيرة العربية" (1988)، و"الأدب الفلسطيني الحديث" (1992). الأعمال الموسوعية كتابها الضخم The Legacy of Muslim Spain 1992، وقد شارك فيه عدد كبير من المختصين بحضارة الأندلس، من أنحاء عديدة من العالم، وكتبت له سلمى مقدمة ضافية تلخص الدور الحضاري العالمي الذي لعبته الأندلس المسلمة طوال ثمانية قرون. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العربية، في جزأين، من قبل فريق من المترجمين، بإشراف سلمى الجيوسي، في عنوان "الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس" (1998 مركز دراسات الوحدة العربية) و"المسرح العربي الحديث" (1995)، و"مسرحيات عربية قصيرة" (2003)، و"الرواية العربية الحديثة" (2004)، إضافة إلى أعمال موسوعية أخرى، وترجمات لروايات ومسرحيات ومجموعات شعرية، أشرفت على ترجمتها، وكتبت مقدمات نقدية متميزة لها.

ونقلت إلى العربية عددًا من الأعمال الأدبية، والنقدية الكبيرة: "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" للويز بوغان (1960)، و"إنسانية الإنسان" لرالف بارتون باري (1961)، و"جوستين" و"بالتازار" (وهما الجزءان الأولان من "رباعية الاسكندرية" للورنس داريل 1962).


عدد القراء: 1340

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-