فن الشارع يغزو المتاحف بعدما زيّن جدران المدنالباب: فنون

نشر بتاريخ: 2017-02-03 12:53:06

فكر - المحرر الثقافي

يشق فن الشارع تدريجًا طريقه إلى المتاحف مع افتتاح أول مكان عرض دائم في باريس فيما تطرح تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يشكل اعترافًا بحركة ولدت قبل خمسين عامًا في الشارع.

ويرى بول اردين مؤرخ الفن المعاصر "ينظر إلى فن الشارع اليوم على أنه تجسيد للحرية، إلا أن في الأمر خطأً كبيرًا". ويشير هذا الخبير في فنون المدن أن صورة "الفنانين الذين لا يلجمهم شيء، ويعملون ليلاً مع احتمال أن توقفهم الشرطة" عائدة خصوصًا "إلى تخيلات".

وقد ولد فن الشارع في نهاية الستينيات مع رسوم في قطارات الأنفاق ثم الغرافيتي، وقد ارتبط لمدة طويلة بالتخريب والحركات الاحتجاجية، إلا أنه فقد منذ ذلك الحين جزءًا من سمعته المتفجرة هذه. وقد عزز هذا الميل مع فتح متاحف لهذا الفن في امستردام خصوصًا وفي سانت بطرسبرغ وفي برلين العام المقبل.

ويؤكد نيكولا لويرو-لاسير الذي أعار 150 عملاً من مجموعته الخاصة لتأسيس أول موقع مكرس لهذا الفن في باريس: "جوهر الستريت آرت هو الجدران المناضلة لكنه بموازاة ذلك ثمة عمل في المحترف".

جدران قاعات العرض

ويبيع الفنانون أعمالهم ليعتاشوا ويتمكنوا من السفر ليتركوا بصماتهم على الجدران في أنحاء مختلفة من العالم على ما يؤكد الخبير الشغوف بهذا الفن. وقد اختار البعض مثل فوتورا 2000 وهو من رواد الغرافيتي يعرض أعماله منذ الثمانينيات، عمدًا الانتقال من جدران الشوارع إلى جدران قاعات العرض.

وعلى مر السنين حقق لاسير مجموعة تضم لوحات السريغرافيا والصور وأعمال فنانين مثل شيبارد فيري (ملصق "هوب" لباراك أوباما) وبلو المعروف بأنه غطى أحد أعماله الجدارية في برلين بطلاء أسود حتى لا يساهم في المضاربات العقارية أو سبايس إنفايدر وأعماله الفسيفسائية.

ومن بين هؤلاء الفنانين، الكبيران بانكسي وجاي ار، فضلاً عن فنانين ناشئين لا يعرفهم الجمهور جيدًا.

فن الشارع .. موضع تنديد

وبعدما قدمت هذه الأعمال لفترة طويلة في معارض، ستعلق من الآن وصاعدًا على جدران المدرسة الرقمية التي أسّسها كزافييه نيل مؤسس شركة خدمات الهاتف "فري" وهو سابع أغنى شخص في فرنسا.

وهو خيار خارج عن الدروب المطروقة. ففي وسط صفوف الدراسة علقت أعمال تبلغ قيمتها آلاف عدة من اليوروهات، ويمكن لمحبي هذا الفن أن يطلعوا عليها مجانًا خلال زيارات منظمة. وتقوم الفكرة على اكتشاف الأعمال والمكان على حد سواء.

وترى ماغدا دانيش وهي صاحبة صالة عرض للفن المعاصر في باريس وشنغهاي، أن فن الشارع لا يزال يعاني برغم هذه الواجهة الجديدة، من "نبذ معين من المؤسسات" مضيفة "فعلى صعيد الاعتراف، ما زلنا ننتظر المعرض الكبير حول هذا الموضوع". وتؤكد "فن الشارع لا يقتصر على ثلاثة رسوم غرافيتي في أرض خلاء. إنه ظاهرة فنية نجحت في تزيين كل جدران العالم".

فن الشارع

وأمام هذا التحفظ "كلما تحدثنا عن فن الشارع، تحسنت الأمور"، على ما يؤكد مهدي بن شيخ وهو صاحب صالة فنية، ويقف وراء فكرة "تور باري 13" المبنى الذي حول الى معرض كبير عابر في العام 2014 ضم نحو مئة فنان قبل أن يهدم.

ويشدد ابن شيخ الذي ساهم أيضًا في إحياء بلدة تونسية من خلال مشروع "جربة هود"، على أن "الوقت لم يحن تمامًا لتعليب فن الشارع". وهو لا يزال يفضل الشارع ويكثر من المشاريع في الدائرة 13 من باريس، حيث يقيم.

وتؤكد ماغدا دانيش أن "الشارع يبقى أساسيًّا لهؤلاء الفنانين ومصدر إلهامهم. ثمة الكثير من الأماكن في العالم حيث فن الشارع لا يزال غير مشروع" أو موضع تنديد.


عدد القراء: 7160

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-