لماذا يمر الزمن أحيانًا سريعًا؟الباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2018-02-11 22:57:05

فكر - المحرر الثقافي

نتعرض دائمًا لمشاعر متنوعة تجاه الزمن من الشعور بسرعته الشديدة أو العكس رغم أن الساعة هي نفسها لم تتغير والوقت هو نفسه ولكن ما تفسير مشاعرنا هذه؟

وفقًا لمجلة "الكونفرزيشن" الأسترالية هناك العديد من المواقف التي يشعر المتعرضون لها بأن الوقت يمر خلالها ببطء شديد على الرغم من تنوع الظروف المحيطة التي يمكن تصنيفها إلى 6 مواقف عرفت ببطء الوقت:

1 - المعاناة الشديدة: التعذيب والشعور بالآلام النفسية.

2 - العنف والخطر: على سبيل المثال، الجنود عادة ما يصفون الوقت بأنه بطيء في أوقات القتال.

3 - الانتظار والملل: الحبس الانفرادي وهو النسخة المتطرفة لهذا التصنيف.

4 - الوقوع تحت تغير في حالة الإدراك: تأثير المخدرات.

5 - المستويات العالية من التركيز والتأمل: يمكنها أن تؤثر على مرور الوقت من المنظور الشخصي.

6 - الصدمة: يمكن أن يبطئ تصورنا للوقت عندما نفعل شيئًا ما للمرة الأولى أو شيئًا جديدًا مثل تعلم مهارة صعبة.

ما هو تفسير هذا البطء؟

تتشابه كل الوحدات الزمنية قياسيًّا، ولكن تختلف وحدات الزمن القياسية فيما أطلق عليه كثافة الخبرة البشرية، وهو حجم المعلومات الموضوعية أو غير الموضوعية التي يحملونها، على سبيل المثال، تكون كثافة الخبرة عالية موضوعيًّا، عندما يحدث شيء عظيم مثل حالات القتال، إلا أن كثافة الخبرة قد تصل أيضًا إلى مستوى مساو عندما لا يحدث شيء تقريبًا، لأن هذه الفترة من الزمن، والتي تبدو «فارغة».

كيف يمر الوقت سريعًا؟

عندما تنخفض كثافة الخبرة لكل وحدة زمن قياسية بشكل غير طبيعي، انضغاط الوقت هذا يحدث عندما ننظر إلى الماضي البعيد أو حتى القريب، وهناك حالتان أساسيتان تضغط إدراكنا بالوقت:

الحالة الأولى:

المهام الروتينية، فعندما نتعلم القيام بهذه المهام، يتطلب ذلك كامل انتباهنا، لكن بعد أن تصبح مهامًا اعتيادية، سننخرط في مثل هذه الأنشطة دون تكريس الكثير من الانتباه لما نفعله، وبالتالي فإن الوقت يمر سريعًا.

الحالة الثانية:

تلاشي الذاكرة العرضية - ذاكرة أحداث السيرة الذاتية - والذي يجعل الزمن يبدو وكأنه مرّ سريعًا. وهو شيء يؤثر علينا جميعًا طوال الوقت؛ إذ تتلاشى ذكرياتنا عن الأحداث الروتينية التي تملأ أيامنا بمرور الوقت.

الوقت لا يزال يحكم

نحن لا نشعر بسرعة أو ببطء مرور الوقت، ففي ظل الظروف العادية، 10 دقائق وفقًا للساعة، نشعر بها كما هي، فعندما تتفق مع شخص ما أن تقابله بعد عشر دقائق، تصل تقريبًا في الوقت المحدد دون النظر في الساعة، يحدث ذلك لسبب واحد، وهو أننا تعلمنا ترجمة خبراتنا إلى وحدات زمنية قياسية، والعكس صحيح.

شيء واحد فحسب بإمكانه أن يغير الروتين - كيوم استثنائي حافل بالعمل، أو استراحة لاسترجاع أحداث العام الماضي- سوف يقلل من الكثافة المعتادة للخبرة لكل وحدة زمنية قياسية، ويترك لنا انطباعًا بأن ذلك الوقت قد مرّ سريعًا بالفعل.


عدد القراء: 7160

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-