جولة في مدينة ميونيخ الروح البافاريةالباب: معالم وحضارات

نشر بتاريخ: 2016-02-15 11:39:35

فكر - المحرر الثقافي

هي ثالث أكبر مدن ألمانيا وعاصمة ولاية بافاريا. تقع المدينة في جنوب ألمانيا على نهر إيسار على بعد حوالي ساعة بالسيارة من جبال الألب. تدعى أحيانا بالعاصمة الخفية لألمانيا.

تؤكد الخلاصة الشائعة بأن ولاية بافاريا بتاريخ مملكتها العريقة، تنفرد بكيان وهوية خاصة عن بقية ألمانيا، وهي الولاية الأكثر ثراء ومساهمة في الاقتصاد الألماني، الأكثر متانة في العالم.

عند وصولك لمطار ميونيخ تشاهد ما يقدمه من خلاصة لكفاءة الماكنة الألمانية، برحابة فضاءاته المفتوحة والتوظيف الدقيق للمساحات من أجل أقصى انسياب وراحة لعبور العدد الكبير من المسافرين، الذي يصل إلى 35 مليونا سنويًّا.

تشتهر ميونيخ عالميًّا بأنها مدينة ثقافية عالمية الطابع، إذ إنها تمتلك مئات المتاحف والمعارض الفنية، والقصور الأثرية، والكثير من الكنوز الثقافية والفنية التي تجعل منها من البقاع المميزة على مستوى العالم. ومن المعالم الشهيرة هناك المسرح الوطني (Nationaltheater) ومبنى بلدية ميونخ القديم (Altes Rathaus ألتس رات هاوس) ومكتب تسجيل الاختراعات الألماني ومكتب تسجيل الاختراعات الأوروبي ومبنى بلدية ميونيخ الجديد وصالة فيلدهيرن وملعب أليانز ارينا والكثير من الأماكن التي تشمل كل جوانب الحياة.

وعند التجول في شوارع المدينة، تلاحظ أن ملامح غالبية سكانها تختلف عن بقية سكان ألمانيا، إذا أن معظمهم من أصول سيلتية ورومانية، وملامحهم من ملامح سكان حوض البحر المتوسط، برغم اختلاطهم بهجرات القبائل الجرمانية.

وعند التجوال في المدينة تشاهد هناك العشرات من المطاعم العملاقة، وصولاً إلى مركز ومعرض شركة بي.أم.دبليو، الذي يستقبل نحو 2.3 مليون زائر سنويًّا، ليكون أكثر معلم سياحي استقبالاً للزوار في ألمانيا.

ومن أقدم هذه الفنادق في العالم، وأكثرها فخامة حتى اليوم، وهو فندق بايريشير هوف Bayerischer Hof الذي أقام فيه جميع الملوك والقياصرة والرؤساء الذين زاروا ميونيخ منذ عام 1841.

وتوفر الجولة السياحية في الفندق الشاسع الذي يضم 340 غرفة وجناحًا، مقسمة إلى 15 فئة، إطلالة فريدة على تاريخ الولاية، من خلال قصص الزعماء الذين أقاموا فيه والأعمال الفنية الفريدة والتصاميم النادرة.

لا يمكن اكتمال زيارة ميونيخ دون زيارة قصور مملكة بافاريا التي تعود إلى نحو ألف عام، وبلغت أوج تاريخها في القرن التاسع عشر، لتنتهي بنهاية الحرب العالمية وقيام الجمهورية الألمانية، ولايزال لها أمير هو لويتبولد أوف بافاريا، من أسرة فيتلزباخ، التي حكمت بافاريا لأكثر من 8 قرون.

كما لاتزال العائلة الملكية تحتفظ بمكانة رمزية، إضافة إلى الإقامة في 3 من قصورها التاريخية، في حين آلت القصور الأخرى ويصل عددها إلى 70 قصرًا إلى الحكومة المحلية، لتتحول إلى متاحف تستقطب السياح من أنحاء العالم.

وتنافس ميونيخ بتلك القصور، أكبر المدن الأوروبية الرئيسية، خاصة أنها تضم التاريخ الفريد لولاية بافاريا، التي كانت لأوقات طويلة من أكثر بقاع أوروبا ازدهارًا وخاصة في القرن التاسع عشر.

منها قصر ريزيدينز الكبيرافتتح المجمع في العام 1385م على طرف بلدة ميونخ القديمة، ويصنف من بين أهم المتاحف في أوروبا للتصميم الداخلي. وكونه مر بالعديد من التوسيعات، يضم المتحف أيضًا الخزينة ومسرح كافيليوس على نمط الروكوكو الرائع. ومن القصور الموجودة في ميونخ والقريبة من قصر ريزيدينز هناك قصر بورشا وقصر بريسنغ وقصر هولنشتين وقصر الأمير كارل .

ويعد قصر نيمفينبورغ، الذي كان مقرًّا للحاكم البافاري "فيتلسباخ" لسنوات طويلة، أهم مقصد سياحي في المدينة. وأكثر ما يلفت الانتباه إلى مبنى القصر هو الحدائق الشاسعة التي تضم عددًا من نافورات المياه وجداول المياه وقلاع صغيرة متوارية في جنبات الحدائق الخلفية. وفي المنطقة الشمالية لميونيخ يقع قصر "شلايس هايم" الذي تم تشييده على طراز الباروك المعماري، حيث نلمس هنا كل أنواع وألوان ترف وبذخ الحياة الملكية. وقد شهد القرن الثامن عشر بناء هذا القصر الذي كان مقرًّا صيفيًّا لأمير بافاريا. وفي وسط ميونيخ بالقرب من دار الأوبرا، يقع "قصر ميونيخ" وهو مقر الإقامة الشتوية سابقًا، والذي تم بناؤه وترميمه وتجديده وإعادة بنائه على مدار الخمسة قرون الماضية. ويُعد هذا القصر، الذي يتألف من مجموعة من البنايات، من أعظم القصور في أوروبا ويضم عددًا من الكنوز التي لا تقدر بثمن. كما يوجد في المناطق المحيطة بمدينة ميونيخ عدد كبير من القصور الشهيرة، والتي تستحق بلا شك الزيارة. ويمكن زيارة هذه القصور في يوم واحد، حيث يستطيع الزائر الوصول إليها في مدة تتراوح بين ساعة وساعتين من الزمن.

ويصاب الزائر بمفاجأة كبرى حين يعلم أن معظم تلك القصور دمرت بالكامل خلال الحرب العالمية الثانية، لتتم إعادة بنائها بالأحجار نفسها وبأدق مواصفاتها الأصلية، لتختفي جميع آثار إعادة الإعمار.

المتحف الألماني:

 يعد المتحف الألماني من أقدم متاحف التاريخ الطبيعي والتقني وأكبر متاحف العالم، حيث إن مساحته تبلغ حوالي 50 ألف متر مربع، كما أنه من المتاحف التي تتمتع بأكبر عدد من الزائرين. ويضم سفن شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل، وأناس آليين مستخدمين في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها الكثير.

وعند زيارتك لميونيخ لا بد من زيارة متحف بافاريا القومي (Bavarian National Museum) الذي يحتوي على القطع الأثرية تعود إلى عدة عصور كالعصر القوطي وعصر الباروك والروكوكو وعصر النهضة. كما يضم العديد من التحف والأعمال الفنية المصنوعة من العاج. وتضم المقتنيات المتنوعة بالمتحف مشغولات فنية يدوية وتراثية وأعمالاً فنية من خارج ولاية بافاريا.

متحف مدينة ميونيخ (Munich City Museum) الذي يقام في هذا المتحف العديد من المعارض المؤقتة والدائمة التي تتيح الاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخ المدينة. كما تقام فيه معارض خاصة حول تاريخ الحضارات والثقافات المختلفة. تشمل نشاطات المتحف نطاقًا فنيًّا واسعًا، سواء أكان الأمر يتعلق بفن التصوير الفوتوغرافي أو فن الأزياء والإكسسوارات أو فن العمارة أو اللوحات الفنية والنحت والأشغال اليدوية أو الآلات الموسيقية.

متاحف اللوحات الفنية (Art Galleries) تضم ميونخ العديد من المتاحف الفنية، بداية بالمتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع بارر شتراسه في منطقة شفابينج؛ حيث يضم المتحف القديم أكثر من 800 لوحة من أعمال أشهر الفنانين الأوروبيين، ومنهم تيزيان وجيوتو وروبنز ورمبراندت. وعلى أمتار قليلة منه يقع المتحف الجديد الذي يحتوي على مجموعة مهمة من الأعمال الفنية الأوروبية من نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين، ومنها على سبيل المثال لوحات لفان جوخ ومونيه. وعلى أمتار قليلة منه يقع المتحف الجديد الذي يحتوي على مجموعة مهمة من الأعمال الفنية الأوروبية من نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين، ومنها على سبيل المثال لوحات لفان جوخ ومونيه وديغاس وغوغان وسيزان. أما المتحف الثالث فهو متحف الفن الحديث الذي افتتح عام 2002، والذي يعطي فكرة شاملة عن أعمال الفن التصويري والتشكيلي والتطبيقي في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

دار الفن تقوم دار الفن، التي تقع بجوار الحديقة الإنجليزية، بعرض مقتنيات فنية وتاريخية ترجع إلى مختلف العصور الفنية. وقد اكتسب المبنى الذي تم بناؤه عام 1937 شهرة كبيرة أثر قيامه، عقب استيلاء أدولف هتلر على السلطة، بعرض مجموعة الأعمال التي قدمت تحت اسم "فن بلا قيمة فنية". أما اليوم فتقوم دار الفن بعرض الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء العالم.

متحف بي إم دبليو (BMW) يوجد قرب مبنى برج بي إم دبليو ويعرض في هذا المتحف كل شيء أنتجته بي إم دبليو من سيارة الديكسي (Dixie) من أيام ما قبل الحرب وسيارة الإزيتا (Isetta) الفقاعية وسيارة السبق. معروض أيضًا تشكيلة هائلة من المحركات والآلات الهوائية والدراجات النارية والسيارات من كل الأنواع. باريس- داكار (Paris-Dakar) مركونة بكل فخر إلى جانب دراجات السبق التاريخية من أيام ما قبل الحرب، سيارات سياحية إلى جانب ماكينات الفورميولا وان، منتجات مميزة ومحدودة مثل بي إم وي آرت كارس (BMW Art Cars) التي صممت من قبل فنانين مشهورين في الـ 41 سنة الماضية إلى جانب سيارات من أفلام هوليوود. كل هذا وأكثر من 400 نوع وتصميم توفر ذهول وتعمق في تاريخ الهندسة والإنتاج وفي تقاليد بي إم وي إلى يومنا هذا.

مبنى لنباخ وفن العمارة:

 مبنى لنباخ هو أحد المنازل الذي تم بناؤه للرسام "فرانس فون لنباخ" على الطراز التوسكاني في القرن التاسع عشر، ويضم عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مجموعة الفنانين التعبيريين "الفرسان الزرق". بالإضافة إلى الاستمتاع بمشاهدة لوحات كبار الفنانين من أمثال بول كليه وفرانس مارك وأوجست ماكا أو فاسيلي كاندينسكي. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم المتحف منذ سبعينيات القرن الماضي بجمع الأعمال الفنية التي تؤرخ لحركة تطور الفن المعاصر، ولذا فإن المتحف يضم أعمالاً لأكثر الفنانين تأثيرًا على الحركة الفنية في العالم من أمثال يوسف بويز وآندي وارهول وأنسليم كيفر ودان فلافين وجيف وول. كما يفسح المتحف بأقسامه المتعددة المجال ليس فقط لعرض الأعمال الفنية المشهورة، بل أنه يعرض أيضًا أعمال الفنانين المعاصرين التي تلقى أعمالهم اهتمام الرأي العام.


عدد القراء: 7469

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-